المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(46) - (1193) - باب الدباء - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٩

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الصَّيْد

- ‌(1) - (1148) - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ زَرْعٍ

- ‌(2) - (1149) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ إِلَّا كلْبَ صَيْدٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ

- ‌(3) - (1150) - بَابُ صَيْدِ الْكَلْبِ

- ‌فائدة مذيلة

- ‌(4) - (1151) - بَابُ صَيْدِ كَلْبِ الْمَجُوسِ وَالْكَلْبِ الْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ

- ‌(5) - (1152) - بَابُ صَيْدِ الْقَوْسِ

- ‌(6) - (1153) - بَابُ الصَّيْدِ يَغِيبُ لَيْلَةً

- ‌(7) - (1154) - بَابُ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ

- ‌(8) - (1155) - بَابُ مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ

- ‌(9) - (1156) - بَابُ صَيْدِ الْحِيتَانِ وَالْجَرَادِ

- ‌(10) - (1157) - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْ قَتْلِهِ

- ‌(11) - (1158) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَذْفِ

- ‌(12) - (1159) - بَابُ قَتْلِ الْوَزَغِ

- ‌(13) - (1160) - بَابُ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ

- ‌تنبيه

- ‌فائدة

- ‌(14) - (1161) - بَابُ الذِّئْبِ وَالثَّعْلَبِ

- ‌(15) - (1162) - بَابُ الضَّبُعِ

- ‌(16) - (1163) - بَابُ الضَّبِّ

- ‌(17) - (1164) - بَابُ الْأَرْنَبِ

- ‌(18) - (1165) - بَابُ الطَّافِي مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ

- ‌(19) - (1166) - بَابُ الْغُرَابِ

- ‌(20) - (1167) - بَابُ الْهِرَّةِ

- ‌كتاب الأَطعِمة

- ‌(21) - (1168) - بَابُ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

- ‌(22) - (1169) - بَابُ طَعَامِ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ

- ‌(23) - (1170) - بَابٌ: الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعىً وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ

- ‌فائدة

- ‌تتمة

- ‌(24) - (1171) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُعَابَ الطَّعَامُ

- ‌(25) - (1172) - بَابُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الطَّعَامِ

- ‌(26) - (1173) - بَابُ الْأَكْلِ مُتَّكِئًا

- ‌(27) - (1174) - بَابُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الطَّعَامِ

- ‌(28) - (1175) - بَابُ الْأَكْلِ بِالْيَمِينِ

- ‌(29) - (1176) - بَاب لَعْقِ الْأَصَابِعِ

- ‌(30) - (1177) - بَابُ تَنْقِيَةِ الصَّحْفَةِ

- ‌(31) - (1178) - بَابُ الْأَكْلِ مِمَّا يَلِيكَ

- ‌(32) - (1179) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْأَكْلِ مِنْ ذُرْوَةِ الثَّرِيدِ

- ‌(33) - (1180) - بَابُ اللُّقْمَةِ إِذَا سَقَطَتْ

- ‌(34) - (1181) - بَابُ فَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطعَامِ

- ‌(35) - (1182) - بَابُ مَسْحِ الْيَدِ بَعْدَ الطعَامِ

- ‌(36) - (1183) - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا فَرَغَ مِنَ الطَّعَامِ

- ‌(37) - (1184) - بَابُ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ

- ‌(38) - (1185) - بَابُ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ

- ‌(39) - (1186) - بَابٌ: إِذَا أَتَاهُ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ .. فَلْيُنَاوِلْهُ مِنْهُ

- ‌(40) - (1187) - بَابُ الْأَكْلِ عَلَى الْخِوَانِ وَالسُّفْرَةِ

- ‌(41) - (1188) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَامَ عَنِ الطَّعَامِ حَتَّى يُرْفَعَ، وَأَنْ يَكُفَّ يَدَهُ حَتَّى يَفْرُغَ الْقَوْمُ

- ‌(42) - (1189) - بَابُ مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ

- ‌(43) - (1190) - بَابُ عَرْضِ الطَّعَامِ

- ‌(44) - (1191) - بَابُ الْأَكلِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌(45) - (1192) - بَابُ الْأَكْلِ قَائِمًا

- ‌فائدة

- ‌(46) - (1193) - بَابُ الدُّبَّاءِ

- ‌(47) - (1194) - بَابُ اللَّحْمِ

- ‌(48) - (1195) - بَابُ أَطَايِبِ اللَّحْمِ

- ‌(49) - (1196) - بَابُ الشِّوَاءِ

- ‌(50) - (1197) - بَابُ الْقَدِيدِ

- ‌(51) - (1198) - بَابُ الْكَبِدِ وَالطِّحَالِ

- ‌(52) - (1199) - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌(53) - (1200) - بَابُ الائْتِدَامِ بِالْخَلِّ

- ‌(54) - (1201) - بَابُ الزَّيْتِ

- ‌(55) - (1202) - بَابُ اللَّبَنِ

- ‌(56) - (1203) - بَابُ الْحَلْوَاءِ

- ‌(57) - (1204) - بَابُ الْقِثَّاءِ وَالرُّطَبِ يُجْمَعَانِ

- ‌(58) - (1205) - بَابُ التَّمْرِ

- ‌(59) - (1206) - بَابُ إِذَا أُتِيَ بِأَوَّلِ الثَّمَرَةِ

- ‌(60) - (1207) - بَابُ أَكلِ الْبَلَحِ بِالتَّمْرِ

- ‌(61) - (1208) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِرَانِ التَّمْرِ

- ‌(62) - (1209) - بَابُ تَفْتِيشِ التَّمْرِ

- ‌(63) - (1210) - بَابُ التَّمْرِ بِالزُّبْدِ

- ‌(64) - (1211) - بَابُ الْحُوَّارَى

- ‌(65) - (1212) - بَابُ الرُّقَاقِ

- ‌(66) - (1213) - بَابُ الْفَالُوذَجِ

- ‌(67) - (1214) - بَابُ الْخُبْزِ المُلَبَّقِ بِالسَّمْنِ

- ‌فائدة

- ‌(68) - (1215) - بَابُ خُبْزِ الْبُرِّ

- ‌(69) - (1216) - بَابُ خُبْزِ الشَّعِيرِ

- ‌(70) - (1217) - بَابُ الاقْتِصَادِ فِي الْأَكلِ وَكَرَاهَةُ الشِّبَعِ

- ‌(71) - (1218) - بَابٌ: مِنَ الْإِسْرَافِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ

- ‌(72) - (1219) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِلْقَاءِ الطَّعَامِ

- ‌(73) - (1220) - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْجُوعِ

- ‌(74) - (1221) - بَابُ تَرْكِ الْعَشَاءِ

- ‌(75) - (1222) - بَابُ الضِّيَافَةِ

- ‌(76) - (1223) - بَابٌ: إِذَا رَأَى الضَّيْفُ مُنْكَرًا .. رَجَعَ

- ‌(77) - (1224) - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّمْنِ وَاللَّحْمِ

- ‌(78) - (1225) - بَابٌ: مَنْ طَبَخَ .. فَلْيُكْثِرْ مَاءَهُ

- ‌(79) - (1226) - بَابُ أَكْلِ الثُّومِ وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ

- ‌(80) - (1227) - بَابُ أَكْلِ الْجُبْنِ وَالسَّمْنِ

- ‌تنبيه

- ‌(81) - (1228) - بَابُ أَكْلِ الثِّمَارِ

- ‌(82) - (1229) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْأَكْلِ مُنْبَطِحًا

الفصل: ‌(46) - (1193) - باب الدباء

(46) - (1193) - بَابُ الدُّبَّاءِ

(101)

- 3246 - (1) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَنْبَأَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْقَرْعَ.

===

(46)

- (1193) - (باب الدباء)

(101)

- 3246 - (1)(حدثنا أحمدبن منيع) - بفتح الميم - ابن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي نزيل بغداد الأصم، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(ع).

(أنبأنا عبيدة) بفتح العين مكبرًا (ابن حميد) - مصغرًا - الكوفي أبو عبد الرحمن المعروف بالحذاء التيمي أو الليثي أو الضبي، صدوق نحوي ربما أخطأ، من الثامنة، مات سنة تسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(عن حميد) الطويل بن أبي الحميد أبي عبيدة البصري، ثقة مدلس، من الخامسة، وعابه زائدة؛ لدخوله في شيء من أمر الأمراء، مات سنة اثنتين، ويقال: ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه: (ع).

(عن أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) أنس: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع) - بفتح القاف وسكون الراء - وهو الدباء؛ والدباء - بضم الدال وتشديد الباء الموحدة وبالمد، وقد يقصر -: معروف، والواحدة دباءة، وقيل: هو خاص بالمستدير من القرع.

ومحبته صلى الله عليه وسلم لبعض المأكولات هي أنه إذا حضر عنده يتناول منه قدرًا صالحًا، لا أنه يكلف الناس بإحضاره وطبخه وغير ذلك.

ص: 301

(102)

- 3247 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَتَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ

===

قال الحافظ في "الفتح": أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق حكيم بن جابر عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وعِنْدَهُ هذا الدباءُ، فقلت: ما هذا الدباء؟ قال: "القرع؛ وهو الدباء، نُكْثِرُ به طعامَنا". انتهى.

وفي الحديث فضيلة أكل الدباء، وأنه يستحب أن يحب الدباء، وكذالك كل شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، وأن يحرص على تحصيل ذلك. انتهى من "العون".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرجه النسائي في "السنن الكبرى".

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث آخر له رضي الله عنه، فقال:

(102)

- 3247 - (2)(حدثنا محمد بن المثنى) العنزي البصري.

(حدثنا) حمد بن إبراهيم (بن أبي عدي) السلمي البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن حميد) بن أبي حميد الطويل، ثقة مدلس، من الخامسة، مات سنة اثنتين، ويقال: ثلاث وأربعين ومئة. يروي عنه: (ع).

(عن أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

ص: 302

قَالَ: بَعَثَتْ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِمِكْتَلٍ فِيهِ رُطَبٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أَجِدْهُ، وَخَرَجَ قَرِيبًا إِلَى مَوْلىً لَهُ دَعَاهُ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَأْكُلُ، قَالَ: فَدَعَانِي لآكُلَ مَعَهُ، قَالَ: وَصَنَعَ ثَرِيدَةً بِلَحْمٍ وَقَرْعٍ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ،

===

(قال) أنس: (بعثت) وأرسلت (معي) والدتي (أم سليم) بنت ملحان بن خالد الأنصارية رضي الله تعالى عنها، قيل: اسمها سهلة أو رميلة أو رميثة أو مليكة، وهي العميصاء أو الرميصاء، اشتهرت بكنيتها، وكانت من الصحابيات الفاضلات؛ أي: بعثت معي (بمكتل) أي: بزنبيل (فيه رطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجده) صلى الله عليه وسلم في منزله (و) الحال أنه قد (خرج) من بيته (قريبًا) أي: إلى مكان قريب من منزله، أو في زمن قريب إلى وقت حضوري إليه (إلى) منزل (مولىً) كان ولاؤه (له) أي: لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر من ذكر اسم ذلك المولى، وجملة قوله:(دعاه) صفة لمولىً؛ أي: خرج إلى منزل مولىً كان ولاؤه لرسول الله صلى الله عليه وسلم داع ذلك المولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله (فصنع) أي: طبخ ذلك المولى (له) صلى الله عليه وسلم (طعامًا) يأكله إكرامًا له.

قال أنس: (فأتيته) صلى الله عليه وسلم؛ أي: جئته في منزل ذلك المولى (وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يأكل) ذلك الطعام الذي صنع له المولى (قال) أنس: (فدعاني) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لآكل معه) ذلك الطعام المصنوع له (قال) أنس: (وصنع) ذلك المولى الذي دعاه لأجله صلى الله عليه وسلم (ثريدةً) وهو الخبز الذي ثرد وخلط بمرق ولحم؛ أي: صنع له ثريدة مخلوطة (بلحم وقرع) أي: دباء (قال) أنس: (فإذا هو) صلى الله عليه وسلم (يعجبه) ويعشقه (القرع) أي: الدباء؛

ص: 303

قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْمَعُهُ فَأُدْنِيهِ مِنْهُ؛ فَلَمَّا طَعِمْنَا مِنْهُ .. رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَوَضعْتُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْه، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَقْسِمُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِهِ.

===

و(إذا) فجائية؛ أي: فلما جئته .. فاجأني حبه القرع والدباء.

(قال) أنس: (فجعلت) أي: شرعت أنا (أجمعه) أي: أجمع القرع له صلى الله عليه وسلم من جانبي إلى جانبه (فأدنيه) من الإدناء؛ أي: فأقرب القرع والدباء (منه) صلى الله عليه وسلم؛ ليأكله (فلما طعمنا) وأكلنا (منه) أي: من الطعام الذي صنعه مولاه صلى الله عليه وسلم له .. (رجع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى منزله) وبيته (ووضعت) أنا (المكتل) أي: زنبيل الرطب الذي أرسلتني به أم سليم (بين يديه) أي: قدامه صلى الله عليه وسلم (فجعل) أي: شرع النبي صلى الله عليه وسلم (يأكل) بنفسه من ذلك الرطب (ويقسم) بعضه؛ أي: يوزعه بين الناس (حتى فرغ) من قسمه مبتدئًا (من) فوقه منتهيًا إلى (آخره) وأسفله.

قوله: (فجعلت أجمعه فأدنيه منه) فيه دليل على جواز مناولة بعض المجتمعين على الطعام بعضهم لبعض شيئًا من الطعام مما بين يديه؛ لأن جميعه لهم، فلا ينكر على من فعل ذلك، وإنما يكره أن يناول ما أمام غيره لآخر؛ لأن فيه الجمع بين سوء الأدب والأكل مما يلي الغير. انتهى من "الأبي"، أو يتناول من على مائدة من مائدة أخرى؛ فقد كرهه ابن المبارك.

وفي رواية للبخاري: (فجعلت الدباء بين يديه)، وفي رواية حميد:(فجعلت أجمعه فأدنيه منه)، واحتج به البخاري على أن الأضياف يجوز لهم أن يقدم بعضهم شيئًا إلى بعض.

قال ابن بطال: إنما جاز أن يناول بعضهم بعضًا في مائدة واحدة؛ لأن ذلك الطعام قدم لهم بأعيانهم، فلهم أن يأكلوه كله، وهم فيه شركاء، وقد تقدم الأمر

ص: 304

(103)

- 3248 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ

===

بأكل كل واحد مما يليه، فمن ناول صاحبه مما بين يديه .. فكأنه آثره بنصيبه مع ما له فيه معه من المشاركة، وهذا بخلاف مَنْ كان على مائدة أخرى؛ فإنه وإن كان للمتناول حق فيما بين يديه، لكن لا حق للآخر في تناوله منه؛ إذ لا شركة له فيه.

قلت: والظاهر أن المنع من المناولة من المائدة الأخرى مقيد بما إذا لم يعلم رضا المضيف بذلك، أما إذا علم رضاه .. فلا إشكال في جوازه. انتهى منه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"، ومالك في "الموطأ"، وأحمد في "مسنده"، وأبو داوود والترمذي من طريق أنس أيضًا.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شاهدًا، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أنس الأول بحديث جابر بن طارق رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(103)

- 3248 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد) سعيد البجلي الأحمسي الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن حكيم بن جابر) بن طارق بن عوف الأحمسي - بمهملتين - ثقة، من الثالثة، مات دون المئة سنة اثنتين وثمانين (82 هـ)، وقيل: سنة خمس وتسعين (95 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(س ق).

(عن أبيه) جابر بن طارق، ويقال: ابن أبي طارق ابن عوف والد حكيم،

ص: 305

قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَعِنْدَهُ هَذَا الدُّبَّاءُ، فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؛ قَالَ: "هَذَا الْقَرْعُ، هُوَ الدُّبَّاءُ نُكَثِّرُ بِهِ طَعَامَنَا".

===

صحابي مقل رضي الله تعالى عنه، له عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد في الدباء، روى عن ابنه، أخرجوا له حديثه. يروي عنه:(س ق).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) جابر بن طارق: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته) ومنزله (و) الحال أن (عنده) صلى الله عليه وسلم (هذا الدباء) الذي هو القرع (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (أي: شيء هذا) الطعام الذي عندك؟ فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا) الطعام الذي هو عندي هو (القرع) أي: يسمى به، و (هو) أيضًا (الدباء) أي: يسمى به (نكثر به) أي: بهذا الدباء (طعامنا) أي: طعام عيالنا؛ أي: نجعل طعامنا به كثيرًا إذا قل منا؛ لأن عيالنا كثير.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.

ولله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 306