الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(64) - (1211) - بَابُ الْحُوَّارَى
(134)
- 3279 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي
===
(64)
- (1211) - (باب الحوارى)
هو بضم المهملة وتشديد الواو وراء مهملة مفتوحة؛ يعني: بالقصر: ما حور من الطعام؛ أي: بيض وصفي من القشور والتبن.
وفي "النهاية": الخبز الحوارى: هو الذي نخل وغربل دقيقه مرةً بعد مرة؛ ليكون أبيض صافيًا، وتحوير الثياب: تبييضها. انتهى "سندي".
* * *
(134)
- 3279 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(دق).
(وسويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني - بفتح المهملة والمثلثة - صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م ق).
كلاهما (قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المدني، صدوق فقيه، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(حدثني أبي) أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني القاضي مولى الأسود بن سفيان، ثقة عابد، من الخامسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ هَلْ رَأَيْتَ النَّقِيَّ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّقِيَّ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: فَهَلْ كَانَ لَهُمْ مَنَاخِلُ عَلَي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مُنْخُلًا حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
===
(قال) أبي أبو حازم: (سألت سهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبا العباس، له ولأبيه صحبة رضي الله تعالى عنهما مشهور، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
قال أبو حازم: فقلت له في سؤالي له: (هل رأيت) يا سهل الخبز (النقي؟ ) قال في "النهاية": النقي: هو الخبز الحواري؛ وهو الذي نقي وصفي دقيقه من القشور ونحوه، وفي رواية الترمذي زيادة، والنقي: بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء.
والحوارى - بضم الحاء وتشديد الواو وفتح الراء -: وهو الذي نخل دقيقه مرة بعد مرة حتى يصير نظيفًا أبيض.
(قال) سهل: (ما رأيت النقي حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي.
قال أبو حازم: (فقلت) لسهل أيضًا: (فهل كان لهم) أي: لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (مناخل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما رأيت منخلًا حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع منخل - بضم الميم وسكون النون وضم الخاء، ويفتح - وهو الغربال، وفي رواية للبخاري: (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله).
قُلْتُ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ.
===
قال الحافظ: أظن أن سهلًا احترز عما قبل البعثة؛ لكونه صلى الله عليه وسلم كان سافر في تلك المدة إلى الشام تاجرًا، وكانت الشام إذ ذاك مع الروم، والخبز النقي عندهم كثير، وكذلك المناخل وغيرها من آلات الترفه، فلا ريب أنه رأى ذلك عندهم، فأما بعد البعثة .. فلم يكن إلا بمكة والطائف والمدينة، ووصل إلى تبوك، وهي من أطراف الشام، لكن لم يفتحها، ولا طالت إقامته بها انتهى.
وفي رواية للبخاري: (قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلًا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله).
قال أبو حازم: (قلت) لسهل: (فكيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول) مع أنها أشد حاجة إلى المنخل؛ لكثرة قشورها؟
(قال) سهل: (نعم) نأكلها غير منخول؛ لأنا (كنا ننفخه) أي: ننفخ قشوره منه بنفسنا (فيطير) أي: فيذهب (منه) أي: من الشعير (ما طار) وذهب من قشوره (وما بقي) أي: والذي بقي عليه من قشوره ولم ينفخ عنه .. (ثريناه) من التثرية؛ نظير زكي تزكية؛ أي: ثرينا وعجنا ذلك الباقي مع الشعير ونخبزه فنأكله.
وفي السندي: (ثريناه) أي: ليناه بالماء وعجناه وخمرناه ونخبزه ونأكله.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأطعمة، باب النفخ في الشعير، والترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
(135)
- 3280 - (2) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِث، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ أَنَّ حَنَشَ بْنَ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث سهل بحديث أم أيمن رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(135)
-3280 - (2)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) المدني نزيل مكة، صدوق، ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ) أو إحدى وأربعين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
(أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أمية، ثقة فقيه حافظ، من السابعة، مات قديمًا قبل الخمسين ومئة. يروي عنه:(ع).
(أخبرني بكر بن سوادة) بن ثمامة الجذامي أبو ثمامة المصري، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة بضع وعشرين ومئة (123 هـ). يروي عنه:(م عم).
(أن حنش بن عبد الله) ويقال: ابن علي بن عمرو السبئي - بفتح المهملة والموحدة بعدها همزة - أبو رشدين الصنعاني نزيل أفريقية، ثقة، من الثالثة، مات سنة مئة (100 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثه) أي: حدث بكر بن سوادة (عن أم أيمن) حاضنة النبي صلى الله
أَنَّهَا غَرْبَلَتْ دَقِيقًا، فَصَنَعَتْهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَغِيفًا فَقَالَ:"مَا هَذَا؟ "، قَالَتْ: طَعَامٌ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصْنَعَ مِنْهُ لَكَ رَغِيفًا، فَقَالَ:"رُدِّيهِ فِيهِ ثُمَّ اعْجِنِيهِ".
===
عليه وسلم، يقال: اسمها بركة، وهي والدة أسامة بن زيد، ماتت في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنهما. يروي عنها:(ق).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه يعقوب بن حميد، وهو مختلف فيه.
(أنها) أي: أن أم أيمن (غربلت دقيقًا) أي: نقت وصفت دقيقًا عندها من القشور والتبن بالغربال؛ وهو غير المنخل؛ كالصحف (فصنعته) أي: فجعلت أم أيمن ذلك الدقيق اللنبي صلى الله عليه وسلم رغيفًا) أي: خبزًا (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن: (ما هذا) الذي تصنعينه يا أم أيمن؟
(قالت) أم أيمن في جواب سؤاله: هذا (طعام) وخبز (نصنعه) ونسويه (بأرضنا) ووطننا أرض الحبشة ونأكله (فأحببت) أنا ووددت (أن أصنع منه) أي: من هذا الدقيق (لك رغيفًا) أي: خبزًا مثل ما نصنعه في بلادنا.
(فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن: (رديه) - بضم الراء وكسر الدال المهملة - أمر مسند إلى ياء المؤنثة المخاطبة؛ أي: أرجعي النخالة التي خرجت من هذا الدقيق (فيه) أي: في هذا الدقيق (ثم) بعدما رجعت النخالة فيه (اعجنيه) أي: خلطيه واجعليه عجينًا، ثم اخبزيه رغيفًا، ولا تسرفي النخالة؛ لأنه شأن المتكبرين والمترفهين.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أنس المذكور بعده، وليس لأم أيمن عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وآخر في الجنائز، وليس لها رواية في شيء من الأصول الخمسة.
(136)
- 3281 - (3) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْجَمَاهِر، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ،
===
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث سهل بحديث أنس رضي الله عنهما، فقال:
(136)
- 3281 - (3)(حدثنا العباس بن الوليد) بن صبح - بضم الصاد المهملة وسكون الموحدة - الخلال السلمي أبو الفضل (الدمشقي) يروي عن محمد بن عثمان أبي الجماهر، ويروي عنه:(ق)، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وأربعين ومئتين (248 هـ).
(حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر) التنوخي أبو عبد الرحمن الكَفَرْسُوسِي، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وعشرين ومئتين (224 هـ). يروي عنه:(دق).
(حدثنا سعيد بن بشير) الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن الشامي، أصله من البصرة أو واسط، ضعيف، من الثامنة، مات سنة ثمان أو تسع وستين ومئة (169 هـ). يروي عنه:(عم). انتهى " تقريب".
وفي "التهذيب": قال أبو زرعة الدمشقي: سألت عبد الرحمن عن إبراهيم عن قول من أدرك سعيد بن بشير، فقال: يوثقونه، وقال عثمان الدارمي: سمعت دحيمًا يوثقه، وقال أبو بكر البزار: هو عندنا صالح ليس به بأس؛ فهو مختلف فيه.
(حدثنا قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَغِيفًا مُحَوَّرًا بِوَاحِدٍ مِنْ عَيْنَيْهِ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ.
===
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن في رجاله سعيد بن بشير، وهو مختلف فيه.
(قال) أنس: (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفًا محورًا) اسم مفعول؛ من حور الرباعي، والمحور: هو الذي نخل دقيقه مرة بعد مرة بالمنخل.
(بواحد) أي: ببصر واحد (من عينيه حتى لحق بالله) تعالى، وهو كناية عن الموت.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما مر، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم