الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إليه آنفًا.
ورواه ابن حبان في "صحيحه"(4/ 52) من طريق إسحاق الأزرق عن سفيان.
34 - باب في الدعاء بين الأذان والإقامة
534 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُرَدُّ الدعاءُ بين الأذان والإقامة".
(قلت: حديث صحيح، وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح".
أخرجه ابن خزيمة وابن حبان (1694) في "صحيحيهما").
إسناده: ثنا محمد بن كثير: نا سفيان عن زيد العَمِّي عن أبي إياس عن أنس بن مالك.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير زيد العمي -وهو ابن الحَوَارِي-، وهو مِمَّن اختلفت فيه أقوال الأئمة؛ لكن الجمهور على تضعيفه؛ وذلك لضعف في حفظه. وقد قال ابن عدي:
"عامة ما يرويه ضعيف، على أن شعبة قد روى عنه، ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه". ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأنه:
"ضعيف"، لكن لم يتفرد بهذا الحديث كما يأتي؛ فكان صحيحًا.
وأبو إياس: هو معاوية بن قرة.
وسفيان: هو الثوري.
والحديث أخرجه البيهقي (1/ 410) من طريق المصنف.
وأخرجه الترمذي (1/ 415 - 416) و (2/ 279 - طبع بولاق)، وأحمد (3/ 119) من طرق عن سفيان
…
به.
وخالفهم يحيى بن اليمان عن سفيان؛ فزاد في آخره:
قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ ! قال:
"سَلُوا الله العافية في الدنيا والآخرة".
أخرجه الترمذي، وقال:
"حديث حسن".
قلت: كلا؛ فهو بهذه الزيادة ضعيف؛ لأنه تفرد بها ابن اليمان، وهو ضعيف الحفظ.
وأما الحديث بدونها فصحيح. وقد قال الترمذي أيضًا:
"حديث حسن صحيح. وقد رواه أبو إسحاق الهمداني عن بُرَيْدِ بن أبي مريم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
مثل هذا"؛ يعني رواية الجماعة عن سفيان. وزاد في المكان الآخر:
"وهذا أصح". وقال المنذري في "مختصره":
"وأخرجه الترمذي والنسائي في "اليوم والليلة"، وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه النسائي من حديث يزيد [كذا بالمثناة! وهو تصحيف، والصواب: بريد، بضم الباء الموحدة] بن أبي مريم عن أنس؛ وهو أجود من حديث معاوية بن قُرَّة، وقد روي عن قتادة عن أنس موقوفًا".
قلت: وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء"(1/ 274):
"رواه أبو داود والنسائي في "اليوم والليلة " والترمذي -وحسنه- من حديث أنس. وضعفه ابن عدي وابن القطان. ورواه في "اليوم والليلة" -بإسناد آخر جَيِّد- وابن حبان في "صحيحه" والحاكم -وصححه-".
قلت: وقد أخرجه ابن السُّنِّيِّ في "اليوم والليلة"(رقم 100) من طريق النسائي، وإسناده هكذا: أخبرنا أبو عبد الرحمن: أخبرنا إسماعيل بن مسعود: ثنا يزيد بن زُرَيْعٍ: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن بُرَيْدِ بن أبي مريم
…
به؛ وزاد في آخره:
"فادعوا".
وكذا أخرجه أحمد (3/ 155) من طريقين عن إسرائيل.
وهذا إسناد صحيح، فإن بريدًا ثقة بلا خلاف. وبقية الرجال ثقات مشهورون.
وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وقد تابعه ابنه يونس فقال: ثنا بريد بن أبي مريم
…
به.
أخرجه أحمد أيضًا (3/ 225)؛ وهو صحيح أيضًا.
والحديث عزاه المنذري في "الترغيب"(1/ 115) لابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"! وإنما أخرجاه من هذه الطريق الصحيح، كما في "التلخيص"(3/ 206).
وعزاه العراقي -كما سبق- للحاكم! ولم أجده عنده بهذا اللفظ؛ وإنما أخرجه بلفظ:
"الدعاء مستجاب ما بين النداء".