المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(40) - (900) - باب هل لقاتل مؤمن توبة - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الحدود

- ‌(1) - (861) - بَابٌ: لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ

- ‌(2) - (862) - بَابُ الْمُرْتَدِّ عَنْ دِينِهِ

- ‌(3) - (863) - بَابُ إِقَامَةِ الْحُدُودِ

- ‌(4) - (864) - بَابُ مَنْ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْحَدُّ

- ‌(5) - (865) - بَابُ السَّتْرِ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَدَفْعِ الْحُدُودِ بِالشُّبُهَاتِ

- ‌(6) - (866) - بَابُ الشَّفَاعَةِ فِي الْحُدُودِ

- ‌(7) - (867) - بَابُ حَدِ الزِّنَا

- ‌(8) - (868) - بَابُ مَنْ وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ

- ‌(9) - (869) - بَابُ الرَّجْمِ

- ‌(10) - (870) - بَابُ رَجْمِ الْيَهُودِيِّ وَالْيَهُودِيَّةِ

- ‌(11) - (871) - بَابُ مَنْ أَظْهَرَ الْفَاحِشَةَ

- ‌(12) - (872) - بَابُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ

- ‌(13) - (873) - بَابُ مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ وَمَنْ أَتَى بَهِيمَةً

- ‌(14) - (874) - بَابُ إِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَى الْإِمَاءِ

- ‌فرع

- ‌(15) - (875) - بَابُ حَدِّ الْقَذْفِ

- ‌(16) - (876) - بَابُ حَدِّ السَّكْرَانِ

- ‌(17) - (877) - بَابُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ مِرَارًا

- ‌(18) - (878) - بَابُ الْكَبِيرِ وَالْمَرِيضِ يَجِبُ عَلَيْهِ الْحَدُّ

- ‌(19) - (879) - بَابُ مَنْ شَهَرَ السِّلَاحَ

- ‌(20) - (880) - بَابُ مَنْ حَارَبَ وَسَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَادًا

- ‌(21) - (881) - بَابٌ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ .. فَهُوَ شَهِيدٌ

- ‌(22) - (882) - بَابُ حَدِّ السَّارِقِ

- ‌فائدة

- ‌(23) - (883) - بَابُ تَعْلِيقِ الْيَدِ فِي الْعُنُقِ

- ‌(24) - (884) - بَابُ السَّارِقِ يَعْتَرِفُ

- ‌(25) - (885) - بَابُ الْعَبْدِ يَسْرِقُ

- ‌(26) - (886) - بَابُ الْخَائِنِ وَالْمُنْتَهِبِ وَالْمُخْتَلِسِ

- ‌(27) - (887) - بَابٌ: لَا يُقْطَعُ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ

- ‌(28) - (888) - بَابُ مَنْ سَرَقَ مِنَ الْحِرْزِ

- ‌(29) - (889) - بَابُ تَلْقِينِ السَّارِقِ

- ‌(30) - (890) - بَابُ المُسْتَكْرَهِ

- ‌(31) - (891) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِقَامَةِ الْحُدُودِ فِي الْمَسَاجِدِ

- ‌(32) - (892) - بَابُ التَّعْزِيرِ

- ‌تتمة

- ‌(33) - (893) - بَابٌ: الْحَدُّ كفَّارَةٌ

- ‌(34) - (894) - بَابُ الرَّجُلِ يَجِدُ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا

- ‌(35) - (895) - بَابُ مَنْ تَزَوَّجَ أمْرَأَةَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ

- ‌(36) - (896) - بَابُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ

- ‌تتمة

- ‌(37) - (897) - بَابُ مَنْ نَفَى رَجُلًا مِنْ قَبِيلَتِهِ

- ‌(38) - (898) - بَابُ الْمُخَنَّثِينَ

- ‌كتابُ الدّيات

- ‌(39) - (899) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي قَتْلِ مُسْلِمٍ ظُلْمًا

- ‌(40) - (900) - بَابُ هَلْ لِقَاتِلِ مُؤْمِنٍ تَوْبَةٌ

- ‌تتمة

- ‌(41) - (901) - بَابٌ: مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ .. فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ

- ‌(42) - (902) - بَابُ مَنْ قَتَلَ عَمْدًا فَرَضُوا بِالدِّيَةِ

- ‌(43) - (903) - بَابٌ: دِيَةُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظَةٌ

- ‌تتمة

- ‌(44) - (904) - بَابُ دِيَةِ الْخَطَأَ

- ‌(45) - (905) - بَابُ الدِّيَةِ عَلَى الْعَاقِلَةِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ عَاقِلَةٌ .. فَفِي بَيْتِ الْمَالِ

- ‌(46) - (906) - بَابُ مَنْ حَالَ بَيْنَ وَلِيِّ الْمَقْتُولِ وَبَيْنَ الْقَوَدِ أَوِ الدِّيَةِ

- ‌(47) - (907) - بَابُ مَا لَا قَوَدَ فِيهِ

- ‌(48) - (908) - بَابُ الْجَارِحِ يُفْتَدَى بِالْقَوَدِ

- ‌تتمة في ترجمة أبي الجهم

- ‌(49) - (909) - بَابُ دِيَةِ الْجَنِينِ

- ‌(50) - (910) - بَابُ الْمِيرَاثِ مِنَ الدِّيَةِ

- ‌(51) - (911) - بَابُ دِيَةِ الْكَافِرِ

- ‌(52) - (912) - بَابٌ: الْقَاتِلُ لَا يَرِثُ

- ‌(53) - (913) - بَابٌ: عَقْلُ الْمَرْأَةِ عَلَى عَصَبَتِهَا وَمِيرَاثُهَا لِوَلَدِهَا

- ‌(54) - (914) - بَابُ الْقِصَاصِ فِي السِّنِّ

- ‌تتمة في دفع التعارض الواقع بين الروايات المختلفة الواقعة في هذه القصة

- ‌(55) - (915) - بَابُ دِيَةِ الْأَسْنَانِ

- ‌(56) - (916) - بَابُ دِيَةِ الْأَصَابِعِ

- ‌(57) - (917) - بَابُ الْمُوضِحَةِ

- ‌(58) - (918) - بَابُ مَنْ عَضَّ رَجُلًا فَنَزَعَ يَدَهُ فَنَدَرَ ثَنَايَاهُ

- ‌(59) - (919) - بَابٌ: لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ

- ‌(60) - (920) - بَابٌ: لا يُقْتَلُ الْوَالِدُ بِوَلَدِهِ

- ‌(61) - (921) - بَابُ هَلْ يُقْتَلُ الْحُرُّ بِالْعَبْدِ

- ‌(62) - (922) - بَابٌ: يُقْتَادُ مِنَ الْقَاتِلِ كمَا قَتَلَ

- ‌(63) - (923) بَابٌ: لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ

- ‌(64) - (924) - بَابٌ: لَا يَجْنِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ

- ‌(65) - (925) - بَابُ الْجُبَارِ

- ‌(66) - (926) - بَابُ الْقَسَامَةِ

- ‌(67) - (927) - بَابٌ: مَنْ مَثَّلَ بِعَبْدِهِ .. فَهُوَ حُرٌّ

- ‌(68) - (928) - بَابٌ: أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ

- ‌(69) - (929) - بَابٌ: الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ

- ‌(70) - (930) - بَابُ مَنْ قَتَلَ مُعَاهِدًا

- ‌(71) - (931) - بَابُ مَنْ أَمِنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ

- ‌(72) - (932) - بَابُ الْعَفْوِ عَنِ الْقَاتِلِ

- ‌(73) - (933) - بَابُ الْعَفْوِ فِي الْقِصَاصِ

- ‌(74) - (934) - بَابُ الحَامِلِ يَجِبُ عَلَيْهَا الْقَوَدُ

- ‌كتاب الوصايا

- ‌(75) - (935) - بَابٌ: هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(76) - (936) - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْوَصِيَّةِ

- ‌(77) - (937) - بَابُ الْحَيْفِ فِي الْوَصِيَّةِ

- ‌(78) - (938) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْإِمْسَاكِ فِي الْحَيَاةِ وَالتَّبْذِيرِ عِنْدَ الْمَوْتِ

- ‌(79) - (939) - بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ

- ‌(80) - (940) - بَابُ لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ

- ‌(81) - (941) - بَابٌ: الدَّيْنُ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ

- ‌(82) - (942) - بَابُ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُوصِ هَلْ يُتَصَدَّقُ عَنْهُ

- ‌(83) - (943) - بَابُ قَولِهِ: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}

الفصل: ‌(40) - (900) - باب هل لقاتل مؤمن توبة

(40) - (900) - بَابُ هَلْ لِقَاتِلِ مُؤْمِنٍ تَوْبَةٌ

؟

(88)

- 2579 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَمَّنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى

===

(40)

- (900) - (باب هل لقاتل مؤمن توبة؟ )

(88)

- 2579 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمار) بن معاوية (الدهني) - بضم أوله وسكون الهاء بعدها نون - أبو معاوية البجلي الكوفي، صدوق يتشيع، من الخامسة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة (133 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن سالم بن أبي الجعد) رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة وكان يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين (98 هـ)، وقيل: مئة، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(قال) سالم: (سئل ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما، ولم أر من ذكر اسم السائل.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(عمن) أي: عن كافر (قتل مؤمنًا متعمدًا) أي: قاصدًا قتله لا خطأً (ثم تاب) من قتله (وآمن) بالله تعالى بنطق الشهادتين (وعمل) عملًا (صالحًا) من الصلاة والصيام وغيرهما من المأمورات (ثم اهتدى) أي: واظب على الهداية بفعل المأمورات واجتناب المنهيات؛ كالوَحْشِيِّ قاتلِ

ص: 276

قَالَ: وَيْحَهُ! وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى، سَمِعْتُ نَبيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"يَجِيءُ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّق بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَقُولُ: رَبِّ؛ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي؟ "، وَاللهِ؛ لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللهُ عز وجل عَلَيَّ نَبِيِّكُمْ ثُمَّ مَا نَسَخَهَا بَعْدَمَا أَنْزَلَهَا.

===

حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهما.

(قال) ابن عباس في جواب السائل: (ويحَه! ) أي: حقَّق الله هلاكَه بِقَتلِ المؤمن (وأَنَّى له الهدى) أي: ومِن أينَ له الهدى وقد قتَلَ مؤمنًا؟ ! ثُمَّ استدلَّ ابن عباس على ما قاله بقوله: (سمعتُ) أنا (نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: يَجِيء) من المجيء؛ أي: يُعْرَضُ (القاتلُ) للمؤمن على الله تعالى (والمقتول يوم القيامة) والحال أنَّه (متعلِّق برأس صاحبه) أي: برأس قاتله حالة كون المقتول (يقول) للربِّ جل جلاله وعز كماله: يا (رب؛ سل) لي قاتلي (هذا لِمَ قَتَلَنِي؟ ) وأنا على هدىً وإسلام، قَتْلِي حرامٌ على مَن أراد قتلي.

قال ابن عباس: (والله) أي: أقسمتُ لكم بالله الذي لا إله غيره: (لقد أَنْزَلَها الله عز وجل أي: أنزل هذه الآية؛ يعني: قولَه تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} (1)(على نبيكم، ثُمَّ ما نسَخَها) أي: ما نسخها الله (بعدما أنزلها) أي: بعدما أنزل هذه الآية بآية أخرى ناسخةٍ لها؛ فهي محكمة لم ينسخها شيء، وظاهرُ قول ابن عباس أنه لا توبةَ لقاتل المؤمن عمدًا، قيل: هذا تغليظٌ من ابن عباس رضي الله عنهما، كيف يصح هذا والمشركُ تُقْبَلُ توبته؟ !

وقال تعالى فيه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (2)،

(1) سورة النساء: (93).

(2)

سورة النساء: (48).

ص: 277

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وكان ابن عباس يتمسك في قوله بظاهر قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا. . .} الآية، ويُجِيب عن قوله:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ. . .} (1) تارة بالنسخ، وتارة بأن ذاك إذا قَتلَ؛ وهو أي القاتل كافر، ثُمَّ أَسْلم؛ كالوحشي، وقوله:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} مقيدٌ بالموت بلا توبة، ويؤولون ذلك بأن المراد بالخلود: طول المكث، وبأن هذا بيان ما يستحقه بعمله؛ كما يشير إليه قوله:{فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} ، ثم أَمْرُه إلى الله تعالى إن شاء .. عذبه، وإن شاء .. عفا عنه، وبأن هذا في المستحل ولهم في ذلك متمسكات كثيرة من الكتاب والسنة. انتهى من "السندي".

فمذهبه أن قاتل المؤمن يعذب على قتله وإن آمن بعد قتله بقدر جزاء قتله إن لم يعف الله عنه، ثم يخرج من النار، والمراد بالخلود: المكث الطويل؛ لأن الآية محكمة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وفي كتاب القسامة، باب تأويل قول الله عز وجل:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} (2).

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عباس بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(1) سورة الفرقان: (68).

(2)

سورة النساء: (93).

ص: 278

(89)

- 2580 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

===

(89)

- 2580 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة متقن حافظ، من العاشرة له تصانيف، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا همام بن يحيى) بن دينار العوذي - بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة المُحَلِّمِيُّ - مولاهم أبو عبد الله البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة، مات سنة أربع أو خمس وستين ومئة (165 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن قتادة) بن دعامة بن قتادة السدوسي أبي الخطاب البصري، ثقة ثبت، يقال: ولد أكمه، وهو رأس الطبقة الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي الصديق) - بوزن السكين؛ أي: بتشديد الدال المكسورة - بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس (الناجي) - بالنون والجيم - البصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان ومئة (108 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

ص: 279

قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي: "إِنَّ عَبْدًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَيَّ رَجُلٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ:

===

(قال) أبو سعيد: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم: إني (أخبركم) وأحدثكم (بما) أي: بحديث (سمعت من في) أي: من فم (رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهةً لا بواسطة (سَمِعَتْهُ) بتاء التأنيث قبل الهاء؛ لأنه مسند إلى (أذناي) بصيغة التثنية؛ أي: سمعت لفظ ذلك الحديث أذناي من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ووعاه) أي: ووعى معنى ذلك (قلبي) على ظهرها؛ أي: لم أنس لفظه ولا معناه إلى الآن، وجملة قوله: (إن عبدًا

) إلى آخره، مستأنفة استئنافًا بيانيًا، ساقها لبيان ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: إن عبدًا كان فيمن قبلكم، وفي رواية شعبة عند البخاري:(كان في بني إسرائيل).

(قتل تسعة وتسعين نفسًا) ظلمًا، فندم على ذلك (ثم عرَضَتْ له) أي: ظهرت له (التوبة) أي: ظهر له أن يتوب إلى الله تعالى من تلك الذنوب (فسأل) ذلك العبدُ الناسَ (عن أعلم أهل الأرض) في ذلك الزمان؛ أي: أكثرهم علمًا بحكم الذنوب وشروط التوبة عنها ليسأله (فدُلَّ) ذلك العبد العاصي بصيغة المجهول؛ أي: دله الناس الذين سألهم عنه (على رجل) راهب؛ كما في رواية مسلم؛ أي: على رجل عابد من رهبان النصارى؛ أي: من عُبَّادهم، واستنبط الحافظ في "الفتح" (6/ 517) من لفظ الراهب: أن ذلك كان بعد رفع عيسى عليه السلام؛ لأن الرهبانية إنما ابْتَدَعها أتباعه بَعْدَ رفعهِ إلى السماء؛ كما دل عليه القرآن الكريم.

(فأتاه) أي: فأتى ذلك العبد الرجلَ الذي دل عليه؛ يعني: الراهب (فقال)

ص: 280

إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبةٍ؟ قَالَ: بَعْدَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَفْسًا، قَالَ: فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَتَلَهُ، فَأَكْمَلَ بِهِ الْمِئَةَ، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ مِئَةَ نَفْسٍ فَهَلْ

===

القتَّالُ للراهب: (إني قتلْتُ تسعةً وتسعين نفسًا) ظلمًا (فهل) يكون (لي من توبة) عند الله تعالى من تلك الذنوب الكثيرة، (قال) الراهب للقتَّال: لا توبة لك (بعد) ما قتلت (تسعة وتسعين نفسًا، قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (فانتضى) القتَّالُ؛ أي: أخرج (سيفه) من غمده؛ وهو بالضاد المعجمة (فقتله) أي: فقتل القتَّالُ الراهبَ (فأكمل) القتَّال (به) أي: بقتل الراهب (المئةَ) أي: مئة نفس مقتولة، وأخذ بعضهم من قول الراهب: لا توبة لك أن هذا الراهب لم يكن عالمًا، وإنما أفتى بغير علم.

ورَدَّ عليه الأبي لاحتمال أن يكون في توبة القاتل خلاف في شريعتهم؛ كما هو عندنا، فأفتاه الراهب بقول من يقول منهم: لا توبة للقاتل، وعلى كل حال، فجواب الراهب كان على خلاف المصلحة؛ لأنه وإن كانت المسألة مجتَهدًا فيها .. لم يكن له أن يقطع بعدم صحة توبته ويوقعه في اليأس بعدما ظهر ندمه على فعله.

(ثم) بعدما قتل القتَّال الراهب (عَرضَتْ له) أي: ظهرت للقتَّال (التوبة) أي: ظهر له أن يتوب إلى الله تعالى (فسأل) القتَّال الناس مرة ثانية (عن أعلم أهل الأرض) في ذلك الزمان (فدُلَّ) القتَّال بالبناء للمجهول؛ أي: دله الناس (على رجل) هو أعلم أهل الأرض في ذلك الوقت (فأتاه) القتَّال؛ أي: أتى ذلك الرجلَ العالم الذي دُلَّ عليه.

(فقال) القتَّال للرجل العالم: (إني قتلت مئة نفس) ظلمًا (فهل) يوجد

ص: 281

لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ! وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ ! اخْرُجْ مِنَ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا فَاعْبُدْ رَبَّكَ فِيهَا، فَخَرَجَ يُرِيدُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ فَعَرَضَ لَهُ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ،

===

(لي من) الله (توبة؟ فقال) الرجل العالم له: (وَيْحكَ! ) أي: ألزمك الله الرحمة! (ومن يحول) ويحجر (بينك) أيها القتال (وبين التوبة) من الله تعالى؟ ! فإن أردت التوبة إلى الله تعالى .. (اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها) المشؤومة التي لا خير لك فيها؛ لكونها قرية أهل الفجور والمعاصي (إلى القرية الصالحة) أي: التي فيها أهل الصلاحِ والخيرِ، ثم أبدل من القرية الصالحة قوله:(قريةِ كذا وكذا) أي: أخرج من قريتك الخبيثة (إلى قرية كذا وكذا) التي فيها أهل الصلاح والخير؛ وفي رواية مسلم زيادة: (فإن بها) أي: بتلك القرية (أناسًا يعبدون الله تعالى) بأنواع العبادات (فاعبد ربك فيها) أي: في تلك القرية معهم.

(فخرج) ذلك القتال من قريته الخبيثة حالة كونه (يريد) ويقصد (القرية الصالحة) لعبادة الله فيها مع أهلها، وفي رواية مسلم زيادة:(ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرض سوء)، (فعرض) أي: جاء (له أجله) أي: أجل موته (في الطريق) أي: في طريق ذهابه إلى القرية الصالحة.

وفي قوله: (فاخرج من قريتك إلى قرية كذا وكذا، واعبد ربك فيها) الحضُّ على مفارقةِ الأرض التي اقترف فيها الذنبَ، وعلى مفارقة الإخوان الذين ساعدوه عليه مبالغة في التوبة، وعلى استبدال ذلك بصحبة أهل الخير والصلاح.

ووقع في "المعجم الكبير" للطبراني أن اسم تلك القرية التي هاجر إليها (نَصْرَةُ) واسمُ القرية التي أذنب فيها: (كفرةُ) ذكره الحافظ.

ص: 282

فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، قَالَ إِبْلِيسُ: أَنَا أَوْلَى بِهِ، إِنَّهُ لَمْ يَعْصِنِي سَاعَةً قَطُّ، قَالَ: فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: إِنَّهُ خَرَجَ تَائِبًا". قَالَ هَمَّامٌ: فَحَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ

===

وفي قوله: (ولا ترجع إلى أرضك

) إلى آخره: استحباب مفارقة التائب الأرض التي تَكْثُر فيها الدواعي للذنوب، وأن يلتمس صحبةَ أهل الخير والصلاح؛ فإنها أكبر عون له في إصلاح نفسه وتزكية خُلُقِه وسُلوكِه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(فخرج) ذلك القتال من قريته الخبيثة يريد الهجرة إلى القرية الصالحة (فلما انتصف الطريق) بين القريتين؛ أي: بلغ وسط الطريق بين القريتين .. (أتاه الموت) أي: مقدمات الموت.

(فاختصمت) أي: تخاصمت (فيه) أي: في قبض روحه (ملائكة الرحمة وملائكة العذاب) كلاهما من أعوان ملك الموت (قال إبليس) أي: فجاء إبليس اللعين، فقال:(أنا أولى) وأحق (به) أي: بولاية أموره وشؤونه؛ فـ (إنه) أي: فإن هذا القتال (لم يعصني) ولم يخالفني فيما أمرته به من المعاصي (ساعة) في حياته (قط) أي: فيما مضى من عمره، فلتقبض روحه ملائكة العذاب الذين هم ملائكة داري ومنزلي في الآخرة.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقالت ملائكة الرحمة: إنه) أي: إن هذا القتال (خرج) من قريته الخبيثة التي ارتكب فيها الذنوب، حالة كونه (تائبًا) أي: راجعًا إلى طاعة ربه عن ارتكاب المعاصي (مقبلًا بقلبه) أي: متوجهًا بقلبه (إلى) طاعة (الله) تعالى وامتثال أمره؛ فنحن أحق بقبض روحه.

(قال همام) بن يحيى بن دينار بالسند السابق: (فحدثني) هذا الحديث أيضًا (حميد الطويل) ابن أبي حميد، اسمه: تير، أو تيرويه، البصري، ثقة

ص: 283

عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ:"فَبَعَثَ اللهُ عز وجل مَلَكًا فَاخْتَصَمُوا إِلَيْهِ ثُمَّ رَجَعُوا فَقَالَ: انْظُرُوا أَيُّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَتْ أَقْرَبَ فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا".

===

مدلس، من الخامسة، مات سنة اثنتين، ويقال: ثلاث وأربعين ومئة. يروي عنه: (ع).

(عن بكر بن عبد الله) المزني أبي عبد الله البصري ثقة ثبت جليل، من الثالثة، مات سنة ست ومئة (106 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي رافع) الصائغ نفيع المدني نزيل البصرة مولى ابنةِ عُمَرَ، وقِيلَ: مولى بنتِ العجماء، أدرك الجاهلية. روى عن: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، ويروي عنه:(ع)، وبكر بن عبد الله المزني، ثقة ثبت مشهور بكنيته، من الثانية.

غرضه بسوق هذا السند: بيان متابعة أبي رافع لأبي الصديق الناجي.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فبعث الله عز وجل ملكًا) بصورة آدمي؛ كما في رواية مسلم إلى الملائكتين؛ ليكون ذلك الملك محكمًا بينهم (فاختصموا) أي: فاختصمت الملائكتان (إليه) أي: إلى ذلك الملك (ثم رجعوا) أي: رجعت الملائكتان إلى حكمه؛ أي: إلى حُكْمِ ذلك المَلَكِ المُحكَّمِ بينهما.

(فقال) الملك للملائكتين المتخاصمتين: (انظروا أي القريتين) برفع (أي) على أنه اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، خبرها جملة قوله:(كانت أقرب) إلى المحل الذي أتاه فيه الأجل (فألحقوه) أي: فألحقوا هذا القتَّال (بأهلها) أي: بأهل إحدى القريتين التي كانت أقرب إليه، فاجعلوه منهم.

ولفظ "مسلم مع شرحه": (فأتاهم) أي: أتى الفريقين من الملائكة (ملك)

ص: 284

قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ .. احْتَفَزَ بنَفْسِهِ فَقَرُبَ مِنَ الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ وَبَاعَدَ مِنْهُ الْقَرْيَةَ الْخَبِيثَةَ، فَأَلْحَقُوهُ بِأَهْلِ الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ.

===

متصور (في صورة آدمي) وشكله (فجعلوه) أي: فجعل الفريقان من الملائكة ذلك الملك المتصور بصورة آدمي محكمًا (بينهم) فيما تنازعوا فيه (فقال) لهم ذلك الملك المحكم: (قيسوا) أي: حاسبوا بالمساحة قدر مسافة (ما بين الأرضين) أي: القريتين التي خرج منها والتي ذهب إليها (فإلى أيتهما) أي: إلى أية الأرضين (كان) ذلك الرجل القتال (أدنى) وأقرب .. (فهو) أي: فذلك القتال (له) أي: لذلك الأقرب إليه من الأرضين.

(فقاسوه) أي: قاست الملائكتان وحسبت قدر مسافة ما بين الأرضين (فوجدوه) أي: فوجدوا ذلك القتال (أدنى) وأقرب (إلى الأرض التي أراد) الهجرة إليها (بقدر شبر، فقبضته) أي: فقبضت روح ذلك القتال (ملائكة الرحمة) فكان من أهل الجنة بفضل الله تعالى وكرمه. انتهى منه.

(قال قتادة) بن دعامة بالسند السابق: (فحدثنا) هذا الحديث (الحسن) بن أبي الحسن) اسمه: يسار البصري الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(ع).

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لمَّا حضره) أي: حضرَ ذلك القتَّال (الموت) أي: مقدماتهُ (احْتَفزَ) ذلك القتَّال (بنفسه) الباء للتعدية؛ أي: دفَعَ نَفْسَه ومال بها إلى القرية الصَّالِحَةِ (فقَرب من القرية الصالحة وباعَدَ) أي: أَبْعَدَ ذلك القتال (منه) أي: من نفسه (القرية الخبيثة، فألحقوه بأهل القرية الصالحة) فقبضته ملائكة الرحمة.

ص: 285

(89)

- 2580 - (م) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

===

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأنبياء، باب حديث الغار، ومسلم في كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله.

فهذا الحديث في أعلن درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، فقال:

(89)

- 2580 - (م)(أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، حدثنا أبو العباس) لم أر من ذكر ترجمته؛ وفي بعض النسخ: (حدثنا أبو الحسن) تلميذ المؤلف (حدثنا أبو العباس)(بن عبد الله) وفي بعض: (ابن عبيد الله) - بالتصغير - (ابن إسماعيل البغدادي) ثقة، لعله من الحادية عشرة.

(حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الباهلي أبو عثمان الصفار البصري، ثقة ثبت، كان من كبار العاشرة، مات بعد سنة تسع عشرة ومئتين بيسير. يروي عنه:(ع).

(حدثنا همام) بن يحيى بن دينار.

غرضه بسوق هذا السند: بيان متابعة عفان ليزيد بن هارون في رواية هذا الحديث عن همام بن يحيى (فذكر) عفان (نحوه) أي: بنحو حديث يزيد بن

ص: 286