المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(57) - (1204) - باب القثاء والرطب يجمعان - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٩

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الصَّيْد

- ‌(1) - (1148) - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ زَرْعٍ

- ‌(2) - (1149) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ إِلَّا كلْبَ صَيْدٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ

- ‌(3) - (1150) - بَابُ صَيْدِ الْكَلْبِ

- ‌فائدة مذيلة

- ‌(4) - (1151) - بَابُ صَيْدِ كَلْبِ الْمَجُوسِ وَالْكَلْبِ الْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ

- ‌(5) - (1152) - بَابُ صَيْدِ الْقَوْسِ

- ‌(6) - (1153) - بَابُ الصَّيْدِ يَغِيبُ لَيْلَةً

- ‌(7) - (1154) - بَابُ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ

- ‌(8) - (1155) - بَابُ مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ

- ‌(9) - (1156) - بَابُ صَيْدِ الْحِيتَانِ وَالْجَرَادِ

- ‌(10) - (1157) - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْ قَتْلِهِ

- ‌(11) - (1158) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَذْفِ

- ‌(12) - (1159) - بَابُ قَتْلِ الْوَزَغِ

- ‌(13) - (1160) - بَابُ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ

- ‌تنبيه

- ‌فائدة

- ‌(14) - (1161) - بَابُ الذِّئْبِ وَالثَّعْلَبِ

- ‌(15) - (1162) - بَابُ الضَّبُعِ

- ‌(16) - (1163) - بَابُ الضَّبِّ

- ‌(17) - (1164) - بَابُ الْأَرْنَبِ

- ‌(18) - (1165) - بَابُ الطَّافِي مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ

- ‌(19) - (1166) - بَابُ الْغُرَابِ

- ‌(20) - (1167) - بَابُ الْهِرَّةِ

- ‌كتاب الأَطعِمة

- ‌(21) - (1168) - بَابُ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

- ‌(22) - (1169) - بَابُ طَعَامِ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ

- ‌(23) - (1170) - بَابٌ: الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعىً وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ

- ‌فائدة

- ‌تتمة

- ‌(24) - (1171) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُعَابَ الطَّعَامُ

- ‌(25) - (1172) - بَابُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الطَّعَامِ

- ‌(26) - (1173) - بَابُ الْأَكْلِ مُتَّكِئًا

- ‌(27) - (1174) - بَابُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الطَّعَامِ

- ‌(28) - (1175) - بَابُ الْأَكْلِ بِالْيَمِينِ

- ‌(29) - (1176) - بَاب لَعْقِ الْأَصَابِعِ

- ‌(30) - (1177) - بَابُ تَنْقِيَةِ الصَّحْفَةِ

- ‌(31) - (1178) - بَابُ الْأَكْلِ مِمَّا يَلِيكَ

- ‌(32) - (1179) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْأَكْلِ مِنْ ذُرْوَةِ الثَّرِيدِ

- ‌(33) - (1180) - بَابُ اللُّقْمَةِ إِذَا سَقَطَتْ

- ‌(34) - (1181) - بَابُ فَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطعَامِ

- ‌(35) - (1182) - بَابُ مَسْحِ الْيَدِ بَعْدَ الطعَامِ

- ‌(36) - (1183) - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا فَرَغَ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌(37) - (1184) - بَابُ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ

- ‌(38) - (1185) - بَابُ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ

- ‌(39) - (1186) - بَابٌ: إِذَا أَتَاهُ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ .. فَلْيُنَاوِلْهُ مِنْهُ

- ‌(40) - (1187) - بَابُ الْأَكْلِ عَلَى الْخِوَانِ وَالسُّفْرَةِ

- ‌(41) - (1188) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَامَ عَنِ الطَّعَامِ حَتَّى يُرْفَعَ، وَأَنْ يَكُفَّ يَدَهُ حَتَّى يَفْرُغَ الْقَوْمُ

- ‌(42) - (1189) - بَابُ مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ

- ‌(43) - (1190) - بَابُ عَرْضِ الطَّعَامِ

- ‌(44) - (1191) - بَابُ الْأَكلِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(45) - (1192) - بَابُ الْأَكْلِ قَائِمًا

- ‌فائدة

- ‌(46) - (1193) - بَابُ الدُّبَّاءِ

- ‌(47) - (1194) - بَابُ اللَّحْمِ

- ‌(48) - (1195) - بَابُ أَطَايِبِ اللَّحْمِ

- ‌(49) - (1196) - بَابُ الشِّوَاءِ

- ‌(50) - (1197) - بَابُ الْقَدِيدِ

- ‌(51) - (1198) - بَابُ الْكَبِدِ وَالطِّحَالِ

- ‌(52) - (1199) - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌(53) - (1200) - بَابُ الائْتِدَامِ بِالْخَلِّ

- ‌(54) - (1201) - بَابُ الزَّيْتِ

- ‌(55) - (1202) - بَابُ اللَّبَنِ

- ‌(56) - (1203) - بَابُ الْحَلْوَاءِ

- ‌(57) - (1204) - بَابُ الْقِثَّاءِ وَالرُّطَبِ يُجْمَعَانِ

- ‌(58) - (1205) - بَابُ التَّمْرِ

- ‌(59) - (1206) - بَابُ إِذَا أُتِيَ بِأَوَّلِ الثَّمَرَةِ

- ‌(60) - (1207) - بَابُ أَكلِ الْبَلَحِ بِالتَّمْرِ

- ‌(61) - (1208) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِرَانِ التَّمْرِ

- ‌(62) - (1209) - بَابُ تَفْتِيشِ التَّمْرِ

- ‌(63) - (1210) - بَابُ التَّمْرِ بِالزُّبْدِ

- ‌(64) - (1211) - بَابُ الْحُوَّارَى

- ‌(65) - (1212) - بَابُ الرُّقَاقِ

- ‌(66) - (1213) - بَابُ الْفَالُوذَجِ

- ‌(67) - (1214) - بَابُ الْخُبْزِ المُلَبَّقِ بِالسَّمْنِ

- ‌فائدة

- ‌(68) - (1215) - بَابُ خُبْزِ الْبُرِّ

- ‌(69) - (1216) - بَابُ خُبْزِ الشَّعِيرِ

- ‌(70) - (1217) - بَابُ الاقْتِصَادِ فِي الْأَكلِ وَكَرَاهَةُ الشِّبَعِ

- ‌(71) - (1218) - بَابٌ: مِنَ الْإِسْرَافِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ

- ‌(72) - (1219) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِلْقَاءِ الطَّعَامِ

- ‌(73) - (1220) - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْجُوعِ

- ‌(74) - (1221) - بَابُ تَرْكِ الْعَشَاءِ

- ‌(75) - (1222) - بَابُ الضِّيَافَةِ

- ‌(76) - (1223) - بَابٌ: إِذَا رَأَى الضَّيْفُ مُنْكَرًا .. رَجَعَ

- ‌(77) - (1224) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّمْنِ وَاللَّحْمِ

- ‌(78) - (1225) - بَابٌ: مَنْ طَبَخَ .. فَلْيُكْثِرْ مَاءَهُ

- ‌(79) - (1226) - بَابُ أَكْلِ الثُّومِ وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ

- ‌(80) - (1227) - بَابُ أَكْلِ الْجُبْنِ وَالسَّمْنِ

- ‌تنبيه

- ‌(81) - (1228) - بَابُ أَكْلِ الثِّمَارِ

- ‌(82) - (1229) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْأَكْلِ مُنْبَطِحًا

الفصل: ‌(57) - (1204) - باب القثاء والرطب يجمعان

(57) - (1204) - بَابُ الْقِثَّاءِ وَالرُّطَبِ يُجْمَعَانِ

(123)

- 3268 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ أُمِّي تُعَالِجُنِي لِلسُّمْنَةِ

===

(57)

- (1204) - (باب القثاء والرطب يجمعان)

(123)

- 3268 - (1)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا يونس بن بكير) بن واصل الشيباني أبو بكر الجمال الكوفي، صدوق يخطئ، من التاسعة، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(م دت ق). انتهى " تقريب"، وفي "التهذيب": وثقه ابن معين، وقال الدوري عن ابن معين: كان صدوقًا، وقال عثمان بن سعيد عن ابن معين: ثقة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال عبيد بن يعيش: كان ثقة، وقال ابن عمار: هو اليوم ثقة عند أهل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الساجي: كان صدوقًا إلا أنه كان يتبع السلطان، وكان مرجئًا. انتهى منه. فهو مختلف فيه.

(حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

فهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه يونس بن بكير، وهو مختلف فيه.

(قالت) عائشة: (كانت أمي) أم رومان (تعالجني) أي: تحاولني وتأمرني بأكل بعض الأشياء المسمنة قاصدة (للسمنة) أي: لسمني وكبر جسمي وتجميله

ص: 347

تُرِيدُ أَنْ تُدْخِلَنِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا اسْتَقَامَ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى أَكَلْتُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ فَسَمِنْتُ كَأَحْسَنِ سِمَنَةٍ.

===

حالة كونها (تريد) وتقصد (أن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجهزني إلى منزله وتسلمني له للزفاف.

وفي "لسان العرب": السمنة - بالضم والسكون - والسمنة: دواء يتخذ للسمن، وفي "التهذيب": السُّمْنَةُ: دواء تُسَمَّنُ به المرأة. انتهى.

وفي "النهاية": دواءٌ يتسمنُ بِه النساءُ، وقد سُمِّنَتْ، فهي مُسَمَّنة. انتهى.

وفي "لسان العرب": يقال: امرأة مُسْمَنةٌ - بضم فسكون ففتح - من الإسمان، سمينةٌ ومُسَمَّنةٌ - بضم الميم وفتح المهملة والميم المشددة - من التسمينِ بِالأَدْوِيَةِ. انتهى.

قالت عائشة: (فما استقام) وحصل (لها) أي: لأمي (ذلك) الأمر الذي قصدته من تسميني للزواج (حتى أكلت القِثاء) - بكسر القاف أكثر من ضمها - وهو اسمٌ لِما يُسمِّيه الناسُ بالخِيار، خصوصًا في هذا العصر الحاضر، وبعض الناس يطلق القثاء على نوع من الدباء يشبه الخيار، كذا في "المصباح".

(بالرطب) أي: مع الرطمب؛ هو ثمر النخل إذا أدرك ونضج قبل أن يتتمر، والرطب نوعان؛ أحدهما: لا يتتمر، وإذا تأخر أكله .. يسارع إليه الفساد؛ وهو الأحمر منه، والثاني: يتتمر ويصير عجوة وتمرًا يابسًا؛ أي: ما سمنت به حتى أكلت القثاء بالرطب (فـ) لما أكلته .. (سمنت) من باب علم؛ أي: صرت سمنة (كأحسن سِمَنةٍ) للنساء - بكسر السين وفتح الميم - قال الدميري: هذا من باب الاستصلاح وتنمية الجسد، وأما ما نهي

ص: 348

(124)

- 3269 - (2) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيه،

===

عنه .. فهو الذي يكون بالاستكثار من الأطعمة. انتهى من "العون" مع زيادة من غيره.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطِّبّ، باب السمنةِ.

ودرجتُه: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة بحديث عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهم، فقال

(124)

- 3269 - (2)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) المدني، صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومئتين. يروي عنه:(ق).

(وإسماعيل بن موسى) الفزاري الكوفي نسيب السدي، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(في ت ق).

(قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة حجة، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري المدني، ولي قضاء المدينة، وكان ثقة فاضلًا عابدًا، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين ومئة (125 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

ص: 349

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ.

===

(عن عبد الله بن جعفر) بن أبي طالب الهاشمي، كان يسمى بحر الجود، ولد بأرض الحبشة، وله صحبة، مات سنة ثمانين (80 هـ)، وهو ابن ثمانين رضي الله تعالى عنهما. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة " لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) عبد الله بن جعفر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب) والقثاء - بكسر القاف وضمها والكسر أشهر - بوزن فعال، وهمزته أصلية.

قال الفيومي: وهو اسم لما يسميه الناس الخيار والعجور والفقوس، الواحدة قثاءة؛ أي: يأكله (بالرطب) وعلله بعضهم: بأن برودة القثاء تطفئ حرارة الرطب، وفي الحديث:"أكسر حر هذا ببرد هذا " رواه أبو داوود (3826).

وفيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (كان يأكل البطيخ بالرطب)، وأخرج النسائي عن عائشة قالت:(لما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عالجوني بغير شيء، فأطعموني القثاء بالتمر، فسمنت كأحسن الشحم)، ذكره الحافظ في "الفتح "(9/ 573).

وفي الحديث: جواز الجمع بين النوعين من الطعام، وجواز التوسع في المطاعم، وفيه دليل على جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها، واستعمالها على الوجه الأليق بها؛ كما يقوله الأطباء.

وقد أورد الحافظ هنا عدة أحاديث جمع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنواعًا من المطعومات، ولا خلاف بين العلماء في جواز ذلك، وما نقل عن السلف من خلاف ذلك .. فمحمول على الامتناع من اعتياد التوسع

ص: 350

(125)

- 3270 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ الْمَدَنِيُّ،

===

والترفه والاستكثار، أو على المجاهدة على سبيل العلاج، لا على أنه ممنوع منه شرعًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأطعمة، باب الرطب بالقثاء، ومسلم في كتاب الأشربة، باب أكل القثاء بالرطب، وأبو داوود في كتاب الأقضية، باب الجمع بين لونين في الأكل، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة بحديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(125)

- 3270 - (3)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(دق).

(وعمرو بن رافع) بن الفرات القزويني البجلي أبو حجر - بضم المهملة وسكون الجيم - ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ). يروي عنه:(ق).

(قالا: حدثنا يعقوب بن الوليد) بن عبد الله (بن أبي هلال) الأزدي أو أبي يوسف (المدني) نزيل بغداد، كذبه أحمد وغيره، من الثامنة. يروي عنه:(ت ق).

ص: 351

عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْبِطِّيخِ.

===

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: حرقنا حديثه مُنْذُ دهرٍ؛ كان من الكذابين الكبار، وقال الحاكم: يروي عن هشام بن عروة ومالك المناكير.

وبالجملة: اتفقوا على ضعفه، وأجمعوا على كذبه.

(عن أبي حازم) الأعرج سلمة بن دينار المدني التمار القاص، مولى الأسود بن سفيان المخزومي، روى عن سهل وأبي أمامة، ثقة عابد، من الخامسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).

(عن سهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبي العباس، له ولأبيه صحبة، الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنهما، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه يعقوب بن الوليد، وهو متفق على ضعفه.

(قال) سهل: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالبطيخ) - بكسر الموحدة وبالطاء المهملة المكسورة المشددة - بالفارسية: (خِرْبِز) - بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الموحدة بعدها زاي - وبالهندية: (خُربُوز) - بضمتين بينهما راء ساكنة - وهو نوع من البطيخ الأصفر، والرطب: - بضم الراء وفتح الطاء -: نضيجُ البُسْرِ.

زاد أبو داوود في روايته يقول: (فَكَسر حَر هذا ببردِ هذا، وبرد هذا بحرِّ هذا)، قال الحافظ " في الفتح": وقع في رواية الطبراني بيان كيفية أكله لهما؛ فأخرج في "الأوسط"، وهو في "الطب" لأبي نعيم من حديث أنس: (كان

ص: 352

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

يأخذ الرطب بيمينه، والبطيخ بيساره، فيأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه)، وسنده ضعيف.

وأخرج النسائي بسند صحيح عن حميد عن أنس: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطبِ والخِرْبَزِ) وهو البطيخ الأصفر؛ كما مر آنفًا.

وفي هذا تعقب على من زعم أن المراد بالبطيخ في الحديث: الأخضر، واعْتَلَّ بأن في الأصفر حرارة؛ كما في الرطب.

وقد رد هذا التعليل بأن أحدهما يطفئ حرارة الآخر.

والجواب عن ذلك: بأن في الأصفر بالنسبة للرطب برودة، وإن كان فيه لحلاوته طرفُ حرارة. انتهى.

وقيل: أراد قبل أن ينضج البطيخ ويصير حلوًا؛ فإنه بعد نضجه حار، وقبله بارد انتهى.

قال الخطابي: فيه: إثبات الطب والعلاج، ومقابلة الشيء الضار بالشيء المضاد له في طبعه، على مذهب أهل الطب والعلاج. انتهى من "تحفة الأحوذي".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ كما في "تحفة الأشراف"، ولكن له شاهد من حديث عائشة، أخرجه أبو داوود في كتاب الأطعمة، باب في الجمع بين لونين في الأكل، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وقد روى يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة هذا الحديث، والبغوي في "السنة"، وأحمد والحاكم من حديث

ص: 353

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أنس بن مالك، والنسائي في "الكبرى"، في كتاب الوليمة، باب الجمع بين الخِرْبَزِ والرُّطَب وغيرهم.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بغيره وإن كان سنده ضعيفًا، وغرضه: الاستشهاد به، فهذا الحديث: صحيح المتن بغيره، ضعيف السند.

قال الحافظ ابن القيم في "زاد المعاد": جاء في البطيخ عدة أحاديث، لا يصح منها شيء، إلا هذا الحديث الواحد.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول للاستد لال، والأخيران للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 354