الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - باب صَلاةِ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى
1326 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ نافِعٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ صَلاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ لَهُ ما قَدْ صَلَّى"(1).
* * *
باب صلاة الليل مثنى مثنى
[1326]
(حدثنا) عبد الله بن مسلمة (القعنبي، عن مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم) هذا الرجل من أهل البادية، قال ابن الملقن: لم أره مسمى (2)(عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى) قال ابن عبد البر: مثنى، كلام خرج على جواب السائل كأنه قال له (3): يا رسول الله، كيف نصلي بالليل؟ قال: مثنى، ولو قال له (4) بالنهار جاز أن يقول له ذلك، وجاز أن يقول له بخلافه (5)، [وفي "المعجم" للطبراني: أن ابن عمر هو السائل (6)، لكن في مسلم عن ابن عمر:"أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين السائل"(7)] (8).
وقد روي عنه عليه الصلاة والسلام: "صلاة الليل مثنى مثنى يتشهد في
(1) رواه البخاري (472، 473، 990)، ومسلم (749/ 145).
(2)
"التوضيح" بتحقيقنا 8/ 162.
(3)
و (4) من (م)، و"التمهيد".
(5)
"التمهيد" 13/ 245.
(6)
"المعجم الكبير"(13184).
(7)
"صحيح مسلم"(749)(145).
(8)
سقط من (م).
كل ركعتين" (1)، لم يخص ليلًا من نهار، وإن كان حديثًا لا يقوم بإسناده حجة، فالنظر يؤيده، والأصول توافقه. (مثنى) بدون تنوين فيهما، فإن قيل ما فائدة تكرير لفظ مثنى، فالجواب للتأكيد، قال الكسائي: إنما لم ينصرف [لتكرار العمل](2) فيه، وقال غيره: للعدل والوصف (3).
(فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر). بالرفع، وجملته الفعلية في محل نصب صفة لركعة (له ما قد صلى)(4)، فيه حجة على أن وقت الوتر المتفق عليه ما لم يطلع الفجر. قال عياض: وهذا قول كافة العلماء، وفيه دليل على أن السنة جعل الوتر آخر صلاة الليل، وادعى بعضهم أن معنى قوله:"إذا خشي أحدكم الصبح"، ظاهره: إذا خشي وهو في شفع انصرف من ركعة واحدة، فالوتر إذًا لا يفتقر إلى نية، وليس كما زعم، بل ظاهره أن يصلي ركعة كاملة بعد الخشية، وهل يحتاج الوتر إلى نية؟ قال مالك: نعم، وخالفه أصبغ (5)، وقال محمد: إذا أحرم بشفع ثم جعله وترًا لا يجزئه، وقوله في الحديث: توتر له ما قد صلى. استدل به مالك على أن يكون قبل الوتر شفع، وهو مشهور مذهبه (6).
(1) أخرجه أحمد 4/ 167.
(2)
في (م): لتكرير العدل. وفي (ل): لتكرار العدل.
(3)
"تحفة الأحوذي" 2/ 423.
(4)
أخرجه مالك في "الموطأ"(267)، ومن طريقه البخاري (991)، ومسلم (749)(145) والنسائي 3/ 233، والدارمي (1459).
(5)
"الذخيرة" 2/ 393.
(6)
"منح الجليل" 1/ 344.