الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(36) - (896) - بَابُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ
(76)
- 2567 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الضَّيْفِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: "مَنِ انْتَسَبَ
===
(36)
- (896) - (باب من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه)
(76)
- 2567 - (1)(حدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين. يروي عنه:(د ق).
(حدثنا) محمد (بن أبي الضيف) - بالضاد المعجمة - اسمه زيد الحجازي المخزومي مولاهم، مستور، من الثامنة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم) - بالمعجمة والمثلثة مصغرًا - القارئُ المكيُّ أبو عثمان، صدوق، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن سعيد بن جبير) الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، وروايتهُ عن عائشة رضي الله عنها وأبي موسى ونحوِهما مرسلةٌ، قُتِلَ بين يدي الحجاج دون المئة سنةَ خمس وتسعين (95 هـ)، ولم يكمل الخمسين. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وفي إسناده مقال؛ لأن ابن أبي الضيف لم أر من جَرَّحه ولا من وثَّقه، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم، فحكم سنده: الحسن؛ لأن فيه مستورًا.
(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: من انتسب)
إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ .. فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
(77)
- 2568 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،
===
أي: من نسب نفسه (إلى غير أبيه) الحقيقي عالمًا عامدًا غير مستحل لذلك الانتساب (أو تولى غير مواليه) أي: اتخذ غير مولاه مولى له عامدًا عالمًا غير مستحل لذلك التولي .. (فعليه) في الصورتين (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) إلا أن يتوب عن ذلك.
أما إذا استحل ذلك الانتساب أو التولي .. فهو كافر لا يدخل الجنة أصلًا؛ لأنه استحل ما هو حرام بدليل قطعي.
وهذا الحديث بالسياق المذكور انفرد به ابن ماجه؛ لأنه قد روى أبو داوود في "سننه" الجملة الأولى من حديث أنس في كتاب الأدب، باب في الرجل ينتمي إلى غير أبيه، والجملة الثانية من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب الأدب، باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شاهدًا من حديث أنس وحديث أبي هريرة رضي الله عنه المذكورين في "سنن أبي داوود"، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عباس بحديث سعد بن أبي وقاص وحديث أبي بكرة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، فقال:
(77)
- 2568 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِم الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَأَبَا بَكْرَةَ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَى قَلْبِي مُحَمَّدًا
===
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ) يروي عنه:(ع).
(عن عاصم) بن سليمان (الأحول) أبي عبد الرحمن البصري، ثقة، من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا القطان، وكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة أربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن مل - بميم مثلثة ولام مشددة - (النهدي) - بفتح النون وسكون الهاء - مشهور بكنيته، من كبار الثانية، ثقة مخضرم ثبت عابد، مات سنة خمس وتسعين (95 هـ) وقيل بعدها، وعاش مئة وثلاثين سنة. يروي عنه:(ع).
(قال) أبو عثمان: (سمعت سعد) بن أبي وقاص مالك بن وهيب الزهري المدني رضي الله تعالى عنه، مات سنة خمس وخمسين (55 هـ) على المشهور. يروي عنه:(ع).
(وأبا بكرة) نفيع بن الحارث بن كلدة - بفتحات - ابن عمرو الثقفي الصحابي المشهور، أسلم بالطائف، نزل بالبصرة ومات بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين (52 هـ) رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(وكل واحد منهما) أي: من الصحابيين (يقول) في حال روايته هذا الحديث تأكيدًا لسماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: (سمعت أذناي) محمدًا صلى الله عليه وسلم حين يقول هذا الحديث الآتي (و) الحال أنه (وعى) وحفظ (قلبي) ما سمعته أذناي منه؛ أي سمعت أذناي (محمدًا
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ .. فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ".
(78)
- 2569 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ،
===
صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يقول: من ادعى) وانتسب نفسه (إلى غير أبيه) أي: إلى غير والده وإن علا (وهو) أي: والحال أن ذلك المنتسب (يعلم أنه) أي: أن ذلك الغير (غير أبيه) أي: غير والده وإن علا، سواء كان ذلك الغير من أقاربه أو من الأجانب .. (فالجنة) أي: فدخول الجنة (عليه) أي: على ذلك المنتسب (حرام) أي: ممنوع أبدًا إن استحل ذلك الانتساب، أو حرام دخوله الجنة أولًا مع الفائزين حتى يعاقب ويجازى على ذلك الانتساب إن لم يستحل، ولم يدركه العفو من الله تعالى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من يرغب عن أبيه وهو يعلم أنه حرام، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن عباس بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(78)
- 2569 - (3)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ .. لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ".
===
(أنبأنا سفيان) بن عيينة الهلالي الكوفي، ثقة، ولكنه يدلس عن الثقات، من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الكريم) الجزري أبي سعيد الأموي مولاهم، وهو المعروف بالخضرمي - بالخاء والضاد المعجمتين - نسبة إلى قرية من اليمامة، ثقة متقن، من السادسة، مات سنة سبع وعشرين ومئة (127 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن مجاهد) بن جبر - بفتح الجيم وسكون الموحدة - أبي الحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومئة (104 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل السهمي المدني، أحد المكثرين السابقين إلى الإسلام وأحد العبادلة الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالى الحرة رضي الله تعالى عنهما. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات إلا محمد بن الصباح، قال فيه ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد لا تسأل عن حالهم؛ لشهرتهم.
(قال) عبد الله بن عمرو: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: من ادعى) وانتسب نفسه (إلى غير أبيه) وإن علا .. (لم يرح) ولم يشم (رائحة الجنة) أي: طيب رائحتها (و) الحال (إن ريحها) أي: طيب رائحتها (ليوجد) أي: ليشم (من مسيرة) أي: من مسافة (خمس مئة عام) لذكائه.