الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(42) - (1189) - بَابُ مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ
(95)
- 3240 - (1) حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّس، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ وَسِيمٍ الْجَمَّالُ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَن، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْن، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ،
===
(42)
- (1189) - (باب من بات وفي يده ريح غمر)
والغمر - بالتحريك -: هو الدسم والزهومة من اللحم.
(95)
- 3240 - (1)(حدثنا جبارة) بضم الجيم ثم موحدة (ابن المغلس) - بمعجمة ثم لام مشددة مكسورة ثم مهملة - الحماني - بكسر المهملة وتشديد الميم - أبو محمد الكوفي، ضعيف، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبيد) مصغرًا (ابن وسيم) بفتح الواو (الجمال) - بفتح الجيم والميم المشددة - البكري، صدوق، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(حدثني الحسن بن الحسن) بن الحسن بن علي بن أبي طالب، مقبول، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ق).
(عن أمه فاطمة بنت الحسين) بن علي بن أبي طالب الهاشمية المدنية زوج الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ثقة، من الرابعة، ماتت بعد المئة، وقد أسنت. يروي عنها:(د ت ق).
(عن) والدها (الحسين بن علي) بن أبي طالب الهاشمي أبي عبد الله المدني سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله تعالى عنهما،
عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا لَا يَلُومَنَّ امْرُؤٌ إِلَّا نَفْسَهُ يَبِيتُ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ".
===
استشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين (61 هـ)، وله ست وخمسون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن أمه فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه جبارة بن المغلس، وهو متفق على ضعفه.
(قالت) فاطمة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (لا يلومن) أي: لا يعاتبن (امرؤ) وامرأة (إلا نفسه).
وجملة قوله: (يبيت) صفة لامرؤ؛ أي: لا يلومن امرؤ يبيت وينام في الليل (و) الحال أنه (في يده ريح غمر) أي: رائحة دسم ولحم إذا أصابته في النوم بعض الهوام المؤذية تلدغه أو تقرصه؛ إذا حصل له إيذاءٌ لهوام في يده؛ لترك غسلها عن رائحة اللحم والدسم؛ بأن قرصته الفيران، أو لدغته الحيات أو العقارب في ظلام الليل لتلك الرائحة؛ أي: لا يلومن أحدًا في إيذاء الهوام له؛ لأنه قصر في حفظ نفسه؛ بترك غسل يده عن تلك الرائحة.
وهذا الحديث انفرد به المؤلف، وسنده ضعيف؛ لما مر آنفًا، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة المذكور بعده، رواه أصحاب السنن الأربعة، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك"، ورواه النسائي في "الصغرى" من حديث عائشة رضي الله عنها.
فدرجته: أنه صحيح المتن بما بعده من حديث أبي هريرة، ضعيف السند،
(96)
- 3241 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَار، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ
===
لأن فيه جبارة بن المغلس، وهو متفق على ضعفه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث فاطمة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(96)
- 3241 - (2)(حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب) الأموي البصري، واسم أبي الشوارب محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م ت س ق).
(حدثنا عبد العزيز بن المختار) الدباغ البصري مولى حفصة بنت سيرين، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا سهيل بن أبي صالح) السمان ذكوان الزيات أبو يزيد المدني، صدوق تغير حفظه بأخرة، من السادسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) أبي صالح السمان القيسي مولاهم المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات كلهم.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا نام أحدكم) ليلًا أو نهارًا
وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ .. فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ".
===
(و) الحال أنه (في يده ريح غمر) وهو من إضافة المسمى إلى الاسم؛ وهو الدسم والزهومة من اللحم؛ كما مر (فلم يغسل يده) من تلك الرائحة (فأصابه شيء) من مسيس الجن أو الشيطان .. (فلا يلومن) أي: لا يعاتبن فيما أصابه (إلا نفسه) لأنه قصر في حفظها بترك غسل يده.
قوله: "فأصابه شيء" أي: وصله شيء من إيذاء الهوام، قيل: أو من الجان؛ لأن الهوام وذوات السموم ربما تقصده في المنام؛ لرائحة الطعام في يده فتؤذيه.
وقيل: أو شيء من البرص ونحوه؛ لأن اليد حينئذ إذا وصلت إلى شيء من بدنه بعد عرقه، فربما أورث ذلك. انتهى من "العون".
قال السندي: وللبزار: (فأصابه خبل) وفي "الزوائد": (فأصابه لمم) وهو لمس من الجنون، وفي رواية: فأصابه (وضح) وهو البرص.
وقال الطيبي وغيره: فأصابه إيذاء الهوام؛ وذلك لأن ذوات السموم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه.
قلت: وهذا لا يناسب التفسير المروي - كما رأيت - وكذا لا يناسب أول الحديث، فروى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان حساس) - بحاء مهملة وسين مهملة مشددة - أي: شديد الحس والإدراك (لحاس) - بتشديد الحاء المهملة - أي: يلحس بلسانه اليد المتلوثة من الطعام (فاحذروه على أنفسكم) أي: خافوه عليها، فاغسلوا أيديكم بعد فراغ الأكل من أثر الطعام (ومن بات، وفي يده ريح غمر) - بفتحتين - أي: دسم ووسخ وزهومة من اللحم، والجملة حالية (فأصابه شيء) معطوف على (بات) .. (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه مقصر في حق نفسه.
وفي رواية أبي داوود: (من نام وفي يده غمر) زاد أبو داوود: (ولم يغسله).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قال الشوكاني: إطلاقه يقتضي حصول السنة بمجرد الغسل بالماء، قال ابن رسلان: والأولى غسل اليد منه بالأشنان والصابون وما في معناهما. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأطعمة، باب في غسل اليد من الطعام، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في كراهية البيتوتة وفي يده ريح غمر.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم