الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(31) - (1178) - بَابُ الْأَكْلِ مِمَّا يَلِيكَ
(72)
- 3217 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
===
(31)
- (1178) - (باب الأكل مما يليك)
(72)
- 3217 - (1)(حدثنا محمد بن خلف) بن عمار أبو نصر (العسقلاني) صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ستين ومئتين (260 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا عبيد الله) بن موسى بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي أبو محمد، ثقة كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: أَثْبَت في إسرائيل مِن أبي نعيم، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ). يروي عنه:(ع)
(حدثنا عبد الأعلى) بن أعين الكوفي مولى بني شيبان، ضعيف، من السابعة. يروي عنه:(ق)، وفي "التهذيب": عبد الأعلى بن أعين روى عن: يحيى بن أبي كثير، ونافع مولى ابن عمر، ويروي عنه: عبيد الله بن موسى، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي، روى له ابن ماجه حديثًا واحدًا في آداب الأكل.
قلت: وقال أبو نعيم الأصبهاني: عبد الأعلى بن أعين روى عن يحيى بن أبي كثير المناكير، وروى عنه عبيد الله بن موسى، لا شيء، وقال الدارقطني: ليس بثقة، وقال العقيلي: جاء بأحاديث منكرة ليس منها شيء محفوظ، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به منكر متفق على ضعفه.
(عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي اليمامي، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ .. فَلْيَأْكُلْ مِمَّا يَلِيهِ وَلَا يَتَنَاوَلْ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ جَلِيسِهِ".
===
(عن عروة بن الزبير) بن العوام، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عبد الأعلى بن أعين.
(قال) ابن عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا وضعت المائدة) أي: إناء الطعام بين جماعة، والفعل مبني للمجهول، قال النووي: والمائدة: هي خوان عليه طعام، وإذا لم يكن عليه طعام .. فلا يسمى مائدةً، وإنما هو خوان حينئذ، ذكره في "الصحاح"، والظاهر ها هنا: أن المراد بها: ما يعم السفرة.
(فليأكل) الآكل منها أو من حضرها (مما يليه) منها؛ أي: من طعام الجانب الذي يليه منها (ولا يتناول) بالجزم على النهي عطفًا على قوله: "فليأكل" أي: ولا يتناول (من) طعام الجانب الذي (بين يدي جليسه) أي: الجالس معه للأكل معه من تلك المائدة.
وهذا الحديث تفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طعام قال:"ادن يا بني، فسم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" أخرجه الشيخان وأبو داوود والنسائي وابن ماجه.
فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف السند؛ لما مر آنفًا صحيح المتن بغيره،
(73)
- 3218 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي السَّوِيَّة، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عِكْرَاشٍ، عَنْ أَبِيهِ عِكْرَاشِ بْنِ ذُؤَيْبٍ
===
وله شاهد أيضًا من حديث عِكْرَاشَ بن ذُؤَيب المذكور عند المؤلف بعد هذا الحديث، فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن بغيره، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث عِكْراش بن ذؤَيب رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(73)
- 3218 - (2)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي السوية) خليفة بن عبدة، وقيل: اسمه سهل بن خليفة بن عبدة المنقري - بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف - السعدي الفقيمي - مصغرًا - أبو الهذيل البصري. روى عن أبيه، وعبيد الله بن عكراش، ضعيف، من صغار التاسعة، مات سنة عشرين ومئتين (220 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(حدثني عبيد الله بن عكراش) - بكسر المهملة وسكون الكاف آخره معجمة - ابن ذؤيب - مصغرًا - التميمي، قال البخاري: لا يثبت حديثه، من الثالثة. يروي عنه:(ت ق).
(عن أبيه عكراش بن ذؤيب) السعدي أبي الصهباء الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، قليل الحديث، عاش مئة سنة. يروي عنه:(ت ق).
قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَدَك، فَأَقْبَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا، فَخَبَطْتُ يَدِي فِي نَوَاحِيهَا فَقَالَ:"يَا عِكْرَاشُ؛ كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ؛ فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ"،
===
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه العلاء بن الفضل وعبيد الله بن عكراش، وهم اتفقوا على ضعفهما.
(قال) عكراش بن ذؤيب: (أتي) بالبناء للمفعول؛ أي: جيء (النبي صلى الله عليه وسلم أي: جاءه صلى الله عليه وسلم رجل من المسلمين لضيافة من عنده صلى الله عليه وسلم (بجفنة) أي: بقصعة كبيرة (كثيرة الثريد) وهو طعام ثري بالإدام (و) كثيرة (الودك) قال السندي: الجفنة: القصعة الكبيرة تشبع ما فوق خمسة عشر إلى عشرين، والودك: دسم اللحم والشحم؛ وهو ما يتحلب ويسيل من ذلك من الدهن.
(فأقبلنا) نحن معاشر الحاضرين عنده؛ أي: تقربنا إلى تلك الجفنة حالة كوننا نريد أن (نأكل منها) أي: من الجفنة؛ أي: من الطعام الذي فيها من الثريد واللحم، قال عكراش:(فخبطت) أنا (يدي) وفي رواية: (بيدي) بزيادة الباء؛ أي: تحولت واضطربت وتجولت بيدي (في نواحيها) أي: في جوانب الجفنة؛ لآخذ الطعام من كل جوانبها، لا من خصوص ما يليني من جوانبها.
قوله: (فخبطت) من الخبط؛ وهو فعل الشيء على غير نظام وعادة؛ والمراد به هنا: إدخال اليد في كل الجوانب لا بخصوص جانبه.
قال عكراش: (فقال) لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عكراش؛ كل من موضع واحد) أي: من الموضع الذي يليك من الجفنة، وخذ الطعام منه لا من كل المواضع (فإنه) أي: فإن ما في هذه الجفنة (طعام واحد) أي:
ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ فِيهِ أَلْوَانٌ مِنَ الرُّطَبِ، فَجَالَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّبَقِ وَقَالَ:"يَا عِكْرَاشُ؛ كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ؛ فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ".
===
متحد جنسًا ونوعًا وصفة، وهذا موضع الترجمة من الحديث، يشهد له حديث عمر بن أبي سلمة.
قال عكراش: (ثم أتينا) بالبناء للمفعول؛ أي: أتانا آت من المحسنين معاشر الحاضرين عند الرسول صلى الله عليه وسلم (بطبق) آخر؛ أي: غير الأول (فيه) أي: في ذلك الطبق الثاني (ألوان) مختلفة (من) ألوان (الرطب) من الأبيض والأسود والأحمر والأصفر.
قال عكراش: (فجالت) أي: دارت وتجولت وتناقلت (يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في) نواحي هذا (الطبق) الثاني؛ لاختلاف ألوان الرطب (وقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عكراش؛ كل من) طعام هذا الطبق الثاني (حيث شئت) أي: من أي موضع شئت من نواحيه (فإنه) أي: فإن طعام هذا الطبق الثاني مختلف الألوان (غير لون واحد) أي: غير متحد اللون؛ لأن فيه رطبًا أصفر وأسود وأحمر وأبيض، فكل الذي شئت من كل الجوانب.
ولفظ حديث عمر بن أبي سلمة الذي أخرجه الشيخان وأصحاب السنن: (يا غلام؛ سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) أي: من الطعام الذي في الجانب الذي يليك من الصحفة، ولا تأكل من جانب غيرك.
قال النووي: لأن أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة، وترك مروءة؛ فقد يتقذره صاحبه، لا سيما في الأمراق وشبهها؛ فإن كان تمرًا أو أجناسًا .. فقد نقلوا إباحة اختلاف الأيدي في الطبق ونحوه، والذي ينبغي تعميم النهي؛ حملًا للنهي على عمومه في هذا الحديث حتى يثبت دليل مخصص.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قلت: قد ثبت دليل مخصص؛ وهو حديث عكراش بن ذؤيب عند الترمذي في الأطعمة، باب التسمية على الطعام رقم (1848) في قصة طويلة، وفيه:(فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والودك، فأقبلنا نأكل منها، فخطفت بيدي في نواحيها، وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين يديه، فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى، ثم قال: يا عكراش؛ كل من موضع واحد؛ فإنه طعام واحد، ثم أتينا بطبق فيه ألوان من التمر والرطب - شك عبيد الله بن عكراش - فجعلت آكل من بين يدي، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق، فقال: يا عكراش؛ كل من حيث شئت؛ فإنه غير لون واحد).
وقد ذكر الترمذي في هذا الحديث أنه تفرد به العلاء بن الفضل، ولكن قال فيه الذهبي في "الميزان" (3/ 104): صدوق إن شاء الله تعالى؛ يعني: فيحتج به وبهذا الحديث؛ يعني: حديث عكراش أيضًا.
الجواب عما تساءل به "الأبي" ها هنا بقوله: (وانظر هل اختلاف آحاد الصنف الواحد بالجودة وضدها؛ بمنزلة اختلاف الأنواع، فيجوز أن يأخذ جيدًا مَن بين يدي غيره؟ ) .. أن الذي أذن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكل من حيث شاء كان تمرًا كله، غير أنه كان ألوانًا، فظهر أنه يجوز، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية في الطعام، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من العلاء بن الفضل، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث، ولا نعرف لعكراش عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث. انتهى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بما قبله من حديث ابن عمر، وإن كان سنده ضعيفًا؛ لما مر آنفًا، وله شاهد من حديث عمر بن أبي سلمة أخرجه الستة، فدرجته: أنه صحيح المتن بغيره، ضعيف السند؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عمر.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم