الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(43) - (903) - بَابٌ: دِيَةُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظَةٌ
(94)
- 2585 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ،
===
(43)
- (903) - (باب: دية شبه العمد مغلظة)
(94)
- 2585 - (1)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبد الرحمن بن مهدي) بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري، ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(ومحمد بن جعفر) الهذلي البصري المعروف بغندر، ثقة، صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومئة (194 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما (قالا: حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام البصري، ثقة حافظ متقن عابد، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أيوب) بن أبي تميمة كيسان السختياني أبي بكر البصري، ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ). يروي عنه:(ع).
قال أيوب: (سمعت القاسم بن ربيعة) بن جوشن - بجيم ومعجمة - على
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"قَتِيلُ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ قَتِيلُ السَّوْطِ وَالْعَصَا .. مِئَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، أَرْبَعُونَ مِنْهَا خَلِفَةٌ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا".
===
وزن جعفر الغطفاني - بفتح المعجمة والمهملة والفاء - البصري، ثقة عارف بالنسب، من الثالثة. يروي عنه:(د س ق).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل القرشي السهمي رضي الله تعالى عنهما الصحابي المشهور الفاضل، من السابقين المكثرين.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قتيل الخطأ) مبتدأ (شبه العمد) بالجر بدل من الخطأ.
(قتيل السوط والعصا) بالرفع بدل من قتيل الأول، ولكن المبتدأ على حذف مضاف خبره:(مئة من الإبل) أي: دية قتيل الخطأ شبه العمد؛ دية قتيل السوط والعصا مئة من الإبل، وقوله:(أربعون منها) مبتدأ، خبره قوله:(خلفة) والجملة من المبتدأ والخبر صفة لمئة، وجملة قوله:(في بطونها أولادها) صفة لخلفة.
ولفظ رواية أبي داوود: (إن دية الخطأ) وقوله: (شبه العمد) بدل من الخطأ، وقوله:(ما كان بالسوط والعصا) بدل من البدل الذي هو شبه العمد؛ أي: إن دية ما كان بالسوط والعصا، وقوله:(مئة من الإبل) خبر إن، وهذه الرواية لا تحتاج إلى تقدير مضاف؛ كما في رواية المؤلف، قوله:(في بطونها أولادها) يعني: الحوامل؛ ففيه مجاز الأول.
قال الخطابي: في الحديث إثبات قتل شبه العمد، وقد زعم بعض أهل العلم أَنْ ليس القتلُ إلا العمدَ المحض، أو الخطأَ المحضَ، وفيه بيان أن
(94)
- 2585 - (م) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ،
===
دية شبه العمد مغلظة على العاقلة، واختلف الناس في دية شبه العمد: فقال بظاهر الحديث عطاء والشافعي، وإليه ذهب محمد بن الحسن، وقال أبو حنيفة وأبو يوسف وأحمد وإسحاق: هي أرباع، وقال أبو ثور: دية شبه العمد أخماس، وقال مالك بن أنس: ليس في كتاب الله عز وجل إلا الخطأ والعمد، وأما شبه العمد .. فلا نعرفه، ويشبه أن يكون الشافعي إنما جعل الدية في العمد أثلاثًا بهذا الحديث؛ وذلك أنه ليس في العمد حديث مفسر، والدية في العمد مغلظة، وفي شبه العمد كذالك، فحمل أحدهما على الآخر، وهذه الدية تلزم العاقلة عند الشافعي؛ لما فيه من شبه الخطأ؛ كدية الجنين. انتهى، انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الديات، باب في دية الخطأ شبه العمد، والنسائي في كتاب القسامة، باب كم دية شبه العمد، والدارمي في كتاب الديات، باب الدية في شبه العمد.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(94)
- 2585 - (م)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا سليمان بن حرب) الأزدي البصري، ثقة إمام حافظ، من التاسعة،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
(95)
- 2586 - (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
===
مات سنة أربع وعشرين ومئتين (224 هـ). يروي عنه (ع).
(حدثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة ثبت فقيه، من كبار الثامنة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن خالد) بن مهران بن أبي المنازل البصري (الحذاء) ثقة يرسل، من الخامسة. يروي عنه:(ع).
(عن القاسم بن ربيعة) بن جوشن، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(د س ق).
(عن عقبة بن أوس) السدوسي البصري، صدوق، من الرابعة. يروي عنه:(د س ق).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص، رضي الله تعالى عنهما.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سباعياته، غرضه: بيان متابعة خالد الحذاء لأيوب السختياني في رواية هذا الحديث عن القاسم بن ربيعة.
وساق خالد الحذاء (نحوه) أي: نحو حديث أيوب عن القاسم.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الله بن عمرو بحديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عثهم، فقال:
(95)
- 2586 - (2)(حدثنا عبد الله بن محمد) بن عبد الرحمن بن
الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، سَمِعَهُ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ،
===
المسور بن مخرمة (الزهري) المخرمي، صدوق، من صغار العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا سفيان بن عيينة) ثقة إمام، من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله (بن جدعان) التيمي البصري حجازي، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ينسب أبوه إلى جد جده، ضعيف، ضعفه الجماهير، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(م عم).
وقال العجلي: كان يتشيع، لا بأس به، وقال مرة: يكتب حديثه، وليس بالقوي، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، صالح الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه، ولا يحتج به، فهو مختلف فيه. انتهى "تهذيب".
قال سفيان: (سمعه) أي: سمع ابن جدعان هذا الحديث الآتي (من القاسم بن ربيعة) بن جوشن الغطفاني البصري، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(د س ق).
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه ابن جدعان، وهو مختلف فيه.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام) خطيبًا (يوم فتح مكة، وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم قائم (على درج الكعبة) وفي رواية أبي داوود:
فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ قَتِيلَ الْخَطَأَ قَتِيلَ السَّوْطِ وَالْعَصَا فِيهِ مِئَةٌ مِنَ الْإِبِلِ؛ مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا،
===
(على درجة البيت) وفي "المجمع": الدرجة: المرقاة؛ أي: سلم الباب.
(فحمد الله) سبحانه وتعالى؛ أي: نزهه عن جميع النقائص؛ كالصاحبة والولد والند (وأثنى عليه) بجميع كمالاته (فقال) في حمده تعالى: (الحمد لله الذي صدق) لنا (وعده) بفتح مكة (ونصر عبده) محمدًا صلى الله عليه وسلم يوم بدر (وهزم) أي: فرَّق وشتَّت (الأحزابَ) أي: قبائلَ المشركين الذين تحزبوا وتجمعوا لأعدام المسلمين في يوم الخندق، حالة كونه تعالى (وحده) أي: حالة كونه منفردًا عن المعين والمستشار؛ أي: من غير قتال من الآدميين؛ بأن أرسل ريحًا وجنودًا، وهم أحزاب اجتمعوا يوم الخندق.
وقيل: هم أحزاب الكفار في جميع الدهر والمواطن. انتهى "عون".
ثم قال صلى الله عليه وسلم: (ألا) حرف استفتاح وتنبيه وإيقاظ من الغفلة؛ أي: استمعوا ما أقول لكم (إن قتيل الخطأ) أي: إن الشخص المقتول منكم بالخطأ؛ أي: بلا تعمد وقصد إلى قتله بما لا يقتل غالبًا.
وقوله: (قتيل السوط والعصا) بدل من قتيل الخطأ، أو عطف بيان له؛ أي: إن قتيل السوط والعصا؛ أي: إن الشخص المقتول بالسوط والعصا الخفيفين اللذين لا يقتلان غالبًا (فيه) أي: في قتل ذلك القتيل (مئة من الإبل؛ منها أربعون خلفة) - بفتح فكسر - أي: حاملة (في بطونها أولادها).
قال في "المصباح": الخلفة - بكسر اللام -: هي الحامل من الإبل، وجمعها مخاض من غير لفظها؛ كما تجمع المرأة على النساء من غير لفظها.
أَلَا إِنَّ كَلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَدَمٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِدَانَةِ الْبَيْتِ وَسِقَايَةِ الْحَاجِّ، أَلَا إِنِّي قَدْ أَمْضيْتُهُمَا لِأَهْلِهِمَا كَمَا كَانَا".
===
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا (إن كُلَّ مأثرةٍ كانت في الجاهلية)؛ والمأثرة - بتثليث المثلثة على وزن المقبرة -: هي ما يؤثر ويذكر من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم (و) كل (دم) وقع إراقته في الجاهلية ولم يقتص به (تحت قدمي هاتين) خبر إن؛ أي: باطل وساقط.
قال الخطابي: معناه: إبطالها وإسقاطها وإهدارها (إلا ما كان) منها (من سدانة البيت) والكعبة وعمارتها وخدمتها؛ والسدانة - بكسر السين وفتح الدال المهملتين -: هي خدمة البيت والقيام بأمرها (وسقاية الحاج) من ماء زمزم باستقائه من بئرها؛ فهما باقيان على ما هما عليه في الجاهلية، قال الخطابي: وكانت الحجابة في الجاهلية في بني عبد الدار، والسقاية في بني هاشم، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصار بنو شيبة يحجبون البيت، وبنو العباس يسقون الحجاج. انتهى.
كما قال صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا: (إني قد أمضيتهما) أي: تركت السدانة والسقاية وأبقيتهما (لأهلهما) اللذين هما تحت ولايتهم في الجاهلية (كما كانا) لهم الآن.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الديات، باب الدية كم، والنسائي في كتاب القسامة، باب كم دية شبه العمد، والدارقطني في كتاب الحدود والديات، والبيهقي في كتاب الديات، باب شبه العمد، وعبد الرزاق في كتاب العقول، باب شبه العمد.