المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب من قال أربع ركعات - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٦

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الاسْتِسْقَاءِ

- ‌1 - باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌2 - باب فِي أي وَقْتٍ يُحَوِّلُ رِداءَهُ إِذا اسْتَسْقَى

- ‌3 - باب رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي الاسْتِسْقاءِ

- ‌4 - باب صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌5 - باب مَنْ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ

- ‌6 - باب القِراءَةِ فِي صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌7 - باب يُنادَى فِيها بِالصَّلاةِ

- ‌8 - باب الصَّدَقَةِ فِيها

- ‌9 - باب العِتْقِ فِيهِ

- ‌10 - باب منْ قَالَ يرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ

- ‌11 - باب الصَّلاةِ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَنَحْوِها

- ‌12 - باب السُّجُودِ عِنْدَ الآيَاتِ

- ‌[كِتَابُ صَلَاةَ السَّفَرِ]

- ‌1 - باب صَلاةِ المُسافِرِ

- ‌2 - باب مَتَى يُقْصِرُ المُسافِرُ

- ‌3 - باب الأَذانِ فِي السَّفَرِ

- ‌4 - باب المُسافِرِ يُصلِّي وَهُوَ يَشُكُّ في الوَقْتِ

- ‌5 - باب الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ

- ‌6 - باب قِصَرِ قِراءَةِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌7 - باب التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

- ‌8 - باب التَّطَوُّعِ عَلَى الرّاحِلَةِ والوِتْرِ

- ‌9 - باب الفَرِيضَةِ عَلَى الرَّاحِلَةِ مِنْ عُذْرٍ

- ‌10 - باب مَتَى يُتِمُّ المُسافِرُ

- ‌11 - باب إِذَا أَقامَ بِأَرْضِ العَدُوِّ يَقْصُرُ

- ‌12 - باب صَلاةِ الخَوْفِ

- ‌13 - باب مَنْ قَالَ: يَقُومُ صَفٌّ مَعَ الإِمَامِ وَصَفٌّ وِجاهَ العَدُوِّ فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُ قائِمًا حَتَّى يُصَلِّيَ الذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ فَيَصُفُّونَ وِجاهَ العَدُوِّ، وَتَجِيءُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَثْبُتُ جالِسًا فَيُتِمُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ جَمِيعًا

- ‌14 - باب مَنْ قَالَ: إِذَا صَلَّى رَكْعَةً وَثَبَتَ قَائِمًا أَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمُوا ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا وِجاهَ العَدُوِّ واخْتُلِفَ فِي السَّلامِ

- ‌15 - باب مَنْ قَالَ يُكَبِّرُونَ جَمِيعًا وَإِنْ كَانُوا مُسْتَدْبِرِي القِبْلَةِ ثُمَّ يُصَلِّي بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَأْتُونَ مَصافَّ أَصْحابِهِمْ وَيَجِيءُ الآخَرُونَ فَيَرْكَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ يُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ تُقْبِلُ الطَّائِفَةُ التِي كَانَتْ مُقابِلَ العَدُوِّ فَيُصَلُّونَ لأَنَفُسِهِمْ رَكْعَةً والإِمامُ قاعِدٌ ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ كُلِّهِمْ جَمِيعًا

- ‌16 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ ركْعَةً؟ ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقُومُ كُلُّ صَفٍّ فَيُصَلُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً

- ‌17 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَيَقُومُ الذِينَ خَلْفَهُ فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً، ثُمَّ يَجِيءُ الآخَرُونَ إِلَى مَقامِ هؤلاء فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً

- ‌18 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً وَلا يَقْضُونَ

- ‌19 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ

- ‌20 - باب صَلاةِ الطَّالِبِ

- ‌[كِتَابُ التَّطُّوُعِ]

- ‌ أبواب صلاة التطوع

- ‌1 - باب التَّطَوُّعِ وَرَكَعَاتِ السُّنَّةِ

- ‌2 - باب رَكْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌3 - باب فِي تَخْفِيفِهِمَا

- ‌4 - باب الاضْطِجَاعِ بَعْدَهَا

- ‌5 - باب إِذَا أَدْرَكَ الإِمَامَ وَلَمْ يُصَلِّ ركْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌6 - باب مَنْ فاتَتْهُ مَتَى يَقْضِيهَا

- ‌7 - باب الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ وبَعْدَها

- ‌8 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ العَصْرِ

- ‌9 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ

- ‌10 - باب مَنْ رَخَّصَ فِيهِما إِذا كَانَتِ الشَّمْسُ مُرْتَفِعَةً

- ‌11 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ المَغْرِبِ

- ‌12 - باب صَلاةِ الضُّحَى

- ‌13 - باب فِي صَلاةِ النَّهارِ

- ‌14 - باب صَلاةِ التَّسْبِيحِ

- ‌15 - باب ركْعَتَيِ المَغْرِبِ أَيْنَ تُصَلَّيانِ

- ‌16 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العِشاءِ

- ‌أبواب قيام الليل

- ‌17 - باب نَسْخِ قِيامِ اللَّيْلِ والتَّيْسِيِر فِيهِ

- ‌18 - باب قِيامِ اللَّيْلِ

- ‌19 - باب النُّعاسِ فِي الصَّلاةِ

- ‌20 - باب مَنْ نامَ عَنْ حِزْبِهِ

- ‌21 - باب مَنْ نَوَى القِيَامَ فَنَامَ

- ‌22 - باب أَيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ

- ‌23 - باب وَقْتِ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ

- ‌24 - باب افْتِتاحِ صَلاةِ اللَّيْلِ بِرَكْعَتَيْنِ

- ‌25 - باب صَلاةِ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌26 - باب فِي رَفْعِ الصَّوْتِ بِالقِراءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌27 - باب فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌28 - باب ما يُؤْمَرُ بِهِ مِنَ القَصْدِ فِي الصَّلاةِ

- ‌[كِتَابُ شَهْرِ رَمَضَانَ]

- ‌1 - باب فِي قِيامِ شَهْرِ رَمَضانَ

- ‌2 - باب فِي لَيْلَةِ القَدْرِ

- ‌3 - باب فِيمنْ قَالَ لَيْلَةُ إِحْدى وَعِشْرِينَ

- ‌4 - باب مَنْ رَوى أَنَّها لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ

- ‌5 - باب مَنْ روى فِي السَّبْعِ الأَواخِر

- ‌6 - باب مَنْ قَالَ سبْعٌ وَعِشْرُونَ

- ‌7 - باب مَنْ قَالَ هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ

- ‌8 - باب فِي كَمْ يُقْرَأُ القُرْآنُ

- ‌9 - باب تَحْزِيبِ القُرْآنِ

- ‌10 - باب فِي عَدَدِ الآي

الفصل: ‌5 - باب من قال أربع ركعات

‌5 - باب مَنْ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ

1178 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثَنِي عَطاءٌ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ ذَلِكَ فِي اليَوْمِ الذِي ماتَ فِيهِ إِبْراهِيُم ابن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّاسُ إِنَّما كُسِفَتْ لِمَوْتِ إِبْراهِيمَ ابنهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَداتٍ، كَبَّرَ ثُمَّ قَرَأَ فَأَطَالَ القِراءَةَ ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمّا قامَ ثمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ دُونَ القِراءَةِ الأُولَى ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمّا قَامَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ القِراءَةَ الثَّالِثَةَ دُونَ القِراءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمّا قَامَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فانْحَدَرَ لِلسُّجُودِ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَلاثَ رَكَعاتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ لَيْسَ فِيها رَكْعَةٌ إِلَّا التِي قَبْلَها أَطْوَلُ مِنَ التِي بَعْدَها إِلَّا أَنَّ رُكُوعَهُ نَحْوٌ مِنْ قِيامِهِ قَالَ: ثُمَّ تَأَخَّرَ فِي صَلاتِهِ فَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقامَ فِي مَقامِهِ وَتَقَدَّمَتِ الصُّفُوفُ فَقَضَى الصَّلاةَ وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: "يا أَيُّها النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ الله عز وجل لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ فَإِذا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ". وَسَاقَ بَقِيَّةَ الحَدِيثِ (1).

1179 -

حَدَّثَنا مُؤَمَّل بْنُ هِشامٍ، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ، عَنْ هِشامٍ، حَدَّثَنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرٍ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الحَرِّ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ فَأَطَالَ القِيامَ حَتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قامَ فَصَنَعَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ فَكَانَ أَرْبَعَ رَكَعاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَداتٍ. وَسَاقَ الحَدِيثَ (2).

1180 -

حَدَّثَنا ابن السَّرْحِ، أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ ح، وحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ المُرادِيُّ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابن شِهابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ

(1) رواه مسلم (904). وعنده أربع ركعات وليس ست.

(2)

رواه مسلم (904).

ص: 63

عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: خُسِفَتِ الشَّمْسُ فِي حَياةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَسْجِدِ فَقامَ فَكَبَّرَ وَصَفَّ النَّاسُ وَراءَهُ، فاقْتَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِراءَةً طَوِيلَةً ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رْكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ:"سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ". ثُمَّ قامَ فاقْتَرَأَ قِراءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ القِراءَةِ الأُولَى ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ:"سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ". ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ فاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَداتٍ وانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ (1).

1181 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، حَدَّثَنا عَنْبَسَة، حَدَّثَنا يُونُسُ، عَنِ ابن شِهابٍ قَالَ: كَانَ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ كانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ مِثْلَ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَيْنِ (2).

1182 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ الفُراتِ بْنِ خالِدٍ أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ قَالَ أَبُو داوُدَ: وَحُدِّثْتُ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ - وهذا لَفْظُهُ، وَهُوَ أَتَمُّ - عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ فَقَرَأَ بِسُورَةٍ مِنَ الطُّوَلِ وَرَكَعَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ فَقَرَأَ سُورَةً مِنَ الطُّوَلِ وَرَكَعَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ كَما هُوَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ يَدْعُو حَتَّى انْجَلَى كُسُوفُها (3).

(1) رواه البخاري (1046)، ومسلم (901).

(2)

رواه البخاري (1052)، ومسلم (902).

(3)

رواه أحمد 5/ 134، والطبراني في "الدعاء"(2237)، والحاكم 1/ 332 والبيهقي 3/ 329.

وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(214).

ص: 64

1183 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى عَنْ سُفْيانَ، حَدَّثَنا حَبِيبُ بْن أَبِي ثابِتٍ عَنْ طاوُسٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ والأُخْرَى مِثْلُها (1).

1184 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ عِبادٍ العَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ أَنَّهُ شَهِدَ خُطْبَةً يَوْمًا لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ: بَيْنَما أَنا وَغُلامٌ مِنَ الأَنْصارِ نَرْمِي غَرَضَيْنِ لَنا حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ مِنَ الأُفُقِ اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ كَأَنَّها تَنُّومَةٌ فَقَالَ أَحَدُنا لِصاحِبِهِ انْطَلِقْ بِنا إِلَى المَسْجِدِ فَواللَّهِ لَيُحْدِثَنَّ شَأْنُ هذِهِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُمَّتِهِ حَدَثًا قَالَ: فَدَفَعْنا فَإِذا هُوَ بارِزٌ فاسْتَقْدَمَ فَصَلَّى: فَقَامَ بِنا كَأَطْوَلِ ما قَامَ بِنا فِي صَلاةٍ قَطُّ لا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِنا كَأَطْوَلِ ما رَكَعَ بِنا فِي صَلاةٍ قَطُّ لا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ثُمَّ سَجَدَ بِنا كَأَطْوَلِ ما سَجَدَ بِنا فِي صَلاةٍ قَطُّ لا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا. ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: فَوافَقَ تَجَلِّي الشَّمْسِ جُلُوسَهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ قامَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَشَهِدَ أَنْ لا إله إِلَّا اللهُ وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ سَاقَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

1185 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ الهِلالِيِّ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ فَزِعًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ وَأَنا مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِالمَدِينَةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَطَالَ فِيهِما القِيامَ ثُمَّ انْصَرَفَ وانْجَلَتْ فَقالَ:"إِنَّما هذِهِ الآياتُ يُخَوِّفُ الله بِها فَإِذا رَأَيْتُمُوها فَصَلُّوا كأَحْدَثِ صَلاةٍ صَلَّيْتُمُوها مِنَ المَكْتُوبَةِ"(3).

(1) رواه مسلم (909).

(2)

رواه النسائي 3/ 140، وأحمد 5/ 17، وابن خزيمة (1397)، وابن حبان (2852). وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(216).

(3)

رواه النسائي 3/ 144، وأحمد 5/ 60. قال الحاكم في "المستدرك" 1/ 333: صحيح على شرط الشيخين. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(217).

ص: 65

1186 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا رَيْحانُ بْن سَعِيدٍ، حَدَّثَنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ عامِرٍ أَنَّ قَبِيصَةَ الهِلالِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ الشَّمْسَ كُسِفَتْ بِمَعْنَى حَدِيثِ مُوسَى، قَالَ: حَتَّى بَدَتِ النُّجُومُ (1).

* * *

باب من قال أربع ركعات

[1178]

(حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا (2) يحيى) بن سعيد القطان (3)(عن عبد الملك) بن عبد العزيز (4) بن جريج المكي مولى أمية بن خالد.

(حدثنا عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كسفت) بفتح الكاف والسين [كما قال الله تعالى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} (5)](6) هذِه اللغة الفصحى أن (7) يقال: كسفت الشمس وخسف (8) القمر، وكسف يكون قاصرًا ومتعديًا. تقول في القاصر: كسفت الشمس، وفي المتعدي كسفها الله تعالى.

(على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن

(1) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1444). وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(218).

(2)

في (م): بن. وهو خطأ.

(3)

في (م): العطار.

(4)

في (ص، س): سعيد. والمثبت من (ل، م)، و"تهذيب الكمال" 18/ 338.

(5)

القيامة: 8.

(6)

ليست في (م).

(7)

ليست في (م).

(8)

في (م): خسفت.

ص: 66

النبي صلى الله عليه وسلم) من سريته (1) مارية القبطية، وولد بالمدينة (2) في (3) ذي الحجة سنة ثمان، ومات في ذي الحجة سنة عشر، ودفن بالبقيع (4).

(فقال الناس: إنما كسفت لموت إبراهيم) لما كانوا يعتقدونه من تعظيم الشمس، وأن [لها تأثيرًا](5)(فقام النبي صلى الله عليه وسلم) إلى الصلاة (فصلى بالناس ست ركعات) في كل ركعة ثلاث ركوعات، كما في الرواية قبله (في أربع سجدات) بفتح الجيم، في كل ركعة سجودان على العادة (كبر) الله تعالى في (6) تكبيرة الإحرام، ثم (7) في كلِّ ركوع كما تقدم.

(ثم قرأ) في القيام الأول (فأطال القراءة) أي: بقدر سورة البقرة كما سيأتي (ثم ركع نحوًا مما قام)(8) بحيث يسبح فيه قدر مائة آية (9) من البقرة.

(ثم رفع رأسه فقرأ) الفاتحة وبعدها (دون القراءة الأولى) وهو كمائتي

(1) ليست في (م).

(2)

من (م).

(3)

في (م) من.

(4)

زاد في الأصول الخطية: فصلى بالناس فيه دليل على استحبابها جماعة وتجوز فرادى. وهي زيادة مقحمة؛ لأن لفظة: "فصلى بالناس" ستأتي بعد ذلك في موضعها.

(5)

في (س، ل، م): لهما تأثيران.

(6)

في (ص، س): فيه. والمثبت من (ل، م).

(7)

من (م).

(8)

في (ص، س): تقدم. والمثبت من (ل، م)، و"السنن".

(9)

من (س، ل، م).

ص: 67

آية من البقرة (ثم ركع نحوًا مما قام) يسبح (1) كقدر ثمانين آية من البقرة، (ثم رفع رأسه فقرأ) بعد الفاتحة (القراءة الثالثة) وهي (دون القراءة الثانية) بقدر مائة وخمسين آية.

(ثم ركع) الركوع الثالث (نحوًا) أي: يسبح فيه قريبًا (مما قام) قبله (ثم رفع رأسه) للاعتدال الفاصل بين الركوع والسجود.

(فانحدر) أتى (2) بفاء التعقيب هنا دون ما قبله، فإنه أتى بـ (ثم) الدالة على المهلة (3)(للسجود) الأول (فسجد سجدتين) يقعد بينهما كما في سائر الصلوات (ثم قام) بعد (4) السجدتين (فركع ثلاث ركعات) كما في الركعة الأولى (قبل أن يسجد) للركعة الثانية لكن (ليس فيها ركعة) من هذِه الثلاث (إلا) والركعة (التي قبلها أطول) بالرفع (من) الركعة (التي بعدها) كما تقدم.

(إلا أن ركوعه نحوًا) كذا الرواية بالنصب، ويجوز أن يكون نصبه بـ (كان)[المحذوفة، تقديره: إلا أن ركوعه](5)[كان نحوًا (من قيامه) الذي قبله، ولفظ رواية مسلم](6): [وركوعه نحو من سجوده (7).

(1) ليست في (م).

(2)

من (س، ل، م).

(3)

في (م): المهملة.

(4)

في (م): بين.

(5)

من (ل، م).

(6)

من (ل).

(7)

"صحيح مسلم"(904/ 10).

ص: 68

وللنسائي] (1): إلا أن ركوعه وقيامه دون الركعة الأولى (2).

(قال: ثم تأخر في صلاته فتأخرت الصفوف التي) خلفه (معه) يحتمل أن يكون (مع) هنا بمعنى (بعد) كما في قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (3) أي: بعده، لكن لسرعة البعدية وتحققها أتى بلفظة (مع) وزاد مسلم هنا في روايته ولفظه: ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا - وقال أبو بكر: حتى انتهى إلى النساء (4). قال النووي: فيه أن العمل اليسير لا يبطل الصلاة، وفيه استحباب صلاة الكسوف للنساء، وفيه حضورهن وراء (5) الرجال (6).

(ثم تقدم) أمامه (فقام في مقامه) الأول (وتقدمت (7) الصفوف) زاد مسلم: معه (8). أي: بعده، كما تقدم في:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} .

(فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس) زاد (9) مسلم: فانصرف حين انصرف [وقد آضت](10) الشمس (11). يعني: بهمزة ممدودة، ومعناه

(1) سقط من (م).

(2)

"المجتبى" 3/ 133.

(3)

الشرح: 5.

(4)

"صحيح مسلم"(904)(10).

(5)

في (م): و.

(6)

"شرح النووي على مسلم" 6/ 209.

(7)

في (ص، س): بعد من. والمثبت من (ل، م)، و"السنن".

(8)

"صحيح مسلم"(904)(10).

(9)

في (م): ورواية.

(10)

في (ص): وحدآيت. هكذا! . والمثبت من (س، ل، م)، و"صحيح مسلم".

(11)

"صحيح مسلم"(904)(10).

ص: 69

رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف.

(فقال: يا (1) أيها الناس) فيه دليل على استحباب هذِه اللفظة في أثناء الخطبة (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى) والآية في الأصل العلامة. أي: هذان (2) علامتان دالتان على قدرة موجدهما، وسلطان محدثهما (لا ينكسفان لموت بشر) أي: آدمي، ولا لحياته (فإذا رأيتم شيئًا [من ذلك] (3) فصلوا حتى ينجلي) الانجلاء: انفعال (4) من جلوت الشيء إذا كشفته (وساق بقية الحديث) على نحو ما تقدم.

[1179]

(حدثنا مؤمل) بفتح الميم الثانية المشددة (بن هشام) اليشكري (5) البصري شيخ البخاري (حدثنا إسماعيل) بن علية (عن هشام) الدستوائي (حدثنا أبو الزبير) محمد بن مسلم المكي التابعي (عن جابر) بن عبد الله (قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر) كذا لمسلم (6) والنسائي (7)(فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه (8) فأطال القيام) الأول (حتى جعلوا يخرون) إلى الأرض من طول القيام (ثم ركع فأطال) الركوع (ثم رفع) رأسه للقيام والقراءة

(1) ليست في (م).

(2)

ليست في (م).

(3)

من (ل، م)، و"السنن".

(4)

في (ص، س، ل): افتعال. والمثبت من (م).

(5)

في (م): البكري.

(6)

"صحيح مسلم"(904)(9).

(7)

"المجتبى" 3/ 136.

(8)

من (س، ل، م)، و"السنن".

ص: 70

(فأطال، ثم ركع) ثانيًا (فأطال) الركوع (ثم رفع) رأسه (فأطال) القيام والقراءة، (ثم سجد سجدتين، ثم قام) إلى (1) الركعة الثانية (فصنع نحوًا من ذلك فكان) لفظ مسلم: فكانت (2). وهي أفصح، أي: كانت صلاته (أربع ركعات وأربع سجدات، وساق الحديث) هذا الحديث والذي بعده مما احتج به الشافعي (3) وغيره (4).

قال القاضي عياض: الجمهور على ما جاء في حديث عائشة من رواية عمرة وعروة (5)، وما وافقه من الأحاديث عن ابن عباس وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص أنها ركعتان في كل ركعة ركعتان وسجودان.

قال ابن عبد البر: وهذا أصح ما في الباب (6)، وغيره من الروايات التي خالفها ضعيفة معلولة، قال: وهذا قول مالك (7) والشافعي (8) والليث (9) وأحمد (10) وجمهور علماء الحجاز (11).

[1180]

(حدثنا) أحمد بن عمرو (بن السرح) المصري (حدثنا)

(1) في (ص، س): في. والمثبت من (ل، م).

(2)

في (ص، س): كانت. والمثبت من (ل، م)، و"صحيح مسلم"(904)(9).

(3)

"الأم" 1/ 402 - 404.

(4)

من (م).

(5)

في (م): عائشة.

(6)

"إكمال المعلم" 3/ 330.

(7)

"المدونة" 1/ 242 - 243.

(8)

"الأم" 1/ 403 - 404.

(9)

في (ص، س): أنس. والمثبت من (ل، م)، ومصادر التخريج.

(10)

"مسائل أحمد وإسحاق برواية الكوسج"(414).

(11)

"الاستذكار" 7/ 93.

ص: 71

عبد الله (بن وهب.

([ح] وحدثنا محمد بن سلمة)(1) بفتح السين، ابن عبد الله بن أبي فاطمة (المرادي) بضم الميم شيخ مسلم (حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن) محمد (بن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت (2): خسفت الشمس) فيه أن الخسوف لا يختص (3) بالقمر بل يستعمل للشمس أيضًا (في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد) فيه إثبات صلاة الخسوف، وفيه استحباب فضلها (4) في المسجد الذي يصلى فيه الجمعة.

قال أصحابنا: إنما لم يخرج إلى المصلى لخوف فواتها بالانجلاء (5) فالسنة المبادرة بها (6).

(فقام فكبر) تكبيرة الإحرام مع نية الكسوف (وصف الناس وراءه) صفوفًا (فاقترأ)[أي: قرأ](7)(رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة) كما تقدم. (ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد) فيه دليل على استحباب (8) الجمع بين هذين اللفظين،

(1) في (م): مسلمة.

(2)

في (م): قال.

(3)

في (م): يخص.

(4)

كذا في الأصول الخطية، ولعل الصواب: فعلها.

(5)

في (ص، س): في الانجلاء. والمثبت من (ل، م)، و"شرح النووي".

(6)

شرح النووي على مسلم" 6/ 202.

(7)

من (س، ل، م).

(8)

من (س، ل، م).

ص: 72

وهو مذهب الشافعي (1) ومن وافقه، وهو مستحب عندنا للإمام والمأموم والمنفرد، ويستحب لكل أحد الجمع بينهما، وفيه استحباب:"ربنا ولك الحمد" بزيادة الواو، وقد صحت الرواية بدونها، وهذِه الواو عاطفة على محذوف تقديره أطعناك أو حمدناك، ولك الحمد على ذلك.

(ثم قام فاقترأ (2) قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى) كما تقدم (ثم كبر) للركوع (فركع ركوعًا طويلًا) و (هو أدنى من الركوع الأول) قال القاضي عياض: واختلف العلماء في القيام الأول والركوع من الركعة الثانية هل هو أقصر من القيام الثاني (3) من الركعة الأولى، وأنه (4) معنى قوله: دون القيام الأول. [أو مساوٍ لذلك وأقصر من أول قيام وأول ركوع، وأن هذا في معنى قوله، والوجه الأول](5) أظهر، وهو قول مالك (6) يعني: وقول الشافعي (7) رضي الله عنهما.

(ثم قال: سمع الله لمن حمده) أي: تقبل الله منه (8) حمده (ربنا ولك الحمد) على ما ألهمت (ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك) أي: في الكيفية لا في القدر (فاستكمل) بذلك (أربع ركعات و (9) أربع

(1)"الأم" 1/ 408.

(2)

في (ص، س، ل): فقرأ. والمثبت من (م)، و"السنن".

(3)

زاد في (م): في الركوع، والركوع الثاني.

(4)

سقط من (م).

(5)

سقط من (م).

(6)

"المدونة" 1/ 243، "إكمال المعلم" 3/ 332.

(7)

"الأم" 1/ 407 - 408.

(8)

في (م): ممن.

(9)

في (م): في.

ص: 73

سجدات) في كل ركعة سجدتان (وانجلت الشمس قبل أن ينصرف) من المسجد.

[1181]

(حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عنبسة) بن خالد الأيلي أخرج له البخاري (عن) عمه (يونس) بن يزيد (1) في باب وفود الأنصار.

(عن ابن شهاب قال: كان كثير (2) بن عباس) بالباء الموحدة والسين المهملة، ابن عبد المطلب، كنيته أبو تمام (3)، ولد سنة عشر قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأشهر، ليست له صحبة (4) [قال ابن حجر: صحابي صغير (5).

(يحدث] (6) أن عبد الله بن عباس كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس) فذكر (مثل حديث عروة) بن (7) الزبير (عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في كل ركعة ركعتين) يحتمل أن يكون (ركعتين) نصب على البدل من (ركعتين) قبلهما، والتقدير: صلى ركعتين (8) في كل ركعة، وهذا بدل اشتمال، روى (9) أوله وزاد: فقلت - يعني: قال الزهري - لعروة بن الزبير: إن أخاك - يعني: عبد

(1) في (م): زيد.

(2)

في (ص، س): بسر. والمثبت من (ل، م)، و"السنن"، ومصادر التخريج.

(3)

في الأصول الخطية: غانم. والمثبت من مصادر التخريج.

(4)

"الاستيعاب" المطبوع مع "الإصابة" 10/ 216.

(5)

"الإصابة" 8/ 323، و"تقريب التهذيب" 1/ 459.

(6)

سقط من (م).

(7)

سقط من (م).

(8)

زاد في (ل): ركعتين.

(9)

سقط من (م).

ص: 74

الله ابن الزبير أمير المؤمنين - يوم خسفت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين قبل الصبح. قال: أجل؛ لأنه أخطأ السنة. أي: جاوزها إما سهوًا أو عمدًا، أدى إليه اجتهاده.

وقد قال كثير من العلماء: إن صلاة الكسوف يجوز أن تصلى كسائر الصلوات، وإن كان الأكمل الهيئة المشهورة التي صلاها عروة بن الزبير. قال في "شرح المهذب": وهو مقتضى كلام أصحابنا (1).

[1182]

(حدثنا أحمد بن الفرات بن خالد الرازي أبو مسعود) الضبي الحافظ، صنف الكتب (قال: أنبأنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي) قال أبو حاتم: صدوق (2).

(عن أبيه) عبد الله بن أبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي، وثقه (3) أبو زرعة وأبو حاتم (4)(عن) أبيه (أبي جعفر) عيسى بن ماهان (5) مولى تميم، مروزي، وثقه أبو حاتم (6).

وقال ابن عبد البر: هو عندهم ثقة عالم بتفسير القرآن (7). أصله من (8) البصرة، وبها كان مولده ثم رجع (9) إلى الري فسكنها وغلب عليه الرازي.

(1)"المجموع" 5/ 63.

(2)

"الجرح والتعديل" 7/ 302.

(3)

في (م): ووقفه.

(4)

"الجرح والتعديل" 5/ 127.

(5)

في (ص): جعفر. والمثبت من (س، ل، م). وقد مر على الصواب.

(6)

"الجرح والتعديل" 6/ 281.

(7)

"تهذيب التهذيب" 6/ 325.

(8)

سقط من (ل، م).

(9)

في (ل، م): رفع.

ص: 75

(قال المصنف: وحدثت) بضم المهملة وكسر الدال المشددة، مبني للمفعول (عن عمر بن شقيق) بن أسماء الجرمي [بفتح الجيم](1) ذكره ابن حبان في "الثقات"(2) وهو مقبول يعد في (3) البصريين.

(وهذا لفظه وهو أتم) من رواية عبد الله بن جعفر (عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس) وهو بصري نزل خراسان، قال أبو حاتم: صدوق (4). وقال ابن أبي داود: حبس بمرو ثلاثين سنة (5).

(عن أبي العالية) رفيع الرياحي البصري، مولى امرأة من بني رياح بالمثناة التحتية، بطن من بني (6) تميم اسمها آمنة (7) أحد كبار التابعين بالبصرة، أسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين (8). قال: كنت آتي ابن عباس فيرفعني على السرير معه ورجال قريش أسفل من السرير، فقال قائل منهم: نراه (9) يرفع هذا المولى على السرير، ففطن لهم ابن عباس فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفًا، ويجلس المملوك على الأسِرة (10).

(1) ليست في (م).

(2)

"الثقات" لابن حبان 8/ 440.

(3)

في (م): من.

(4)

"الجرح والتعديل" 3/ 454.

(5)

"الكاشف"(1524)، "فيض القدير" 5/ 6.

(6)

ليست في (م).

(7)

في (ص، س): أمية. والمثبت من (ل، م)، و"رجال صحيح البخاري"(240).

(8)

من (ل، م)، و"تهذيب الكمال" 9/ 215.

(9)

في (م): ترونه.

(10)

في (م): الأخرة.

ص: 76

قال ابن معين وأحمد وغيرهما: ثقة (1).

(عن أبي كعب قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن) بكسر الهمزة (النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فقرأ بسورة من الطول) بضم الطاء وفتح الواو، يعني: من السبع الطول جمع طولى، مثل الكبرى في الكبر، وهذا البناء يلزمه الألف واللام (2) و (3) الإضافة، والسبع الطول هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة.

ويوضح هذه القراءة ما رواه الشيخان، عن ابن عباس واللفظ للبخاري قال: انخسفت (4) الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى (5) بالناس فقام (6) قيامًا طويلًا نحوًا من قراءة سورة البقرة (7).

وروى الشافعي بإسناده إلى ابن عباس، ولفظه: فقام قيامًا طويلًا قال (8): [نحوًا من](9) سورة البقرة (10).

(وركع خمس ركعات وسجد سجدتين) وروى البزار، عن علي:

(1)"الجرح والتعديل" 3/ 510، و"تهذيب الكمال" 9/ 216.

(2)

في (م): الأم.

(3)

في (ل، س): أو.

(4)

في (ص، س): انكسفت. والمثبت من (ل، م)، و"صحيح البخاري".

(5)

في (ص): فجعل يصلي. والمثبت من (س، ل، م)، ومصادر التخريج.

(6)

من مصادر التخريج.

(7)

"صحيح البخاري"(1052)، و"صحيح مسلم"(907)(17).

(8)

في (ص): قدرًا. وفي (س، ل، م): قرأ. والمثبت من "مسند الشافعي".

(9)

في (ص): من نحو. والمثبت من (س، ل، م) و"مسند الشافعي".

(10)

"مسند الشافعي"(345).

ص: 77

انكسفت الشمس (1) فقام علي فركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم فعل (2) في الركعة الثانية مثل ذلك (3). ورواه أحمد في "المسند" (4) ورجاله رجال الصحيح (5) (ثم قام) إلى الركعة (الثانية فقرأ سورة من) السبع (الطول) دون ما قبلها (وركع خمس ركعات وسجد سجدتين) استدل بهذا الحديث وأمثاله وأخذ به جماعة من أصحابنا (6) الجامعين بين الفقه والحديث منهم: ابن خزيمة (7)، وابن المنذر (8) والخطابي (9)، والضبعي (10) على أنه يزاد في صلاة الكسوف ركوع ثالث ورابع وخامس إذا تمادى الكسوف، وينقص [الركوع الثاني](11) منها للانجلاء. واعتذر جمهور الأصحاب القائلين بأنه لا يزاد على ركوعين في كل ركعة عن هذِه الأحاديث بأن أحاديث الركوعين أشهر

(1) ليست في (م).

(2)

في الأصول الخطية: قام. والمثبت من "مسند البزار".

(3)

"مسند البزار"(628).

(4)

"مسند أحمد" 1/ 142. ولكن بلفظ آخر وسند آخر، ولعله توهم المصنف من كلام الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 445: رواه البزار وقد تقدم حديث علي من "مسند أحمد". انتهى، وحديث علي هذا حديث آخر، ولكن هذا الحديث في "مسند البزار" فقط بلفظه.

(5)

"مجمع الزوائد" 2/ 445.

(6)

في (ص، س): أصحاب. والمثبت من (ل، م).

(7)

سبق تخريجه.

(8)

سبق تخريجه.

(9)

سبق تخريجه.

(10)

"الشرح الكبير" 2/ 373، و"روضة الطالبين" 2/ 83.

(11)

سقط من (م).

ص: 78

وأوضح (1) كما تقدم عن البيهقي (2) وابن عبد البر (3).

(ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو) فيه فضيلة استقبال القبلة للدعاء (حتى انجلى كسوفها)(4) وقد يؤخذ منه أنه لا يزاد على خمس ركوعات، بل يجلس بعد الخمسة للدعاء والتضرع إلى الله تعالى كما هو ظاهر الحديث، وهو مقتضى تعبير الرافعي (5) و"الروضة"(6) أن المروي في الأحاديث الزيادة إلى الخامس فقط، والأصل عدم جواز (7) الزيادة كما في الوتر والضحى، بل أولى؛ لأن لهذِه الصلاة كيفية مخالفة للقياس.

[1183]

(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى)[بن سعيد القطان](8)(حدثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري (حدثنا حبيب بن أبي ثابت) الأسدي (9).

(عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في كسوف)

(1) في (ل، م): أصح.

(2)

سبق تخريجه.

(3)

سبق تخريجه.

(4)

في (ص، س): كثير منها. وفي (م): الكسوف. وبياض في (ل)، والمثبت من "سنن أبي "داود".

(5)

"الشرح الكبير" 2/ 373.

(6)

"روضة الطالبين" 2/ 83.

(7)

من (ل، م).

(8)

في (م): العطار.

(9)

في (م): ابن سعيد.

ص: 79

ولمسلم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كسفت الشمس ثمان ركعات في أربع سجدات (1). يعني: كما صرح به المصنف في هذا الحديث، وكما هو في مسلم بلفظه.

(فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد، والأخرى مثلها) وحاصله كما قال النووي: أنه ركع ثمان مرات (2) كل أربع في ركعة، وسجد سجدتين في كل ركعة (3).

[1184]

(حدثنا أحمد)(4) بن عبد الله (بن يونس) اليربوعي (حدثنا زهير) بن معاوية بن حريج، بضم الحاء المهملة، الجعفي الكوفي.

(حدثنا الأسود بن قيس، أخبرني ثعلبة بن عباد) بكسر العين وتخفيف الموحدة (العبدي)[ذكره ابن حبان في "الثقات" (5)](6) والده صحابي، هكذا قيده بالكسر وتخفيف الموحدة أبو عمر وابن ماكولا (7)، وذكره ابن منده مبهمًا في المشدد [ثم بضم المثلثة](8)، هو (من أهل البصرة، أنه شهد خطبة) بالتنوين (9)(يومًا لسمرة بن جندب) بن هلال بن حريج

(1)"صحيح مسلم"(908)(18).

(2)

في (ص، س): ركوعات. وفي (ل): ركعات. والمثبت من (م)، و"شرح النووي على مسلم".

(3)

"شرح النووي على مسلم" 6/ 214.

(4)

سقط من (م).

(5)

"الثقات" لابن حبان 4/ 98.

(6)

سقط من (م).

(7)

"الإكمال" 6/ 61.

(8)

سقط من (م).

(9)

ليست في (م).

ص: 80

بفتح الحاء المهملة، وقال الدارقطني: بضمها مصغر، سكن البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها ستة أشهر [وعلى الكوفة ستة أشهر](1)، فلما مات استخلفه على البصرة، وأقره معاوية عليها عامًا أو نحوه.

(قال) ثعلبة (قال سمرة) بن جندب (بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي) بالسهام إلى (غرضين) بفتح الغين [والضاد المعجمتين](2) أي: هدفين (3)، وفي حديث الدجال أنه "يدعو شابًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض" (4) أراد أنه يكون ما بين القطعتين بقدر رمية السهم إلى الهدف (لنا (5) حتى إذا كانت الشمس قيد) بكسر القاف (رمحين) يقال: بيني وبينه قيد رمح، وقاد رمح، [وقاب رمح] (6) أي: قدر رمح (- أو ثلاثة - في عين الناظر) إليه (من الأفق) بضم الهمزة والفاء، وهو الناحية من الأرض والسماء.

(أسودت) الشمس (حتى آضت) أي (7): رجعت [إلى حالها الأول](8) وصارت، يقال منه آضت تئيض، ومنه قولهم أيضًا، وهو مصدر منه (كأنها تنومة) بفتح المثناة فوق وتشديد النون المضمومة

(1) سقط من (ص). والمثبت من (س، ل، م).

(2)

من (م).

(3)

في (ص): هدفتين. والمثبت من (س، ل، م).

(4)

أخرجه مسلم (2937)(110).

(5)

كتب في هامش (ل): زاد النسائي: على عهد رسول الله.

(6)

سقط من (م).

(7)

من (م).

(8)

من (م).

ص: 81

وبعدها واو ساكنة، ثم ميم، وهي نوع من نبات الأرض فيها (1) وفي ثمرها سواد قليل، ويقال: بل هو شجر له ثمر كمد اللون.

(فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فوالله ليحدثن) بفتح اللام وضم الياء المثناة تحت وسكون المهملة وكسر الدال وفتح المثلثة والنون (شأن) بالرفع أي: ليحدثن (2) أمر سواد (هذِه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته حدثًا)[بفتح الدال](3) أي: حكمًا حادثًا مستمرًّا حكمه (4)، وهذا يدل على شدة ذكاء سمرة وفطنته.

ومما يدل على ذكائه ما حكاه في "الاستيعاب" أن أم (5) سمرة مات عنها زوجها وترك ابنه سمرة، وكانت امرأة جميلة، فقدمت المدينة فخطبت، فجعلت تقول: لا أتزوج إلا رجلًا يكفل لها نفقة ابنها سمرة حتى يبلغ، فتزوجها رجل من الأنصار على ذلك، فكانت معه في الأنصار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار في كل عام، فمر به غلام فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة فرده، فقال سمرة: يا رسول الله، لقد أجزت غلامًا ورددتني ولو صارعني لصرعته، قال: فصارعته فصرعته، فأجازني في البعث (6).

(قال: فدفعنا) بضم الدال وكسر الفاء، هكذا في النسخ، ولفتحها

(1) سقط من (م).

(2)

في (ص، س، ل): ليحددن. والمثبت من (م).

(3)

سقط من (م).

(4)

من (م).

(5)

سقط من (م).

(6)

"الاستيعاب" المطبوع مع "الإصابة" 4/ 258.

ص: 82

وجه [ومعناه: ابتدأنا في المشي إلى المسجد، ودفعنا أنفسنا من المكان الذي كنا فيه](1) ومنه الحديث: أنه دفع من عرفات. أي (2): ابتدأ السير منها (3).

(فإذا هو بارز) بفتح الباء (4) الموحدة وكسر الراء، اسم (5) فاعل من البروز، وهو الظهور، ويدل على هذا رواية النسائي: فدفعنا إلى المسجد فوافينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الناس (6).

قال الخطابي: وهو خطأ وتصحيف من الراوي، وإنما هو بأزز (7) يعني (8) بكسر باء الجر وفتح الهمزة والزاي الأولى أي: ممتلئ بجمع من الناس، يقال: أتيت الوالي والمجلس أزز، أي: كثير الزحام ليس فيه متسع، والبيت منهم أزز إذا غص بهم لكثرتهم.

قال الأزهري في كتاب "التهذيب"(9) وذكر هذا الحديث، وقال: يأزز بزائين أيضًا، وفسره بمعناه، وكذلك ذكره الهروي بمعناه في كتابه

(1) من (س، ل، م).

(2)

في (ص، س): إلى. والمثبت من (ل، م)، و"النهاية".

(3)

"النهاية" 2/ 124.

(4)

سقط من (م).

(5)

سقط من (م).

(6)

"المجتبى" 3/ 140.

(7)

"معالم السنن" المطبوع مع "مختصر سنن أبي داود" 2/ 42.

(8)

سقط من (م).

(9)

"تهذيب اللغة" 13/ 281.

ص: 83

فقال (1): يقال: الناس (2) أزز إذا انضم بعضهم (3) إلى بعض (4).

(فاستقدم) أي: تقدم (فصلى) بالناس، وإطلاقه يقتضي أن صلاة الكسوف لا أذان لها ولا إقامة (فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط) ولفظ النسائي: فقام كأطول قيام قام بنا (5). (لا نسمع له صوتًا) جمع النووي والسبكي وغيرهما من العلماء بين هذا الحديث بأنه أسر في القراءة، وحديث ابن عباس: صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف فما سمعت منه حرفًا. رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي (6) من حديث عكرمة عنه، وزاد في آخره: حرفًا من القرآن (7). وبين حديث عائشة الآتي وهو ثابت في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الكسوف بقراءته. بأن حديث سمرة وما بعده في الشمس، وحديث عائشة في القمر، ثم قال السبكي: وقول (8) الخطابي الذي (9) يجيء على مذهب الشافعي أنه يجهر بالشمس ليس بشيء؛ لأن نص الشافعي

(1) سقط من (م).

(2)

في (م): الباس.

(3)

في (م): بعضه.

(4)

انظر: "لسان العرب"(أزز).

(5)

"المجتبى" 3/ 140.

(6)

أخرجه أحمد 1/ 293، وأبو يعلى في "مسنده"(2745)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/ 89.

(7)

"مسند أحمد" 1/ 293.

(8)

في (ص، س): قال. والمثبت من (ل، م).

(9)

من (ل، م).

ص: 84

[في "الأم" (1)](2) صريح فيما قلناه.

(ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك) زاد النسائي: فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، فسلم (3). [(قال: فوافق تجلي) مفعول مقدم (الشمس، جلوسه) بالرفع، ويجوز العكس، والمراد جلوسه للتشهد (للركعة الثانية] (4) ثم سلم، ثم قام) إلى الخطبة، (فحمد الله وأثنى عليه) فيه دليل على أن الخطبة يكون في أولها الحمد لله والثناء عليه، ومذهب الشافعي (5) أن لفظة الحمد لله متعينة، فلو قال: معناها لم تصح خطبته (6).

(وشهد أن لا إله إلا الله) فيه استحباب شهادة أن لا إله إلا الله في الخطبة، وفي (7) الشهادة بالوحدانية خاصيتان إحداهما: أن لا إله إلا الله جميع حروفها جوفية ليس فيها شيء من الحروف الشفهية، للإشارة [إلى الإتيان](8) بها من خالص جوفه وهو القلب، لا من الشفتين دون قلبه (9).

(1)"الأم" 1/ 406.

(2)

من (ل، م).

(3)

"المجتبى" 2/ 140.

(4)

سقط من (م).

(5)

"الأم" 1/ 407.

(6)

انظر: "المجموع" 4/ 519.

(7)

من (س، ل، م).

(8)

في (م): للإتيان.

(9)

من (م)، وفي باقي النسخ: قلب.

ص: 85

الخاصة الثانية: ليس فيها حرف معجم، بل جمعيها متجردة عن النقط، إشارة إلى التجرد من كل معبود سوى الله تعالى.

(وشهد أنه) أي: أن محمدًا صلى الله عليه وسلم (عبده ورسوله) فيه استحباب الشهادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الخطبة بالرسالة.

(ثم ساق أحمد بن يونس) اليربوعي (خطبة النبي صلى الله عليه وسلم) إلى آخرها.

[1185]

(حدثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي (حدثنا وهيب)(1) بالتصغير بن خالد الباهلي مولاهم.

(حدثنا أيوب، عن أبي قلابة) عبد الله بن زيد الجرمي، التابعي مشهور (عن قبيصة) بن مخارق بن عبد الله (الهلالي) وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، عداده في أهل البصرة (قال: كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج) رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته (فزعًا) بكسر الزاي اسم فاعل، يخشى أن تكون الساعة (2) قد قامت (3)، وهذا يدل على قربها كما في كتاب الله تعالى، [ويجوز فتح الزاي، مفعول له](4).

(يجر ثوبه) من سرعة المبادرة إلى ما خرج إليه، ولفظ النسائي: يجر رداءه من العجلة، فقام إليه الناس (5).

(وأنا معه يومئذٍ بالمدينة، فصلى ركعتين) أي: بزيادة ركعتين أو أكثر على ما تقدم، بدليل قوله (فأطال فيهما القيام، ثم انصرف) من الصلاة (و)

(1) في (س): وهب.

(2)

في (ص، س): الناس. والمثبت من (ل، م).

(3)

زاد في (ص): القيامة. وهي زيادة مقحمة.

(4)

سقط من (م).

(5)

"المجتبى" 3/ 152.

ص: 86

قد (انجلت) الشمس (1).

(فقال: إنما هذِه الآيات) العظيمة (يخوف الله) تعالى (بها) عباده (فإذا رأيتموها) أي: رأيتم شيئًا منها (فصلوا كأحدث صلاة) أي (2): كأقرب صلاة (صليتموها من) الصلوات (المكتوبة) قبلها. قال المنذري: يحتمل أن يكون معناه أن الكسوف إن كان بعد الصبح فيكون في كل ركعة ركوعان، وإن كان بعد المغرب فيكون في كل ركعة ثلاث ركعات، وإن كان بعد الرباعية فيكون في كل (3) ركعة أربع ركعات. ويحتمل أن يكون مثل ما قبلها في الجهر والإسرار، والله أعلم (4).

وعلى ما ذكره المنذري أن الكسوف وإن كان بعد صلاة الجمعة يخطب بعدها، وإن كان بعد غير (5) الجمعة فلا خطبة.

[1186]

(حدثنا أحمد بن إبراهيم) الدورقي نسبة [إلى القلانس](6) الدورقية قيل: كان الإنسان إذا تنسك في ذلك الزمان قيل له دورقي، وكان أبوه قد تنسك فنسب إلى أبيه، أخرج له مسلم (حدثنا ريحان [بن سعيد])(7) الناجي أبو عصمة صدوق (8).

(1) و (2) من (م).

(3)

من (ل، م).

(4)

"مختصر سنن أبي داود" 2/ 43.

(5)

سقط من (م).

(6)

في (م): بالقلانس.

(7)

سقط من (م).

(8)

انظر: "الكاشف" 1/ 315.

ص: 87

(حدثنا عباد بن منصور) الناجي (1) نسبة إلى ناجية بن سامة بن لؤي، قبيلة كبيرة من سامة.

قال الزبير بن أبي بكر: سميت بذلك؛ لأنها سارت في مفازة فعطشت فاستسقت الماء. فقال لها سامة بن لؤي: الماء بين يديكم وهو يريها (2) السراب، فسارت إليه فنجت (3).

(عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر) التابعي (أن قبيصة) ابن مخارق (4)(الهلالي حدثه أن الشمس كسفت) على عهد النبي صلى الله عليه وسلم (بمعنى حديث موسى) بن إسماعيل و (قال) فيه: فاسودت (حتى بدت النجوم)(5) يعني (6): من شدة سوادها.

(1) من (م).

(2)

في الأصول الخطية: يريد بها. والمثبت من مصادر التخريج.

(3)

انظر: "أخبار مكة" للفاكهي 5/ 168.

(4)

في (ص، س): محارب. والمثبت من "الإكمال" 7/ 100، و"تهذيب الكمال" 23/ 492.

(5)

هذه الزيادة انفرد بها أبو داود، وقال الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (218): ضعيف.

(6)

سقط من (ص)، وفي (س): حتى.

ص: 88