الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(76) - (1223) - بَابٌ: إِذَا رَأَى الضَّيْفُ مُنْكَرًا .. رَجَعَ
(158)
- 3303 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ
===
(76)
- (1223) - (باب: إذا رأى الضيف منكرًا .. رجع)
(158)
- 3303 - (1)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي الرؤاسي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن هشام) بن أبي عبد الله سنبر - بوزن جعفر - (الدستوائي) أبي بكر البصري، ثقة، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه (ع).
(عن سعيد بن المسيب) بن حزن، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد التسعين. يروي عنه:(ع).
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) علي: (صنعت) وطبخت (طعامًا) أي: مأكولًا (فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكله (فجاء) رسول الله صلى الله عليه وسلم
فَرَأَى فِي الْبَيْتِ تَصَاوِيرَ فَرَجَعَ.
(159)
- 3304 - (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ،
===
إلى بيت (فرأى) أي: أبصر رسول الله (في) جوانب (البيت تصاوير) أي: تماثيل حيوان على الستارة (فرجع) وراءه ولم يجلس ولم يأكل الطعام، ولفظ النسائي:(صنعت طعامًا، فدعوت النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء فدخل فرأى سترًا فيه تصاوير فخرج وقال: إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه تصاوير).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب الزينة، باب التصاوير.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث علي بحديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(159)
- 3304 - (2)(حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله) بن مسلم (الجزري) - بجيم وزاي - أبو محمد البصري، يلقب عبويه - بتشديد الموحدة - مقبول، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عفان بن مسلم) بن عبد الله الباهلي أبو عثمان الصفار البصري، ثقة ثبت ربما وهم، من كبار العاشرة، مات بعد سنة تسع عشرة ومئتين بيسير. يروي عنه:(ع).
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنَا سَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ رَجُلًا أَضَافَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا،
===
(حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة عابد أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه في آخره، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا سعيد بن جمهان) - بضم الجيم وإسكان الميم - الأسلمي أبو حفص البصري، صدوق له أفراد، من الرابعة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(عم).
ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج بحديثه، لأنه مختلف فيه.
(حدثنا سفينة أبو عبد الرحمن) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال: كان اسمه مهران، فلقب سفينة؛ لكونه حمل شيئًا كثيرًا في السفر، مشهور له أحاديث رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سعيد بن جمهان، وهو مختلف فيه.
(أن رجلًا) من المسلمين لم أر من ذكر اسمه (أضاف) ودعا (علي بن أبي طالب) مع عائلته فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنهما إلى بيته؛ يعني: عزمهما الرجل؛ ليطعمهما طعام العزومة، فالرجل هو الداعي، وعلي مع عائلته هما المدعوان إلى بيت الرجل (فصنع) الرجل (له) أي: لعلي وعائلته؛ أي: طبخ له (طعامًا)، هذا ظاهر عبارة المؤلف.
وفي "العون": (أن رجلًا ضاف علي بن أبي طالب) بلا همزة، من ضاف الثلاثي، أي: صار الرجل ضيفًا عند علي، يقال: ضافه ضيف؛ أي: نزل عنده
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَوْ دَعَوْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ مَعَنَا، فَدَعَوْهُ فَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عِضَادَتَيِ الْبَابِ فَرَأَى قِرَامًا
===
ضيف (فصنع) علي (له) أي: للرجل (طعامًا) ليطعم علي بن أبي طالب له قال في "المصباح": ضافه ضيفًا؛ إذا نزل عنده، وأضفته وضيفته؛ إذا أنزلته.
قال ثعلب: ضِفْتَه؛ إذا نزلْتَ به، وأنت ضيف عنده، وأضفْتَه - بالألف - إذا أنزلته عليك ضيفًا. انتهى.
وفي "النهاية": ضِفْتُ الرجلَ؛ إذا نزلْتَ به في ضيافتِه، وأَضفْتهُ؛ إذا أنزلته عندك ضيفًا لك. انتهى.
والمعنى هنا: أي: صَنَع الرجلُ طعامًا وأَهْدَى إلى عليٍّ، لا أنه دعا عليًّا إلى بيته؛ كما هو ظاهر لفظ رواية ابن ماجه، ذكره الطيبي.
(فقالت فاطمةُ) لعلي: (لو دعونا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا (فأكل معنا) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذا الطعام، وجواب (لو) الشرطية محذوف؛ تقديره: لكان أحسنَ وأبركَ لنا، أو (لو) للتمني لا جوابَ لها (فدعوه) صلى الله عليه وسلم، أي: فدعا عليٌّ وفاطمةُ ومن معهما رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتِهم؛ ليأكل الطعام معهم (فجاء) رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتهم، فقام قدام الباب (فوضع يده) الشريفة (على عضادتي الباب) أي: باب بيت علي.
والعضادتان - بكسر العين -: هما الخشبتان المنصوبتان على جنبتيه؛ أي: على جانبي الباب، عليهما يركز الباب.
(فرأى) رسول الله صلى الله عليه وسلم في داخل البيت (قرامًا) أي: ستارة
فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَرَجَعَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: الْحَقْ، فَقُلْ لَهُ: مَا رَجَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَنْ أَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا".
===
معلقة (في ناحية البيت) أي: في داخله (فـ) أبى عن الدخول و (رجع) إلى بيته (فقالت فاطمة لعلي: الحق) أي: أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه رجع (فقل له) صلى الله عليه وسلم: (ما رَجَعكَ) هو من رجع الثلاثي المتعدي؛ نحو قولك: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} (1)؛ أَيْ: أيُّ سببٍ منعك من الدخول علينا ورَجَعك ورَدَّك (يا رسول الله؟ ) فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان السبب المانع له من الدخول: (إنه) أي: إن الشأن والحال (ليس لي أن أدخل بيتًا مزوقًا) - بتشديد الواو المفتوحة - أي: مزينا بالنقوش، وأصل التزويق: التمويه، قال الخطابي: وتبعه ابن الملك، كان ذلك مزينًا منقشًا.
وقيل: لم يكن منقشًا، ولكن ضرب ونصب مثل حجلة العروس، ستر به الجدار، وهو رعونة يشبه أفعال الجبابرة.
وفيه تصريح بأنه لا يجاب دعوة فيها منكر، كذا في "المرقاة".
قوله: (فرأى قرامًا) - بكسر القاف؛ مثل كتاب -: ثوب رقيق من صوف فيه ألوان من العهون، ورقوم ونقوش يتخذ سترًا، يغشى به الأقمشة والهوادج، كذا في "المرقاة"، وفي "المصباح": القرام - بوزن كتاب -: الستر الرقيق، وبعضم يزيد: وفيه رقم ونقوش. انتهى.
قوله: (ما رجعك) قال في "القاموس": رجع رجوعًا: انصرف، والشيء عن الشيء، وإليه رجعًا: صرفه ورده؛ كأرجعه. انتهى.
وفي "المصباح": رجع من سفره، وعن الأمير يرجع رجوعًا ورجعًا ورجعى - بضم وسكون -: هو نقيض الذهاب.
(1) سورة التوبة: (83).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ويتعدى بنفسه في اللغة الفصحى، فقال: رجعت عن الشيء وإليه، ورجعت الكلام وغيره؛ أي: رددته، وبها جاء القرآن، قال تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} ، وهذيل: تعديه بالألف. انتهى، انتهى من "العون".
قال السندي: قوله: (إن رجلًا أضاف علي بن أبي طالب) أي: نزل على علي ضيفًا، أو أن أضاف بمعنى: ضاف؛ والمراد: أن الرجل صنع طعامًا، وأهدى إلى بيت علي، وليس المعنى: أنه دعا عليًّا إلى بيته؛ كما هو ظاهر عبارة المؤلف، ويحتمل أن يكون تقديره: أضافه، ثم حذف المفعول، وعلى هذا، فعلي بالرفع فاعل.
(قرامًا): هو الستر الرقيق (ما رجعك؟ ) هو من الرجوع المتعدي لا من الرجوع اللازم، ومنه قوله تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} (1).
(مزوقًا) أي: مزينًا. انتهى منه.
وقال الحافظ في "الفتح": ويفهم من الحديث أن وجود المنكر في البيت مانع عن الدخول فيه.
وقال ابن بطال: فيه أنه لا يجوز الدخول في الدعوة يكون فيها منكر مما نهى الله ورسوله عنه؛ لما في ذلك من إظهار الرضا بها، ونقل مذاهب القدماء في ذلك، وحاصله: إن كان هناك محرم وقدر على إزالته .. فلا بأس، وإن لم يقدر .. فليرجع، قال صاحب "الهداية" من الحنفية: لا بأس أن يقعد ويأكل إذا لم يكن ممن يقتدى في ذلك، فإن كان ولم يقدر على منعهم .. فليخرج؛ لما فيه من شين الدين، وفتح باب المعصية، قال: وهذا كله بعد الحضور، وإن علم قبله .. لم يلزمه الإجابة. انتهى مختصرًا، انتهى من "العون".
(1) سورة التوبة: (83).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأطعمة، باب إجابة الدعوة إذا حضرها مكروه.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث علي بن أبي طالب.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول منهما للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم