الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتقدم في الكتاب رقم (594)؛ بلفظ: "لا يُؤَم الرجلُ في بيته ولا في سلطانه".
فهو بهذا الشاهد صحيح، وقد صححه ابن خزيمة كما يأتي، والترمذي كما يأتي.
لكن زاد مسلم وغيره في حديث أبي مسعود: "إلا بإذنه"؛ فهذه تقيد عموم حديث الباب بمن لم يؤذن له؛ على خلاف ما فهم منه راويه مالك بن الحويرث!
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 126) من طريق المؤلف.
وأخرجه النسائي (1/ 127) -مختصرًا-، والترمذي (1/ 187)، وابن خزيمة في "صحيحه"(161/ 1)، وأحمد (3/ 436 و 436 - 437 و 5/ 53) من طرق أخرى عن أبان بن يزيد العطار
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
65 - باب الإمام يقوم مكانًا أرفع من مكان القوم
610 -
عن همام:
أن حذيفة أمّ الناس بالمدائن على دُكَّانٍ، فأخذ أبو مسعود بقميصه فَجَبَذَهُ، فلما فرغ من صلاته قال: ألم تعلم أنهم كانوا يُنْهَون عن ذلك؟ ! قال: بلى؛ قد ذكرت حين مددتني.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وقال النووي: "إسناده صحيح"، وكذا قال عبد الحق).
إسناده: حدثنا أحمد بن سنان وأحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي -المعنى- قالا: ثنا يعلى: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، رجاله كلهم من رجالهما؛ غير أحمد بن الفرات، وهو ثقة، وهو متابع.
وهمام: هو ابن الحارث النَّخَعِيُّ الكوفي.
وإبراهيم: هو النخعي.
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 210)، وعنه البيهقي (3/ 108) من طريق أخرى عن يعلى بن عبيد
…
به، وقال الحاكم:
"حديث صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الإمام الشافعي في "الأم"(1/ 152) من طريق أخرى عن الأعمش؛ فقال: أخبرنا ابن عيينة قال: أخبرنا الأعمش
…
به. وقال النووي في "المجموع"(4/ 295):
"وإسناده صحيح".
وصححه ابن خزيمة وابن حبان، كما في "التلخيص"(4/ 427)، وهو في "صحيح ابن خزيمة"(1523)، وعنه ابن حبان (373).
وأخرجه الدارقطني (ص 197)، والحاكم أيضًا من طريق زياد بن عبد الله ابن الطفيل عن الأعمش
…
به نحوه؛ وفيه: قال له أبو مسعود:
ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقوم الإمام فوق، ويبقى الناس خلف؟ قال: فَلَمْ تَرَني أجبتك حين مددتتي؟ !
وليس عند الدارقطني منه إلا قول أبي مسعود: نهى رسول الله
…
إلخ؛ وزاد في آخره: يعني: أسفل منه. وقال:
"لم يروه غير زياد البكاء"!
قلت: يعني: بهذا اللفظ الصريح في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإلا فقد رواه غيره كما عرفت بنحوه.
وهذا إسناد حسن.
611 -
عن عدي بن ثابت الأنصاري:
حدثني رجل: أنه كان مع عمار بن ياسر بالمدائن، فأقيمت الصلاة، فتقدم عمار، وقام على دكان يصلي والناس أسفلَ منه، فتقدم حذيفة، فأخذ على يديه، فاتبعه عمار حتى أنزله حذيفة، فلما فرغ عمار من صلاته؛ قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا أمّ الرجل القوم؛ فلا يَقُمْ في مكان أرفع من مقامهم"؛ أو نحو ذلك؟ قال عمار: لذلك اتَّبعتك حين أخذت على يَدَيّ.
(قلت: حديث حسن؛ إلا قوله أن الإمام كان عمار بن ياسر، وأن الذي جذبه كان حذيفة؛ فإنه منكر. والصواب: أن الإمام كان حذيفة، والذي جبذه كان أبا مسعود، كما في الحديث الأول. قال الحافظ: "وهو أقوى").
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم: ثنا حجاج عن ابن جريج: أخبرني أبو خالد عن عدي بن ثابت.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أبي خالد؛ قال الحافظ:
"يحتمل أن يكون هو الدالاني أو الواسطي. وقال الذهبي: لا يعرف"!
قلت: الواسطي: اسمه عمرو بن خالد؛ وهو متهم بالكذب، ويبعُد عندي أن يكون هو هذا؛ فإنه متأخر عنه.