المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌14 - باب صلاة التسبيح - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٦

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الاسْتِسْقَاءِ

- ‌1 - باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌2 - باب فِي أي وَقْتٍ يُحَوِّلُ رِداءَهُ إِذا اسْتَسْقَى

- ‌3 - باب رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي الاسْتِسْقاءِ

- ‌4 - باب صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌5 - باب مَنْ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعاتٍ

- ‌6 - باب القِراءَةِ فِي صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌7 - باب يُنادَى فِيها بِالصَّلاةِ

- ‌8 - باب الصَّدَقَةِ فِيها

- ‌9 - باب العِتْقِ فِيهِ

- ‌10 - باب منْ قَالَ يرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ

- ‌11 - باب الصَّلاةِ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَنَحْوِها

- ‌12 - باب السُّجُودِ عِنْدَ الآيَاتِ

- ‌[كِتَابُ صَلَاةَ السَّفَرِ]

- ‌1 - باب صَلاةِ المُسافِرِ

- ‌2 - باب مَتَى يُقْصِرُ المُسافِرُ

- ‌3 - باب الأَذانِ فِي السَّفَرِ

- ‌4 - باب المُسافِرِ يُصلِّي وَهُوَ يَشُكُّ في الوَقْتِ

- ‌5 - باب الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ

- ‌6 - باب قِصَرِ قِراءَةِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ

- ‌7 - باب التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

- ‌8 - باب التَّطَوُّعِ عَلَى الرّاحِلَةِ والوِتْرِ

- ‌9 - باب الفَرِيضَةِ عَلَى الرَّاحِلَةِ مِنْ عُذْرٍ

- ‌10 - باب مَتَى يُتِمُّ المُسافِرُ

- ‌11 - باب إِذَا أَقامَ بِأَرْضِ العَدُوِّ يَقْصُرُ

- ‌12 - باب صَلاةِ الخَوْفِ

- ‌13 - باب مَنْ قَالَ: يَقُومُ صَفٌّ مَعَ الإِمَامِ وَصَفٌّ وِجاهَ العَدُوِّ فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُ قائِمًا حَتَّى يُصَلِّيَ الذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ فَيَصُفُّونَ وِجاهَ العَدُوِّ، وَتَجِيءُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَثْبُتُ جالِسًا فَيُتِمُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ جَمِيعًا

- ‌14 - باب مَنْ قَالَ: إِذَا صَلَّى رَكْعَةً وَثَبَتَ قَائِمًا أَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمُوا ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا وِجاهَ العَدُوِّ واخْتُلِفَ فِي السَّلامِ

- ‌15 - باب مَنْ قَالَ يُكَبِّرُونَ جَمِيعًا وَإِنْ كَانُوا مُسْتَدْبِرِي القِبْلَةِ ثُمَّ يُصَلِّي بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَأْتُونَ مَصافَّ أَصْحابِهِمْ وَيَجِيءُ الآخَرُونَ فَيَرْكَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ يُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ تُقْبِلُ الطَّائِفَةُ التِي كَانَتْ مُقابِلَ العَدُوِّ فَيُصَلُّونَ لأَنَفُسِهِمْ رَكْعَةً والإِمامُ قاعِدٌ ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ كُلِّهِمْ جَمِيعًا

- ‌16 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ ركْعَةً؟ ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقُومُ كُلُّ صَفٍّ فَيُصَلُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً

- ‌17 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَيَقُومُ الذِينَ خَلْفَهُ فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً، ثُمَّ يَجِيءُ الآخَرُونَ إِلَى مَقامِ هؤلاء فَيُصَلُّونَ رَكْعَةً

- ‌18 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَةً وَلا يَقْضُونَ

- ‌19 - باب مَنْ قَالَ: يُصَلِّي بِكُلِّ طائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ

- ‌20 - باب صَلاةِ الطَّالِبِ

- ‌[كِتَابُ التَّطُّوُعِ]

- ‌ أبواب صلاة التطوع

- ‌1 - باب التَّطَوُّعِ وَرَكَعَاتِ السُّنَّةِ

- ‌2 - باب رَكْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌3 - باب فِي تَخْفِيفِهِمَا

- ‌4 - باب الاضْطِجَاعِ بَعْدَهَا

- ‌5 - باب إِذَا أَدْرَكَ الإِمَامَ وَلَمْ يُصَلِّ ركْعَتَيِ الفَجْرِ

- ‌6 - باب مَنْ فاتَتْهُ مَتَى يَقْضِيهَا

- ‌7 - باب الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ وبَعْدَها

- ‌8 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ العَصْرِ

- ‌9 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العَصْرِ

- ‌10 - باب مَنْ رَخَّصَ فِيهِما إِذا كَانَتِ الشَّمْسُ مُرْتَفِعَةً

- ‌11 - باب الصَّلاةِ قَبْلَ المَغْرِبِ

- ‌12 - باب صَلاةِ الضُّحَى

- ‌13 - باب فِي صَلاةِ النَّهارِ

- ‌14 - باب صَلاةِ التَّسْبِيحِ

- ‌15 - باب ركْعَتَيِ المَغْرِبِ أَيْنَ تُصَلَّيانِ

- ‌16 - باب الصَّلاةِ بَعْدَ العِشاءِ

- ‌أبواب قيام الليل

- ‌17 - باب نَسْخِ قِيامِ اللَّيْلِ والتَّيْسِيِر فِيهِ

- ‌18 - باب قِيامِ اللَّيْلِ

- ‌19 - باب النُّعاسِ فِي الصَّلاةِ

- ‌20 - باب مَنْ نامَ عَنْ حِزْبِهِ

- ‌21 - باب مَنْ نَوَى القِيَامَ فَنَامَ

- ‌22 - باب أَيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ

- ‌23 - باب وَقْتِ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ

- ‌24 - باب افْتِتاحِ صَلاةِ اللَّيْلِ بِرَكْعَتَيْنِ

- ‌25 - باب صَلاةِ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌26 - باب فِي رَفْعِ الصَّوْتِ بِالقِراءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌27 - باب فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌28 - باب ما يُؤْمَرُ بِهِ مِنَ القَصْدِ فِي الصَّلاةِ

- ‌[كِتَابُ شَهْرِ رَمَضَانَ]

- ‌1 - باب فِي قِيامِ شَهْرِ رَمَضانَ

- ‌2 - باب فِي لَيْلَةِ القَدْرِ

- ‌3 - باب فِيمنْ قَالَ لَيْلَةُ إِحْدى وَعِشْرِينَ

- ‌4 - باب مَنْ رَوى أَنَّها لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ

- ‌5 - باب مَنْ روى فِي السَّبْعِ الأَواخِر

- ‌6 - باب مَنْ قَالَ سبْعٌ وَعِشْرُونَ

- ‌7 - باب مَنْ قَالَ هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ

- ‌8 - باب فِي كَمْ يُقْرَأُ القُرْآنُ

- ‌9 - باب تَحْزِيبِ القُرْآنِ

- ‌10 - باب فِي عَدَدِ الآي

الفصل: ‌14 - باب صلاة التسبيح

‌14 - باب صَلاةِ التَّسْبِيحِ

1297 -

حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الحَكَمِ النَّيْسابُورِيُّ، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، حَدَّثَنا الحَكَمُ بْنُ أَبانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ:"يا عَبَّاسُ يا عَمَّاهُ أَلا أُعْطِيكَ، أَلا أَمْنَحُكَ، أَلا أَحْبُوكَ، أَلا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ صَغِيرَهُ وَكبِيرَهُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ عَشْرَ خِصالٍ أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ وَسُورَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ القِراءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إله إِلَّا الله والله أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُها وَأَنْتَ راكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي ساجِدًا فَتَقُولُها وَأَنْتَ ساجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَع رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَها فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً"(1).

1298 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيانَ الأُبُلِّيُّ، حَدَّثَنا حَبَّانُ بْنُ هِلَّالٍ أَبُو حَبِيبٍ، حَدَّثَنا مَهْدِيُّ بْن مَيْمُونٍ، حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ مالِكٍ، عَنْ أبِي الجَوْزاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ يُرَوْنَ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ائْتِنِي غَدًا أَحْبُوكَ وَأُثِيبُكَ وَأُعْطِيكَ". حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُعْطِينِي عَطِيَّةً قَالَ: "إِذَا زالَ النَّهارُ فَقُمْ فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ". فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ: "تَرْفَعُ رَأْسَكَ - يَعْنِي: مِنَ السَّجْدَةِ

(1) رواه ابن ماجه (1387).

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1173).

ص: 413

الثَّانِيَةِ - فاسْتَوِ جالِسًا وَلا تَقُمْ حَتَّى تُسَبِّحَ عَشْرًا وَتَحْمَدَ عَشْرًا وَتُكَبِّرَ عَشْرًا وَتُهَلِّلَ عَشْرًا، ثُمَّ تَصْنَعُ ذَلِكَ فِي الأَرْبَعِ رَكْعَاتٍ". قَالَ:"فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَعْظَمَ أَهْلِ الأَرْضِ ذَنْبًا غُفِرَ لَكَ بِذَلِكَ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُصَلِّيَها تِلْكَ السَّاعَةَ قَالَ: "صَلِّها مِنَ اللَّيْلِ والنَّهارِ".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ خالُ هِلالٍ الرّائِيِّ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَواهُ المُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيّانِ، عَنْ أَبِي الجَوْزاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ المُسَيَّبِ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أبِي الجَوْزاءِ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ قَوْلُهُ وقَالَ: فِي حَدِيثِ رَوْحٍ فَقَالَ حَدِيثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

1299 -

حَدَّثَنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نافِعٍ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، حَدَّثَنِي الأَنْصارِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَعْفَرٍ: بهذا الحَدِيثِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُمْ قَالَ فِي السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الرَّكْعَةِ الأُولَى كَما قَالَ فِي حَدِيثِ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ (2).

* * *

باب صلاة التسبيح

[1297]

(حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم) العبدي (النيسابوري) بفتح النون نسبة إلى نيسابور أحسن مدن خراسان وأكثرها خيرًا، وإنما قيل لها نيسابور؛ لأن سابور لما رآها قال: يصلح أن يكون ها هنا مدينة وكانت قصباء، فأمر بقطع القصب وأن تبنى مدينة فقيل نيسابور، والني بفتح النون: القصب، وهو (3) شيخ الشيخين.

(1) رواه البيهقي 3/ 52. وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (1174): إسناده حسن صحيح.

(2)

رواه البيهقي 3/ 52. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1175).

(3)

سقط من (م).

ص: 414

(حدثنا موسى بن عبد العزيز) العدني (1) أبو شعيب القنباري بكسر القاف وسكون النون، والقنبار شيء تحرز به السفن.

قال عبد الله بن أحمد، عن ابن معين: لا أرى به بأسًا. وقال النسائي: ليس به بأس (2).

وقال ابن حبان في "الثقات": قنبار موضع بعدن (3).

(حدثنا الحكم بن أبان) غير منصرف العدني القنباري بكسر القاف وسكون النون وباء موحدة قبل (4) الألف نسبة إلى القنبار الذي تحرز به السفن كما تقدم، وهو من ليف الجوز الهندي يقال لمن يفتله ليحرز به المراكب البحرية قنباري، وهذا القنبار يجود ويصبر في الماء والملح فإذا أصابه ماء عذب من مطر أو غيره فسد وذهبت قوته، والحكم بن أبان ثقة صاحب سنة، إذا هدأت العيون وقف (5) في البحر إلى ركبتيه يذكر الله تعالى (6)، وكان سيد أهل اليمن.

(عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس بن عبد المطلب: يا عباس، يا عماه)[بعدما أسلم](7)، أصلها يا عمي بكسر

(1) في (ص، س): المعدي. والمثبت من (ل، م)، و"التهذيب" 29/ 101.

(2)

"تهذيب الكمال" 29/ 101.

(3)

في (ص): يعرف، وانظر:"الثقات" 9/ 159.

(4)

في (م): بعد.

(5)

سقط من (س)، وفي "الأصل": نزل. والمثبت من "معرفة الثقات".

(6)

"معرفة الثقات" للعجلي (333).

(7)

سقط من (م).

ص: 415

الميم وسكون الياء، فقلبت الياء ألفًا وفتحت الميم وزيد بعد الألف هاء السكت (ألا) بتخفيف اللام معناه (1) العرض عليه.

(أعطيك ألا أمنحك) بفتح النون وكسرها، والفتح أكثر، والاسم منه المنحة [بكسر الميم](2) وهي العطية، وأصلها الشاة [أو الناقة](3) يعطيها صاحبها رجلًا يشرب لبنها ثم يردها إذا انقضى (4) اللبن، هذا أصله، ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل عطاء.

(ألا أحبوك) بضم الباء وسكون الواو، يقال: حباه كذا وبكذا إذا أعطاه الشيء بغير عوض، والحباء بكسر الحاء وتخفيف الموحدة مع المد، هو العطية (ألا أفعل بك) (5) كذا للمصنف ولغيره:"ألا أفعل لك".

(عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله) [هو وما بعده منصوب بدل مما قبله وهو بدل اشتمال.

(وآخره قديمه وحديثه وخطأه وعمده، صغيره وكبيره) رواية (6) ابن ماجه بزيادة واو العطف ولفظه: "وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره"] (7)(سره وعلانيته عشر) بالنصب بدل (خصال، أن) بفتح الهمزة وسكون النون تفسير لما يعطيه ويمنحه، وفيه دليل على أن

(1) في (م): أصلها معناها.

(2)

سقط من (م).

(3)

هناك تقديم وتأخير وسقط هذه العبارة من (م).

(4)

في (م): انقطع.

(5)

كتب في حاشية (ل): مما تنازع فيه العقول لأن ما علمت.

(6)

في (م): رواه.

(7)

هناك تقديم وتأخير وسقط هذه العبارة في (م).

ص: 416

صلة [الرحم تحصل](1) بتعليم ما ينفعه من الأحكام الشرعية والصلوات والدعوات وغير ذلك (تصلي أربع ركعات)، قال الغزالي: إن صلاها نهارًا فتسليمة (2) واحدة، وإن صلاها ليلًا فتسليمتين (3) أحسن إذ ورد أن صلاة الليل مثنى مثنى (4). متفق عليه (5).

(تقرأ في كل ركعة) من الأربع (فاتحة الكتاب وسورة)(6) بعدها كاملة أفضل من بعض سورة قدرها.

(فإذا فرغت من القراءة في أول) كل (ركعة) قلت: (وأنت قائم)، كذا لابن ماجه، وللمصنف (وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر). قال الغزالي: وإن زاد بعد التسبيح: ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فهو حسن، فقد ورد ذلك في بعض الروايات (7).

(خمس عشرة مرة (8) ثم تركع فتقولها وأنت راكع) بعد تسبيح الركوع إلى آخره (عشرًا، ثم ترفع رأسك من الركوع، فتقولها عشرًا) عقب ذكر الاعتدال بكماله كما (9) في القنوت، فقد حكي في "التهذيب" عن

(1) في (م): الترخيم.

(2)

في (ص، س، ل): بتسليمة. والمثبت من (م)، و"الإحياء".

(3)

في (ص، س، ل): بتسليمتين. والمثبت من (م)، و"الإحياء".

(4)

"إحياء علوم الدين" 1/ 207.

(5)

سبق تخريجه.

(6)

سقط من (م).

(7)

"إحياء علوم الدين" 1/ 207.

(8)

في (م): ركعة.

(9)

في (م): انقطع.

ص: 417

الشافعي أنه يقنت في صلاة الصبح بعدما يرفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية. وفرغ من قوله: ربنا لك الحمد. . إلخ.

(ثم تهوي) بكسر الواو (ساجدًا فتقولها) بعد أذكار السجود.

(عشرًا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرًا)، قال الإسنوي في "طراز المحافل في ألغاز المسائل": ينتظم [لك من صلاة التسبيح ألغاز مسائل](1) منها استحباب ذكر بعد (2) قراءة السورة وقبل الركوع من غير جريان سبب له (3) من التلاوة كما تقدم، ومنها [استحباب تطويل الرفع من الركوع بغير (4) القنوت، ومنها](5) تطويل الجلوس بين السجدتين كما تقدم في (6) صلاة الخوف أنه يستحب تطويل الجلوس بين السجدتين أيضًا كما تقدم في حديث عائشة أنه يطوله (7) للانتظار، ولا أعرف لهذين المكانين ثالثًا، ولم يذكر الإسنوي غير التطويل في صلاة التسبيح.

(ثم تسجد فتقولها) بعد (8) ذكر السجود (عشرًا، ثم ترفع رأسك) من السجود من السجدة الثانية (فتقولها عشرًا).

(1) من (م).

(2)

سقط من (م).

(3)

في (م): لها.

(4)

في (م): والسجود بعد.

(5)

من (ل، م).

(6)

في (م): من.

(7)

في (ص، س): تطويل. وفي (م): يطول. والمثبت من (ل).

(8)

في (ص، س): تقدم. والمثبت من (ل، م).

ص: 418

ومحل هذِه (1) العشر هو (2) في القعود قبل أن يقوم إلى الركعة الثانية كما نبه عليه النووي في "الأذكار"(3)، قال الإسنوي: ومن الألغاز هنا أن يقال لنا استحباب ذكر بعد السجدة الثانية - يعني: قبل القيام - قال: ومنها أن التكبير لقعود جلسة الاستراحة بعد السجدتين لا يستحب هنا مدة؛ لأن التسبيح يقطع ما لأجله يمد التكبير المذكور.

(فذلك خمس وسبعون) تسبيحة (في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات) فيها ثلاثمائة تسبيحة، وهذِه الصلاة لا تختص بوقت ولا سبب.

(إن استطعت أن تصليها في كل يوم) وليلة (مرة) واحدة (4)(فافعل)[ذلك في ليل أو نهار غير أنك لا تفعلها في أوقات الكراهة، كما أشار إليه الغزالي وغيره](5).

(فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة)[واحدة (فإن لم تفعل) ذلك لعذر أو لغير عذر](6)(ففي كل شهر مرة)، قال الغزالي وغيره: يستحب أن لا يخلو الأسبوع عنها مرة واحدة أو الشهر مرة (7)(8).

(1) سقط من (م).

(2)

في (م): هي.

(3)

سقط من (م).

(4)

سقط من (م).

(5)

سقط من (م).

(6)

من "إحياء علوم الدين".

(7)

"إحياء علوم الدين" 1/ 207.

(8)

أخرجه ابن ماجه (1387)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1216). وهو حديث ضعيف. =

ص: 419

(فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك) بضم الميم (مرة) فالخاسر المغبون (1) من عرفها (2) وعرف فضيلتها والحث (3) عليها وعلى تكررها في الأيام، وإلا ففي (4) الأشهر، وإلا ففي السنين، ولم يأت بها في أدنى أدنى أدنى (5) مراتبها.

[1298]

(حدثنا محمد بن سفيان) بن أبي (6) الورد (الأُبُلِّي) بضم [الهمزة و](7) الباء الموحدة وتشديد اللام نسبة إلى أبلة بلدة قديمة معروفة على أربع فراسخ من البصرة في جانبها البحري، وهي أقدم من البصرة، ويقال أنها من جنان (8) الدنيا.

قال الأصمعي: هو اسم نبطي ينسب إليها جماعة من رواة الحديث منهم شيبان بن فروخ الأبلي (9) شيخ مسلم، ومحمد بن سفيان ذكره ابن

= قال الألباني في "صحيح أبي داود"(1173): حديث صحيح.

ونقل الحافظ ابن حجر كلام العلماء واختلافهم في هذا الحديث في "التلخيص الحبير"(481).

(1)

في (ص، س): المعنوي. والمثبت من (م).

(2)

في (م): عمر فيها.

(3)

في (ص، س): والحر. والمثبت من (ل، م).

(4)

زاد في (ص، س): كل.

(5)

من (س، ل، م).

(6)

من (ل، م).

(7)

سقط من (م).

(8)

في (م): جبال.

(9)

"الأماكن" للحازمي (أُبُلَّة).

ص: 420

حبان في "الثقات"(1)

(حدثنا حبان)(2) بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة (بن هلال) الباهلي، ويقال: الكناني البصري أبو حبيب، مات سنة ست عشرة (3) ومائتين (حدثنا مهدي بن ميمون) أبو يحيى الأزدي مولاهم، المعولي البصري (حدثنا عمرو بن مالك) النكري بضم النون وسكون الكاف ثم راء نسبة إلى نكرة بن بكير بن أفصى بن عبد القيس، وهو كندي عبدي بصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4).

(عن أبي الجوزاء) بفتح الجيم وبعد الواو الساكنة زاي معجمة اسمه: أوس بن عبد الله، ربعي بصري تابعي (قال: حدثني رجل كانت له صحبة يُرون) [بضم الياء، أي: يظنون](5)(أنه عبد الله بن عمرو) هكذا رواه البيهقي من حديث أبي جناب (6) الكلبي، عن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما (7) قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أحبوك، ألا أعطيك" بالصفة التي رواها الترمذي عن ابن المبارك، وستأتي.

(1)"الثقات" 9/ 119.

(2)

زاد في (م): بن حبان.

(3)

في (م): وعشرين.

(4)

"الثقات" 7/ 228.

(5)

سقط من (م).

(6)

في (ص، س، ل): حيان. وفي (م): خباب. والمثبت من "السنن الكبرى" للبيهقي.

(7)

"السنن الكبرى" للبيهقي 3/ 52.

ص: 421

(قال: ائتني) بسكون الهمزة بعد همزة الوصل المحذوفة وكسر المثناة [فوق و](1) نون الوقاية، أي: جئني (غدًا أحبوك وأثيبك) برفع الباء الموحدة (2) من الثواب (وأعطيك) بسكون الياء، وهذا على الاستئناف للعطية في غد، ولو قرئ بالجزم على جواب (3) الأمر جاز (حتى ظننت أنه) يحبوني ويثيبني (4) و (يعطيني عطية) من المال.

قال: فلما أتيته من الغد (قال: إذا زال النهار) أي: انتصف وزال عن خط الاستواء (فقم فصل أربع ركعات) ليس فيهن تسليم.

(فذكر نحوه) أي: نحو (5) ما تقدم ثم (قال): ثم (6)(ترفع رأسك (7) يعني: من السجود (8) في الثانية فاستو) على الأرض (جالسًا ولا تقم) إلى الركعة الثانية (حتى تسبح عشرًا) أي: عشر تسبيحات بمفردها (وتحمد عشرًا) أي: تقول الحمد لله عشر مرات بمفردها (وتكبر عشرًا) فتقول: الله أكبر عشر مرات (وتهلل عشرًا) بأن تقول: لا إله إلا الله. عشر مرات، وظاهر هذِه الرواية أنه لا يجمع بين (9) هذِه الأنواع الأربعة

(1) في (م): مع.

(2)

سقط من (س، ل، م).

(3)

في (م): جواز.

(4)

في (م): ويطعمني.

(5)

من (ل، م).

(6)

سقط من (م).

(7)

من (م)، و"سنن أبي داود".

(8)

زاد في (ل): نسخة السجدة.

(9)

من (م).

ص: 422

التي هي التسبيح والحمد والتكبير والتهليل، ويقول المجموع عشر مرات، كما تقدم في الرواية السابقة، بل يأتي بكل نوع على حدته.

(ثم تصنع ذلك في الأربع ركعات) في كل ركعة خمس وسبعون وفي الأربع ثلاثمائة (قال: فإنك) إذا صنعت ذلك.

(لو كنت أعظم) بالنصب خبر كان (أهل الأرض ذنبًا) أو أكثرهم ذنوبًا ورواية الطبراني في آخرها: "فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج"(1)(غفر) الله (لك) ذنوبك كلها (بذلك) قال المنذري: وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة، وعن جماعة من الصحابة (2) و [أمثلها](3) حديث عكرمة، وقد صححه جماعة منهم الحافظ أبو بكر الآجري قال: وشيخنا [أبو محمد](4) بن عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي، وقال أبو بكر ابن أبي داود: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا (5). يعني: إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس.

وقال الحاكم: وقد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذِه الصلاة (6).

(1)"المعجم الكبير"(11622).

(2)

في (م): أصحابه.

(3)

في (ص، س): أصلها. والمثبت من (ل، م).

(4)

في (ص): محمد بن. وفي (م): بن حجر، أبو عبد الرحمن. والمثبت من (س، ل)، و"الترغيب والترهيب".

(5)

"الترغيب والترهيب" 1/ 268.

(6)

"المستدرك على الصحيحين" 1/ 319.

ص: 423

(قال: قلت: فإن لم أستطع أن أصليها في تلك الساعة) يعني بعد الزوال (قال: صلها) في أي ساعة (من الليل والنهار) شئت غير أوقات الكراهة.

(قال المصنف: حبان) بفتح (1) الحاء المهملة (2) والباء الموحدة (ابن هلال خال هلال) بن يحيى بن مسلم (الرائي) البصري، وإنما قيل له الرائي لأنه كان ينتحل مذهب الكوفيين ورأيهم وكان عارفًا بالسنة.

(قال المصنف: رواه المستمر بن الريان) الإيادي الزهراني، أبو عبد الله البصري، أخرج له مسلم.

(عن أبي الجوزاء) أوس بن عبد الله الربعي التابعي (عن عبد الله بن عمرو (3) موقوفًا) ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه ابن خزيمة عن محمد بن يحيى، عن إبراهيم بن أبان، عن أبيه مرسلًا.

[(ورواه روح بن المسيب) يحتمل أنه الكلبي المصري (وجعفر بن سليمان) الضبعي، أخرج له مسلم](4).

(عن عمرو بن مالك النكري) بضم النون وإسكان الكاف، كما تقدم الكلام عليه (عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قوله) أي من (5) قول ابن عباس موقوف عليه ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (وقال في حديث روح) بن

(1) في (م): بكر.

(2)

زاد بعدها في (م): وسكون.

(3)

في (م): عمر.

(4)

من (ل، م).

(5)

ليست في (م).

ص: 424

المسيب (فقال) إنه (حديث النبي صلى الله عليه وسلم) رفعه إليه.

[1299]

(حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا محمد بن مهاجر) الأنصاري الشامي مولى أسماء بنت يزيد، أخرج له مسلم.

(عن عروة بن رويم) بضم الراء وفتح الواو مصغر، اللخمي، من أهل الأردن التابعي، وثقه النسائي (1) قال:(حدثني) عبد الله بن عمرو بن العاص (الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر) بن أبي طالب لما رجع من الحبشة ([بهذا الحديث])(2).

قال الحاكم: قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه (3) هذِه الصلاة، ثم قال: حدثنا أحمد بن داود بمصر، حدثنا إسحاق بن كامل، حدثنا إدريس بن يحيى، عن حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر قال: وجَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة، فلما قدم اعتنقه وقبَّل بين عينيه ثم قال:"ألا أهب لك، ألا أسرك، ألا أمنحك" فذكر الحديث ثم قال: إسناده صحيح لا غبار عليه (4).

قال المنذري: وشيخه أحمد بن داود بن عبد الغفار (فذكر نحوهم)(5).

(1)"تهذيب الكمال" 20/ 8.

(2)

من (م)، و"سنن أبي داود".

(3)

في (ص، س): عمر.

(4)

في (ص): نحوه.

(5)

انفرد به أبو داود، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 52. قال الألباني في "صحيح أبي داود" (1175): حديث صحيح.

ص: 425

و (قال) فيه: ثم ترفع رأسك (في السجدة الثانية من الركعة الأولى كما قال في حديث مهدي بن ميمون) في حديث أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو. وقد أخرج الترمذي (1) وابن ماجه (2) حديث صلاة التسبيح من حديث أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع، ثم قال: وقد رأى ابن المبارك و [غير واحد](3) من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه.

ثم قال الترمذي: حدثنا أحمد بن عبدة (4) الضبي، حدثنا (5) أبو وهب قال: سألت (6) عبد الله بن المبارك عن الصلاة التي يسبح فيها، قال: تكبر، ثم تقول: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم تقول: خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم يتعوذ ويقرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول (7) عشر مرات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم يركع فيقولها عشرًا، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرًا، ثم يسجد [فيقولها عشرًا ثم يرفع رأسه فيقولها عشرًا ثم

(1)"جامع الترمذي"(482).

(2)

"سنن ابن ماجه"(1386).

(3)

في (م): غيره.

(4)

في (م): عبد.

(5)

زاد في (م): أحمد.

(6)

في (ص، س): حدثنا. والمثبت من (ل، م).

(7)

في (م): يقرأ.

ص: 426

يسجد] (1) الثانية فيقولها عشرًا، ثم يصلي أربع ركعات على هذا، فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة يبدأ في كل ركعة بخمس عشرة تسبيحة، ثم يقرأ ثم يسبح عشرًا، فإن صلى ليلًا فأحب أن يسلم في كل ركعتين وإن صلى نهارًا فإن شاء سلم وإن شاء لم يسلم، قال أبو (2) وهب: وأخبرني عبد العزيز - هو ابن أبي رزمة - أنه قال: يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثًا، ثم يسبح التسبيحات.

قال (3) أحمد بن عبدة: وحدثنا وهب بن زمعة (4) قال: أخبرني عبد العزيز - وهو ابن أبي رزمة - قال: قلت لعبد الله بن المبارك (5) إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرًا عشرًا؟ قال: لا، إنما هي ثلاثمائة تسبيحة (6).

قال المنذري: وهذا الذي ذكره الترمذي عن عبد الله بن المبارك من (7) صفتها موافق لما في حديث ابن عباس وأبي رافع إلا أنه قال: يسبح قبل القراءة خمس عشرة وبعدها عشرًا، ولم يذكر في جلسة الاستراحة تسبيحًا، [وفي حديثهما أنه يسبح بعد القراءة خمس عشرة

(1) من (ل، م).

(2)

في الأصول الخطية: ابن. والمثبت من "جامع الترمذي".

(3)

في (م): قاله.

(4)

في الأصول الخطية: ربيعة. والمثبت من "جامع الترمذي".

(5)

في (م): مالك.

(6)

"جامع الترمذي" 2/ 347.

(7)

في (ص، س): عن. وفي (م): في. والمثبت من (س)، و"الترغيب".

ص: 427

ولم يذكر قبلها تسبيحًا، ويسبح أيضًا بعد الرفع في جلسة الاستراحة] (1) قبل أن يقوم عشرًا (2).

وروى الطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا غلام ألا أحبوك، ألا أنحلك، ألا أعطيك" قال: قلت: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: فظننت أنه سيقطع لي (3) قطعة من مال فقال: "أربع ركعات تصليهن. ." فذكر الحديث كما تقدم، وقال في آخره:"فإذا فرغت قلت بعد التشهد قبل السلام: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى [وأعمال أهل اليقين] (4) ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك، اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملًا أستحق به رضاك، وحتى أناصحك بالتوبة خوفًا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حبًّا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك سبحان خالق النار"(5).

(1) من (س، ل، م).

(2)

"الترغيب والترهيب" 1/ 270.

(3)

من (ل، م)، و"المعجم الأوسط".

(4)

في (ص، س، ل): أعلم بك. والمثبت من (م)، و"المعجم الأوسط".

(5)

"المعجم الأوسط"(2318).

ص: 428