الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(30) - (1177) - بَابُ تَنْقِيَةِ الصَّحْفَةِ
(71)
- 3216 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْبَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أَمُّ عَاصِمٍ
===
(30)
- (1177) - (باب تنقية الصحفة)
(71)
- 3216 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي، ثقة، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا أبو اليمان البراء) - بفتح الموحدة وتشديد الراء - أي: النبال، اسمه معلى بن راشد الهذلي البصري، مقبول، من الثامنة. روى عن: جدته أم عاصم، والحسن البصري، ويروي عنه:(ت ق)، ويزيد بن هارون.
قال أبو حاتم: شيخ يعرف بحديث حدث به عن جدته عن نبيشة الخير في لعق الصحفة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات": له في "السنن" الحديث الذي أشار إليه أبو حاتم فقط. انتهى من "التهذيب".
(قال) أبو اليمان: (حدثتني جدتي أم عاصم) أم ولد سنان بن سلمة بن المُحبَّق، مقبولة، من الثالثة، وقيل: هي تابعية ثقة، اسمها كنيتها. يروي عنها:(ت ق).
وفي "التهذيب": (أم عاصم) هي جدة المعلي بن راشد والعلاء بن راشد، وكانت أم ولد لسنان بن سلمة بن المحبق. روت عن: سلمة بن المحبق،
قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ فَلَحِسَهَا
===
ونبيشة الهذلي، وعائشة أم المؤمنين، والسوداء امرأة لها صحبة. روى عنها: المعلي بن راشد أبو اليمان النبال، والحسن بن عمارة، ونائلة الأزدية. انتهى منه.
(قالت) أم عاصم: (دخل علينا) في بيتنا (نبيشة) - بمعجمة مصغرًا - ابن عبد الله الهذلي، ويقال له: نبيشة الخير (مولى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، كان قليل الحديث. يروي عنه: (م عم).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: دخل علينا في بيتنا (و) الحال أنا (نحن) أهل بيتنا (نأكل) طعامًا (في قصعة) وهي بمعنى الصحفة - كما مر - تكفي لخمسة أنفار، قال الكسائي: أعظم القصاع:
1 -
الجفنة.
2 -
ثم القصعة تليها؛ تشبع العشرة.
3 -
ثم الصحفة، تشبع الخمسة.
4 -
ثم الميكلة، تشبع الرجلين والثلاثة.
5 -
ثم الصحيفة، تشبع الرجل، كذا في "الصحاح". انتهى من "التحفة".
(فقال) لنا نبيشة: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أكل في قصعة) أو نحوها من كل إناء الطعام (فلحسها) - بكسر الحاء المهملة - من باب سمع؛ أي: لعقها؛ والمراد: أنه لحس ما فيها من طعام؛ تواضعًا وتعظيمًا لما أنعم الله
اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ".
===
عليه ورزقه، وصيانةً له عن التلف والإسراف .. (استغفرت له القصعة) أي: طلبت له من الله الغفران.
ولعله أظهر في موضع الإضمار، لئلا يتوهم أن قوله:"استغفرت" بصيغة المتكلم، قال القاري: ولما كان الاستغفار بسبب لحس القصعة وتوسطها .. جعلت القصعة كأنها تستغفر له، مع أنها جماد، مع أنه لا مانع من الحمل على الحقيقة.
قال السندي: حقيقة استغفارها غير مستبعد لمن يعلم قدرة الله الخالق، ذكره الدميري، ويؤول هذا الاستغفار بالحقيقة، وقد يؤول ذلك باستغفار من يحتاج إلى استعمال القصعة بعد ذلك؛ فإنه إذا وجدها نقية .. يطيب بها قلبه، وذلك بمنزلة الاستغفار مما فيها. انتهى.
قال التوربشتي: استغفار القصعة عبارة عما تعودت فيه من أمارة التواضع ممن أكل منها، وبراءته من الكبر؛ وذلك مما يوجب له المغفرة، فأضاف الاستغفار إلى القصعة؛ لأنها كانت كالسبب لذلك. انتهى.
قلت: الحمل على الحقيقة في هذا وأمثاله هو المتعين، ولا حاجة إلى الحمل على المجاز.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الأطعمة، في باب ما جاء في لعق الأصابع والقصعة، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وأخرجه الدارمي في كتاب الأطعمة، باب في لعق القصعة، وأحمد في "المسند"، كذا في "المشكاة".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.
(71)
- 3216 - (م) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ أَبُو الْيَمَان، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُ: نُبَيْشَةُ الْخَيْر، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي
===
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث نبيشة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(71)
- 3216 - (م)(حدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ أبي عبد الرحمن السلمي، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين. يروي عنه:(د ق).
(ونصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان الجهضمي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(قالا: حدثنا المعلي بن راشد أبو اليمان) النبال الهذلي البصري، مقبول، من الثامنة، وذكره ابن حبان في "الثقات". يروي عنه:(ت ق).
(حدثتني جدتي) أم عاصم، مقبولة، من الثالثة؛ كما في "التقريب"، وقيل: تابعية ثقة. يروي عنها: (ت ق).
(عن رجل من هذيل) قبيلة مشهورة من العرب (يقال له) أي: لذلك الرجل: (نبيشة الخير) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحابي قليل الحديث رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، أو حسن؛ لأن فيه مقبولين، غرضه بسوقه: بيان متابعة أبي بشر ونصر بن علي ليزيد بن هارون في رواية هذا الحديث عن أبي اليمان معلى بن راشد.
(قالت) أم عاصم: (دخل علينا) معاشر أهل بيتنا (نبيشة) الخير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ونحن) معاشر أهل بيتنا (نأكل) طعامًا (في
قَصْعَةٍ لَنَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ ثُمَّ لَحِسَهَا .. اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ".
===
قصعة لنا، فقال) نبيشة:(حدثنا) معاشر الصحابة (رسول الله صلى الله عليه وسلم فـ (قال: من أكل) طعامًا (في قصعة ثم لحسها) أي: صفاها من بقايا الطعام عليها بعد الأكل منها بلعقها وغسلها .. (استغفرت له القصعة) أي: لذلك الرجل الذي لحسها استغفارًا حقيقيًّا بقدرةٍ خلقها الله فيها.
وكرر المؤلف المتن في هذا السند؛ لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى في سوق الحديث في بعض الكلمات، فلا اعتراض عليه.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للمتابعة.
والله سبحانه وتعالى أعلم