الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(24) - (1171) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُعَابَ الطَّعَامُ
(59)
- 3204 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا عَابَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ؛
===
(24)
- (1171) - (باب النهي أن يعاب الطعام)
(59)
- 3204 - (1)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبد الرحمن) بن مهدي بن حسان الأزدي البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ثقة حجة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة قارئ، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي حازم) سلمان الأشجعي مولاهم؛ مولى عزة الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات على رأس المئة (100 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (ما عاب) ولا ذم (رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا) أي: مقتاتًا كان أو فاكهة أو إصلاحًا (قط) أي: في زمن من الأزمنة الماضية من عمره.
إِنْ رَضِيَهُ .. أَكَلَهُ، وَإِلَّا .. تَرَكَهُ.
===
ولفظ: (قط) - بفتح القاف وتشديد الطاء المهملة - معناه: ظرف مستغرق لما مضى من الزمان ملازم للنفي.
قوله: (ما عاب طعامًا) أي: إن كان حلالًا، أما الحرام .. فكان يعيبه ويذمه وينهى عنه؛ لحرمته.
(إن رضيه) إن رضي ذلك الطعام وأحبه واشتهاه .. (أكله، وإلا) أي: وإن لم يرضه؛ بأن لم يوافق طبيعته .. (تركه) أي: ترك أكله وأعرض عنه؛ كما في الضب.
قال النووي: هذا من آداب الطعام المتأكدة؛ وتعييب الطعام: كقوله: هذا مالح، قليل الملح، حامض، رقيق، غليظ، غير ناضج، وغير ذلك.
وأما حديث ترك الضب .. فليس هو من عيب الطعام، إنما هو إخبار بأن هذا الطعام الحاضر لا أشتهيه. انتهى منه.
وذكر القاضي عياض: أن عدم العيب من آداب الطعام، وأنت تعرف أن ترك الأدب مكروه، وقد يحرم العيب إذا جعل متعلقه الخلقة.
وعيب الطعام: هو أن يفوت بعض مستحسناته الموجودة في غيره، وهو أعم من أن يكون من صنعة أو غير ذلك. انتهى "أبي".
قال العيني: قوله: (ما عاب طعامًا) أي: من الأطعمة المباحة، وأما الطعام الحرام .. فكان يذمه ويمنع تناوله وينهى عنه؛ كما مر آنفًا. انتهى.
وفصل بعضهم في ذلك؛ فقال: إن كان العيب من جهة الخلقة .. كره، وإن كان من جهة الصنعة .. لم يكره، لكن قال الحافظ في "الفتح" (9/ 548): والذي يظهر: التعميم؛ فإن فيه كسر قلب الصانع.
قال القرطبي: قوله: (ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط)
(59)
- 3204 - (م) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ،
===
هذا من أحسن آداب الطعام وأهمها؛ وذلك أن الأطعمة كلها نعم الله تعالى، وعيب شيء من نعم الله تعالى مخالف للشكر الذي أمر الله تعالى به عليها، وعلى هذا؛ فمن استطاب طعامًا .. فليأكل ويشكر الله تعالى عليه، إذا مكنه منه وأوصل منفعته إليه، وإن كرهه .. فليتركه، وشكر الله تعالى؛ إذ مكنه منه وأعفاه عنه، ثم قد يستطيبه أو يحتاج إليه في وقت فيأكله، فتتم عليه النعمة، ويسلم مما يناقض الشكر. انتهى من "المفهم".
قال ابن بطال: هذا من حسن الأدب؛ لأن المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيره، وكل مأذون في أكله من قبل الشرع ليس فيه عيب. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في كتاب الأطعمة، باب لا يعيب الطعام، وأبو داوود في كتاب الأطعمة، باب في كراهية ذم الطعام، والترمذي في كتاب البر والصلة.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(59)
- 3204 - (م)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: نُخَالِفُ فِيهِ يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي حَازِمٍ.
===
(عن) سليمان (الأعمش) الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي يحيى) مولى آل جعدة بن هبيرة المخزومي المدني، مقبول، من الرابعة، روى عن أبي هريرة في الأطعمة حديث:(ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط)، ويروي عنه:(م ق)، والأعمش.
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه، (عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات، غرضه بسوقه: بيان متابعة أبي يحيى لأبي حازم في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة.
وساق أبو يحيى (مثله) أي: مثل حديث أبي حازم، أي: مماثله لفظًا ومعنًى، فهذه المتابعة صحيحة؛ كأصلها متنًا وسندًا.
(قال أبو بكر) ابن أبي شيبة: (نخالف فيه) أي: في قولنا: عن أبي يحيى غيرنا، يعني: محمد بن بشار؛ لأنهم (يقولون: عن أبي حازم) عن أبي هريرة، وهو من كلام المؤلف.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للمتابعة.
والله سبحانه وتعالى أعلم