الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العاص؛ لتصريحه برؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس يريد جده الأدنى: محمد بن عبد الله بن عمرو؛ لأنه لا رؤية له.
ففيه رد على من يقول: إن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه مرسلة أو منقطعة! وقد فصلنا هذه المسألة في المكان المشار إليه؛ فلتراجع.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 431) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن ماجة (1/ 322)، والطحاوي (1/ 294)، وأحمد (2/ 174 و 215) من طرق أخرى عن حسين المعلم
…
به.
وأخرجه أحمد (2/ 178 و 190) من طرق أخرى عن عمرو
…
به.
وللحديث شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة؛ منهم أبو هريرة: في "المسند"(2/ 248) بسند صحيح، فالحديث صحيح.
وبقية الشواهد؛ قد أوردتها في كتابنا الكبير "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها".
88 - باب المصلِّي إذا خلع نَعْلَيْهِ؛ أين يضعها
؟
661 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا صلى أحدكم؛ فلا يضع نعليه عن يمينه، ولا عن يساره؛ فتكونَ عن يمين غيره؛ إلا أن لا يكون عن يساره أحد، وليضعها بين رجليه".
(قلت: إسناده حسن صحيح، وقال العراقي: "سنده صحيح"، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عثمان بن عمر: ثنا صالح بن رستم أبو
عامر عن عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، فهو على شرطه. ولولا ما في صالح بن رستم من الكلام من قبل حفظه؛ لقلت -كما قال العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 130) -:
"سنده صحيح".
ثم استدركت فقلت: إنه ليس على شرط مسلم؛ لأن عبد الرحمن بن قيس هذا ظننت أولًا أنه أبو صالح الحنفي الكوفي -وهو من رجال مسلم-، ثم تيقنت أنه ليس به، بل هو أبو رَوْحٍ العَتَكِيُّ البصري، روى له المصنف هذا الحديث فقط؛ وقد روى عنه جماعة من الثِّقات، منهم يحيى القطان.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج هو وشيخه ابن خزيمة حديثه هذا في "صحيحيهما" -كما في "التهذيب"-، وصححه الحاكم والذهبي كما يأتي. وأما قول المنذري في "مختصره" (رقم 624):
"ويشبه أن يكون الزعفرانيَّ البصريَّ، كنيته أبو معاوية، ولا يحتج به"!
فغير سديد. قال الحافظ في "التهذيب". "وليس كما ظن؛ فإن الزعفراني يَصْغُرُ عن إدراك يوسف بن ماهك. وأيضًا؛ فقد ذكره ابن حبان في "الثقات". وأما الزعفراني؛ فواهي الحديث كما ترى". ولذلك قال العراقي -بعد أن صححه كما قلناه آنفًا-:
"وضعفه المنذري؛ وليس بجيد".
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 259) من طريق الحسن بن مُكْرَم: ثنا عثمان ابن عمر
…
به.
وأخرجه البيهقي (2/ 432) من طريقه، ومن طريق المصنف أيضًا. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! وهو من تساهلهما أو من أوهامهما؛ فإن صالح بن رستم لم يخرج له البخاري في "صحيحه"، وإنما روى له فيه تعليقًا.
ثم إن عبد الرحمن بن قيس قد علمت أنه لم يرو له غير المصنف؛ لكنه قد سقط من إسناد الحاكم؛ فلا أدري أذلك منه أم ممن بعده؟ !
والحديث: عند ابن خزيمة (1016) من طريقين عن عثمان بن عمر
…
به.
وله شاهد من حديث أبي بكرة بنحوه؛ بلفظ:
"ولكن ليخلعهما بين ركبتيه".
رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه ضعف، كما في "المجمع"(2/ 55).
وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة نحوه؛ وهو:
662 -
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا صلى أحدكم فخلع نعليه؛ فلا يؤذ بهما أحدًا؛ ليجعلهما بين رجليه، أو ليُصَلِّ فيهما".
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا عبد الوهاب بن نَجْدة: ثنا بقية وشعيب بن إسحاق عن الأوزاعي: حدثني محمد بن الوليد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 260) عن عبد الوهاب بن نجدة.
وأخرجه البيهقي (2/ 432) من طريق بشر بن بكر: ثنا الأوزاعي
…
به.
وخالفه في إسناده عن سعيد: عياض بن عبد الله القُرَشي فقال: عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة
…
مرفوعًا به، وزاد:
"ولا يؤذي بهما غيره"؛ فلم يذكر القرشيُّ بين سعيد المقبري وأبي هريرة: أبا سعيد المقبري.
أخرجه ابن خزيمة (1009).
وقد تابعه على هذا: عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري-:
أخرجه ابن ماجة (1/ 437 - 438)؛ ولفظه:
"ألزم نعليك قدميك، فإن خلعتهما؛ فاجعلهما بين رجليك، ولا تجعلهما عن يمينك، ولا عن يمين صاحبك، ولا وراءك فتؤذي من خلفك".
لكن عبد الله بن سعيد هذا ضعيف جدًّا.
وأما عياض بن عبد الله القرشي؛ فثقة من رجال الشيخين.
وقد شارك سعيد المقبري أباه في الرواية عن أبي هريرة والسماع منه في غير ما حديث؛ فلعله سمعه من أبيه عن أبي هريرة أولًا، ثم سمعه منه مباشرة. والله أعلم.
وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة: في "معجم الطبراني الصغير"(رقم 1051 - من ترتيبه).