الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تابعه على ذلك غيره عن غير أبيه: فأخرجه النسائي قال: وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق قال: ثنا قاسم بن يزيد قال: ثنا سفيان
…
به.
وهذا إسناد صحيح أيضًا كالأول؛ والقاسم هذا: هو الجرمي الذي علَّقه المصنف عنه.
هذا؛ وقد ذكر المنذري في "مختصره"(رقم 521) أن النسائي قال:
"وقد اختلف على ابن أبي ليلى في هذا الحديث: فرواه بععضهم عنه مرسلًا"! وليس هذا القول في "سننه الصغرى"! فلعله في "الكبرى" له، أو في غيرها من كتبه.
وللحديث طريقان آخران: أحدهما الذي قبله، وقد ذُكِرَ الآخر عند الكلام عليه؛ فراجعه إن شئت.
46 - باب في فضل صلاة الجماعة
563 -
عن أُبَيِّ بن كعب قال:
صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا الصبح، فقال:
"أشاهدٌ فلانٌ؟ ". قالوا: لا. قال: "أشاهدٌ فلانٌ؟ ". قالوا: لا. قال:
"إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما؛ لأتيتموهما ولو حَبْوًا على الرُّكَبِ، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته؛ لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل".
(قلت: حديث حسن، وصححه علي بن المديني وابن السكن والعقيلي والحاكم. وأخرجه ابن خزيمة، وابن حبان (2054) في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: نا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بَصِير عن أُبيّ بن كعب.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير عبد الله بن أبي بصير؛ قال في "التهذيب":
"لا يعرف له راوٍ غير أبي إسحاق. ذكره ابن حبان في "الثقات"
…
". وقال فيه العجلي:
"كوفي تابعي ثقة". وقال الذهبي في "الميزان":
"لا يعرف إلا من رواية أبي إسحاق عنه".
وقد اختلف فيه على أبي إسحاق على أربعة أوجه؛ كما يأتي بيانه.
والحديث أخرجه الطيالسي (رقم 554): ثنا شعبة
…
به.
وكذلك أخرجه الدارمي (1/ 291)، والحاكم (1/ 247)، والبيهقي (3/ 67 - 68)، وأحمد (5/ 140) من طرق عن شعبة
…
به. وقال الحاكم:
"هكذا رواه الطبقه الأولى من أصحاب شعبة -يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر وأقرانهم-. وهكذا رواه سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق".
قلت: ورواية سفيان هذه: أخرجها هو، وأحمد عنه عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أُبيّ بن كعب
…
نحو حديث شعبة. ثم قال:
"وهكذا رواه زهير بن معاوية وَرَقَبَةُ بن مَصْقَلَةَ ومطرِّفٌ وإبراهيم بن طهمان وغيرهم".
قلت: وقد أخرجه البيهقي (3/ 61) -عن إبراهيم بن طهمان-، وأحمد (5/ 141) -عن الحجاج بن أرطاة- كلاهما عن أبي إسحاق
…
به.
فهذا وجه من أوجه الاختلاف على أبي إسحاق.
والوجه الثاني: أخرجه الحاكم (1/ 248)، وعنه البيهقي (3/ 68) من طريق عبد الله بن المبارك عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بصير عن أُبيّ بن كعب
…
به؛ فجعل (أبا بصير) مكان (ابنه عبد الله). قال الحاكم:
"وهكذا قال إسرائيل بن يونس وأبو حمزة السُّكَّرِيُّ وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وجرير بن حازم؛ كلهم قالوا: عن أبي إسحاق عن أبي بصير عن أبي".
ورواية جرير بن حازم: أخرجها أحمد (5/ 141) مثل رواية ابن المبارك عن شعبة عنه.
ورواية المسعودي: أخرجها البيهقي (3/ 102).
والوجه الثالث: أخرجه النسائي (1/ 135)، وأحمد، والحاكم (1/ 249)، والبيهقي (2/ 68) من طريق خالد بن الحارث: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه -قال أبو إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه- قال: سمعت أبيّ بن كعب يقول:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح يومًا
…
فذكر الحديث.
وتابعه معاذ بن معاذ العنبري ويحيى بن سعيد عن شعبة: عند الحاكم والبيهقي.
ورواه زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه عن أُبيّ.
أخرجه الدارمي والبيهقي وأحمد. قال البيهقي:
"وكذلك رواه خالد بن ميمون وجماعة عن أبي إسحاق".
ورواية خالد: أخرجها الدارمي.
وكذلك رواه الأعمش عن أبي إسحاق
…
به.
أخرجه أحمد، وابن ماجة (1/ 265) عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه؛ بلفظ:
"صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاة الرجل وحده أربعًا وعشرين -أو خمسًا وعشرين- درجة"!
وقوله: "أربعًا وعشرين"! منكر؛ لم أره إلا في هذه الرواية.
والوجه الرابع: أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن العَيْزارِ بن حُرَيْثٍ عن أبي بصير قال: قال أُبيّ
…
الحديث. قال الحاكم:
"فقد اختلفوا في الحديث على أبي إسحاق من أربعة أوجه؛ والرواية فيها عن أبي بصير وابنه عبد الله؛ كلها صحيحة، والدليل عليه رواية خالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ العنبري ويحيى بن سعيد عن شعبة". ثم قال:
"وقد حكم أئمة الحديث -يحيى بن معين وعلي بن المديني ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم- لهذا الحديث بالصحة
…
".
ثم ذكر النقول عنهم في ذلك؛ وليست صريحة في تصحيحهم الحديث! وإنما صححوا رواية أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه، وروايته عن أبي بصير مباشرة، ولا يلزم منه صحة الحديث، كما لا يخفى!
اللهم إلا ما نقله عن ابن المديني؛ ففيه التصريح بذلك؛ حيث قال:
"وما أرى الحديث إلا صحيحًا".
قلت: وترجيح هؤلاء الأئمة للوجه الثالث؛ يقتضي أن الوجه الأول فيه انقطاع بين ابن أبي بصير وأُبيّ؛ لأن الوجه الثالث قد بيَّن أن بينهما أبا بصير.
وأيضًا؛ فليس في شيء من الروايات تصريح ابن أبي بصير بسماعه من أبيّ؛ فقد عاد الحديث إلى أنه من رواية أبي إسحاق عن أبي بصير -سمعه منه- عن أُبيّ -سمعه منه-.
وهذا إسناد متصل؛ إلا أنه يبقى النظر في حال أبي بصير هذا! ويظهر أنه كحال ابنه لا يعرف؛ فإنهم لم يذكروا توثيقه عن غير ابن حبان، ولم يذكروا في الرواة عنه غير من دار الحديث عليهم عنه، وهم: أبو إسحاق -وهو ثقة-، وابنه عبد الله بن أبي بصير -وهو مجهول-، والعيزار بن حريث -وهو ثقة-؛ لكن الرواية عنه شاذة فيما يظهر: رواها عنه أبو الأحوص -كما تقدم-عن أبي إسحاق عنه.
وقد روى البيهقي عن محمد بن يحيى -وهو الذهلي- أنه قال:
"في رواية خالد بن الحارث ويحبي بن سعيد دلالة أن هذه الروايات محفوظة -من قال: عن أبيه، ومن لم يقل-؛ خلا حديث أبي الأحوص؛ ما أدري كيف هو؟ ".
لكن الحديث له شاهد يأتي ذكره، فيرقى إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى؛ لا سيما وقد صححه من عرفت، وصححه أيضًا ابن السكن والعقيلي -كما في "التلخيص"(4/ 284) -.
وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"(2054)؛ كما في "الترغيب"(1/ 152) و (1/ 155).
وأما الشاهد؛ فهو ما أخرجه البيهقي (3/ 61) من طريق عيسى بن يونس عن ثور. ومن طريق الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وثور بن يزيد عن يونس بن سيف الكلاعي عن قباث بن أَشْيَمَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"صلاة الرجل -يؤم أحدهما صاحبه- أزكى عند الله
…
" الحديث نحوه.
قال البيهقي:
"هذا حديث الوليد بن مسلم. وقال عيسى بن يونس في روايته عن ثور: عن يونس عن عبد الرحمن بن زياد عن قُباث. وكذلك رواه البخاري في "التاريخ" عن عبد الله بن يوسف عن الوليد عن ثور عن يونس عن عبد الرحمن بن زياد عن قُباث".
قلت: وكذلك رواه معاوية بن صالح عن يونس عن عبد الرحمن
…
به.
أخرجه الحاكم (3/ 625). وقال الحافظ:
"في إسناده نظر". والله أعلم.
564 -
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى العشاء في جماعة؛ كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة؛ كان كقيام ليلة".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في "صحيحيهما". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: نا إسحاق بن يوسف: نا سفيان عن أبي