المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب تحزيب القرآن - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٦

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الاسْتِسْقَاءِ

- ‌1 - باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌2 - باب فِي أي وَقْتٍ يُحَوِّلُ رِداءَهُ إِذا اسْتَسْقَى

- ‌3 - باب رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي الاسْتِسْقاءِ

- ‌4 - باب صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌5 - باب مَنْ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ

- ‌6 - باب القِراءَةِ فِي صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌7 - باب يُنادَى فِيها بِالصَّلاةِ

- ‌8 - باب الصَّدَقَةِ فِيها

- ‌9 - باب العِتْقِ فِيهِ

- ‌10 - باب منْ قَالَ يرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ

- ‌11 - باب الصَّلاةِ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَنَحْوِها

- ‌12 - باب السُّجُودِ عِنْدَ الآيَاتِ

- ‌[كِتَابُ صَلَاةَ السَّفَرِ]

- ‌1 - باب صَلاةِ المُسافِرِ

- ‌2 - باب مَتَى يُقْصِرُ المُسافِرُ

- ‌3 - باب الأَذانِ فِي السَّفَرِ

- ‌4 - باب المُسافِرِ يُصلِّي وَهُوَ يَشُكُّ في الوَقْتِ

- ‌5 - باب الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ

- ‌6 - باب قِصَرِ قِراءَةِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌7 - باب التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

- ‌8 - باب التَّطَوُّعِ عَلَى الرّاحِلَةِ والوِتْرِ

- ‌9 - باب الفَرِيضَةِ عَلَى الرَّاحِلَةِ مِنْ عُذْرٍ

- ‌10 - باب مَتَى يُتِمُّ المُسافِرُ

- ‌11 - باب إِذَا أَقامَ بِأَرْضِ العَدُوِّ يَقْصُرُ

- ‌12 - باب صَلاةِ الخَوْفِ

- ‌13 - باب مَنْ قَالَ: يَقُومُ صَفٌّ مَعَ الإِمَامِ وَصَفٌّ وِجاهَ العَدُوِّ فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُ قائِمًا حَتَّى يُصَلِّيَ الذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ فَيَصُفُّونَ وِجاهَ العَدُوِّ، وَتَجِيءُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَثْبُتُ جالِسًا فَيُتِمُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ جَمِيعًا

- ‌14 - باب مَنْ قَالَ: إِذَا صَلَّى رَكْعَةً وَثَبَتَ قَائِمًا أَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمُوا ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا وِجاهَ العَدُوِّ واخْتُلِفَ فِي السَّلامِ

- ‌15 - باب مَنْ قَالَ يُكَبِّرُونَ جَمِيعًا وَإِنْ كَانُوا مُسْتَدْبِرِي القِبْلَةِ ثُمَّ يُصَلِّي بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَأْتُونَ مَصافَّ أَصْحابِهِمْ وَيَجِيءُ الآخَرُونَ فَيَرْكَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ يُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ تُقْبِلُ الطَّائِفَةُ التِي كَانَتْ مُقابِلَ العَدُوِّ فَيُصَلُّونَ لأَنَفُسِهِمْ رَكْعَةً والإِمامُ قاعِدٌ ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ كُلِّهِمْ جَمِيعًا

- ‌16 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ ركْعَةً؟ ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقُومُ كُلُّ صَفٍّ فَيُصَلُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً

- ‌17 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَيَقُومُ الذِينَ خَلْفَهُ فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً، ثُمَّ يَجِيءُ الآخَرُونَ إِلَى مَقامِ هؤلاء فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً

- ‌18 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً وَلا يَقْضُونَ

- ‌19 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ

- ‌20 - باب صَلاةِ الطَّالِبِ

- ‌[كِتَابُ التَّطُّوُعِ]

- ‌ أبواب صلاة التطوع

- ‌1 - باب التَّطَوُّعِ وَرَكَعَاتِ السُّنَّةِ

- ‌2 - باب رَكْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌3 - باب فِي تَخْفِيفِهِمَا

- ‌4 - باب الاضْطِجَاعِ بَعْدَهَا

- ‌5 - باب إِذَا أَدْرَكَ الإِمَامَ وَلَمْ يُصَلِّ ركْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌6 - باب مَنْ فاتَتْهُ مَتَى يَقْضِيهَا

- ‌7 - باب الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ وبَعْدَها

- ‌8 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ العَصْرِ

- ‌9 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ

- ‌10 - باب مَنْ رَخَّصَ فِيهِما إِذا كَانَتِ الشَّمْسُ مُرْتَفِعَةً

- ‌11 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ المَغْرِبِ

- ‌12 - باب صَلاةِ الضُّحَى

- ‌13 - باب فِي صَلاةِ النَّهارِ

- ‌14 - باب صَلاةِ التَّسْبِيحِ

- ‌15 - باب ركْعَتَيِ المَغْرِبِ أَيْنَ تُصَلَّيانِ

- ‌16 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العِشاءِ

- ‌أبواب قيام الليل

- ‌17 - باب نَسْخِ قِيامِ اللَّيْلِ والتَّيْسِيِر فِيهِ

- ‌18 - باب قِيامِ اللَّيْلِ

- ‌19 - باب النُّعاسِ فِي الصَّلاةِ

- ‌20 - باب مَنْ نامَ عَنْ حِزْبِهِ

- ‌21 - باب مَنْ نَوَى القِيَامَ فَنَامَ

- ‌22 - باب أَيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ

- ‌23 - باب وَقْتِ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ

- ‌24 - باب افْتِتاحِ صَلاةِ اللَّيْلِ بِرَكْعَتَيْنِ

- ‌25 - باب صَلاةِ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌26 - باب فِي رَفْعِ الصَّوْتِ بِالقِراءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌27 - باب فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌28 - باب ما يُؤْمَرُ بِهِ مِنَ القَصْدِ فِي الصَّلاةِ

- ‌[كِتَابُ شَهْرِ رَمَضَانَ]

- ‌1 - باب فِي قِيامِ شَهْرِ رَمَضانَ

- ‌2 - باب فِي لَيْلَةِ القَدْرِ

- ‌3 - باب فِيمنْ قَالَ لَيْلَةُ إِحْدى وَعِشْرِينَ

- ‌4 - باب مَنْ رَوى أَنَّها لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ

- ‌5 - باب مَنْ روى فِي السَّبْعِ الأَواخِر

- ‌6 - باب مَنْ قَالَ سبْعٌ وَعِشْرُونَ

- ‌7 - باب مَنْ قَالَ هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ

- ‌8 - باب فِي كَمْ يُقْرَأُ القُرْآنُ

- ‌9 - باب تَحْزِيبِ القُرْآنِ

- ‌10 - باب فِي عَدَدِ الآي

الفصل: ‌9 - باب تحزيب القرآن

‌9 - باب تَحْزِيبِ القُرْآنِ

1392 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، أَخْبَرَنا ابن أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابن الهادِ قَالَ: سَأَلَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ فَقَالَ لِي: فِي كَمْ تَقْرَأُ القُرْآنَ فَقُلْتُ: ما أُحَزِّبُهُ. فَقَالَ لِي نَافِعٌ: لا تَقُلْ ما أُحَزِّبُهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَرَأْتُ جُزْءًا مِنَ القُرْآنِ". قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ ذَكَرَهُ عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ (1).

1393 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، أَخْبَرَنا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ ح، وحَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنا أَبُو خالِدٍ - وهذا لَفْظُهُ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى عَنْ عُثْمانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ جَدِّهِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ فِي حَدِيثِهِ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ - قَالَ قَدِمْنا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ قَالَ: فَنَزَلَتِ الأَحْلافُ عَلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَنْزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنِي مالِكٍ فِي قُبَّةٍ لَهُ. قَالَ مُسَدَّدٌ: وَكَانَ فِي الوَفْدِ الذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: كَانَ كُلَّ لَيْلَةٍ يَأْتِينا بَعْدَ العِشاءِ يُحَدِّثُنا.

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى يُراوِحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ مِنْ طُولِ القِيامِ وَأَكْثَرُ ما يُحَدِّثنا ما لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ يَقُولُ لا سَواءً كُنّا مُسْتَضْعَفِينَ مُسْتَذَلِّينَ - قَالَ مُسَدَّدٌ: بِمَكَّةَ - فَلَمَّا خَرَجْنا إِلَى المَدِينَةِ كَانَتْ سِجالُ الحَرْبِ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ نُدالُ عَلَيْهِمْ وَيُدالُونَ عَلَيْنا فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةً أَبْطَأَ عَنِ الوَقْتِ الذِي كَانَ يَأْتِينا فِيهِ فَقُلْنا: لَقَدْ أَبْطَأْتَ عَنّا اللَّيْلَةَ. قَالَ إِنَّهُ طَرَأَ عَلي جُزْئِي مِنَ القُرْآنِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيءَ حَتَّى أُتِمَّهُ. قَالَ أَوْسٌ سَأَلْتُ أَصْحابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُحَزِّبُونَ القُرْآنَ؟ قَالُوا: ثَلاثٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدى عَشْرَةَ وَثَلَاثَ عَشْرَةَ وَحِزْبُ المُفَصَّلِ وَحْدَهُ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ أَتَمُّ (2).

(1) رواه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 131.

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1259).

(2)

أخرجه ابن ماجه (1345)، وأحمد 4/ 9، والطبراني في "المعجم الكبير"(599)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1578). =

ص: 683

1394 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ المِنْهالِ، أَخْبَرَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، أَخْبَرَنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي العَلاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي: ابن عَمْرٍو - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاثٍ"(1).

1395 -

حَدَّثنا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ عَنْ سِماكِ بْنِ الفَضْلِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي كَمْ يَقْرَأُ القُرْآنَ قَالَ:"فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا". ثُمَّ قَالَ: "فِي شَهْرٍ". ثُمَّ قَالَ: "فِي عِشْرِينَ". ثُمَّ قَالَ: "فِي خَمْسَ عَشْرَةَ". ثُمَّ قَالَ: "فِي عَشْرٍ". ثُمَّ قَالَ: "فِي سَبْعٍ". لَمْ يَنْزِلْ مِنْ سَبْعٍ (2).

1396 -

حَدَّثَنا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ إِسْرائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ والأَسْوَدِ قالا أَتَى ابن مَسْعُودٍ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي أَقْرَأُ المُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ: أَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ لكن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ النَّظائِرَ السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ الرَّحْمَنَ والنَّجْمَ فِي رَكْعَةٍ واقْتَرَبَتْ والحاقَّةَ فِي رَكْعَةٍ والطُّورَ والذّارِياتِ فِي رَكْعَةٍ وَ {إِذَا وَقَعَتِ} وَ {ن} فِي رَكْعَةٍ وَ {سَأَلَ سَائِلٌ} و {وَالنَّازِعَاتِ} فِي رَكْعَةٍ وَ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} و {عَبَسَ} فِي رَكْعَةٍ والمُدَّثِّرَ والمُزَّمِّلَ فِي رَكْعَةٍ وَ {هَلْ أَتَى} وَ {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} فِي رَكْعَةٍ. وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} و {وَالْمُرْسَلَاتِ} فِي رَكْعَةٍ والدُّخانَ وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} فِي رَكْعَةٍ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هذا تَأْلِيفُ ابن مَسْعُودٍ رحمه الله (3).

= وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(246).

(1)

أخرجه الدارمي في "سننه"(1493)، وابن حبان في "صحيحه"(758) من طريق محمد بن المنهال به. وأخرجه الترمذي (2949)، وابن ماجه (1347) من طريق قتادة بنحوه. وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(1260): إسناده صحيح ..

(2)

رواه الترمذي (2947).

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1261).

(3)

رواه البخاري (775، 4996)، ومسلم (822).

ص: 684

1397 -

حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْراهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ سَأَلْتُ أَبا مَسْعُودٍ وَهُوَ يَطُوفُ بِالبَيْتِ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ"(1).

1398 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ، أَخْبَرَنا عَمْرٌو أَنَّ أَبا سَوِيَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابن حُجَيْرَةَ يُخْبِرُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قامَ بِعَشْرِ آياتٍ لَم يُكْتَبْ مِنَ الغافِلِينَ وَمَنْ قامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القانِتِينَ وَمَنْ قامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطَرِينَ".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ابن حُجَيْرَةَ الأَصْغَرُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ (2).

1399 -

حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى البَلْخِيُّ وَهارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قالا، أَخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ القِتْبانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَقْرِئْنِي يا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ:"اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَواتِ الرّاءِ". فَقَالَ: كَبِرَتْ سِنِّي واشْتَدَّ قَلْبِي وَغَلُظَ لِسانِي. قَالَ: "فاقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَواتِ حم". فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ. فَقَالَ: "اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنَ المُسَبِّحاتِ". فَقَالَ مِثْلَ مَقالَتِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ يا رَسُولَ اللهِ أَقْرِئْنِي سُورَةً جامِعَةً. فَأَقْرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} حَتَّى فَرَغَ مِنْها. فَقَالَ الرَّجُلُ: والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لا أَزِيدُ عَلَيْها أَبَدًا ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ". مَرَّتَيْنِ (3).

* * *

(1) رواه البخاري (5008، 5009)، ومسلم (807، 808).

(2)

رواه ابن خزيمة 2/ 181 (1144)، وابن حبان 6/ 310 (2572).

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1264).

(3)

رواه أحمد 2/ 169، والبزار 6/ 429 (2459)، والنسائي في "الكبرى" 5/ 16 (8027)، 6/ 180 (10552)، والحاكم 2/ 532.

وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(247).

ص: 685

باب تحزيب القرآن

[1392]

(حدثنا (1) محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد (بن فارس)(2) بن ذؤيب الذهلي (3) أحد الأعلام، ومحمد بن يحيى له "مسند الزهري" في نحو مجلدين، وقال: قال لي علي بن المديني: أنت وارث الزهري (4).

(حدثنا)(5) سعيد (ابن أبي مريم [أنبأنا يحيى بن (6) أيوب، عن) أبي عبد الله يزيد بن عبد الله بن أسامة (بن الهاد) الليثي المدني، روى عن التابعين (قال: سألني نافع] (7) بن جبير بن مطعم رضي الله عنه[فقال لي: في](8) كم تقرأ القرآن؟ فقلت: (9) ما (10) أحزبه) [بتشديد الزاي](11) أي: أجعله أحزابًا، والحزب هو ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالوِرد، وأصل الحزب النوبة من (12) ورود الماء.

(فقال لي نافع: لا تقل ما أحزبه) بفتح الحاء وتشديد الزاي المكسورة

(1) سقط من (ر).

(2)

في (ر): فاس.

(3)

في (ر): الباهلي.

(4)

انظر: "تاريخ بغداد" 3/ 417 (1548).

(5)

سقط من (ر).

(6)

زاد هنا في (ر): أبي.

(7)

تحرفت في (م) إلى: الصيصي الميم وكامع أنا بحير.

(8)

في (ر): يقال له.

(9)

زاد في (ر): وهذا اللفظ عن عبد الله بن عبد الرحمن.

(10)

في (م): أنا.

(11)

من (ر).

(12)

في (ر): و.

ص: 686

[(فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم](1) قال: قرأت (2) جزءًا) بضم الجيم وسكون الزاي بعدها همزة (من القرآن) يعني: في هذِه الليلة، والجزء بضم الجيم هو القطعة من الشيء، والجمع أجزاء، وجزأت الشيء: قسمته أجزاء متساوية، والقرآن جميعه على ما [حزبه القراء](3) ثلاثون جزءًا.

(قال) يزيد بن الهاد (حسبت أنه) يعني (4): نافع بن جبير بن مطعم بن عدي التابعي [(ذكره) في روايته (عن المغيرة بن شعبة) الصحابي رضي الله عنه.

[1393]

(حدثنا مسدد، (5) حدثنا] (6) قرَّان) بضم القاف وتشديد الراء وبعد الألف نون (بن تمام) الأسدي أخرج له الترمذي والنسائي (وحدثنا عبد الله بن سعيد) بن حصين (7) الكندي الكوفي الأشج [أحد الأئمة (حدثنا أبو خالد) سليمان بن حيان الأحمر.

(وهذا لفظه، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى) الطائفي الثقفي، أخرج له مسلم. (عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده) أوس بن حذيفة (قال عبد الله بن سعيد) الكندي (في) روايته (حديثه) عن] (8)(أوس بن حذيفة) بن ربيعة الثقفي جعله ابن معين أوس بن أبي أوس، وقال:

(1) سقط من (ر).

(2)

في (ر): قرأ.

(3)

في (ر): جرى به العرف.

(4)

من (ر).

(5)

زاد في (م): و.

(6)

سقط من (ر).

(7)

في (م): حمير.

(8)

في (ر): عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده أحد الأعلام، ثنا أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر، قال: قدمنا على رسول الله في وفد ثقيف بن يعلى الطائفي الثقفي أخرج له مسلم.

ص: 687

هما واحد وزعم أن أبا أوس كنيته حذيفة (1).

وقال غيره: هما اثنان، وهو صحابي قليل الحديث، نزل الطائف، وكان وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في (2) وفد ثقيف.

قال ابن عبد البر: لأوس [بن حذيفة](3) أحاديث كثيرة (4) منها المسح على القدمين. وأنه كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني مالك فأنزلهم في (5) قبة بين (6) المسجد وأهله، وكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة. قال ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح (7).

[(قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وفد ثقيف](8) فنزلت) بفتح الزاي واللام (الأحلاف) بالحاء المهملة أحد قبيلتي ثقيف؛ لأن ثقيفًا فرقتان: بنو مالك، والأحلاف. والأحلاف أيضًا بطن من كلب، والأحلاف من قريش [ست قبائل](9) عبد الدار وجمح، وسهم ومخزوم وعدي وكعب، سموا بذلك لأنهم لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي بني (10) عبد الدار من الحجابة والرفادة و [اللواء و](11) السقاية وأبت عبد الدار عقد كل قوم على (12) أمرهم

(1)"تاريخ ابن معين" رواية الدوري (158).

(2)

في (م): يوم.

(3)

من (ر).

(4)

سقط من (ر).

(5)

في (م): قبة.

(6)

في (ر): بيت.

(7)

انظر "الاستيعاب" لابن عبد البر (62).

(8)

سقط من (ر).

(9)

في (م): سبب بنو.

(10)

سقط من (ر).

(11)

في (م): الأول.

(12)

زاد في (م): ما.

ص: 688

حلفًا مؤكدًا على أن لا يتخاذلوا (1) فأخرجت بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبًا فوضعتها لأحلافهم وهم أسد وزهرة وتيم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حلفًا آخر فسموا الأحلاف لذلك. وفي حديث ابن (2) عباس: وجدنا ولاية المطيبين خيرًا من [ولاية الأحلافي](3)(4) يريد أبا بكر وعمر؛ لأن أبا بكر كان من المطيبين وعمر من الأحلاف، وهذا أحد ما جاء من النسب على الجمع؛ لأن الأحلاف صار اسمًا لهم كما صار الأنصار اسمًا للأوس والخزرج (5).

[(على المغيرة بن شعبة) رضي الله عنه](6)(وأنزل) بفتح الهمزة والزاي (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني مالك) إحدى قبيلتي ثقيف كما تقدم (في قبة (7) له) والقبة من الخيام بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب قاله في "النهاية"(8).

(قال مسدد) بن مسرهد في روايته (وكان) أوس بن حذيفة (في الوفد) والوفد: هم القوم يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم وافد، وكذلك الذين يقصدون الأنبياء والرسل والأمراء (9) للإسلام ولزيارة (10) واسترفاد وانتجاع وغير ذلك.

(الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ثقيف. قال)

(1) في (م): ينالوا.

(2)

من (م).

(3)

في (م): حليفة الأحلاف.

(4)

"أخبار مكة" 3/ 215 (1998).

(5)

ذكره ابن الأثير في "النهاية" 1/ 425.

(6)

سقط من (ر).

(7)

في (م): قوله.

(8)

"النهاية في غريب الأثر" 4/ 3.

(9)

من (ر).

(10)

في (ر): الزيادة.

ص: 689

أوس: (فكان)[رسول الله](1)(يأتينا كل ليلة بعد العشاء) الآخرة (فيحدثنا) فيه دليل على جواز الحديث مع [الضيف بعد العشاء](2) لإيناسه، ويكون هذا من الخير المستثنى [في قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها إلا في خير، فهذا من الخير المستثنى](3)، ومنه مذاكرة الفقه (4) وحكايات الصالحين ونحو ذلك؛ لأنه خير تأخر ولا يترك لمفسدة متوهمة.

(قال أبو سعيد) عبد الله بن سعيد في روايته: كان كل ليلة يأتينا (قائمًا) منصوب على الحال من فاعل يأتينا [(على رجليه حتى](5) يراوح) بضم الياء [وفتح الراء وكسر الواو](6) ثم حاء (7) مهملة (بين رجليه) وفي رواية لغير المصنف: يراوح بين قدميه (من طول القيام) أي: يعتمد على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل واحدة (8) من القدمين. ومنه صلاة التراويح؛ لأنهم كانوا يستريحون بين كل ترويحتين، أي: تسليمتين، والتراويح جمع ترويحة (9) على المرة الواحدة من الراحة تفعيلة (10) منها مثل تسليمة من السلام، وقيل: سميت التراويح لأن المصلي يطول قيامه فيتروح بالقيام على أحد القدمين.

[(وأكثر ما) كان (يحدثنا ما لقي من قومه](11) من قريش) حين كان

(1) من (ر).

(2)

في (م): المضيف.

(3)

سقط من (ر).

(4)

في (م): الضيف.

(5)

في (ر): حتى على رجليه.

(6)

في (ر): وكسر الراء وفتح الواو.

(7)

من (ر).

(8)

ساقطة من (ر).

(9)

في (ر): تروحة.

(10)

في (م): تفعلله.

(11)

ترحلت تلك العبارة فجاءت بعد قوله: فلما خرجنا من المدينة.

ص: 690

يعرض عليهم الإسلام [(لا أنسى)](1) بفتح الهمزة والسين (إذ (2)[لا سواء) أي: لا نحن سواء فحذف المبتدأ وجعل (لا) عوضَ المحذوف، وهذا قول سيبويه، والمعنى: حالنا الآن غير ما كانت عليه قبل الهجرة](3)(كنا مستضعفين) بفتح العين وكسر الفاء، أي: يستضعفنا الناس لقلة من ينصرنا، وكان هذا في أول الإسلام (مستذلين) بفتح الذال المعجمة، أي: يعدوننا أذلاء مهانين.

(قال (4) مسدد) في روايته: مستضعفين (بمكة)(5) زادها الله تعالى شرفًا (فلما خرجنا إلى المدينة) المكرمة (كانت [سجال الحرب بيننا وبينهم)] (6) ومساجلة الحرب دولها ونوبها، أي: مرة لنا الحرب ومرة هي علينا من مساجلة المستقي على البئر بالدلاء، ينزع هذا سجلًا وهذا سجلًا يتناوبون السقي بينهما وأضيف السجال إلى الحرب؛ لأن الحرب اسم جنس (ندال) بضم النون وفتح الدال المهملة (عليهم ويدالون) بضم المثناة تحت (علينا) الإدالة: الغلبة والظفر والظهور، يريد (7) أن الغلبة والدولة لنا عليهم مرة ولهم علينا أخرى، أي: نغلبهم

(1) كذا وردت هذِه الزيادة في النسخة التي اعتمدها الشارح. وليست في مطبوعة "سنن أبي داود".

(2)

في مطبوعة السنن: ثم يقول. والمثبت كما بالأصول الخطية.

(3)

و (4) من (ر).

(5)

زاد في (ر): سجال بكسر السين الحرب بيننا وبينهم. وستأتي في موضعها بعد سطرين.

(6)

في (ر): وأكثر ما كان يحدثنا ما لقي من قومه. ومحل هذِه العبارة قد مر ونبهنا عليه.

(7)

في (ر): به.

ص: 691

مرة ويغلبونا أخرى، يقال (1): أديل لنا على أعدائنا، أي: نصرنا عليهم، والدولة الانتقال من حال الشدة إلى الرخاء.

(فلما كانت ليلة) بالنصب [مع التنوين](2) يعني: من الليالي [ولابن ماجه: فلما كانت ذات ليلة (3)](4)(5)(أبطأ) في مجيئه (عن الوقت الذي كان [يأتينا) بسكون المثناة تحت (قلنا) يا رسول الله (لقد] (6) أبطأت علينا (7) اليلة) بالنصب.

(قال: إنه (8) طرأ) بفتح الراء والهمزة (عليَّ) بتشديد الياء. ولابن ماجه: طرأ عني (9) حزبي (10) بكسر الحاء والباء الموحدة بعد الزاي (جزئي) بضم الجيم وكسر الهمزة بعد الزاي، يريد أنه [كان قد أغفله عن وقته الذي كان يقرؤه فيه، ثم ذكره فقرأه، من قولهم: طرأ علي الرجل إذا خرج وطلع](11) عليك فجأة فكان مجيئه الوقت الذي كان يؤدي فيه ورده، وجعل ابتداءه فيه طروءًا منه عليه، وقد يترك الهمز فيه فتقول: طرا يطرو طروًّا.

(1) و (2) من (ر).

(3)

"سنن ابن ماجه"(1345) ولفظه: فلما كان ذات ليلة.

(4)

من (ر).

(5)

زاد في (ر): يأتينا بسكون المثناة تحت. وستأتي في محلها.

(6)

حدث تقديم وتأخير في هذِه العبارة في (ر).

(7)

في مطبوع "سنن أبي داود": عنا.

(8)

في (ر): لقد.

(9)

لفظ ابن ماجه: علي.

(10)

"سنن ابن ماجه"(1345).

(11)

من (ر).

ص: 692

(من القرآن فكرهت)[نسخة: فكرهن](1)(أن أجيء) ولابن ماجه: "أن أخرج".

(حتى أتمه) بضم الهمزة وكسر التاء. فيه استحباب المحافظة على الأوراد التي اعتادها من قراءة وصلاة وذكر ونحو ذلك، فيستحب (2) له أن يواظب عليه ولا يتركه لا سيما إذا شرع فيه، وأنه يكره له أن يقطعه ويشتغل بغيره قبل أن يتمه كما في الحديث، وامتثالًا لقوله تعالى:{وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (3) فإن غلبه النعاس أو النوم أو منعه منه عذر فتركه فليقضه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كما تقدم.

ويستحب للقارئ إذا شرع في قراءة سورة ألا (4) يتكلم حتى يفرغ منها إلا كلامًا يطرأ عليه (5)، وليأخذ بما روى البخاري عن ابن عمر أنه كان إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه. ذكره البخاري في التفسير عند قوله تعالى:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} (6). قال نافع: فأخذت (7) عليه يومًا (8) فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكانٍ قال: أتدري فيم أنزلت؟ قلت: لا. قال: نزلت في كذا وكذا، ثم مضى (9). ولا يقطع القراءة (10) بشيء من كلام الآدميين من غير ضرورة؛ لأن فيه استخفافًا بالقرآن، وفي إتباع القرآن بعضه بعضًا من [البهجة ما](11) لا يخفى.

(1) من (ر).

(2)

في (م): فيتسنى.

(3)

محمد: 33.

(4)

في (م): فلم.

(5)

في (م): إليه.

(6)

البقرة: 223.

(7)

في (م): فأخذ.

(8)

في (م): قومًا.

(9)

"صحيح البخاري"(4527).

(10)

في (م): البقرة.

(11)

في (م): النهمة بما.

ص: 693

([قال أوس) بن حذيفة (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يحزبون القرآن) أي: يقسمونه على سبعة أقسام. . . (1) كل سبعة أيام] (2) ويواظبون عليه ([قالوا) هؤلاء] (3)(ثلاث) سورة البقرة وآل عمران والنساء (وخمس) سور وهي: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة ويونس وهود (وسبع) سور، [وهي: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل (وتسع)(4) سبحان والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان وإحدى (5) عشرة: الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس (وثلاث عشرة (6) وحزب المفصل) من قاف (وحده) هكذا حزبه الصحابة، وكانوا يقرؤونه.

قال الغزالي: وروي أن عثمان رضي الله عنه كان يفتتح ليلة الجمعة البقرة إلى المائدة وليلة السبت الأنعام إلى هود، وليلة الأحد يوسف إلى مريم، وليلة الاثنين من طه إلى طسم موسى وفرعون، وليلة الثلاثاء بالعنكبوت إلى صلى الله عليه وسلم (7)، وليلة الأربعاء بتنزيل إلى الرحمن، ويختم ليلة الخميس (8).

وروى سلام أبو محمد الحماني (9) أن الحجاج بن يوسف جمع القراء

(1) كلمتين غير مقروءتين في (م).

(2)

في (ر): يحزبون.

(3)

في (م): قال هو.

(4)

في (ر): التسع.

(5)

في (ر): الإحدى.

(6)

زاد بعدها في (ر): والثلاث عشرة وتسع وإحدى عشرة سورة.

(7)

أي: سورة محمد.

(8)

"إحياء علوم الدين" 1/ 276.

(9)

من (ر).

ص: 694

والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني بأسباع القرآن على الحروف، فإذا أول سبع في النساء {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} (1) في الدال، والسبع الثاني في الأعراف {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} (2) وفي التاء والسبع الثالث في الرعد {أُكُلُهَا دَائِمٌ} (3) في الألف [من آخر أكلها، والسبع الرابع في الحج {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} (4) في الألف](5)، والسبع الخامس في الأحزاب {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ} (6) في التاء، والسبع السادس في الفتح {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} (7) في الواو، والسبع السابع ما بقي من القرآن، فقال الحجاج: أخبروني بأثلاثه. فإذا الثلث الأول رأس مائة من براءة، والثلث الثاني رأس مائة أو إحدى ومائة من طسم الشعراء، والثلث الثالث ما بقي من القرآن (8).

وللطبراني: سألنا (9) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجزئ القرآن؟ فقالوا: كان يحزبه (10) ثلاثًا (11)(12) فذكروه (13) مرفوعًا.

(1) النساء: 55.

(2)

هي في التوبة 17، 69: والتي في الأعراف {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 147.

(3)

الرعد: 35.

(4)

الحج: 34.

(5)

سقطت من الأصول الخطية، وأثبتها من مصادر التخريج.

(6)

الأحزاب: 36.

(7)

الفتح: 6.

(8)

"البيان في عد آي القرآن" لأبي عمرو الداني (ص 300 - 301).

(9)

في (ر): فسألت.

(10)

في (ر): يجزئه.

(11)

في (م): أثلاثًا.

(12)

"المعجم الكبير"(599).

(13)

في (م): فذكره.

ص: 695

(وحديث (1) أبي سعيد) عبد الله بن سعيد الكندي (أتم).

[1394]

(حدثنا محمد بن المنهال الضرير)(2) شيخ الشيخين.

(ثنا يزيد بن زريع، ثنا (3) سعيد) بن أبي عروبة (4) مهران اليشكري.

(عن قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن [عبد الله بن] (5) الشخير، عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنه. (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا يفقه) برفع الهاء على الخبر، أي: لا يفهم القرآن كما تقدم.

(من قرأ القرآن في أقل])(6) بنصب اللام (من ثلاث) ليال (7) وأيامها.

[1395]

(حدثنا (8) نوح بن حبيب) القومسي، بضم القاف وفتح الميم، ثقة (9) صاحب سنة.

(حدثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن سماك (10) بن (11) الفضل، عن وهب بن منبه، [عن عبد الله] (12) [بن عمرو]) (13) بن العاص (أنه (14) سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: في كم يقرأ) بضم الياء (15) المثناة ورفع الهمزة آخره مبني لما لم يسم فاعله (القرآن) بالرفع ([قال:

(1) سقط من (ر).

(2)

من (ر).

(3)

في (ر): بن.

(4)

في (م): عوانة.

(5)

من (ر).

(6)

أتت هذِه العبارة مقدمة في (ر): قبل حدثنا محمد بن المنهال.

(7)

في النسخ الخطية: ليالي. والمثبت الجادة.

(8)

سقط من (ر).

(9)

"تهذيب الكمال" 30/ 41.

(10)

في (م): شيبان.

(11)

في (ر): أبو.

(12)

تكررت في (م).

(13)

و (14) سقط من (ر).

(15)

ساقطة من (ر).

ص: 696

في] (1) أربعين يومًا) وكذا رواه الترمذي عن وهب بن منبه عن عبد الله بن عمرو: أن النبي (2) صلى الله عليه وآله وسلم قال له: "اقرأ القرآن في أربعين" ثم قال: حديث (3) حسن (4). وفي رواية أخرى: عن معمر، عن سماك، عن وهب: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر عبد الله بن عمرو (5) أن يقرأ القرآن في أربعين، قال (6): وقال إسحاق بن إبراهيم: ولا نحب للرجل أن يأتي عليه أكثر من أربعين يومًا ولم يقرأ القرآن لهذا الحديث (7).

(ثم) قال: إني أجد قوة (قال: في شهر) قال: إني أجد قوة.

(ثم (8) قال: في عشرين، ثم قال) يقرأ (في (9) خمس عشرة، [ثم قال: في) كل (عشر] (10) ثم قال: في) كل (سبع) كما تقدم قريبًا. ثم (لم ينزل [من سبع)(11) أيام] (12).

(1) سقط من (ر).

(2)

و (3) من (ر).

(4)

"سنن الترمذي"(2947)، وقال الترمذي: حسن غريب.

(5)

سقطت من (ر)، وفي (م): عمر. والمثبت من "سنن الترمذي".

(6)

من (ر).

(7)

انظر: "سنن الترمذي"(2946).

(8)

سقط من (ر).

(9)

بعدها في (م): كل.

(10)

من (ر).

(11)

أخرجه الترمذي كما مر، والنسائي في "السنن الكبرى"(8068)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2163) من طريق معمر به. وقال الترمذي: حسن غريب.

وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(1261): إسناده صحيح إلا أن قوله "لم ينزل من سبع" شاذ؛ فقد صح فيما تقدم أنه قال له: اقرأه في ثلاث.

(12)

سقط من (ر).

ص: 697

[1396]

(حدثنا عباد بن موسى (1)، نا إسماعيل بن جعفر) بن أبي كثير الأنصاري (عن إسرائيل) بن يونس بن (2)(أبي إسحاق السبيعي، عن) جده (أبي (3) إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي (4).

(عن علقمة والأسود (5) قالا: أتى ابن) [بنصب النون](6)(مسعود رضي الله عنه رجل) يقال له: نهيك بن سنان كما [صرح به](7) البزار (8) في روايته (قال: إني أقرأ المفصل. . . (9) في ركعة) وفي المفصل عشرة أقوال: أشهرها من الحجرات. زاد في الصحيحين (10)(فقال) عبد الله: (أهذًّا) بفتح همزة الاستفهام والهاء (11) والذال المعجمة المشددة، ونصبه مع التنوين على المصدر.

والهذ: الاستعجال وسرعة القراءة، أي: يسرع في قراءته (كهذ الشعر) أي: كما يسرع في قراءة الشعر في تحفظه وروايته لا في إنشاده (12)؛ لأنه يُترنم في الأشعار عادةً. وفيه دليل على النهي (13) عن العجلة في القراءة والحث على الترتيل والتدبر (ونثرًا) بفتح النون

(1) زاد في (ر): حدثنا كريم قال: إني أجد قوة من سبعة أيام.

(2)

من (ر).

(3)

من (ر).

(4)

من (ر).

(5)

في (ر): بن الأسود بن يزيد.

(6)

سقط من (ر).

(7)

في (م): خرج له.

(8)

لم أقف عليه فيما تحت يدي من "مسند البزار"، وقد صرح بأنه نهيك بن سنان الإمام مسلم في "صحيحه"(822).

(9)

كلمة غير مقروءة في (م)، وسقط من (ر).

