الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(53) - (1200) - بَابُ الائْتِدَامِ بِالْخَلِّ
(115)
- 3260 - (1) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَائِشَةَ
===
(53)
- (1200) - (باب الائتدام بالخل)
(115)
- 3260 - (1)(حدثنا أحمد بن أبي الحَوارِيِّ) - بفتح المهملة والواو المخففة وكسر الراء - اسمه عبد الله بن ميمون بن العباس بن الحارث التغلبي - بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام - يكنى أبا الحسن بن أبي الحواري، ثقة زاهد، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(دق).
(حدثنا مروان بن محمد) بن حسان الأسدي الدمشقي الطاطري - بمهملتين مفتوحتين - ثقة، من التاسعة، مات سنة عشر ومئتين (210 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا سليمان بن بلال) التيمي مولاهم أبو محمد المدني، ثقة، من الثامنة، مات سنة سبع وسبعين ومئة (177 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن هشام بن عروة) ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوام، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ".
===
(قالت) عائشة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الإدام) وحسن، والمخصوص بالمدح (الخل) والإدام - بكسر الهمزة - يجمع على أدم - بضمتين - نظير كتاب وكتب، وإهاب وأهب: هو ما يؤتدم به من الأبازير والمرق واللحم، يقال: أدم الخبز يأدمه - بكسر الدال - من باب ضرب؛ أي: صبغه أو خلطه بما يؤكل به، والأدم - بضم الهمزة وإسكان الدال - مفرد كإدام، وقال في "النهاية": الإدام بالكسر والأدم بالضم: ما يؤكل مع الخبز أيَّ شيءٍ كان. انتهى.
وفي الحديث: مدح الخل، وأنه من أفضل أنواع الإدام.
وذهب الخطابي والقاضي عياض إلى أن المقصود من هذا الحديث: الحث على الاقتصار في المآكل على أيسر أنواعها وأخفها مؤونة، ومنع النفس من ملاذ الأطعمة.
فمعنى الحديث: ائتدموا بالخل وما في معناه مما تخف مؤنته، ولا يعز وجوده، ولا تتأنقوا في الشهوات؛ فإنها مفسدة للدين، ومسقمة للأبدان، ولكن تعقبهما النووي بأن مقصود الحديث: مدح الخل نفسه، ولذلك قال جابر:(فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم فهو كقول أنس: (ما زلت أحب الدباء)، وتأويل راوي الحديث أولى بالقبول من تأويل غيره.
ثم قال: والصواب الذي ينبغي أن يجزُم به: أنه مدح للخل نفسه، وأما الاقتصار في المطعم وترك الشهوات .. فمعلوم من قواعد أخر. انتهى.
قال القرطبي: الإدام - بوزن كتاب -: كل ما يؤتدم به؛ أي: يؤكل به الخبز مما يصيبه، سواء كان مما يصطبغ به؛ كالأمراق والماىعات، أو مما لا يصطبغ به؛ كالجامدات من اللحم والبيض والجبن والزيتون، وغير ذلك.
(116)
- 3261 - (2) حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّس، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ،
====
وشذ أبو حنيفة وصاحبه أبو يوسف، فقالا: في البيض واللحم المشوي وشبه ذلك مما لا يصطبغ به ليس شيء من ذلك بإدام، وينبني على هذا الخلاف الخلاف فيمن حلف على ألا يأكل إدامًا، فأكل شيئًا من هذه الجامدات، فحنثه الجمهور، ولم يحنثه أبو حنيفة ولا صاحبه، والصحيح هو ما ذهب إليه الجمهور؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم وقد وضع تمرة على كسرة وقال:"هذه إدام هذه" رواه أبو داوود رقم (3259)، وبدليل قوله أيضًا وقد سىل عن إدام أهل الجنة أول ما يدخلونها، فقال:"زيادة كبد الحوت" رواه أحمد والبخاري. انتهى منه.
وقوله: "نِعْمَ الإدام الخل" فيه فضيلة الخل، وأنه يسمى أدمًا، وأنه أدم فاضل جيد. انتهى "تحفة".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الأشربة، باب فضيلة الخل والتأدم به، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الخل.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من طريق سليمان بن بلال.
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة بحديث جابر رضي الله عنهما، فقال:
(116)
- 3261 - (2)(حدثنا جبارة بن المغلس) الحماني الكوفي، ضعيف، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا قيس بن الربيع) الأسدي الكوفي، صدوق تغير لما كبر، من
عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ".
===
السابعة، مات سنة بضع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(عن محارب بن دثار) - بضم الميم وكسر الدال - السدوسي الكوفي، ثقة إمام زاهد، من الرابعة، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر بن عبد الله) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الضعفُ؛ لأن فيه جبارة المغلس، وهو متفق على ضعفه.
(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الإدام) المخصوص بالمدح (الخل) قال السندي: والأقرب بسياق الحديث أنه بيان أن الخل صالح لأن يؤدم به، وهو إدام حسن، ولم يرد ترجيحه على غيره من اللبن واللحم والعسل والمرق؛ وذلك أنه صلى الله عليه وسلم دخل على أهله، فقدموا له خبزًا، فقال:"ما عندكم من إدام؟ " فقالوا: ما عندنا إلا خل، فقال:"نعم الإدام الخل"، فالمقصود: أنه صالح لأن يؤخذ إدامًا، وليس كما ظنوا أنه غير صالح لذلك. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الأشربة، باب فضيلة الخل، وأبو داوود في كتاب الأطعمة، باب في الخل، والترمذي في كتاب الأطعمة، باب في الخل، والنسائي في كتاب الإيمان، باب إذا حلف ألا يأتدم فأكل خبزًا بخل.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن؛ للمشاركة فيه، ضعيف السند؛ لما مر، وغرضه: الاستشهاد به.
(117)
- 3262 - (3) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّىَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعْدٍ
===
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة بحديث أم سعد رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(117)
- 3262 - (3)(حدثنا العباس بن عثمان) بن محمد البجلي أبو الفضل (الدمشقي) المعلم، صدوق يخطئ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة، من الثامنة، لكنه كثير التدليس والتسوية، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن) بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، متروك، من الثامنة، رماه أبو حاتم بالوضع. يروي عنه:(ت ق).
(عن محمد بن زاذان) المدني، متروك، من الخامسة. يروي عنه:(ت ق).
(أنه) أي: أن محمد بن زاذان (حدثه) أي: حدث عنبسة بن عبد الرحمن (قال) محمد بن زاذان لعنبسة في تحديثه له: (حدثتني أم سعد) اسمها جميلة كما سيأتي آنفًا، امرأة زيد بن ثابت بن الضحاك بن لوذان الأنصاري النجاري وقيل: بنته، وقيل: إنها من المهاجرات. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن زيد بن ثابت، وعاىشة. ويروي حديثها عنبسة بن عبد الرحمن، أحد المتروكين عن محمد بن زاذان عنها، وقيل: عن محمد بن وردان عن عبد الله بن خارجة عنها. انتهى من "التهذيب"، واسمها: جميلة بنت سعد بن الربيع
قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ وَأَنَا عِنْدَهَا فَقَالَ: "هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟ "، قَالَتْ: عِنْدَنَا خُبْزٌ وَتَمْرٌ وَخَلٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ، اللُّهُمَّ؛ بَارِكْ فِي الْخَلِّ؛ فَإنَّهُ كَانَ إِدَامَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، وَلَمْ يَفْتَقِرْ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ".
====
الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، استشهد أبوها يوم أحد، وولدت بعده بشهر، وأمها خلادة بنت أنس بن سنان من بني ساعدة، وكفلها أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما. انتهى من "الإصابة".
وليس لها عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس لها رواية في شيء من الأصول الخمسة. انتهى "سندي".
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه محمد بن زاذان وعنبسة بن عبد الرحمن، وهما متروكان.
(قالت) أم سعد: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة) في بيتها (وأنا عندها، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: (هل) عندكن (من غداء؟ ) وهو ما يؤكل وسط النهار.
(قالت) عائشة: (عندنا خبز وتمر وخل، فقال) لها (رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الإدام الخل) عطف بيان من الإدام، أو بدل منه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم؛ بارك) لنا (في الخل؛ فإنه) أي: فإن الخل (كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يفتقر) أي: لم يعدم ولم يخل من الأدم (بيت فيه خل) فإنه من جملة الإدام الطيب.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد في "صحيح مسلم" وغيره من حديث عائشة وجابر المذكورين قبل هذا الحديث في "ابن ماجه" لأنه ذكره مسلم في كتاب الأشربة، باب فضيلة الخل والتأدم به، أخرجه عن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
عائشة وعن جابر؛ كما أخرجه عنهما ابن ماجه في هذا الباب.
فدرجته: أنه صحيح بما قبله من الحديثين، وسنده ضعيف جدًّا، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم