الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفريع أبواب استفتاح الصلاة
114 - باب رفع اليدين في الصلاة
712 -
عن سالم عن أبيه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة؛ رفع يديه حتى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، وإذا أراد أن يركع، وبعد ما يرفع رأسه من الركوع -قال سفيان مرة: وإذا رفع رأسه، وأكثر ما كان يقول: وبعدما يرفع رأسه من الركوع-، ولا يرفع بين السجدتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ورواه البخاري نحوه).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا سفيان عن الزهري عن سالم.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرطهما، وسفيان: هو ابن عيينة.
وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
والحديث في "مسند أحمد"(رقم 4540)
…
بهذا السند والسياق.
وأخرجه مسلم (2/ 6)، وأبو عوانة (2/ 90 و 91)، والترمذي (2/ 35) -وقال:"حسن صحيح"-، وابن ماجة (1/ 281 - 282)، والطحاوي (1/ 130)، والبيهقي (2/ 69) من طرق أخرى عن سفيان
…
به.
وأخرجه النسائي أيضًا (1/ 158 و 172).
وأخرجه البخاري (2/ 174 و 174 - 175 و 176)، ومسلم وأبو عوانة،
والنسائي (1/ 140 و 161 و 162 و 165)، والطحاوي، والدارقطني (ص 107 - 108 و 108)، ومالك (1/ 97 - 98)، وعنه الدارمي (1/ 300)، وأحمد (رقم 4674 و 5081 و 5279)، والبيهقي أيضًا (2/ 70) من طرق أخرى عن الزهري
…
به.
وله طريق أخرى: أخرجه البخاري (2/ 176)، والبيهقي (2/ 70)، وأحمد (رقم 5762) عن نافع عن ابن عمر
…
به، دون قوله: ولا يرفع بين السجدتين، وزاد البخاري والبيهقي:
وإذا قام من الركعتين؛ رفع يديه.
وسيأتي هذا في الكتاب (رقم 728).
713 -
عن عبد الله بن عمر قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة؛ رفع يديه حتى تكونا حذوَ منكبيه، ثم كبَّر وهما كذلك، فيركع، ثم إذا أراد أن يرفع صُلبه؛ رفعهما حتى تكونا حذو منكبيه، ثم قال:"سمع الله لمن حمده"، ولا يرفع يديه في السجود، ويرفعهما في كل تكبيرة يكبرها قبل الركوع؛ حتى تنقضي صلاته.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي إلا أنه زاد: "أو حسن").
إسناده: حدثنا محمد بن المُصَفَّى الحمصي: ثنا بقية: ثنا الزُّبَيْدِيُّ عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وبقية إنما يخشى من عنعنته لأنه مدلس؛ وقد صرح بالتحديث كما ترى، فزالت شبهة تدليسه. ولذلك قال
النووي في "المجموع"(3/ 308):
"رواه أبو داود بإسناد صحيح أو حسن".
ولعل تردده هذا؛ من أجل أن بعضهم قد تكلم في حفظ بقية أيضًا، ونسبه إلى الوهم، ولكن الجمهور قد قَوَّوْا روايته بالشرط السابق؛ لا سيما إذا كانت عن الشاميين، وهذه منها؛ فإن شيخه الزُّبَيْدِيَّ: هو محمد بن الوليد القاضي الحمصي؛ وهو من أثبت أصحاب الزهري.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 83) من طريق المصنف.
وأخرجه الدارقطني (ص 108) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج: ثنا بقية: ثنا الزبيدي
…
به.
وقد تابعه ابن جريج وغيره عن الزهري
…
نحوه بلفظ:
ثم كبَّر
…
دون قوله: وهما كذلك.
أخرجه مسلم (2/ 6)، وأبو عوانة (2/ 91)، والنسائي (1/ 140)، والدارقطني، والبيهقي (2/ 26 و 69).
وتابعه ابن أخي الزهري -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم-؛ وفيه الزيادة.
أخرجه أحمد (2/ 133 - 134) بسندٍ صحيح على شرطهما.
714 -
عن وائل بن حُجْرٍ قال:
صَلَّيْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكان إذا كبَّر رفع يديه، قال: ثم الْتَحَف، ثم أخذ شماله بيمينه، وأدخل يديه في ثوبه، قال: فإذا أراد أن يركع؛ أخرج يديه، ثم رفعهما، وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع؛ رفع يديه ثم
سجد، ووضع وجهه بين كَفَّيْهِ، وإذا رفع رأسه من السجود أيضًا؛ رفع يديه، حتى فرغ من صلاته. قال محمد (هو ابن جُحادة): فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن (هو البصري)؛ فقال: هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعله مَن فعله، وتركه مَن تركه!
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجُشَمِيُّ: ثنا عبد الوارث بن سعيد: ثنا محمد بن جُحَادة: حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر قال:
كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي؛ فحدثني وائل بن علقمة عن أبي وائل بن حُجْرٍ
…
قال أبو داود: "روى هذا الحديث: همامٌ عن ابن جُحَادة
…
لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود"!
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد أعله المصنف بأن همامًا رواه عن ابن جحادة؛ فلم يذكر فيه رفع اليدين عند الرفع من السجود!
وهذه علة غير قادحة، كما سبق التنبيه عليه مرارًا: أن زيادة الثقة مقبولة، وقد زادها عبد الوارث بن سعيد، وهو ثقة ثبت، كما في "التقريب". فكيف ترد زيادته. لمجرد ترك همام لها -وهو ابن يحيى بن دينار الأزدي- وهو ثقة ربما وهم، كما في "التقريب" أيضًا؟ !
فمن كان من شأنه؟ ! أن يهم -ولو أحيانًا-؛ كيف ترد بروايته زيادة الثقة الثبت؟ !
على أن هذه الزيادة قد جاءت من طريق أخرى عن عبد الجبار، ولها شواهد، كما سنذكر قريبًا.
وقد يُعَلُّ هذا الإسناد بعلة أخرى، وهي الانقطاع؛ فقد ذكر في "التهذيب" عن ابن معين أنه قال:
"علقمة بن وائل عن أبيه مرسل"! واعتمده الحافظ، فقال في ترجمته من "التقريب":
"صدوق؛ إلا أنه لم يسمع من أبيه"!
قلت: وهذا عندنا غير صحيح؛ فقد ثبت سماع علقمة من أبيه لهذا الحديث وغيره، فقال البخاري في "جزء رفع اليدين" (ص 6 - 7): حدثنا أبو نعيم الفضل ابن دُكَيْنٍ: أنبأنا قيس بن سُلَيْمٍ العنبري قال: سمعت علقمة بن وائل بن حجر: حدثني أبي قال:
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكبَّر حين افتتح الصلاة، ورفع يديه، ثم رفع يديه حين أراد أن يركع، وبعد الركوع.
وهذا إسناد صحيح متصل مسلسل بالسماع.
وأخرج مسلم (5/ 109) حديثًا آخر من طريق أخرى عن علقمة بن وائل أن أباه حدثه قال:
إني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث. وسيأتي في الكتاب "الديات" (رقم
…
) [باب الإمام يأمر بالعفو في الدم].
فقد صح سماع علقمة من أبيه، وزالت بذلك هذه العلة، وعاد الحديث صحيحًا لا شبهة فيه؛ ولذلك أخرجه مسلم نحوه، كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن حزم في "المحلى"(4/ 91) من طريق المصنف؛ إلا أنه قال: علقمة بن وائل بدل: وائل بن علقمة.
وهو الصواب كما بينه في "التهذيب"(11/ 110). ويؤيده رواية قيس بن سليم المتقدمة آنفًا.
وأورده الحافظ في "التلخيص"(3/ 279) -برواية المصنف وابن حبان- من حديث محمد بن جُحَادة عن عبد الجبار بن وائل قال:
كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي، فحدثني علقمة بن وائل عن وائل بن حجر
…
به، دون قوله: وإذا رفع رأسه من السجود
…
حتى فرغ من صلاته. ثم قال:
"ورواه ابن خزيمة بلفظ: وضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره".
وأخرج أحمد (4/ 317): حدثنا يزيد: أنا أشعث بن سَوَّار عن عبد الجبار بن وائل بن حُجْر عن أبيه قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان لي من وجهه ما لا أحب أنَّ لي به من وجه رجل من بادية العرب: صليت خلفه، وكان يرفع يديه كلما كبر ورفع ووضع بين السجدتين، ويسلم عن يمينه وعن شماله.
ورجاله ثقات؛ لكنه منقطع؛ لأن عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، كما يدل عليه قوله في حديث الكتاب:
كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي، فحدثني علقمة بن وائل.
لكن قوله هذا يدل على أنه قد أخذ الحديث هذا عن أخيه علقمة عن أبيهما؛ فعاد الحديث بذلك موصولًا.
فهو شاهد قوي للزيادة التي تفرد بها عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جُحَادة؛ وهي رفع اليدين عند الرفع من السجود؛ فإن فيه الرفعَ مع كل تكبيرة.
وله طرق أخرى:
فأخرج الدارمي (1/ 285)، والطيالسي (رقم 1021) من طريق شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البَخْتَرِيِّ يحدث عن عبد الرحمن اليَحْصُبِيِّ عن وائل الحضرمي:
أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان يكبِّر إذا خفض وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلم عن يمينه وعن يساره.
وأخرجه أحمد أيضًا (4/ 316)، وإسناده حسن.
وفي رواية له: مع التكبير. ويأتي الكلام عليها في الحديث الآتي عقب هذا.
وبقية طرق الحديث ذكرتها في "التعليقات الجياد"؛ فلا ضرورة للإعادة، وفيما أوردناه كفاية.
وأما شواهد الحديث؛ فكثيرة أوردتها هناك أيضًا، وسيأتي بعضها في الباب الآتي، وأقتصر هنا على شاهد واحد، وهو من حديث مالك بن الحويرث:
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في صلاته إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود؛ حتى يحاذي بهما فروع أذنيه.
أخرجه النسائي (1/ 165)، وعنه ابن حزم (4/ 92)، وأحمد (3/ 436 و 437 و 5/ 53) من طريق قتادة عن نصر بن عاصم عنه.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وأصله عنده في "صحيحه"، ويأتي في "الكتاب" بعد باب (رقم 730).
وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(2/ 95) مختصرًا بلفظ:
كان يرفع يديه حِيَالَ أذنيه في الركوع والسجود.
وقال الحافظ في "الفتح"(2/ 177):
"وهو أصح ما وقفت عليه من الأحاديث في الرفع في السجود".
فثبت من كل ما تقدم: أن حديث عبد الوارث بن سعيد -في رفع اليدين عند الرفع من السجود- صحيح محفوظ؛ خلافًا لما ذهب إليه المصنف رحمه الله كما سبق!
وحديث همام؛ وصله مسلم (2/ 13)، وأبو عوانة (2/ 97)، والبيهقي (2/ 28 و 71)، وأحمد (4/ 317)
…
قال: حدثنا محمد بن جُحَادة: حدثني عبد الجبار ابن وائل عن علقمة بن وائل ومولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر:
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كَبَّر -وصف همام- حيال أذنيه، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع؛ أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبَّر فركع، فلما قال:"سمع الله لمن حمده"؛ رفع يديه، فلما سجد؛ سجد بين كَفَّيهِ.
715 -
عن عبد الجبار بن وائل: حَدَّثني أهل بيتي عن أبي أنه حدثهم:
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع التكبير.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد -يعني: ابن زُريع-: ثنا المسعودي: ثنا عبد الجبار بن وائل.
قلت: وهذا إسناد رجاله موثقون؛ إلا أن فيه جهالة بين عبد الجبار وأبيه. لكن الحديث صحيح؛ لأن له طرقًا أُخَرَ كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 26) -عن أبي النضر-، وأحمد (4/ 316) -عن وكيع- كلاهما عن المسعودي
…
به.
وله طريق أخرى، فقال أحمد: ثنا وكيع: ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البَخْتَرِيِّ عن عبد الرحمن بن اليَحْصُبِيِّ عن وائل بن حجر الحضرمي قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع التكبير.
وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الرحمن بن اليحصبي، وقد وثقه ابن حبان، وروى عنه ثقتان.
ورواه الدارمي والطيالسي
…
نحوه أتم منه، وقد ذكرنا لفظهما قريبًا في الحديث المتقدم.
وبقية الطرق؛ أوردتها في كتابنا المفرد في "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها" -ونحن الآن في صدد طبع متنه، وسيصدر قريبًا إن شاء الله تعالى (*)، ونرجو أن نوفق لطبعه مع شرحه وتخريجه-، وذكرت فيه للحديث شواهد، منها حديث ابن عمر قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم افتتح التكبير في الصلاة، فرفع يديه حين يكبر؛ حتى يجعلهما حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع فعل مثله، وإذا قال:"سمع الله لمن حمده" فعل مثله
…
الحديث.
أخرجه البخاري (2/ 176) وغيره.
(*) كُتب هذا منذ سنوات طويلة، فقد طُبع الكتاب -بفضل الله تعالى- مرات عديدة؛ آخرها طبعة مكتبة المعارف. (الناشر).
716 -
عن وائل بن حُجر قال:
قلت: لأنظرَنَّ إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي؟ قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبل القبلة فكبر؛ فرفع يديه حتى حاذتا أُذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع؛ رفعهما مثل ذلك، ثم وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع؛ رفعهما مثل ذلك، فلما سجد؛ وضع رأسه بذلك المنزل من بين يديه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحَدَّ مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثنتين وحَلَّقَ حلقة، ورأيته يقول هكذا، وحلق بشر (وهو ابن المُفَضَّل) الإبهامَ والوسطى، وأشار بالسبابة.