(10)

البخاري (775)، مسلم (822).

(11)

في (م): المهملة.

(12)

في (م): إسناده.

(13)

زاد في (م) هنا: عن النهي.

ص: 698

وسكون المثلثة، وهو مصدر منصوب بفعل محذوف، أي: تنثره (1) نثرًا (كنثر الدقل) بفتح الدال المهملة والقاف ثم لام.

قال المنذري: هو ثمر الدوم، وهو يشبه النخل وله حبٌّ كثير، وفيه نوى كبير (2) عليه لحيمة (3) عفصة تؤكل رطبة، فإذا يبست (4) صارت تشبه الليف (5)، وفي "النهاية": الدقل أردأ التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص (6) فتراه ليبسه ورداءته لا يجتمع ويكون منثورًا. (7) وقيل: [شبهه بتساقط](8) الرطب اليابس من العذق إذا هُزَّ.

(لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (9) النظائر) (10) فقال عبد الله: لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرن (11) بينهن زاد (12) مسلم: وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثماني عشرة من المفصل وسورتين من آل حم (13). [وللبخاري في كتاب "فضائل القرآن" فليراجع (14)](15) وللبخاري (16):

(1) في (ر): نثر.

(2)

في (ر): كثير.

(3)

في (ر): مخيمة.

(4)

في (م): شب.

(5)

في (ر): اللفف.

(6)

في (م): حاضر.

(7)

"النهاية في غريب الأثر" 2/ 127.

(8)

في (م): يشبهه ساقط.

(9)

زاد في (ر): وللبخاري.

(10)

زاد في (م): ومسلم.

(11)

في (م): يقول.

(12)

في (م): وأحب.

(13)

"صحيح مسلم"(822)(278).

(14)

روى البخاري (5043) عن ابن مسعود أنه قال: إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من المفصل، وسورتين من آل حم.

(15)

و (16) من (ر).

ص: 699

فذكر [عشرين سورة](1) من المفصل (2).

(السورتين في) كل (ركعة) والنظائر المتماثلة في العدد، والمراد هنا المتقاربة؛ لأن الدخان ستون آية وعمَّ أربعون آية، ويجوز أن يكون أطلق النظائر لاشتراك ما بينهما في الموعظة أو الحكم أو القصص أو المقارنة، فإن القرين يقال له نظير. قال المحب الطبري في "أحكامه": وكنت أتخيل أن النظير بين هذِه السور لتساويها في عدد الآي حتى اعتبرتها فلم أجد شيئًا منها يساوي شيئًا (3). قال: وقد ذكرت نظائر في عدد الآي أحد وعشرون نظيرًا عدد آياتها متساوٍ كما سيأتي.

وفي الحديث دليل على قراءة سورتين في كل (4) ركعة. وحديث دال [على ترداد](5) سورة واحدة في الركعتين، وقال مالك: لا بأس به، وسئل مرةً عن تكرير {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (6) في النافلة، فكرهه (7). وقال: هذا مما أحدثوا.

وحديث الدارقطني من طريق مالك عن عبد الله بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: وحدثني أخي قتادة بن النعمان أن رجلًا قام (8) من الليل بقراءة (9){قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يرددها لا يزيد عليها، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره كان (10) يتقالها

(1) في (م): عشر سور.

(2)

"صحيح البخاري"(775).

(3)

انظر "فتح الباري" 2/ 303.

(4)

من (ر).

(5)

في (م): يزاد.

(6)

الإخلاص: 1.

(7)

انظر: "حاشية الدسوقي" 1/ 242، "بلغة السالك" 1/ 216.

(8)

في (م): أوم.

(9)

في (م): معناه.

(10)

من (ر).

ص: 700

فقال: "إنها لتعدل ثلث القرآن"(1). فهذا دليل (2) على إجازة تكرارها في [كل ركعة واحدة في](3) النافلة.

وفي "المعرفة" للبيهقي (4) أن الشافعي احتج على جواز الجمع بين السور بما رواه بإسناده عن ابن عمر (5)، وبما رواه في موضع آخر عن عمر (6) أنه قرأ بالنجم فسجد فيها، ثم قام فقرأ بسورة أخرى (7). قال الربيع: قلت (8) للشافعي [أتستحب أنت هذا وتفعله؟ ](9). قال: نعم (10). وهذا نص في استحباب ذلك.

(الرحمن والنجم [في ركعة])(11) الواو لا تقتضي الترتيب، فيجوز أن يكون المراد: والنجم والرحمن وقد رتبها لقربها منها (و) سورة (12)(اقتربت والحاقة في ركعة) لمشابهتها لها (13) في إهلاك الأمم المتقدمة بظلمهم وشدة عتوهم.

(والطور والذاريات) قبل الطور فيحمل على التقديم التأخير وإلا فيدل

(1) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(10535).

(2)

في (ر): دال.

(3)

من (ر).

(4)

في (م): المنتهى.

(5)

رواه عبد الرزاق 3/ 342 (5893)، وابن أبي شيبة 3/ 396 (4279).

(6)

في (ر): ابن عمر.

(7)

رواه مالك 1/ 206، وعبد الرزاق 2/ 116 (2724)، وابن أبي شيبة 3/ 223 (3584).

(8)

في (م): فلم.

(9)

في (م): استحب أمرًا وتفعله.

(10)

"معرفة السنن والآثار" 1/ 536.

(11)

ليست في (ر).

(12)

زاد في (ر): في ركعة.

(13)

من (ر).

ص: 701

على جواز القراءة بالسورة على غير ترتيب (1) القرآن (2)(في ركعة) وقد روي أن الأحنف [بن قيس](3) قرأ بالكهف في الأولى وفي الثانية بيوسف (4)، وذكر أنه صلى مع عمر الصبح بهما (5) استشهد به البخاري (6)(وإذا وقعت) الواقعة، [وسورة (نون](7) في ركعة (8) و {سَأَلَ سَائِلٌ} والنازعات في ركعة (9) و {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} وعبس في ركعة والمدثر والمزمل في (10) ركعة) [لمشابهة ما](11) بينهما في ابتداء النزول (و {هَلْ أَتَى}، و {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}) لاتصالها بها (في ركعة، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} والمرسلات في ركعة) لاتصالها بها (والدخان، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} في ركعة)(12)[لاتصالها بها](13) وفي "صحيح البخاري": عشرون سورة من أول المفصل على (14) تأليف ابن مسعود آخرهن من الحواميم حم الدخان و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} (15).

قال المحب الطبري في "أحكامه": وقد ذكرت نظائر في عدد الآي أحد وعشرون نظيرًا عدد آياتها متساوٍ: الفاتحة والماعون، والأنفال والزمر، ويوسف والإسراء وإبراهيم ون (16) الثانية الحج الرحمن،

(1) في (م): أثبت.

(2)

زاد في (ر): سورة.

(3)

و (4) من (ر).

(5)

من (ر).

(6)

قبل حديث (775).

(7)

سقط من (ر).

(8)

في (م): الركعة الأولى.

(9)

و (10) من (ر).

(11)

في (ر): مشابهة لما.

(12)

أخرجه أحمد 1/ 418 من طريق إسحاق به.

وقال الألباني في "صحيح أبي داود"(1262): حديث صحيح دون سرد السور.

(13)

و (14) من (ر).

(15)

"صحيح البخاري"(4996).

(16)

في (م): هود.

ص: 702

القصص الروم الذاريات، السجدة والملك، الفجر، حم السجدة، سبأ، الفتح، الحديد الحجرات، التغابن المجادلة، البروج الجمعة، المنافقون، الضحى، العاديات، القارعة، الطلاق، التحريم، نوح [الجن، المزمل](1) المدثر، القيامة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} الانفطار، سبح، العلق {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} التين {لَمْ يَكُنِ} الزلزلة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} القدر (2)، الفيل (3)، تبت، الفلق، العصر، النصر، الكوثر، قريش.

(قال (4): هذا تأليف) عبد الله (ابن مسعود رضي الله عنه.) وقد اختلف تأليف الصحابة رضي الله عنهم في (5) ترتيب سور القرآن. فإن (6) قال قائل: قد اختلف السلف في ترتيب سور القرآن، فمنهم من كتب في مصحفه الحمد، ومنهم من جعل في أوله {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ، وهذا مصحف علي، وأما مصحف ابن مسعود فإن أوله {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} ثم البقرة ثم النساء، وفي مصحف [أبي كان](7) أوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام، ثم كذلك على اختلاف شديد.

قال القاضي أبو بكر بن الطيب: الجواب أنه يحتمل أن يكون ترتيب السور على ما هي عليه اليوم في المصحف كان على وجه الاجتهاد من الصحابة (8). وذكر ذلك مكي في تفسير سورة براءة (9).

(1) من (ر).

(2)

ساقطة من (م).

(3)

في (ر): الليل.

(4)

سقط من (ر).

(5)

في (م): و.

(6)

من (ر).

(7)

في (م): أبو ركانة.

(8)

"شرح صحيح البخاري" لابن بطال 10/ 238.

(9)

"الهداية إلى بلوغ النهاية" لمكي 4/ 2906

ص: 703

[1397]

(حدثنا حفص بن عمر) الحوضي (حدثنا شعبة، عن منصور [بن المعتمر] (1)، عن إبراهيم) النخعي ([عن عبد الرحمن] (2) بن يزيد) النخعي الكوفي التابعي، وهو أخو (3) الأسود بن يزيد (قال: سألت أبا مسعود) عقبة بن عمرو الأنصاري، قيل له البدري لنزوله ببدر لا لشهود وقعتها.

(وهو يطوف بالبيت [فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] (4): من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة) أولهما {آمَنَ الرَّسُولُ} (في ليلة كفتاه)(5). قيل: أغنتاه عن قيام الليل، وقيل: كفتاه من كل شيطان وهامة فلا تقربه ليلته، وقيل: كفتاه [ما يكون](6) من الآفات تلك الليلة، وقيل: معناه حسبه بهما فضلًا وأجرًا، وقيل: تكفيانه كل سوء (7)، وقيل: تقيان من المكروه، وقيل: إنهما أقل ما يجزءان (8) من القراءة في قيام (9) الليل لغير القارئ، وأقل ما [يجزئ عشر كما في الحديث بعده](10).

[1398]

(حدثنا أحمد بن صالح) المصري (ثنا ابن وهب، أنا عمرو) ابن الحارث (أن أبا سوية)(11) بفتح السين المهملة والواو المكسورة (12) وتشديد (13) المثناة تحت.

(1) من (ر).

(2)

في (م): عبد الله.

(3)

في (م): ابن.

(4)

سقط من (ر).

(5)

أخرجه البخاري (5008)، ومسلم (1830).

(6)

سقط من (ر).

(7)

في (ر): شر.

(8)

في (م): يحرك.

(9)

من (ر).

(10)

في (م): يحرك القارئ.

(11)

في (ر): سويد.

(12)

من (ر).

(13)

من (م).

ص: 704

قال المزي: وقع في بعض الروايات عن أبي داود: أبا سودة. وهو وهم (1).

قال ابن ماكولا: أبو سويد اسمه عبيد (2) بن حميد، وقد غلط من (3) قال: أبو سوية (4). وفي "صحيح ابن حبان": سويد.

وقال ابن ماكولا: أبو سوية (5) عبيد بن سوية (6) ابن أبي سوية (7) الأنصاري مولاهم، كان فاضلًا (8).

([حدثه أنه] (9) سمع) عبد الرحمن (ابن حجيرة)[بضم المهملة وفتح الجيم مصغر](10) كذا للمزي (11).

(يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات)[يعني: في قيام الليل (لم يكتب من الغافلين) الذين يغفلون عن ذكر الله تعالى ويلهون عنه. قال تعالى: {وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} (12) (و](13) من قام في صلاة الليل بمائة آية كُتب من القانتين)

(1)"تهذيب الكمال" 12/ 11.

(2)

في الأصول الخطية: حميد. والمثبت من "تهذيب الكمال".

(3)

من (ر).

(4)

"الإكمال" 4/ 394.

(5)

و (6) في (ر): سويد.

(7)

في (ر): سويد.

(8)

"الإكمال" 4/ 394.

(9)

تأخرت في (ر). فجاءت بعد قوله: كذا للمزي.

(10)

من (ر).

(11)

زاد في (ر): حدثه أنه. وقد تقدمت الإشارة إلى موضعها الصحيح.

(12)

الأعراف: 205.

(13)

سقط من (ر).

ص: 705

تأتي (1) بمعنى الطائعين الله تعالى، وبمعنى الخاشعين، وبمعنى المصلين، وبمعنى العابدين، وبمعنى القائمين.

(ومن قام) في التهجد (2)(بألف) أية (3)(كتب من المقنطرين)(4). أي أعطي قنطارًا من الأجر، وجاء في حديث الطبراني عن معاذ بن جبل: القنطار ألف ومائتا (5) أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض، أو قال: خير مما طلعت عليه الشمس (6).

قال أبو عبيد: القناطير واحدها قنطار (7). ولا تكاد العرب تعرف وزنه (8). وقال ثعلب: المعمول عليه عند العرب الأكثر أنه أربعة آلاف دينار، فإذا قالوا قناطير مقنطرة فهو اثنا عشر ألف دينار (9).

قال الحافظ عبد العظيم المنذري: من سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} إلى آخر القرآن ألف آية (10).

(قال المصنف: ابن حجيرة الأصغر) هو (عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة) وعبد الرحمن بن حجيرة [والد عبد الله كان قاضي مصر](11) كابنه عبد الله.

(1) في (م): أي.

(2)

في (م): المسجد.

(3)

من (ر).

(4)

أخرجه ابن خزيمة (1144)، وابن حبان (2572).

(5)

من (ر).

(6)

"المعجم الكبير"(7748) من حديث أبي أمامة.

(7)

و (8) انظر: "النهاية في غريب الأثر"(قنطر).

(9)

"غريب الحديث" 4/ 165.

(10)

"الترغيب والترهيب" 1/ 248.

(11)

تكررت في (ر).

ص: 706

[1399]

(حدثنا يحيى بن موسى البلخي) السختياني شيخ البخاري.

(وهارون بن عبد الله قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد)[يحتمل أنه أبو عبد الرحمن المقرئ](1).

(ثنا سعيد بن أبي (2) أيوب) المصري قال: (حدثني عياش)(3) بالمثناة تحت والشين المعجمة (ابن عباس) بالموحدة والسين المهملة (القتباني) بكسر القاف وسكون المثناة الفوقانية بعدها باء موحدة، وبعد الألف نون نسبة إلى قتبان، وهو بطن [من أعين] (4) نزلوا [مصر فنسبت إليها الجماعة] (5) (عن عيسى (6) بن هلال الصدفي) بفتح الصاد والدال المهملتين بعدهما فاء. قال (7) السمعاني: نسبةً إلى الصدف - بكسر الدال - وهي قبيلة من حمير نزلت بمصر (8).

(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنه (قال: أتى رجل)[هو صعصعة عم الفرزدق](9)(رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئني) بفتح الهمزة وكسر الراء بعدها همزة ساكنة ثم نون الوقاية، سأل منه أن يقرئه (يا رسول الله فقال: اقرأ) بهمزة وصل وهمزة ساكنة آخره (ثلاثًا) أي: ثلاث سور

(1) من (ر) وجاءت في موضع سابق على هذا الموضع، ووضعناها في مكانها.

(2)

سقط من (ر).

(3)

سقط من (م).

(4)

في (ر): وعين.

(5)

في (م): معر فسألهما جماعة.

(6)

في (ر): حبشي.

(7)

زاد في (ر): ابن.

(8)

"الأنساب" للسمعاني 3/ 528.

(9)

من (ر).

ص: 707

(من ذوات الراء) أي: من ذوات (1) السور التي أولها [الر كيونس](2) وهود ويوسف وإبراهيم والحجر (فقال) يا رسول الله إني (كبرت) بكسر الباء الموحدة (سني) السن إذا عنيت بها العمر فهي مؤنثة؛ لأنها في معنى المدة، وتجمع السن (3) إذا كان بمعنى العمر على أسنان أيضًا كما في حديث عثمان: وجاوزت أسنان أهل بيتي، أي: أعمارهم، ويقال: فلان سن فلان إذا كان مثله في السن.

(واشتد) أي: صلب (قلبي) عن ثبوت شيء ينزل عليه كما لا يثبت شيء على الصفوان بخلاف قلب الصغير، فإنه قابل لما [ينزل عليه](4) من كثرة رطوبته، فالرطب [يعلق به](5) ما يتصل به بخلاف اليابس الجاف إذا أصابته نجاسة أو غيرها لا تعلق به؛ ولهذا يقال [كل ما جاف](6) طاهر.

(وغلظ لساني)(7) عن النطق بالحروف وسرعة حركتها بخلاف لسان الصغير في سرعة (8) حركة لسانه وجسمه كله.

(قال: فاقرأ ثلاثًا) أي اقرأ أي ثلاث سور (من ذوات حم) أي من سور أولها حم كالحواميم (9) السبع أولها: غافر، وفصلت، والشورى، وما بعدها (فقال) مقالة (مثل مقالته) الأولى.

(1) في (م): دون.

(2)

في (م): الراء كقوله يس.

(3)

في (ر): السنن.

(4)

في (م): فيه.

(5)

في (م): لعلويه.

(6)

في (م): في.

(7)

في (م): وعظ النسائي.

(8)

من (ر).

(9)

في (م): كما حواميم.

ص: 708

(فقال: اقرأ ثلاثًا من المسبحات) فقد روى الترمذي عن العرباض بن سارية: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: "إن فيهن آية خير من ألف آية"(1). ورواه النسائي، وقال: قال معاوية: يعني: ابن صالح: إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستًّا (2) سورة الحديد والحشر والحواريين وسورة الجمعة والتغابن و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وبعضهم يضيف إليها {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} [ويعدها سبعًا كالحواميم](3).

(فقال مثل مقالته) التي قبلها والأولى، وفيه دليل على أن العالم والمفتي يراعي في فتواه حال السائل في قوته وقدرته على العبادة، فما رآه عاجزًا عنه أرشده إلى ما هو (4) أهون عليه مما يطيق المواظبة عليه بلا مشقة، فإن ما قل ودام (5) أفضل مما كثر وانقطع، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم [أرشده إلى ما فيه ذوات الراء فلما رآه لا يطيقه أرشده إلى ما هو دونه من ذوات حم، فلما رآه لا يستطيعه](6) أرشده إلى ما هو أخف وهو المسبحات.

(فقال الرجل: يا رسول الله أقرئني) بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الهمزة قبل النون، ويجوز تخفيفها بالحذف.

(سورة جامعة و) نظيره (7) رواية الصحيحين [ما أنزل](8) علي في

(1)"سنن الترمذي"(2921).

(2)

في (م): مثل.

(3)

سقط من (ر).

(4)

من (ر).

(5)

زاد في (م): خير.

(6)

سقط من (ر).

(7)

في (م): بصر.

(8)

في (م): بذا أقول.

ص: 709

الخمر (1) شيء إلا هذِه الآية الفاذة: الجامعة (2). ومعنى الفاذة: القليلة النظير، ومعنى الجامعة، أي: العامة المتناولة (3) لكل خير (4) ومعروف.

([فأقرأه النبي] (5) صلى الله عليه وسلم) سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} (حتى) انتهى إلى قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (6) و (فرغ منها فقال)(7) الرجل: يكفيني هذا (والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها) سورة (أبدًا) فيه جواز الحلف بقوله: والذي بعثك بالحق، وفيه جواز الحلف من غير استحلاف، وفيه انعقاد اليمين بهذا ووجوب الكفارة بالحنث فيه.

(ثم أدبر الرجل) وانصرف، فعلى مثل هذا الحال ينبغي أن يكون حامل القرآن إذا سمع القرآن يتأثر قلبه بآثار ما سمعه وفهمه، ألا ترى إلى أن هذا لما سمع {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} وتدبر ما جمعت من الوعد والوعيد من أقل ما يتصور في الذهن (8) من الخير والشر استغرق قلبه مشاهدة تلك الحال بالكلية، كما استغرق قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهدة ما في قوله تعالى:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} (9) فلم يثبت أن ذرفت (10)

(1) في (ر): العمر.

(2)

"صحيح البخاري"(4962)، و"صحيح مسلم"(987)(24).

(3)

في (م): المساوية.

(4)

في (م): حسن.

(5)

في (م): وأقرأه لنا.

(6)

الزلزلة: 7، 8.

(7)

من (ر).

(8)

في (م): الدهر.

(9)

النساء: 41.

(10)

في (م): دون.

ص: 710

عيناه بالدموع وقال لابن مسعود (1): "حسبك". فهذِه الحالة حالة من مَنّ الله تعالى على قلبه في (2) فهم ما يتلوه أو سمعه وأما مجرد التلاوة بحركة اللسان دون تأمل وتدبر فقليلة (3) الجدوى. قال الغزالي: بل التالي باللسان المعرض عن معناه والعمل به جدير بأن يكون هو المراد بقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} (4)، وبقوله تعالى:{كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (5)(6).

(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل) أفلح الرويجل (مرتين) ولأحمد (7) والنسائي في "الكبرى"(8) من حديث صعصعة عم الفرزدق أنه صاحب القصة، وقال: حسبي أن لا أبالي أن لا أسمع غيرها.

(1) زاد في (م): قليل.

(2)

في (م): و.

(3)

في (ر): فعليه.

(4)

و (5) طه: 124، 126.

(6)

"إحياء علوم الدين" 1/ 287.

(7)

"المسند" 5/ 59.

(8)

"السنن الكبرى"(11694).

ص: 711