المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌26 - باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٦

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الاسْتِسْقَاءِ

- ‌1 - باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌2 - باب فِي أي وَقْتٍ يُحَوِّلُ رِداءَهُ إِذا اسْتَسْقَى

- ‌3 - باب رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي الاسْتِسْقاءِ

- ‌4 - باب صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌5 - باب مَنْ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ

- ‌6 - باب القِراءَةِ فِي صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌7 - باب يُنادَى فِيها بِالصَّلاةِ

- ‌8 - باب الصَّدَقَةِ فِيها

- ‌9 - باب العِتْقِ فِيهِ

- ‌10 - باب منْ قَالَ يرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ

- ‌11 - باب الصَّلاةِ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَنَحْوِها

- ‌12 - باب السُّجُودِ عِنْدَ الآيَاتِ

- ‌[كِتَابُ صَلَاةَ السَّفَرِ]

- ‌1 - باب صَلاةِ المُسافِرِ

- ‌2 - باب مَتَى يُقْصِرُ المُسافِرُ

- ‌3 - باب الأَذانِ فِي السَّفَرِ

- ‌4 - باب المُسافِرِ يُصلِّي وَهُوَ يَشُكُّ في الوَقْتِ

- ‌5 - باب الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ

- ‌6 - باب قِصَرِ قِراءَةِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌7 - باب التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

- ‌8 - باب التَّطَوُّعِ عَلَى الرّاحِلَةِ والوِتْرِ

- ‌9 - باب الفَرِيضَةِ عَلَى الرَّاحِلَةِ مِنْ عُذْرٍ

- ‌10 - باب مَتَى يُتِمُّ المُسافِرُ

- ‌11 - باب إِذَا أَقامَ بِأَرْضِ العَدُوِّ يَقْصُرُ

- ‌12 - باب صَلاةِ الخَوْفِ

- ‌13 - باب مَنْ قَالَ: يَقُومُ صَفٌّ مَعَ الإِمَامِ وَصَفٌّ وِجاهَ العَدُوِّ فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُ قائِمًا حَتَّى يُصَلِّيَ الذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ فَيَصُفُّونَ وِجاهَ العَدُوِّ، وَتَجِيءُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَثْبُتُ جالِسًا فَيُتِمُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ جَمِيعًا

- ‌14 - باب مَنْ قَالَ: إِذَا صَلَّى رَكْعَةً وَثَبَتَ قَائِمًا أَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمُوا ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا وِجاهَ العَدُوِّ واخْتُلِفَ فِي السَّلامِ

- ‌15 - باب مَنْ قَالَ يُكَبِّرُونَ جَمِيعًا وَإِنْ كَانُوا مُسْتَدْبِرِي القِبْلَةِ ثُمَّ يُصَلِّي بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَأْتُونَ مَصافَّ أَصْحابِهِمْ وَيَجِيءُ الآخَرُونَ فَيَرْكَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ يُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ تُقْبِلُ الطَّائِفَةُ التِي كَانَتْ مُقابِلَ العَدُوِّ فَيُصَلُّونَ لأَنَفُسِهِمْ رَكْعَةً والإِمامُ قاعِدٌ ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ كُلِّهِمْ جَمِيعًا

- ‌16 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ ركْعَةً؟ ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقُومُ كُلُّ صَفٍّ فَيُصَلُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً

- ‌17 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَيَقُومُ الذِينَ خَلْفَهُ فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً، ثُمَّ يَجِيءُ الآخَرُونَ إِلَى مَقامِ هؤلاء فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً

- ‌18 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً وَلا يَقْضُونَ

- ‌19 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ

- ‌20 - باب صَلاةِ الطَّالِبِ

- ‌[كِتَابُ التَّطُّوُعِ]

- ‌ أبواب صلاة التطوع

- ‌1 - باب التَّطَوُّعِ وَرَكَعَاتِ السُّنَّةِ

- ‌2 - باب رَكْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌3 - باب فِي تَخْفِيفِهِمَا

- ‌4 - باب الاضْطِجَاعِ بَعْدَهَا

- ‌5 - باب إِذَا أَدْرَكَ الإِمَامَ وَلَمْ يُصَلِّ ركْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌6 - باب مَنْ فاتَتْهُ مَتَى يَقْضِيهَا

- ‌7 - باب الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ وبَعْدَها

- ‌8 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ العَصْرِ

- ‌9 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ

- ‌10 - باب مَنْ رَخَّصَ فِيهِما إِذا كَانَتِ الشَّمْسُ مُرْتَفِعَةً

- ‌11 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ المَغْرِبِ

- ‌12 - باب صَلاةِ الضُّحَى

- ‌13 - باب فِي صَلاةِ النَّهارِ

- ‌14 - باب صَلاةِ التَّسْبِيحِ

- ‌15 - باب ركْعَتَيِ المَغْرِبِ أَيْنَ تُصَلَّيانِ

- ‌16 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العِشاءِ

- ‌أبواب قيام الليل

- ‌17 - باب نَسْخِ قِيامِ اللَّيْلِ والتَّيْسِيِر فِيهِ

- ‌18 - باب قِيامِ اللَّيْلِ

- ‌19 - باب النُّعاسِ فِي الصَّلاةِ

- ‌20 - باب مَنْ نامَ عَنْ حِزْبِهِ

- ‌21 - باب مَنْ نَوَى القِيَامَ فَنَامَ

- ‌22 - باب أَيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ

- ‌23 - باب وَقْتِ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ

- ‌24 - باب افْتِتاحِ صَلاةِ اللَّيْلِ بِرَكْعَتَيْنِ

- ‌25 - باب صَلاةِ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌26 - باب فِي رَفْعِ الصَّوْتِ بِالقِراءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌27 - باب فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌28 - باب ما يُؤْمَرُ بِهِ مِنَ القَصْدِ فِي الصَّلاةِ

- ‌[كِتَابُ شَهْرِ رَمَضَانَ]

- ‌1 - باب فِي قِيامِ شَهْرِ رَمَضانَ

- ‌2 - باب فِي لَيْلَةِ القَدْرِ

- ‌3 - باب فِيمنْ قَالَ لَيْلَةُ إِحْدى وَعِشْرِينَ

- ‌4 - باب مَنْ رَوى أَنَّها لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ

- ‌5 - باب مَنْ روى فِي السَّبْعِ الأَواخِر

- ‌6 - باب مَنْ قَالَ سبْعٌ وَعِشْرُونَ

- ‌7 - باب مَنْ قَالَ هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ

- ‌8 - باب فِي كَمْ يُقْرَأُ القُرْآنُ

- ‌9 - باب تَحْزِيبِ القُرْآنِ

- ‌10 - باب فِي عَدَدِ الآي

الفصل: ‌26 - باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

‌26 - باب فِي رَفْعِ الصَّوْتِ بِالقِراءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

1327 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الوَرْكانِيُّ، حَدَّثَنا ابن أَبِي الزِّنادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى المُطَّلِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ قِراءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَدْرِ ما يَسْمَعُهُ مَنْ فِي الحُجْرَةِ وَهُوَ فِي البَيْتِ (1).

1328 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، عَنْ عِمْرانَ بْنِ زائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الوالِبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَتْ قِراءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ يَرْفَعُ طَوْرًا وَيَخْفِضُ طَوْرًا.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو خَالِدٍ الوالِبِيُّ اسْمُهُ هُرْمُزُ (2).

1329 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمَّادٌ، عَنْ ثابِتٍ البُنِانِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ح، وحَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ الصَّبّاحِ، حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ إِسْحاقَ، أَخْبَرَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابِتٍ البُنانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَباحٍ، عَنْ أَبِي قَتادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ لَيْلَةً فَإِذا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه يُصَلِّي يَخْفِضُ مِنْ صَوْتِهِ، قَالَ: وَمَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي رافِعًا صَوْتَهُ - قَالَ - فَلَمَّا اجْتَمَعا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أَبا بَكْرٍ مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي تَخْفِضُ صَوْتَكَ". قَالَ: قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ ناجَيْتُ يا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: وقالَ لِعُمَرَ: "مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي رافِعًا صَوْتَكَ". قَالَ: فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ أُوقِظُ الوَسْنانَ وَأَطْرُدُ الشَّيْطانَ. زادَ الحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(1) رواه أحمد 1/ 271، والترمذي في "الشمائل"(322)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 344، والبيهقي 3/ 10 - 11.

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1198).

(2)

رواه البزار في "المسند" 17/ 104 (9663)، وابن خزيمة 2/ 188 (1159)، والطحاوي 1/ 344، وابن حبان 6/ 338 (2603)، والحاكم 1/ 310، والبيهقي 3/ 12 - 13. قال النووي في "خلاصة الأحكام" 1/ 392: إسناده حسن.

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1199).

ص: 502

"يا أَبا بَكْرٍ ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا". وقَالَ لِعُمَرَ: "اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا"(1).

1330 -

حَدَّثَنا أَبُو حَصِينِ بْنُ يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا أَسْباطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بهذِه القِصَّةِ لَمْ يَذْكُرْ فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ:"ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا". وَلِعُمَرَ: "اخْفِضْ شَيْئًا". زادَ: "وَقَدْ سَمِعْتُكَ يا بِلالُ وَأَنْتَ تَقْرَأُ مِنْ هذِه السُّورَةِ وَمِنْ هذِه السُّورَةِ". قَالَ: كَلامٌ طَيِّبٌ يَجْمَعُ اللهُ تَعالَى بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ قَدْ أَصابَ"(2).

1331 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيلِ فَقَرَأَ فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللهُ فُلانًا، كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ أَذْكَرَنِيها اللَّيْلَةَ كُنْتُ قَدْ أَسْقَطْتُها".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَواهُ هارُونُ النَّحْوِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ في سُورَةِ آلِ عِمْرانَ في الحُرُوفِ (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيِّ} (3).

1332 -

حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْماعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالقِراءَةِ، فَكَشَفَ السِّتْرَ وقَالَ: "أَلا إِنَّ كُلَّكُمْ مُناجٍ رَبَّهُ فَلا يُؤْذِيَنَّ

(1) رواه الترمذي (447)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1161)، وابن حبان (733)، وقال الحاكم في "المستدرك": صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وقال الترمذي: حديث غريب.

وصحح إسناده النووي في "خلاصة الأحكام" 1/ 391 (1235)، والألباني في "صحيح أبي داود"(1200).

(2)

رواه البيهقي 3/ 11 من طريق أبي داود.

وحسن إسناده الألباني في "صحيح أبي داود"(1201).

(3)

رواه البخاري (2655، 5037، 5038)، ومسلم (788/ 224) بنحوه.

ص: 503

بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي القِراءَةِ". أَوْ قَالَ:"فِي الصَّلاةِ"(1).

1333 -

حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خالِدِ بْنِ مَعْدانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ الجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الجاهِرُ بِالقُرْآنِ كالجاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، والمُسِرُّ بِالقُرْآنِ كالمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ"(2).

* * *

باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

[1327]

(حدثنا محمد بن جعفر) بن زياد أبو عمران الوركاني، بفتح الواو وسكون الراء وبعد الكاف والألف نون، نسبة إلى وركة من أعمال بخارى، قال الذهبي: هو خراساني نزل بغداد (3). أخرج له مسلم.

(حدثنا) عبد الرحمن (بن أبي الزناد) بتخفيف النون، واسمه عبد الله بن ذكوان، استشهد به (4) البخاري في مواضع.

(عن عمرو بن أبي عمرو) ميسرة مولى آل المطلب بن عبد الله

(1) أخرجه النسائي في "الكبرى"(8092)، وأحمد 3/ 94، وعبد بن حميد في "المنتخب" 2/ 75 (881)، وابن خزيمة 2/ 190 (1162). وقال الحاكم في "المستدرك" 1/ 311: صحيح على شرط الشيخين. وصححه النووي في "الخلاصة" 1/ 393 (1242)، والحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 16، والألباني في "صحيح أبي داود"(1203).

(2)

رواه الترمذي (2919)، والنسائي 5/ 80، وأحمد 4/ 151، 158.

وحسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 19، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1204).

(3)

"تذهيب التهذيب"(5834).

(4)

في (م): له.

ص: 504

المخزومي المدني.

(عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم) في رفع الصوت بها (على قدر ما يسمعه من) بمعنى الذي (في الحجرة)(1) يشبه أن يراد بها: الحجرة النبوية، وهي الروضة (وهو) صلى الله عليه وسلم يصلي (2) في بيته [(في البيت) (3)](4) في تهجده بالليل، ولهذا قال أصحابنا: المستحب في قراءته في قيام الليل أن يكون بين الجهر والإسرار، وكذا في نوافل الليل كلها غير التراويح، قال القاضي الحسين، وصاحب "التهذيب": يتوسط بين الجهر والإسرار، وقال صاحب "التتمة": يجهر فيها (5).

[1328]

(حدثنا محمد بن بكار) بفتح الباء الموحدة وتشديد الكاف (ابن الريان) الهاشمي مولاهم البغدادي (حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عمران بن زائدة)، ذكره ابن حبان في "الثقات"(6)(عن أبيه)[زائدة بن](7) نشيط بفتح النون وكسر الشين المعجمة، ثقة (8).

(1) بياض في (م).

(2)

من (س، ل، م).

(3)

أخرجه أحمد 1/ 271، والترمذي في "الشمائل" (322). قال الألباني في "صحيح أبي داود" (1198): إسناده حسن صحيح.

(4)

من (س، ل)، و"سنن أبي داود".

(5)

انظر: "المجموع"(3/ 391).

(6)

"الثقات" لابن حبان 7/ 244.

(7)

في (م): أبي.

(8)

"الكاشف"(1609).

ص: 505

(عن أبي خالد) هرمز وقيل: هرم الكوفي (الوالبي) بكسر اللام والباء الموحدة، نسبة إلى والب بطن من بني أسد، قال السمعاني: ينسب إليه جماعة، منهم سعيد بن جبير الوالبي الكوفي مولى والبة، وهو أحد أئمة التابعين، قتله الحجاج بن يوسف صبرًا (1).

(عن أبي هريرة أنه (2) قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع) صوته (طورًا ويخفض) قراءته (طورًا)(3) يعني: حينًا كذا، وحينًا كذا، والطور جمعه أطوار، ومنه حديث عائشة، [وأنشدوا] (4) فإن ذا الدهر أطوار (5) دهارير. أي (6): حالاته مختلفة فمرة (7) ملك، ومرة هلك، ومرة بؤس (8) ومرة نعم، وفيه دليل على جواز الجهر والإسرار في قيام الليل، ويدل عليه ما روى الترمذي عن عبد الله بن أبي قيس: سألت عائشة: كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كل ذلك كان يفعل، ربما أسر وربما جهر، وقال: حديث حسن صحيح (9).

(1)"الأنساب": (5/ 568).

(2)

سقط من (م).

(3)

انفرد به أبو داود، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 344 وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3701). قال الألباني في "صحيح أبي داود" (1199): حديث حسن. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(2603)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 310 بمعناه. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(4)

زيادة يقتضيها السياق.

(5)

من (ل، م).

(6)

و (7) سقط من (م).

(8)

بياض في (ص)، والمثبت من (س، ل، م).

(9)

"الجامع الصحيح" 2/ 312.

ص: 506

(قال المصنف: أبو خالد الوالبي)[والبة قبيلة في بني أسد](1)(اسمه هرمز) وقيل: هرم كما تقدم.

[1329]

(حدثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي.

(حدثنا حماد) بن سلمة (عن ثابت البناني) بضم الباء التابعي من أهل البصرة، مرسل (عن النبي صلى الله عليه وسلم[ح]).

(وحدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا يحيى بن إسحاق) أبو زكريا البجلي، أخرج له مسلم والأربعة، السيلحيني (2) بفتح السين المهملة وسكون المثناة تحت وفتح اللام وكسر الحاء المهملة وسكون المثناة تحت ثم نون، نسبة إلى سيلحين قرية قديمة من سواد بغداد [يقال لها أيضًا سالحين](3)، مات سنة ست عشر ومائتين (4).

(أنبأنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن أبي رباح، عن أبي (5) قتادة) الحارث بن ربعي رضي الله عنه.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر) الصديق (رضي الله عنه) وهو (يصلي) و (يخفض من صوته) في القراءة.

(قال) أبو قتادة (ومر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصلي رافعًا صوته) بالقراءة في الليل (قال: فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك (قال النبي

(1) سقط من (ل، م).

(2)

في (س): السيلحين. وفي (ل): السيحليني.

(3)

سقط من (م).

(4)

"الأنساب" للسمعاني 3/ 387.

(5)

سقط من (م).

ص: 507

- صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، مررت بك وأنت تصلي) بالليل (تخفض) من (صوتك، قال) أبو بكر (قد أسمعت من ناجيت) المناجاة المخاطبة سرًّا، وفي رواية لغيره (1):"إني أسمع من أناجي"(2)(يا رسول الله، قال) أبو قتادة (وقال لعمر) بن الخطاب (مررت بك وأنت تصلي)[لفظ الترمذي: "مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك" (3). في الليل](4)(رافعًا صوتك) بالقراءة.

(قال: فقال: يا رسول الله) إني (أوقظ الوسنان) أي: النائم الذي ليس بمستغرق في نومه، والوسن أول النوم.

(وأطرد الشيطان) وفي رواية أحمد: "وأفزع الشيطان"(5)(زاد الحسن) بن الصباح (في حديثه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم) لأبي بكر: (يا أبا بكر) الصديق (ارفع من صوتك) بالقراءة، [وللترمذي:"ارفع قليلًا"(6)] (7)(شيئًا) يسيرًا (وقال لعمر) بن الخطاب رضي الله عنه: (اخفض من صوتك) بالقراءة (شيئًا) يسيرًا.

[1330]

(حدثنا أبو حصين)[بفتح الحاء](8) وكسر الصاد المهملتين

(1) في (ص): المغيرة. والمثبت في (س، ل، م).

(2)

أخرجه أحمد 1/ 109، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2307) عن علي بن أبي طالب.

(3)

"جامع الترمذي"(447).

(4)

في (م): بالليل.

(5)

"مسند أحمد" 1/ 109.

(6)

"جامع الترمذي"(447).

(7)

سقط من (م).

(8)

سقط من (م).

ص: 508

(ابن يحيى) بن (1) سليمان (الرازي)(2) ثقة (3).

(حدثنا أسباط بن محمد) القرشي مولاهم الكوفي (عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي، أخرج له مسلم.

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف (عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذِه القصة)(4) المذكورة (ولم يذكر فقال لأبي بكر ارفع شيئًا و) لا قال (لعمر: اخفض شيئًا) وقد اختلف العلماء في الجهر والإسرار لاختلاف الأحاديث في ذلك إذا لم يجمع بينهما، ولا شك أنه لا بد أن يجهر به إلى حد يسمع نفسه؛ إذ القراءة عبارة عن تقطيع الصوت بالحروف، فلا بد من صوت، وأقله أن يسمع نفسه، وإن لم يسمع نفسه لم تصح صلاته، فأما الجهر بحيث يسمع غيره فهو محبوب على وجه، ومكروه على وجه، وبهذا يجمع بين الأحاديث، وسيأتي أحاديث تدل على الجهر، وأحاديث تدل على الإسرار.

ووجه الجمع بينهما أن الإسرار أبعد من الرياء والتصنع، وأقرب إلى الإخلاص، فهو أفضل في حق من يخاف ذلك على نفسه، وإن لم يخف وأمن على نفسه من ذلك فينظر إن كان الجهر أنشط له في القراءة، أو بحضرته من يسمع قراءته وينتفع بها فالجهر أفضل؛ لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعلق بغيره فالنفع المتعدي أفضل من القاصر على

(1) سقط من (م).

(2)

في (ص، س): الدارمي. والمثبت من (ل، م)، و"سنن أبي داود".

(3)

"الكاشف"(6584).

(4)

في (م): الصفة.

ص: 509

نفسه؛ ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همته ويطرد عنه النوم [ويزيد في نشاطه للقراءة، ويقلل من كسله، ويحصل بجهره تيقظ نائم فيكون هو السبب فيه، ولأنه قد يراه](1) ويسمعه بطَّالٌ نائم أو غافل فينشطه ويتشبه به، فإذا اجتمعت هذِه النيات (2) وسلم من الرياء يضاعف الأجر، فبكثرة النيات يزكوا عمل الأبرار، فإن كان في الأجر عشر نيات كان فيه عشر أجور، وإن كان إلى جنب القارئ أو قريبًا منه من يتهجد أو في (3) عبادة (4) يستضر برفع صوته فالإسرار أفضل.

و(زاد) الحسن في حديثه: أنه (5) قال لبلال: (وقد سمعتك يا بلال وأنت تقرأ من هذِه السورة ومن هذِه السورة) وفي رواية أحمد (6) بسند رجاله ثقات، أن عمارًا كان يأخذ في قراءته من هذِه السورة ومن هذِه السورة فقال له: لم تأخذ من هذِه السورة ومن هذِه السورة؟ قال: أتسمعني أخلط به (7) ما ليس منه (8)؟ قال: لا" (9).

(قال) فكله (كلام طيب) أي: يطيب للقارئ ويستلذ به كما يستلذ

(1) سقط من (م).

(2)

في (م): الأسباب.

(3)

من (م).

(4)

في (ص): عادته. والمثبت من (س، ل، م).

(5)

في (ص، س، ل): إنما. والمثبت من (م).

(6)

من (س، ل، م).

(7)

في (ص، س): فيه. والمثبت من (ل، م)، و"مسند أحمد".

(8)

في (م): فيه.

(9)

"مسند أحمد" 1/ 109.

ص: 510

بالأكل والشرب والجماع (يجمعه الله) تعالى.

(بعضه) بالنصب بدل من الضمير المنصوب في "يجمعه" بدل بعض من كل (إلى بعض) وللطبراني في "الكبير": "كله طيب أخلط بعضه ببعض"(1).

(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم). أي كل واحد من الثلاثة (قد أصاب) فيما قصده، فيه أن (2) العبادات تختلف أحكامها باختلاف المقاصد وتتغير مراتبها.

[1331]

(حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن هشام بن عروة عن) أبيه (عروة) بن الزبير.

(عن عائشة رضي الله عنها: أن رجلًا)، [الرجل عبد الله بن يزيد الأنصاري](3)(قام من الليل فقرأ) في تهجده (فرفع (4) صوته بالقرآن) يحتمل أن تكون القراءة في صلاة، ويحتمل في غيرها، ولمسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءة رجل في المسجد (5).

وفيهما دليل على استحباب رفع الصوت بالقراءة في الليل وفي المسجد إذا لم يؤذ أحدًا في المسجد ولا في غيره، ولا يعرض له (6)

(1) لم أجده في "المعجم الكبير"، ولعله في الجزء المفقود، وعزاه إليه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 544.

(2)

في (م): من.

(3)

سقط من (م).

(4)

في (ص): يرفع. والمثبت من (س، ل، م)، و"سنن أبي داود".

(5)

أخرجه مسلم (789)(225)، وابن حبان في "صحيحه"(107).

(6)

سقط من (م).

ص: 511

الرياء والإعجاب ونحو ذلك.

(فلما أصبح) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال: يرحم الله فلانًا) فيه الدعاء بلفظ المضارع كما (1) يكون بلفظ الماضي كما تقدم.

وفيه الدعاء لمن أصاب الإنسان (2) من جهته خيرًا وإن لم يقصد ذلك الإنسان، وفيه أن الدعاء بالرحمة لا تختص بالحي، بل يقال: رحمه الله حيًّا وميتًا، وفيه أن الاستماع للقراءة سنة لما روى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة:"من استمع إلى آية من كتاب الله [كتب الله] (3) له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة"(4) ومهما عظم أجر الاستماع كان التالي هو السبب فيه، وكان شريكه في الأجر وإن لم يعلم؛ لأنه تسبب في ذلك برفع صوته. كائن بمد الهمزة المكسورة وسكون النون على وزن كاعن، ويقال:(كأين)(5) بفتح الهمزة وتشديد (6) الياء المكسورة بعدها كعين (7) وهما (8) وسكون النون بعدها، لغتان قرئ بهما في السبع فبالمد وهي الأولى، قرأ ابن كثير

(1) في (م): فيما.

(2)

في (ص، س): الناس.

(3)

في (م): كتبت. وفي (ل): كتب.

(4)

"مسند أحمد" 2/ 341.

(5)

في (ص): كاعن.

(6)

زاد في (ص، ل): العين ومعنى كأين معنى كم في الخبر والاستفهام، وكتبها في حاشية (ل)، وهي زيادة في غير موضعها.

(7)

من (ل).

(8)

من (ل، م).

ص: 512

في قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ} (1) وبالثانية قرأ باقي السبعة (2). قال أبو البقاء: وموضع: كأين، رفع بالابتداء (3). ولا تكاد تستعمل إلا وبعدها (من آية) من كتاب الله (أذكرنيها) وأذكرنيها (4) في موضع الخبر، وكأين للتكثير مثل كم الخبرية، والتقدير كثير (5) من الآيات ذكرني إياها في هذِه (الليلة) وفيه تسمية الليلة لما قبل الزوال (كنت قد أسقطتها) بفتح الهمزة والقاف، وفي رواية الصَّحيحين:"أنسيتها"(6). [قال أبو داود](7).

[1332]

(حدثنا الحسن بن علي) الخلال (حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن إسماعيل بن أمية) بن عمرو بن سعيد الأموي (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن.

(عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه (قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد)، فيه فضيلة الاعتكاف في المسجد، واختصاصه به (8)؛ لقوله

(1) آل عمران: 146.

(2)

"السبعة في القراءات" 1/ 216، و"الحجة في القراءات السبع" 1/ 114.

(3)

"اللباب في علوم الكتاب" 5/ 583، و"الدر المصون" 1/ 946.

(4)

سقط من (م).

(5)

سقط من (س، ل).

(6)

البخاري (5038)، ومسلم (789)(225).

(7)

سقط من (م)، وهناك بياض في (ل). وفي "سنن أبي داود"، قال أبو داود: رواه هارون النحوي، عن حماد بن سلمة في سورة آل عمران في الحروف (وكأين من نبي).

(8)

سقط من (م).

ص: 513

تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (1)(فسمعهم يجهرون) أصواتهم. زاد الطبراني في "الأوسط" ولفظه: أنه اطلع في بيت والناس يصلون يجهرون (2)(بالقراءة) ظاهره أنهم جهروا عليه صلى الله عليه وسلم وهو في معتكفه فلم يصرح لهم بأنهم شوشوا عليه، بل عرض لهم بلفظ يحصل به (3) المقصود، وهذا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم.

(فكشف الستر) وفيه دليل على إسبال الستور على الحجرة التي يعتكف فيها.

(وقال: ألا) بتخفيف اللام لاستفتاح الكلام (إن كلكم) أي كل قارئ ومصل (مناجٍ ربه)(4) فليجتهد في رفع الخواطر الشيطانية والوساوس الشهوانية والأفكار الدنياوية عن نفسه مهما أمكنه، لتصفو له لذة المناجاة في الصلاة والتلاوة خارجها، واعلم أن من انطوى باطنه على حب الدنيا الذي هو منبع كل فساد، حتى مال إلى شيء منها فلا يطمعن أن (5) تصفو له مناجاة مع الله تعالى، ومن فرح بالدنيا لا يفرح بمناجاة الله.

فلا يؤذين) بتشديد نون التوكيد (بعضكم بعضًا)، ورواية الطبراني:"إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه"(6). فليشتغل بمناجاة الله

(1) البقرة: 187.

(2)

"المعجم الأوسط"(4620)، وفيه: أنه اطلع من بيته.

(3)

في (س، ل، م): منه.

(4)

من (س، ل، م).

(5)

في (م): إلى شيء.

(6)

"المعجم الأوسط"(4620)، وفيه: أنه اطلع من بيته. .

ص: 514

تعالى عن غيرها (1)، ولا يؤذي من هو في لذة المناجاة بالمبالغة في رفع صوته (ولا يرفع بعضكم) صوته (على بعض في) حال (القراءة - أو قال) شك من الراوي لا يرفع بعضكم على بعض (في الصلاة) ولفظ الطبراني:"لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"(2). فنهى أولًا بقوله: لا يؤذي على العموم، ثم نهى على الخصوص بقوله: لا يجهر، وفيه إنكار رفع الصوت في المسجد ولو بالقراءة إذا كان فيه تشويش على مصل آخر أو قارئ آخر فإنه مكروه.

[1333]

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن عياش) بالمثناة والشين المعجمة، قال دحيم: هو في الشاميين غاية (3)، وقال البخاري: إذا حدث عن أهل حمص فصحيح (4).

قال المنذري: وهذا الحديث شامي الإسناد (5)(عن بحير)[الصحيح ابن سعد بإسقاط الياء لا شك، وما وقع هنا غلط، ذكره البخاري في "التاريخ" (6) وعبد الغني في "المختلف والمؤتلف"](7) بفتح الباء (8) الموحدة وكسر الحاء المهملة ثم مثناة ساكنة ثم راء (ابن سعد) روى له الأربعة وهو حجة (9).

(عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر

(1) في (س، ل، م): غيره.

(2)

"المعجم الأوسط"(4620)، وفيه: أنه اطلع من بيته. .

(3)

"تهذيب الكمال" 3/ 176.

(4)

"الكاشف" 1/ 249.

(5)

"مختصر سنن أبي داود" 2/ 97.

(6)

"التاريخ الكبير"(1964).

(7)

و (8) سقط من (م).

(9)

"الكاشف" 1/ 150.

ص: 515

الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجاهر بالقرآن) يقال: جهر بالقول إذا رفع صوته به (1).

(كالجاهر بالصدقة) كالمظهر (2) لها (والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)(3) هكذا لفظ الترمذي والنسائي بحروفه.

وذكره النسائي في باب المسر بالصدقة، والترمذي في فضائل القرآن، ولفظ الطبراني في "الكبير":"إن الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة، وأن الذي يسر بالقرآن كالذي يسر بالصدقة"(4). قال الترمذي: وهو حديث حسن غريب.

ثم (5) قال: ومعنى الحديث أن (6) الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بقراءة القرآن؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، وإنما معنى هذا عند أهل العلم [لكي يأمن](7) الرجل من العجب؛ لأن الرجل يسر بالعمل ولا يخاف عليه من العجب ما يخاف عليه من العلانية (8).

(1) من (س، ل، م).

(2)

في (ص): لا بمظهر. والمثبت من (س، ل، م).

(3)

أخرجه الترمذي (2919)، والنسائي (2561)، وأحمد 4/ 151. قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال الألباني في "صحيح أبي داود"(1204): إسناده صحيح.

(4)

"المعجم الكبير"(7742).

(5)

من (ل، م).

(6)

سقط من (م).

(7)

في (ص): لكن إن أمن. والمثبت من (س، ل، م)، و"جامع الترمذي".

(8)

"جامع الترمذي" 5/ 165 - 166.

ص: 516