الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
53 - باب السعي إلى الصلاة
580 -
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا أقيمت الصلاة؛ فلا تأتوها تَسْعَون، وَأْتُوها تمشون وعليكم السكينةُ؛ فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فَأتِمُّوا".
(قلت: إسناده حسن صحيح. وأخرجه البخاري ومسلم وأبو عوانة في "صحاحهم").
قال أبو داود: "وكذا قال الزبيدي وابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ومعمر وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري: "وما فاتكم فأتمُّوا". وقال ابن عيينة عن الزهري وحده: "فاقضوا"
…
".
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عنبسة: أخبرني يونس عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ إلا أنه إنما أخرج لعنبسة -وهو ابن خالد بن يزيد الأموي- مقرونًا، وقد مرّت ترجمته؛ ولم يتفرد بالحديث كما يأتي؛ فهو صحيح.
والحديث أخرجه مسلم (2/ 100) من طريق ابن وهب: أخبرني يونس
…
به؛ إلا أنه لم يذكر فيه: سعيد بن المسيب.
ثم أخرجه هو، وأبو عوانة (2/ 83)، وابن ماجة (1/ 260)، والبيهقي (2/ 297) من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب
…
به.
وهكذا أخرجه البخاري (2/ 92 و 319)، والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 231)، والطيالسي (رقم 2338)، وأحمد (2/ 532) من طريق ابن أبي ذئب قال: حدثنا الزهري
…
به.
وأخرجه الترمذي (2/ 149) عن معمر عن الزهري عنهما
…
مفرقًا.
ومن هذا الوجه: أخرجه أحمد (2/ 270) عن ابن المسيب وحده.
وأخرجه البخاري (2/ 319)، والبيهقي (2/ 297 و 3/ 228) -من طريق شعيب بن أبي حمزة-، والطحاوي، وأحمد (2/ 270) -عن يزيد بن الهاد-، وهو أيضًا (2/ 452) -عن عقيل- ثلاثتهم عن الزهري عن أبي سلمة وحده.
وأخرجه النسائي (1/ 138)، والترمذي أيضًا، وكذا مسلم (2/ 99)، والدارمي (1/ 293 - 294)، والطحاوي والبيهقي، وأحمد (2/ 238) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحده
…
به نحوه.
وقد علَّق المصنف رحمه الله أحاديث هؤلاء كلهم -غير حديث ابن الهاد وعقيل-، وقد علقه من حديث الزُّبيدي أيضًا؛ ولم أجد الآن من وصله!
ومقصوده من هذه التعليقات واضح، وهو بيان أن قول ابن عيينة في هذا الحديث عن الزهري:"فاقضوا"؛ شاذ أو خطأ؛ لمخالفتها لرواية جمهور أصحاب الزهري الذين قالوا فيه عنه: "فأتموا"؛ وأن هذه اللفظة عي الصواب. وقد نقل البيهقي عن مسلم أنه قال:
"أخطأ ابن عيينة في هذه اللفظة".
قلت: وكأن فيه إشارة إلى أن الخطأ لفظي ليس معنويًّا، وهو كذلك؛ فإن القضاء هو الأداء في الأصل، بشهادة القرآن فما غير آية، كقوله تعالى:(فإذا قضيت الصلاة)؛ قال السندي رحمه الله:
"والفرق بينهما اصطلاح الفقهاء، وهو حادث؛ فلا فرق بين الروايتين".
فالاختلاف في هذه اللفظة في هذه الرواية وغيرها -كما يأتي- ليس له كبير شأن؛ فلا حاجة للإطالة.
581 -
وقال محمد بن عمرو: عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
(قلت: وصله الطحاوي وغيره، وإسناده حسن صحيح).
قلت: وصله الطحاوي والبيهقي من طرق عن محمد بن عمرو
…
به مختصرًا؛ بلفظ:
"إذا ثُوِّبَ بالصلاة فعليكم بالسكينة؛ فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا".
وقد تابعه عمرو بن أبي سلمة عن أبيه.
أخرجه أحمد (2/ 387 و 472).
582 -
وجعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة: "فأتموا".
(قلت: لم أقف على من وصله من هذا الوجه. ووصله مسلم وغيره من وجه آخر).
لم أقف على من وصله من هذا الوجه!
وقد وصله مالك (1/ 88) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه وإسحاق بن عبد الله أنهما أخبراه أنهما سمعا أبا هريرة
…
به مثل لفظ محمد بن عمرو سواءً، وزاد:
"فإن أحدكم في صلاة؛ ما كان يَعْمِدُ إلى الصلاة".
ومن طريق مالك: رواه أبو عوانة (1/ 413)، والطحاوي، وأحمد (2/ 460).
ورواه مسلم (2/ 100) من طريق أخرى عن العلاء عن أبيه وحده.
وهي رواية للطحاوي وأحمد (2/ 237 و 529) عن مالك.
583 -
وابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(قلت: لم أقف عليه موصولًا).
لم أقف على من وصله!
584 -
وأبو قتادة وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ كلهم قالوا: "فأتِمُّوا".
(قلت: أما حديث أبي قتادة؛ فقد وصله الشيخان وأبو عوانة في "صحاحهم". وأما حديث أنس؛ فوصله أحمد بإسناد صحيح على شرط الشيخين. ووصله المصنف في "الاستفتاح" (رقم 741)؛ لكن بلفظ: "وليقضِ ما سبقه". وكذا أخرجه أبو عوانة في "صحيحه").
قلت: أما حديث أبي قتادة؛ فقد وصله البخاري (2/ 92)، ومسلم (2/ 100 - 101)، وأبو عوانة (2/ 83)، والدارمي (1/ 294)، والبيهقي (2/ 298 و 3/ 228)، وأحمد (5/ 306) من طرق عن يحيى بن أبي كثير: أخبرني عبد الله بن أبي قتادة أن أباه أخبره قال:
بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع جَلَبَةً، فقال:"ما شأنكم؟ ! " قالوا: استعجلنا إلى الصلاة. قال:
"فلا تفعلوا؛ إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة؛ فما أدركتم فصلوا، وما سُبِقْتُمْ فَأتِمُّوا".
لكن قد اختلف في هذه اللفظة منه: "فَأتِمُّوا":
فرواه هكذا الجمهور، كما في "الفتح"(2/ 94)، قال:
"ووقع لمعاوية بن هشام عن سفيان: "فاقضوا"، كذا ذكره ابن أبي شيبة عنه. وأخرج مسلم إسناده في "صحيحه" عن ابن أبي شيبة، فلم يسق لفظه
…
"، ثم ذكر روايات المصنف الآتية، ثم قال:
"والحاصل: أن أكثر الروايات ورد بلفظ: "فَأتِمُّوا"؛ وأقلها بلفظ: "قاقضوا"
…
".
قلت: وقد ذكرنا قريبًا أنه لا فرق بينهما في المعنى؛ فالاختلاف لفظي.
وأما حديث أنس؛ فوصله أحمد (3/ 229): ثنا سليمان بن حَيَّان: ثنا حميد عن أنس
…
مرفوعًا.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقد وصله المؤلف فيما يأتي، وأبو عوانة (2/ 99) من طرق أخرى عن حميد
…
به أتم منه؛ لكن بلفظ:
"وليقضِ ما سبقه"؛ فقد اختلف فيه أيضًا.
585 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ائتوا الصلاة وعليكم السَّكينةُ؛ فصلوا ما أدركتم، واقضوا ما سبقكم".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي: ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه الطيالسي (رقم 2350): حدثنا شعبة
…
به.
وأخرجه الطحاوي (1/ 231)، وأحمد (2/ 382 و 386) من طرق أخرى عن شعبة
…
به؛ لكن الطحاوي قال: "فأتموا"؛ فلا أدري أهي محفوظة أم لا؟ !
586 -
قال أبو داود: "وكذا قال ابن سيرين عن أبي هريرة: "وليقضِ" .... ".
(قلت: وصله مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
قلت: وصله مسلم (2/ 100)، وأبو عوانة (2/ 10)، والطحاوي (1/ 231)، والبيهقي (2/ 298)، وأحمد (2/ 382 و 427) من طرق عن محمد بن سيرين
…
به؛ ولفظه:
"إذا ثُوِّبَ بالصلاة؛ فلا يَسْعَ إليها أحدكم؛ ولكن ليمشِ وعليه السكينةُ والوقار، صلِّ ما أدركت، واقض ما سبقك".
587 -
وكذا قال أبو رافع عن أبي هريرة.
(قلت: لم أجده موصولًا من هذا الوجه).
قلت: لم أجد من وصله من هذا الوجه!
وقد وصله أحمد من طريق آخر فقال (2/ 318): ثنا عبد الرزاق بن همام: ثنا معمر عن همام بن مُنَبِّهٍ قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
قلت: بهذا السند أحاديث كثيرة؛ منها هذا؛ بلفظ:
"إذا نودي بالصلاة؛ فأْتوها وأنتم تمشون وعليكمُ السكينةُ؛ فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم قاقضوا"!