(قلت: إسناده صحيح، وقد صححه جماعة، يأتي ذكرهم في الرواية التالية والحديث يأتي برقم (884)):
إسناده: حدثنا مسدد: نا بشر بن المُفَضَّلِ عن عاصم بن كُلَيْبٍ عن أبيه عن وائل بن حجر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال "الصحيح"؛ غير كليب -وهو ابن شهاب الجرمي الكوفي-، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر، وفد قيل: إنه صحابي! وبين خطأ ذلك: الحافظ في "الإصابة".
والحديث أخرجه النسائي (1/ 186): أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: أنبأنا بشر بن المفضل
…
به.
وروى منه ابن ماجة (1/ 270 - 271) -من طريق أخرى عن بشر- قوله:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فأخذ شماله بيمينه.
ورواه زائدة بن قدامة عن عاصم
…
به نحوه.
717 -
وفي رواية
…
بإسناده ومعناه؛ قال فيه:
ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفِّهِ اليسرى والرُّسْغِ والساعد
…
وقال فيه: ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد شديد، فرأيت الناس عليهم جُلُّ الثياب، تَحرَّكُ أيديهم تحت الثياب.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي، وقال ابن القيم: "حديث صحيح". وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: نا أبو الوليد: نا زائدة عن عاصم بن كليب
…
بإسناده ومعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير كليب، وهو ثقة كما تقدم. ولذا قال النووي في "المجموع" (3/ 312):
"رواه أبو داود بإسناد صحيح". وقال ابن القيم في "زاد المعاد"(1/ 85):
"حديث صحيح".
والحديث أخرجه النسائي (1/ 141 و 187)، والدارمي (1/ 314 - 315)، وابن الجارود (208)، وابن حبان (485)، والبيهقي (2/ 27 - 28 و 28 و 132)، وأحمد (318) من طرق عن زائدة
…
به.
ورواه ابن خزيمة وابن حبان؛ أي: في "صحيحيهما"؛ كما في "التلخيص"(3/ 280 - 281). وقال في "الفتح"(2/ 178):
"وصححه ابن خزيمة وغيره".
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(ص 11) من هذا الوجه ببعض اختصار.
وأخرجه النسائي أيضًا (1/ 126 و 173 و 186)، وابن ماجة (1/ 270 - 271)، والشافعي في "الأم"(1/ 90 - هامش)، وفي "اختلاف الحديث"(7 /) -المطبوع على هامش "الأم"-، والطيالسي (رقم 1020)، والبيهقي (2/ 111 و 131)، وأحمد (4/ 316 و 317 و 318 و 319)، والبخاري في "رفع اليدين"(ص 10) من طرق أخرى عن عاصم
…
به؛ بعضهم مختصرًا وبعضهم مطولًا نحوه.
قلت: وفي حديث زائدة بيان صفة الإشارة، قال:
فرأيته يحركها؛ يدعو بها.
(تنبيه): لِيُعَلَمْ أن قوله في الحديث: وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد
…
لازمه أنه وضعهما على صدره، وهذا قد صَرَّحَ به علقمة عن أبيه وائل: عند ابن خزيمة في "صحيحه"؛ كما نقلناه عند الكلام على حديثه المتقدم (رقم 714)(ص 310).
(تنبيه آخر): في حديث زائدة هذا زيادة في آخره بلفظ:
ثم رفع أصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها.
وعند أحمد ومن قبله من طرق كثيرة عن زائدة.
وعند ابن حبان (1857): من طريق أبي الوليد الطيالسي شيخ شيخ المصنف عنه.
وقد روي من حديث عبد الله بن الزبير:
أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يحركها.
وهو حديث معلول؛ ولذلك أوردته في الكتاب الآخر رقم (175).
ولم يتنبَّه لعلته المعلِّقُ على "شرح السنة" للبغوي، فجرى على ظاهر إسناده؛ فقوّاه! ولو أنه تتبع طرقه، ولم يقلِّد في ذلك غيره؛ لتبينت له علته إن شاء الله تعالى!
718 -
عن وائل بن حجر قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح الصلاة؛ رفع يديه حِيالَ أُذنيه. قال: ثم أتيتهم؛ فرأيتهم يرفعون أيديَهُمْ إلى صدورهم في افتتاح الصلاة؛ وعليهم برانِسُ وأكسية.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: نا شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أن شريكًا -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ؛ لكنه لم يتفرد بمعنى هذا الحديث؛ بل تابعه غيره كما يأتي، فكان الحديث من الصحيح لغيره.
والحديث رواه زائدة عن عاصم
…
به نحوه، وهو الذي في الكتاب قبل هذا.
ورواه ابن عيينة، فقال الشافعي (1/ 90): أخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب قال: سمعت أبي يقول: حدثني وائل بن حجر قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة يرفع يديه
…
الحديث؛ وفيه قال وائل: ثم أتيتهم في الشتاء؛ فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس.