الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - باب وَقْتِ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ
1316 -
حَدَّثَنا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُوقِظُهُ اللهُ عز وجل بِاللَّيْلِ فَما يَجِيءُ السَّحَرُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حِزْبِهِ (1).
1317 -
حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنا أَبُو الأَحْوَصِ ح، وحَدَّثَنا هَنَّادٌ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ - وهذا حَدِيثُ إِبْراهِيمَ - عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقْلْتُ لَها: أي حِينٍ كَانَ يُصَلِّي قَالَتْ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الصُّراخَ قَامَ فَصَلَّى (2).
1318 -
حَدَّثَنا أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ إِبْراهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا، تَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (3).
1319 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن عِيسَى، حَدَّثَنا يَحْيَى بْن زَكَرِيّا، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أَخِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى (4).
1320 -
حَدَّثَنا هِشامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا الهِقْلُ بْنُ زِيادٍ السَّكْسَكِيُّ، حَدَّثَنا الأَوْزاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ الأَسْلَمِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم آتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَبِحَاجَتِهِ، فَقَالَ:"سَلْنِي". فَقُلْتُ: مُرافَقَتَكَ فِي الجَنَّةِ. قَالَ: "أَوَغَيْرَ ذَلِكَ". قُلْتُ: هُوَ ذاكَ. قَالَ:
(1) رواه البيهقي 3/ 3 من طريق أبي داود.
وحسن إسناده الألباني في "صحيح أبي داود"(1189).
(2)
رواه البخاري (1132)، ومسلم (741).
(3)
رواه البخاري (1133)، ومسلم (742).
(4)
رواه أحمد 5/ 388، وأبو عوانة 4/ 320 (6842).
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(1192).
"فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ"(1).
1321 -
حَدَّثَنا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي هذِه الآيَةِ:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)} قَالَ: كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ ما بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ يُصَلُّونَ، وَكَانَ الحَسَنُ يَقُولُ: قِيامُ اللَّيْلِ (2).
1322 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ:{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)} قَالَ: كَانُوا يُصَلُّونَ فِيما بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ. زَادَ فِي حَدِيثِ يَحْيَى: وَكَذَلِكَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} (3).
* * *
باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل
[1316]
(حدثنا حسين بن يزيد) الطحان (الكوفي) قال أبو حاتم: ليِّن (4)(حدثنا حفص) بن غياث بن طلق بن مالك الأهوازي (5).
(عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير.
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوقظه الله عز وجل بالليل)
(1) رواه مسلم (489).
(2)
رواه الترمذي (3196)، وأخرجه الطبراني في "تفسيره".
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1194).
(3)
رواه البيهقي 3/ 19 من طريق أبي داود.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1195).
(4)
في الأصل بياض قدر كلمة، والمثبت من "الجرح والتعديل" 3/ 67.
(5)
في (م): الطفاري.
[أي في الليل](1) فالباء بمعنى في كما قال الله تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (2){وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ} (3) فيشتغل بجزئه.
(فما يجيء السحر) أي (4): الذي قال الله تعالى فيه: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (5){وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} (6) والسَّحر: آخر الليل.
قال الزجاج وغيره (7): هو قبيل طلوع الفجر، وهذا صحيح؛ لأن ما بعد الفجر هو من اليوم لا من الليل (8) وقال بعض اللغويين: السحر من ثلث الليل الآخر إلى الفجر (9). قال ابن عطية: والحديث في التنزيل، والآية في الاستغفار يؤيد هذا.
(حتى يفرغ من جزئه) بضم الجيم وسكون الزاي، ثم همزة هو النصيب (10)، والقطعة من الشيء الذي جَزَّأه وقسَّمَه، وجعله على نفسه من قراءة أو ذكر أو صلاة ونحو ذلك، [وقد كان السلف الصالح لهم أوراد في الليل والنهار، وأحوالهم في مقدار القراءة مختلفة، وقد أمر
(1) من (ل، م).
(2)
الذاريات: 18.
(3)
الصافات: 137 - 138.
(4)
من (م).
(5)
الذاريات: 18.
(6)
آل عمران: 17.
(7)
ليست في (م).
(8)
في (م): الليلة.
(9)
"تاج العروس"(سحر).
(10)
في (م): بالنصب.
النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو (1) أن يختم القرآن في سبع (2)، وكذلك كان (3) جماعة من الصحابة يختمون القرآن في كل جمعة كعثمان وزيد وابن مسعود، والختم في شهر كل يوم جزء من ثلاثين مبالغة في الاقتصار] (4) قال المنذري: قال بعضهم: إنما هو حزبه بالحاء والزاي، والحزب من القرآن الورد، وهو شيء يقدره الإنسان على نفسه كل ليلة، وقيل: عنى بحزبه جماعة السور التي كان يقرؤها في صلاته بالليل.
[1317]
(حدثنا إبراهيم بن موسى) الفراء، الرازي، الحافظ شيخ الشيخين.
(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي (ح).
(وحدثنا هناد) بن السري (عن أبي الأحوص) سلام (وهذا حديث إبراهيم) بن موسى (عن أشعث) بن أبي الشعثاء (عن أبيه) أبي الشعثاء سليم (5) بن أسود المحاربي الكوفي.
(عن مسروق قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لها: أي) بالرفع (حين كان يصلي؟ ) التهجد من الليل.
(قالت: كان إذا سمع الصراخ)[بضم الصاد وتخفيف الراء، أو](6)
(1) في (م): عمر. وهو تحريف.
(2)
أخرجه البخاري (5052)، ومسلم (1159)(182)، وأحمد 2/ 200.
(3)
ليست في (م).
(4)
أتت هذه العبارة في (م) بعد قوله: كان يقرؤها في صلاته بالليل.
(5)
سقط من (م).
(6)
سقط من (م).
بضم الصاد وتشديد الراء، جمع صارخ نحو عُذَّال جمع عاذل، ورواية الصَّحيحين:"إذا سمع الصارخ"(1) يعني: الديك [باتفاق العلماء](2)؛ لأنه كثير الصياح في الليل وهو نحو رواية أحمد (3) وابن حبان (4) من طريق أبي ذر: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الليل أفضل؟ قال: "نصف الليل". يعني: الباقي (5)، ويدل عليه حديث داود:"كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه"(6)(قام)(7) من نومه كأن صوت الصارخ بأذنيه، واختص قيامه صلى الله عليه وسلم بصياح الديك دون غيره من الحيوانات والإنس (8)؛ لأنه لا يصيح إلا إذا رأى ملكًا ووقت حضور الملائكة [يستجاب الدعاء وتقبل الصلاة] (9) كما جاء (10) في رواية أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكًا"(11)(فصلى) ما قدر له.
[1318]
و (حدثنا أبو توبة) الربيع بن نافع (عن إبراهيم بن سعد، عن
(1)"صحيح البخاري"(1132)، و"صحيح مسلم"(741)(131).
(2)
سقط من (م).
(3)
"مسند أحمد" 5/ 179.
(4)
"صحيح ابن حبان"(2564).
(5)
في (ل): الثاني.
(6)
أخرجه البخاري (1131)، ومسلم (1159)(189).
(7)
تكررت في (م).
(8)
في (م): والآدميين. وفي (ل): الأمس.
(9)
تكررت في (م).
(10)
سقط من (م).
(11)
أخرجه البخاري (3303)، ومسلم (2729)(82).
أبيه) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي.
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، أحد الفقهاء السبعة المشهورين بالفقه في المدينة (عن عائشة قالت: ما ألفاه) بالفاء (1) أي: ما وجده.
(السَّحَرُ) مرفوع بأنه فاعله (عندي إلا نائمًا) تعني نومه بعد قيام الليل وبوب عليه البخاري باب النوم عند السحر.
قال ابن الملقن في "شرح البخاري": المراد بهذا النوم الاضطجاع على جنبه الأيمن (2)؛ لأنها قالت في حديث آخر: فإن كنت يقظانة حدثني وإلا اضطجع حتى يأتيه المنادي للصلاة (3). فيحصل بالضجعة الراحة من تعب القيام، ولما يستقبله من صلاة الصبح والذكر بعدها، فلذلك كان ينام عند السحر، وهذا كان يفعله صلى الله عليه وسلم في الليالي الطوال، وفي غير شهر رمضان؛ لأنه قد ثبت عنه تأخير السحور في الصحيح (4).
(تعني النبي صلى الله عليه وسلم) كان لا تجده السحر عندها إلا نائمًا.
[1319]
(حدثنا محمد بن عيسى) بن نجيح البغدادي ابن الطباع، روى عنه البخاري تعليقًا (حدثنا يحيى بن زكريا، عن [عكرمة بن] (5) عمار) الحنفي.
(1) من (س، ل، م).
(2)
سقط من (م).
(3)
أخرجه البخاري (1161)، ومسلم (743)(133).
(4)
"التوضيح" 9/ 60.
(5)
سقط من (م).
(عن محمد بن عبد الله) بن أبي قدامة الحنفي (الدؤلي) بضم الدال وفتح الهمزة (عن عبد العزيز ابن (1) أخي حذيفة) (2) ذكر البخاري أن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، وقال ابن أبي حاتم: عبد العزيز بن اليمان أخو حذيفة (3)(4) ذكره بعضهم في الصحابة، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5).
(عن حذيفة) بن اليمان رضي الله عنه (قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه) بفتح الحاء المهملة (6) والزاي المخففة، والباء الموحدة.
(أمر) أي: إذا نزل به أمر مهم وألمَّ به أو (7) أصابه غمٌّ، أو كربٌ من أمور الدنيا أو الآخرة في ليل أو نهار (صلَّى) ومقتضى (8) قواعد المذهب أنها تصلى في أوقات الكراهة؛ لأنها ذات سبب متقدم عليها خلافًا للغزالي، واحترزنا بالسبب المتقدم عن المتأخر كركعتي الإحرام والاستخارة؛ فإن السبب متأخر عنها فلا تفعل، ورأيت بعض مشايخنا يفعلها في غير وقت الكراهة؛ حين قصد بعض الظلمة أن ينهب الرملة ويسفك فيها (9) الدماء، فاجتمع أهل المدينة من أطراف الرملة
(1) ليست في (م).
(2)
من (م)، و"سنن أبي داود".
(3)
"الجرح والتعديل" 5/ 399.
(4)
سقط من (م).
(5)
"الثقات": 5/ 124.
(6)
من (ل، م).
(7)
من (م)، وفي غيرها: إذا.
(8)
سقط من (م).
(9)
من (ل، م).
يقاتلونهم ويذبون عن أهليهم وذراريهم، كل ذلك وهو مقبل في صلاته على الله تعالى إلى أن هزمه الله تعالى، ورده خاسئًا مخذولًا، فلله الحمد (1).
[1320]
(حدثنا هشام بن عمار) أبو الوليد السلمي الدمشقي المقرئ، خطيب دمشق شيخ البخاري.
(حدثنا الهقل) بكسر الهاء وإسكان القاف (بن زياد السكسكي) بفتح السينين المهملتين، وسكون الكاف (2) الأولى بينهما (3)؛ نسبة إلى سكاسك بطنٌ من الأزد، نسب إليه جماعة من العلماء، كاتب الأوزاعي، أخرج له مسلم في الصلاة والبيوع.
(حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف.
(قال: سمعت ربيعة بن كعب) بن مالك (الأسلمي) كان من أهل الصفة، ويقال: كان خادمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم[وله صحبة قديمة](4)، وكان ينزل على بريد من المدينة (يقول: كنت أبيت مع (5) النبي صلى الله عليه وسلم) فكنت (آتيه بوضوئه) بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضأ به (وبحاجته) أي: بحوائجه التي يحتاج إليها.
(1) كتب في حاشية (ل): يقول كاتبه (. .) وأنا كنت (. .) هذه الوقعة وأنا فوق سطح مسجد المصنف فجاء سهم فمر من قريب أذني وأصاب آخر.
(2)
في (م): القاف.
(3)
زاد بعدها في (ص، س، ل): سين مهملة.
(4)
في (ل، م): صحبه قديمًا.
(5)
من (ل، م).
(فقال) لي يومًا (سلني) ما شئت (فقلت) زاد مسلم: أسألك (1)(مرافقتك في الجنة. قال: أو) بفتح واو العطف كما قال النووي (2)، وكان الأصل تقديم حرف العطف على الهمزة كما تقدم على غيرها من أدوات الاستفهام نحو:{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ} (3) ونحو {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} (4)، ونحو:{فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} (5)، ونحو {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)} (6) [فكأن يقال] (7) وأغير ذلك (8)؛ لأن حرف الاستفهام خبر ومن جملة الاستفهام: فكأن يقال في {أَفَتَطْمَعُونَ} (9) فأتطمعون، وأغير ذلك {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ} (10) لأن أداة الاستفهام لها صدر الكلام، وهي من حروف الاستفهام، وهي معطوفة على ما قبلها من الجمل، والعاطف لا يتقدم عليه [جزء مما عطف](11)، ولكن حظيت (12) الهمزة بتقديمها على العاطف تنبيهًا
(1)"صحيح مسلم"(489)(226).
(2)
"شرح النووي" 4/ 206.
(3)
آل عمران: 101.
(4)
النساء: 88.
(5)
غافر: 81.
(6)
التكوير: 26.
(7)
من (م).
(8)
سقط من (س، ل، م).
(9)
البقرة: 75.
(10)
يونس: 51.
(11)
في (م): حرف عطف.
(12)
في (م): خصت.
على أنها أصل أدوات الاستفهام [لأن الاستفهام](1) له صدر الكلام، وقد خولف هذا الأصل في غير الهمزة فأرادوا التنبيه عليه (2) تنبيهًا على أنها أصل أدوات الاستفهام وغيرها فرع عليها، وللأصل قوة في الكلام على غيره من الفروع، أَلَا ترى إلى قول أصحابنا في الفروع الفقهية أنه يجوز تقديم الوضوء على الاستنجاء بخلاف التيمم فإنه [لا يجوز تقديمه على الاستنجاء، والفرق بينهما أن الوضوء هو الأصل لإباحة الصلاة فجاز تقديمه؛ لقوة الأصل بخلاف التيمم فإنه (3) فرع عن الوضوء فلا يجوز تقديمه لضعفه.
وقال القرطبي في قوله: "أو غير ذلك" رويناه بإسكان الواو من أو (4)، ونصب غير أي (5): أو تسأل (غير ذلك) كأنه حضه على سؤال شيء آخر غير مرافقته؛ لأنه فهم منه أنه يطلب المساواة معه في درجته، وذلك ما لا ينبغي لغيره، فلما قال الرجل (قلت: هو ذاك) يعني لا غيره أسأل.
(قال) له: (فأعني على) تحصيل ذلك بمجاهدة (نفسك بكثرة السجود) أي الصلاة ليزداد من القرب ورفعة الدرجات حتى يقرب من منزلته، وإن لم يساوه فيها، ولا يعترض على هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم
(1) من (م).
(2)
في (م): على.
(3)
من (ل، م).
(4)
في (ص، س): غير. والمثبت من (ل، م)، و"المفهم".
(5)
من (ل، م)، و"المفهم". .
فيما (1) رواه حذيفة ليلة الأحزاب: "ألا رجل يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة"(2)؛ لأن مثل هذا قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (3)؛ لأن هذِه المعية هي النجاة من النار والفوز بالجنة، إلا أن أهل الجنة على مراتبهم ومنازلهم بحسب أعمالهم وأحوالهم.
وقد دلّ على هذا أيضًا قوله عليه السلام: "المرء مع من أحب وله ما اكتسب"(4) انتهى كلام القرطبي (5).
قال النووي: وفيه دليل على [الحث على](6) كثرة السجود والترغيب فيه، وأن تكثير (7) السجود أفضل من إطالة القيام، ويدل عليه (8) قوله صلى الله عليه وسلم:"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"(9)، ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى؛ إذ فيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها (10) وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن (11).
(1) في (ص): ما. وفي (س، ل): مما. والمثبت من (م)، و"المفهم".
(2)
أخرجه مسلم (1788)(99).
(3)
النساء: 69.
(4)
أخرجه الترمذي (2386).
(5)
"المفهم": 2/ 93 - 94.
(6)
سقط من (م).
(7)
في (ص): كثرة. والمثبت من (س، ل، م)، و"شرح النووي".
(8)
في (ص، س، ل): على. والمثبت من (م)، و"شرح النووي".
(9)
رواه مسلم (482/ 215)، وأبو داود (875)، والنسائي 2/ 22، وأحمد 2/ 421.
(10)
سقط من (م).
(11)
"شرح النووي على مسلم" 4/ 206.
[1321]
(حدثنا أبو كامل) فضيل بن حسين الجحدري شيخ مسلم (حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد) بن أبي عروبة مهران العدوي (عن قتادة) بن دعامة.
(عن أنس بن مالك في هذِه الآية) قوله تعالى: ({تَتَجَافَى}) ترتفع وتتنحي وهو تفاعل ({جُنُوبُهُمْ}) من الجفاء وهو النُبُوُّ والتباعد تقول العرب جافٍ ظهرك (1) عن الجدار ({عَنِ الْمَضَاجِعِ}) مواضع الاضطجاع على الجنب، والمراد أنهم يهجرون مواضع الاضطجاع بالقيام إلى الصلاة اشتغالًا بلذة العبادة عن لذة النوم.
({يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا}) يعبدون الله خوفًا من عقابه ({وَطَمَعًا}) في ثوابه [وقومًا](2) يعبدون خوفًا من حجابه وطمعًا في رؤيته ({وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ}) أعطيناهم، والرزق عند أهل السنة ما صح الانتفاع به حلالًا كان أو حرامًا ({يُنْفِقُوْنَ}) (3) الإنفاق: إخراج المال من اليد، ومنه المبيع خروج (4) من اليد، ومنه المنافق؛ لأنه يخرج منه الإيمان، والإنفاق هنا التطوع الذي يتقرب به إلى الله تعالى لمقاربتها تطوع الصلاة، وهي (5) معرض المدح فلا تكون إلا حلالًا، وقال بعضهم: معناه: ومما علمناهم يعلمون (6)، حكاه القشيري (7).
(1) في (ص): جنبك. والمثبت من (س، ل، م).
(2)
ليست في (م).
(3)
السجدة: 16.
(4)
في (م): خرج.
(5)
زاد في (م): في غير.
(6)
في (م): يعملون.
(7)
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 1/ 179.
(قال: كانوا يتيقظون) بفتح الياء والتاء والياء والقاف المشددة وضم الظاء المعجمة من اليقظة التي هي ضد [النوم، أو من اليقظة التي هي ضد](1) الغفلة، أي: لا ينامون [لعل الصواب: يتنفلون بتشديد الفاء](2)(ما بين المغرب والعشاء) بل (يصلون) صلاة الأوابين، يدل عليه ما رواه (3) بسنده إلى أبان: جاءت امرأة إلى أنس بن مالك فقالت: إني أنام قبل العشاء. قال: لا تنامي؛ فإن هذِه الآية نزلت في الذين لا ينامون قبل العشاء الآخرة: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (4)(5).
وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} قال: نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة. وقال: حديث حسن صحيح غريب (6). ولعلهم في انتظارهم كانوا يصلون؛ ليجمع بين الحديثين.
وروى الطبراني في "الكبير" عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ساعة ما أتيت عبد الله بن مسعود فيها إلا وجدته يصلي بين المغرب والعشاء، فسألت ابن مسعود، فقلت: ساعة ما أتيتك فيها إلا وجدتك تصلي
(1) سقط من (م).
(2)
سقط من (م).
(3)
بعدها بياض في (ل، م).
(4)
السجدة: 16.
(5)
رواه مجاعة بن الزبير، عن أبان كما في "حديث مجاعة بن الزبير" ص 98 (84)، وانظر:"الكشف والبيان" للثعلبي 7/ 331.
(6)
"سنن الترمذي"(3196).
فيها؟ قال: إنها ساعة غفلة (1).
قال: (وكان الحسن)[وأبو العالية ومجاهد](2) وابن زيد كل منهم (يقول) في هذِه الآية: هو التهجد و (قيام الليل)(3) يدل عليه ما رواه البيهقي عن أسماء بنت يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة، فينادي منادٍ، فيقول: أين الذين كانوا تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومون، وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يؤمر بسائر الناس إلى الحساب"(4).
[1322]
(حدثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد، و) محمد (ابن أبي عدي) أخرج له الشيخان.
(عن سعيد) بن أبي عروبة مهران، العدوي.
(عن قتادة) بن دعامة (عن أنس)[بن مالك](5) رضي الله عنه (في قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا}) اختلفوا في حكم (ما) فجعله بعضهم نفيًا (6) وقال (7): تمام الكلام عند قوله {كَانُوا قَلِيلًا} أي: كانوا قليلًا من الناس، ثم ابتدأ فقال:{مَا يَهْجَعُونَ} أي لا ينامون بالليل بل يقومون
(1)"المعجم الكبير"(9449).
(2)
سقط من (ل).
(3)
أخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 612 عن مجاهد والحسن وابن زيد.
(4)
"شعب الإيمان"(3244).
(5)
من (ل، م).
(6)
في (ص): نعتًا. والمثبت من (س، ل، م).
(7)
ليست في (م).
إلى الصلاة والعبادة، وجعله بعضهم (1) موصولا بمعنى الذي، والكلام متصل بعضه ببعض، والمعنى: كانوا قليلًا من الليل الذي يهجعون، وقيل: ما مصدرية تقدر هي وما بعدها بالمصدر تقديره: كانوا قليلًا [من الليل](2) هجوعهم كقوله تعالى: {بِمَا ظَلَمُوا} [أي: بظلمهم](3)، وجعله بعضهم صلة أي كانوا قليلًا [من الليل](4) يهجعون.
(قال: كانوا يصلون فيما) بينهما أي (بين المغرب والعشاء)(5). وعن الحسن: كانوا لا ينامون من الليل إلا أقله، وربما نشطوا فمدوا إلى السحر (6). وهم يستغفرون. وقال مطرف: قَلَّ ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله تعالى إما من أولها، وإما من وسطها (7).
(زاد في حديث يحيى) بن سعيد: (وكذلك (8): {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} ).
(1) من (م).
(2)
ليست في (م).
(3)
سقط من (م).
(4)
في (م): ما.
(5)
انفرد به أبو داود، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 19، وقال الحاكم في "المستدرك" 2/ 467: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الألباني في "الإرواء" (469): صحيح.
(6)
أخرجه الطبري في "تفسيره" 21/ 505.
(7)
في (ص): أوسطها. والأثر أخرجه الطبري في "تفسيره" 21/ 502.
(8)
في (ص، ل): وكذا.