الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(18) - (728) - بَابُ الْأَسْوَاقِ وَدُخُولِهَا
(39)
-2196 - (1) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ ابْنَا الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَرَّادِ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ
===
(18)
- (728) - (باب الأسواق ودخولها)
(39)
- 2196 - (1)(حدثنا إبراهيم بن المنذر) بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن خالد بن حزام الأسدي (الحزامي) -بالزاي- صدوق تكلم فيه أحمد لأجل القرآن، من العاشرة، مات سنة ست وثلاثين ومئتين (236 هـ). يروي عنه:(خ ت س ق).
(حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سعيد) الصواف المدني مولى مزينة، لين الحديث، من الثامنة. يروي عنه:(ق).
(حدثني صفوان بن سليم) -مصغرًا- المدني أبو عبد الله الزهري مولاهم، ثقة مفتٍ عابد رمي بالقدر، من الرابعة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثني محمد وعلي ابنا الحسن بن أبي الحسن البراد) أما محمد بن الحسن بن أبي الحسن البراد .. فهو مدني مستور، من السابعة. يروي عنه:(ق)، وأما علي بن الحسن بن أبي الحسن البراد -بالموحدة والراء المشددة- فهو مدني مقبول، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(أن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد) مصغرًا (الساعدي) مستور، من السادسة. يروي عنه:(ق).
حَدَّثَهُمَا، أَنَّ أَبَاهُ الْمُنْذِرَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إِلَى سُوقِ النَّبِيطِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ:"لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ"، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى سُوقٍ
===
(حدثهما) أي: حدث لمحمد وعلي ابني الحسن (أن أباه) أي: أن أبا الزبير (المنذر) بن أبي أسيد -بالضم- الأنصاري الساعدي، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه المنذر، فعد في الصحابة لذلك. يروي عنه:(خ ق).
(حدثه) أي: حدث الزبير (عن أبي أسيد) الأنصاري الساعدي مالك بن ربيعة بن البَدَن -بفتح الموحدة والمهملة بعدها نون- مشهور بكنيته، شهد بدرًا وغيرها، ومات سنة ثلاثين رضي الله تعالى عنه، وقيل: بعد ذلك. يروي عنه: (ع).
وقوله: (أن أبا أسيد) إظهار في مقام الإضمار، والحق أن يقال: إنه؛ أي: إن أبا أسيد (حدثه) أي: حدث المنذر بن أبي أسيد (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى سوق النبيط).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لضعف رواته؛ إسحاق بن إبراهيم، ومحمد وعلي ابنا الحسن، وشيخهما الزبير بن المنذر.
قال السندي: النبيط: اسم موضع، وأيضًا لفظه يطلق على الفلاحين من أخلاط الناس، ويقصد به عادة غير العرب. انتهى.
ومعنى سوق النبيط: هو سوق الأكارين والزراعين (فنظر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إليه) أي: إلى ذلك السوق (فقال) رسول الله بعدما نظر جوانبها وداخلها، والسوق يذكر ويؤنث:(ليس هذا لكم بسوق) أي: ليس هذا المكان بسوق صالح لكم، (ثم ذهب) صلى الله عليه وسلم (إلى سوق) آخر
فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: "لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ"، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا السُّوقِ فَطَافَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ:"هَذَا سُوقُكُمْ فَلَا يُنْتَقَصَنَّ، وَلَا يُضْرَبَنَّ عَلَيْهِ خَرَاجٌ".
(40)
-2197 - (2) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْعُرُوقِيُّ،
===
(فنظر إليه) أي: إلى هذا السوق؛ أي: إلى أطرافها وحدودها وداخلها (فقال: ليس هذا) المكان (لكم بسوق) أي: بسوق صالح لكم.
(ثم) بعد أن نظر هذا الآخر (رجع إلى هذا السوق) الذي نظر إليه أولًا (فطاف) أي: جال (فيه) أي: في هذا السوق الأول الذي رجع إليه (ثم) بعدما تجول فيه (قال: هذا) المكان هو (سوقكم) الذي هو صالح لكم وفيه خير لكم.
(فلا يُنْتَقَصَنَّ) بالبناء للمفعول، وهو بالصاد؛ من الانتقاص؛ أي: لا ينقصن هذا المكان عن السوق ببناء الدور فيه، أو بجعله بساتين، وروي بالضاد المعجمة بالبناء للمفعول أيضًا من الانتقاض؛ أي: لا يُبْطَلَن هذا السوقُ، بل تدوم لكم (ولا يضربن) بالبناء للمفعول أيضًا؛ أي: لا يجعلن (عليه) أي: على أهله (خراج) بأن يقال: كل من يبيع ويشتري فيها .. فعليه كذا وكذا يوميًا أو شهريًا أو سنويًا، والمعنى: أنه ينبغي للحاكم ذلك. انتهى "سندي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجتُه: أنه ضعيف (2)(230)؛ لضعف سنده ولا شاهد له، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة، والله أعلم.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة ثانيًا بحديثّ سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، فقال:
(40)
-2197 - (2)(حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي) -بالقاف-
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عَوْنٌ الْعَمِيلِيُّ، عَنْ أَبي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ غَدَا إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ .. غَدَا بِرَايَةِ الْإِيمَان،
===
الناجي -بالنون والجيم- البصري، صدوق يغرب، من الحادية عشرة. يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا أبي) المستمر الناجي -بالنون والجيم- العروقي والد إبراهيم، بصري مقبول، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبيس بن ميمون) التيمي أبو عبيدة الخزاز البصري العطار، ضعيف، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عون) بن أبي شداد (العقيلي) -بفتح أوله- وقيل: العبدي، أبو معمر البصري، مقبول، من الخامسة. يروي عنه:(ق).
(عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن مل -بتثليث الميم ولام مشددة- (النهدي) -بفتح النون وسكون الهاء- مشهور بكنيته، ثقة ثبت عابد مخضرم، من كبار الثانية، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سلمان) الخير الفارسي أبي عبد الله، أصله من أصبهان، وقيل: من رامهرمز، أول مشاهده الخندق، مات سنة أربع وثلاثين (34 هـ)، بلغ ثلاث مئة سنة.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه عبيس بن ميمون، وهو متروك متفق على ضعفه.
(قال) سلمان: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من غدا) وبكر (إلى صلاة الصبح .. غدا) أي بكر (بـ) أخذ (راية الإيمان) أي: بِعَلَمِهِ
وَمَنْ غَدَا إِلَى السُّوقِ .. غَدَا بِرَايَةِ إِبْلِيسَ".
(41)
-2198 - (3) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْر، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،
===
(ومن غدا) وبكر (إلى السوق .. غدا) وبكر (بـ) أخذ (راية إبليس) فينبغي ألا يدخل السوق إلا لضرورة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستئناس به للترجمة، فهو ضعيف متنًا وسندًا (3)(231).
* * *
ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فقال:
(41)
-2198 - (3)(حدثنا بشر بن معاذ الضرير) العقدي -بفتح المهملة والقاف- أبو سهل البصري، صدوق، من العاشرة، مات سنة بضع وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
(حدثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة ثبت فقيه، من الثامنة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير) وقَهْرَمانِهِم أبي يحيى البصري الأعور، ضعيف، من السادسة. يروي عنه:(ت ق)، والقهرمان -بفتح القاف وسكون الهاء وفتح الراء- قال الجزري في "النهاية": هو الخازن والوكيل، والحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل، هو لغة فارسية.
(عن سالم بن عبد الله بن عمر) ثقة فقيه، من الثالثة، مات في آخر سنة ست ومئة (106 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ،
===
(عن أبيه) عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه.
(عن جده) عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن عمرو بن دينار مختلف فيه.
(قال) عمر بن الخطاب: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يدخل السوق) قال الطيبي: خصه بالذكر؛ لأنه مكان الغفلة عن ذكر الله، والاشتغال بالتجارة، فهو موضع سلطنة الشيطان ومجمع جنوده، فالذاكر هناك يحارب الشيطان ويهزم جنوده، فهو خليق بما ذكر من الثواب. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
أي: من قال سرًّا أو جهرًا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير كله) وكذا الشر كله (وهو على كل شيء) أي: مَشِيءٍ (قديرٌ) أي: تام القدرة.
قال الطيبي: فمن ذكر الله فيه .. دخل في زمرة من قال تعالى في حقهم: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (1).
(كتب الله له) أي: أثبت له، أو أمر بالكتابة لأجله (ألف ألف حسنة، ومحا عنه) بالمغفرة، أو أمر بالمحو عن صحيفته (ألف ألف سيئة) أي: إن
(1) سورة النور: (37).
وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ".
===
كانت، وإلا .. تزاد في الحسنة بقدر ذلك (وبنى له بيتًا في الجنة) أي: أمر بالبناء له. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات باب ما يقول إذا دخل السوق، قال أبو عيسى: وعمرو بن دينار هذا .. شيخ بصري، وقد تكلم فيه أصحاب الحديث من غير هذا الوجه، ورواه بهذا اللفظ ابن أبي الدنيا والحاكم، وصححاه كلاهما، ورواه الحاكم من حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا أيضًا، وقال: صحيح الإسناد.
وقال الشوكاني في "تحفة الذاكرين": والحديث أقل أحواله أن يكون حسنًا، وإن كان في ذكر العدد على هذه الصفة نكارة. انتهى.
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأولان للاستئناس، والأخير للاستدلال.
والله سبحانه وتعالى أعلم