الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(27) - (1174) - بَابُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الطَّعَامِ
(64)
- 3209 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ
===
(27)
- (1174) - (باب التسمية عند الطعام)
أي: عند أكله.
(64)
- 3209 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن هشام) بن أبي عبد الله سنبر - على وزن جعفر - أبي بكر البصري (الدستوائي) - بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح المثناة ثم مد - كان يبيع الثياب التي تجلب من دستواء، قرية بالشام، فنسب إليها، ثقة ثبت، من كبار السابعة، رمي بالقدر، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن بديل) مصغرًا (ابن ميسرة) العقيلي - مصغرًا - البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين أو ثلاثين ومئة (130 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عبد الله بن عبيد بن عمير) - بالتصغير فيهما وبغير إضافة في الثاني - الليثي المكي، ثقة، من الثالثة، استشهد غازيًا سنة ثلاث عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِه، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْن، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ .. لَكَفَاكُمْ؛ فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات على شرط مسلم إلا أنه منقطع، قال ابن حزم في "المحلى": عبد الله بن عبيد لم يسمع من عائشة.
(قالت) عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا من الأيام (يأكل طعامًا) إما غداءً أو عشاءً (في ستة نفر) أي: مع ستة أنفار (من أصحابه) رضوان الله تعالى عليهم (فجاء أعرابي) من سكان البادية (فأكله) أي: فأكل ذلك الأعرابي الطعام المشترك بين ستة أنفار (بلقمتين) أي: فجعل الطعام كله لقمتين، فبلعهما في مرتين (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده من الأنفار الستة:(أما) بفتح الهمزة حرف تنبيه واستفتاح؛ أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم أيها الحاضرون (إنه) - بكسر الهمزة - لوقوعها في أول الكلام المستفتح بأما (لو كان) ذلك الأعرابي أو كان هنا زائدة؛ لوقوعها بعد لو الشرطية؛ أي: لو (قال) الأعرابي في أول أكله: أتبرك (بسم الله) الرحمن الرحيم .. (لكفاكم) ذلك الطعام وأشبعكم، أو لأغناكم قوله بالبسملة عن قولكم إياها.
والحديث يدل بظاهره على أنه لا يكفي بسملة بعض في الأكل عن بسملة غيره، بل لا بد من بسملة كل واحد؛ لأنها سنة عين للآكل، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فإذا أكل أحدكم طعامًا) أو شرب؛ أي: فإذا أراد
فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ الله، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَقُولَ: بِاسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ .. فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ".
===
واحد منكم أن يأكل طعامًا أو يشرب شرابًا .. فهو من باب الاكتفاء .. (فليقل) ذلك الأحد: أتبرك (باسم الله) في مأكولي أو مشروبي في أول أكله أو شربه إن تذكر (فإن نسي أن يقول: بسم الله) الرحمن الرحيم (في أوله) أي: في أول أكله .. (فليقل) إذا تذكر: أتبرك (بسم الله) الرحمن الرحيم (في أوله) أي: في أول أكله (و) في (آخره) أي: آخر مأكولي؛ أي: آكل متبركًا في أول الأكل وفي آخره، والظرف متعلق بالعامل المحذوف، والتبرك باسمه تعالى في أول الأكل، مع أنه لم يذكره إلا في الوسط .. غير مستبعد بطريق الإنشاء، وإن كان الإخبار به لا يصح. انتهى "سندي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو داوود في "سننه" مختصرًا عن نوفل بن هشام، حدثنا إسماعيل عن هشام الدستوائي، عن بديل عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، توفي أبوها وهي حمل، ثقة، من الثانية. يروي عنها:(م س ق)، عن عائشة مرفوعًا:"إذا أكل أحدكم .. فليذكر اسم الله؛ فإن نسي أن يذكر اسم الله .. فليقل: باسم الله أوله وآخره"، وهكذا رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق عفان عن هشام؛ كما رواه أبو داوود، ورواه الترمذي في "الجامع" من حديث عائشة أيضًا إلى قوله:"لو كان سمى .. لكفاهم" وقال: حديث حسن صحيح.
قلت: ورواه الإمام أحمد بن حنبل في "مسنده" من حديث عائشة نحو ما رواه ابن ماجه.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وإن كان سنده منقطعًا؛ لأن له شاهدًا
(65)
- 3210 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا
===
مرفوعًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة بحديث عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(65)
- 3210 - (2)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(حدثنا سفيان) بن عيينة.
(عن هشام بن عروة) الأسدي المدني، من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) عروة بن الزبير، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عمر بن أبي سلمة) بن عبد الأسد المخزومي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الصغير رضي الله تعالى عنهما، أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأمَّره علي على البحرين، ومات سنة ثلاث وثمانين (83 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) عمر بن أبي سلمة: (قال لي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا) أي:
آكُلُ: "سَمِّ الله عز وجل".
===
والحال أني (آكل) أي: مشتغل بالأكل؛ أي: في ابتداء الأكل، ولعله نسي التسمية؛ أي: قال لي وقد نسيت البسملة: (سم الله عز وجل يا غلام؛ أمر من سمى يسمي؛ أي: اذكر اسم الله تعالى يا ولد على ابتداء أكلك متبركًا به؛ فإنها سنة عين.
وفي رواية الشيخين قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام؛ سم الله
…
" الحديث.
قال النووي: فيه: استحباب التسمية في ابتداء الطعام، وهذا مجمع عليه.
وكذا يستحب حمد الله تعالى في آخره؛ كما سبق في موضعه، وكذا تستحب التسمية في أول الشراب، بل في أول كل أمر ذي بال.
قال العلماء: ويستحب أن يجهر بالتسمية؛ ليسمع غيره وينبهه عليها، ولو ترك التسمية في أول الطعام عامدًا أو ناسيًا أو جاهلًا أو مكرهًا أو عاجزًا لعارض آخر، ثم تمكن في أثناء أكله منها .. استحبا أن يسمي ويقول:(باسم الله أوله وآخره)، والتسمية في شرب الماء واللبن والعسل والمرق والدواء وسائر المشروبات .. كالتسمية على الطعام في كل ما ذكرناه.
وتحصل التسمية بقوله: (باسم الله) فإن قال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) .. كان حسنًا، وسواء في استحباب التسمية الجنب والحائض وغيرهما.
وفي الحديث استحباب الأكل مما يليه من الصحفة؛ لأن الأكل من موضع يد صاحبه سوء عشرة، وترك مروءة يتقذره صاحبه، لا سيما في الأمراق وشبهها، وهذا في الثريد والأمراق وشبهها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فإن كان تمرًا وأجناسًا .. فقد نقلوا إباحة اختلاف الأيدي في الطبق ونحوه، والذي ينبغي تعميم النهي؛ حملًا للنهي على عمومه حتى يثبت دليل مخصص. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
قال الحافظ في "الفتح" في باب ما جاء في التسمية على الطعام: المراد بالتسمية على الطعام: قول (باسم الله) في ابتداء الأكل، وأصرح ما ورد في صفة التسمية ما أخرجه أبو داوود والترمذي من طريق أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق عن أختها عائشة مرفوعًا:"إذا أكل أحدكم طعامًا .. فليقل: باسم الله، فإن نسي .. فليقل: باسم الله في أوله وآخره" وله شاهد من حديث أمية بن مخشي عند أبي داوود والنسائي.
وأما قول النووي - في آداب الأكل من "الأذكار" -: صفة التسمية من أهم ما ينبغي معرفته، والأفضل أن يقول:(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فإن قال: (باسم الله) .. كفاه وحصلت السنة، فلم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلًا خاصًّا.
وأما ما ذكره الغزالي - في آداب الأكل من "الإحياء" - أنه لو قال في كل لقمة: (باسم الله) .. كان حسنًا، وأنه يستحب أن يقول مع الأولى:(باسم الله) ومع الثانية: (باسم الله الرحمن) ومع الثالثة: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) .. فلم أر لاستحباب ذلك دليلًا، والتكرار قد بين هو وجهه بقوله:(حتى لا يشغله الأكل عن ذكر الله) انتهى كلام الحافظ. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الشيخان في كتاب الأطعمة، وأبو داوود أيضًا في كتابها، والترمذي أيضًا فيه؛ أي: في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم