الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(77) - (937) - بَابُ الْحَيْفِ فِي الْوَصِيَّةِ
(170)
- 2661 - (1) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَرَّ
===.
(77)
- (937) - (باب الحيف في الوصية)
أي: الجور والظلم للورثة؛ بإيصاء ماله للأجانب؛ حرمانًا من إرثه.
(170)
- 2661 - (1)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني ثم الأنباري، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م ق).
(حدثنا عبد الرحيم بن زيد) بن الحواري (العمي) - بفتح المهملة وتشديد الميم - أبو زيد البصري، متروك، كذبه ابن معين، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ). يروي عنه:(ق).
(عن أبيه) زيد بن الحواري أبي الحواري - بفتح المهملة وتخفيف الواو - العمي البصري قاضي هراة، يقال: اسم أبيه مرة، ضعيف، من الخامسة. يروي عنه:(عم).
(عن أنس بن مالك) الأنصاري البصري رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف زيد العمي، وابنه عبد الرحيم.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فر) بماله بصرفه
مِنْ مِيرَاثِ وَارِثِهِ .. قَطَعَ اللهُ مِيرَاثَهُ مِنَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
(171)
- 2662 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ،
===
للأجانب وتوزيعه لهم (من ميراث وارثه) أي: فرارًا من أن يرث وارثه ماله، وحرمانًا له من أخذ ماله .. (قطع الله) سبحانه وتعالى؛ أي: حرمه الله (ميراثه) ونصيبه (من الجنة) أي: حرمه الله تعالى بعدله من نصيبه الذي يستحقه بعمله من الجنة (يوم القيامة) متعلق بقطع.
قال السندي: قوله: "قطع الله ميراثه" أي: يستحق به ذلك؛ مجازاةً له بجنس عمله.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولا شاهد له، فدرجته: أنه ضعيف (13)(282)؛ لضعف سنده، ولعدم المشاركة فيه، وغرضه بسوقه: الاستئناس به.
* * *
ثم استدل المؤلف للترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(171)
- 2662 - (2)(حدثنا أحمد بن الأزهر) بن منيع أبو الأزهر العبدي النيسابوري، صدوق كان يحفظ ثم كبر، فكان كتابه أثبت من حفظه، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وستين ومئتين (263 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا عبد الرزاق بن همام) بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني، ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير، وكان يتشيع، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة ومئتين (211 هـ). يروي عنه:(ع).
(أخبرنا معمر) بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وعاصم بن أبي النجود
عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً
===
وهشام بن عروة شيئًا، وكذا ما حدث به بالبصرة، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أشعث بن عبد الله) بن جابر الحداني - بمهملتين مضمومة ثم مشددة - الأزدي البصري، يكنى أبا عبد الله، وقد ينسب إلى جده، وهو الحملي - بضم المهملة وسكون الميم - صدوق، من الخامسة. يروي عنه:(عم).
(عن شهر بن حوشب) الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه شهر بن حوشب، وهو مختلف فيه، قال فيه شعبة والنضر بن شميل: إن شهرًا نزكوه، وقال ابن أبي خيثمة ومعاوية بن صالح عن ابن معين: ثقة، وقال عباس الدوري عن ابن معين: ثبت، وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، على أن بعض الناس قد طعن فيه، وقال يعقوب بن سفيان: وشهر وإن قال ابن عون: نزكوه .. فهو ثقة.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل) المسلم والمرأة المسلمة؛ كما وقع التصريح في رواية أبي داوود (ليعمل) كل منهما (بعمل أهل الخير) والإيمان؛ من امتثال المأمورات، واجتناب المنهيات (سبعين سنة) فما فوقها أو دونها؛ لأن الغرض منه التمثيل لا التحديد، وإنما
فَإِذَا أَوْصَى .. حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَذَابٌ مُهِينٌ} .
===
خص التمثيل به؛ لأنه قريب إلى غالب العمر في هذه الأمة؛ أي: ليعمل عمل الخير الذي يثاب عليه طول عمره.
(فإذا أوصى) في شيء مما ينبغي الإيصاء فيه؛ أي: أراد الإيصاء في آخر عمره .. (حاف) أي: جار وظلم وعدل عن الحق ونهج الصواب؛ بأن أوصى جميع ماله أو ما فوق الثلث؛ فرارًا من إرث ورثته وحرمانًا لهم (في وصيته) متعلق بحاف (فيختم) بالبناء للمفعول (له) عمره (بشر عمله، فيدخل النار) أي: يستحق دخول النار بهذا الشر الذي وقع منه في آخره؛ أي: يستحق دخولها، ولكن فضل الله تعالى واسع لمن جار في عمله بالتوبة عليه.
(وإن الرجل) وكذا المرأة؛ لأن النساء شقائق الرجال (ليعمل بعمل أهل الشر) من ترك المأمورات وارتكاب المنهيات (سبعين سنة) أي: طول حياته (فيعدل) أي: يفعل العدل (في وصيته) بأن أوصى ثلث ماله أو ما دونه في سبيل الخير؛ كالفقراء والمساكين وبناء المساجد والربط والمدارس الدينية (فيختم له) عمره (بخير عمله) كالعدل في وصيته (فيدخل الجنة) بالخير الذي عمله في آخر حياته؛ لأن العبرة في الأعمال خواتيمها.
(قال أبو هريرة) راوي الحديث رضي الله تعالى عنه: (واقرؤوا) أيها المستمعون الكرام (إن شئتم) مصداق هذا الحديث قوله تعالى: ({تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
…
}) إلى قوله: ({عَذَابٌ مُهِينٌ})(1).
(1) سورة النساء: (13 - 14).
(172)
- 2663 - (3) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِبْنِ كَثِيرِ بْنِ
===
وقراءة أبي هريرة لهاتين الآيتين؛ لتأييد معنى الحديث وتقويته؛ لأن الله تعالى قد قيد ما شرعه من الوصية بعدم التعدي، فتكون الوصية المشتملة على التعدي مخالفة لما شرعه الله تعالى، وما كان كذلك فهو معصية.
وفي الحديث وعيد شديد وزجر بليغ للمتعدي في الوصية؛ كما لا يخفى. انتهى من "العون" بتصرف.
قوله: "فإذا أوصى .. حاف في وصيته" بأن يهب جميع ماله لواحد من الورثة؛ كيلا يورث وارث آخر من ماله شيئًا، فهذا مكروه وفرار عن حكم الله تعالى، ذكره ابن الملك.
وقال بعضهم: كأن يوصي لغير أهل الوصية أو يوصي بعدم إمضاء ما أوصى به حقًّا؛ بأن ندم من وصيته أو ينقض بعض الوصية. انتهى من "التحفة".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الوصايا، باب ما جاء في كراهية الإضرار في الوصية، والترمذي في كتاب الوصايا، باب ما جاء في الضرار في الوصية، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ كما مر آنفًا، وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف ثانيًا للترجمة بحديث قرة بن إياس المزني رضي الله تعالى عنه، فقال:
(172)
- 2663 - (3) (حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن
دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي حَلْبَسٍ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ أَبِي خُلَيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ
===
دينار الحمصي) القرشي، صدوق عابد، من العاشرة، مات سنة خمس وخمسين ومئتين (255 هـ). يروي عنه:(دس ق).
(حدثنا بقية) بن الوليد بن صائد الكلاعي، صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي حلبس) - بفتح الحاء وسكون اللام وفتح الموحدة بعدها مهملة - مجهول، من مشايخ بقية، من السابعة. يروي عنه:(ق)، وفي "التهذيب": قوله: (عن أبي حلبس) قيل: هو أبو الحكم أحد المجاهيل. روى عن: خليد بن أبي خليد عن معاوية بن قرة عن أبيه في الوصية، ويروي عنه: بقية.
(عن خليد بن أبي خليد) - بالتصغير فيهما - مجهول، من السادسة. يروي عنه:(ق).
(عن معاوية بن قرة) بن إياس بن هلال المزني أبي إياس البصري، ثقة عالم، من الثالثة، مات سنة ثلاث عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) قرة بن إياس بن هلال المزني أبي معاوية الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، نزل البصرة، وهو جد إياس القاضي، مات سنة أربع وستين (64 هـ). يروي عنه:(عم).
وهذا السند من: سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا، لأن فيه بقية بن الوليد وأبا حلبس وخليد بن أبي خليد، وكل من الثلاثة من الضعفاء؛ لأن بقية مدلس عن الضعفاء، والأخيران مجهولان.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَأَوْصَى وَكَانَتْ وَصِيَّتُهُ عَلَى كِتَابِ اللهِ .. كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا تَرَكَ مِنْ زَكَاتِهِ فِي حَيَاتِهِ".
===
(قال) قرة بن إياس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حضرته الوفاة) أي: مقدماتها (فأوصى) فيما ينبغي الإيصاء فيه (وكانت وصيته) أي: إيصاؤه (على) وفق (كتاب الله) تعالى وحكمه .. (كانت) وصيته تلك عند الله (كفارة لما ترك) أداءه (من زكاته في حياته) الدنيا.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (14)(283)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الثاني للاستدلال، والأول والأخير للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم