الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله طريق أخرى عن أبي سلمة؛ وهو:
708 -
عن عائشة أنها قالت:
كنت أنام وأنا معترضة في قِبْلَةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فيصلِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أمَامَهُ، إذا أراد أن يوتر (زاد في رواية: غمزني فقال: "تَنَحَّيْ").
(قلت: إسناده حسن صحيح).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا القعنبي: ثنا عبد العزيز -يعني: ابن محمد؛ وهذا لفظه- عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة
…
زاد عثمان: غمزني -ثم اتفقا-، فقال:
"تَنَحَّيْ".
قلت: وهذا إسناد حسن؛ لأن مداره على محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة ابن وقاص المدني-؛ لكنه قد توبع كما سبق؛ فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 276) من طريق المصنف.
وأخرجه أحمد (6/ 182): ثنا يزيد قال: أنا محمد بن عمرو
…
به نحو رواية عثمان، وزاد: برجله. وأخرجه الطحاوي (1/ 267) من طريق زائدة عنه.
111 - باب من قال: الحمار لا يقطع الصلاة
709 -
عن ابن عباس قال:
جئت على حمار (وفي رواية: أقبلت راكبًا على أتان)، وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنىً، فمررت بين يدي
بعض الصَّفِّ، فنزلت، فأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم يُنْكِرْ ذلك أحَدٌ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجاه هما وأبو عوانة في "صحاحهم". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").
قال أبو داود: "وهذا لفظ القعنبي، وهو أتم. قال مالك: وأنا أرى ذلك واسعًا إذا قامت الصلاة"(1).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: جئت على حمار. (ح) وثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه قال:
أقبلت راكبًا على أتان؛ وأنا يومئذٍ
…
قال أبو داود: "وهذا لفظ القعنبي، وهو أتم".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث ساقه المصنف من وجهين عن الزهري:
الأول: عن سفيان عنه.
والآخر: عن مالك عنه، وهذا قد أخرجه في "الصلاة" من "الموطأ"(1/ 171).
(1) قلت: ونص مالك في "الموطأ" عقب الحديث:
"عن مالك: أنه بلغه أن سعد بن أبي وقاص كان يمر بين يدي بعض الصف والصلاة قائمة. قال مالك: وأنا أرى ذلك واسعًا إذا أقيمت الصلاة، وبَعْدَ أن يُحْرِمَ الإمام، ولم يجد المرء مدخلًا إلى المسجد إلا بين الصفوف".
ومن طريقه: أخرجه البخاري (1/ 139 - 140 و 453)، ومسلم (2/ 57)، وأبو عوانة (2/ 55)، والطحاوي (1/ 266)، والبيهقي (2/ 277)، وأحمد (رقم 3184 و 3185) من طرق عن مالك
…
به. وزاد البخاري في رواية من طريق إسماعيل بن أبي أويس عنه:
يصلي بمنى إلى غير جدار.
وعزا البيهقي هذه الرواية إلى كتاب "المناسك" من "الموطأ"! ولم أجدها فيه في "موطأ يحيى بن يحيى الليثي"، فلعله في "موطأ" غيره.
وروى البزار هذه الزيادة بلفظ:
والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة ليس شيء يستره.
ثم تبين أنها بسند آخر لا يصح، كما بينته في "الضعيفة"(رقم 5814).
وأما الوجه الأول: فأخرجه أحمد (رقم 1891): حدثنا سفيان
…
به؛ ولفظه:
جئت أنا والفضل؛ ونحن على أتان؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بعرفة، فمررنا على بعض الصف، فنزلنا عنها وتركناها ترتع، ودخلنا في الصف، فلم يقل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا.
وكذا رواه مسلم وأبو عوانة، والنسائي (1/ 123)، والدارمي (1/ 329)، والطحاوي، والبيهقي من طرق عن سفيان
…
به؛ إلا أن الدارمي قال: بمنى أو بعرفة.
وهذا يدل على أن سفيان كان يتردد بين اللفظين. والصواب منهما اللفظ الأول؛ لموافقته لرواية مالك وغيره كما يأتي.
ولذلك جزم الحافظ في "الفتح" بأن قول ابن عيينة: بعرفة! شاذ.
وأخرجه مسلم وأبو عوانة والطحاوي من طريق يونس عن ابن شهاب بلفظ مالك، وزاد:
في حجة الوداع.
ورواه معمر عن الزهري فقال:
في حجة الوداع أو يوم الفتح.
أخرجه مسلم وأبو عوانة والترمذي (2/ 160 - 161) -وصححه-، وأحمد (رقم 3454) من طرق عنه. قال الحافظ:
"وهذا الشك من معمر لا يُعَوَّل عليه؛ والحق أن ذلك كان في حجة الوداع".
وأخرجه البخاري (4/ 57)، وأحمد (رقم 2376) من طريق ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال: أخبرني عبيد الله .. به؛ بلفظ:
710 -
عن أبي الصَّهْبَاء قال:
تذاكرنا ما يقطع الصلاة عند ابن عباس، فقال: جئت أنا وغلام من بني عبد المطلب على حمار؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فنزل ونزلتُ، وتركنا الحمار أمام الصف، فما بالاه. وجاءت جاريتان من بني عبد المطلب، فدخلتا بين الصف؛ فما بالى ذلك.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو عوانة عن منصور عن الحكم عن يحيى الجَزَّار عن أبي الصهباء.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال "الصحيح"؛ غير أبي الصهباء -واسمه: صهيب-؛ وهو ثقة كما قال أبو زرعة.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وله ذكر في "صحيح مسلم" (5/ 49). وأما النسائي فقال:
"ضعيف"!
وهذا جرح مبهم، فلا يُقْبَلُ.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (2/ 24 / 837)، وأبو يعلى (5/ 133 / 2749)، وعنه ابن حبان (2374 - الإحسان)، والطبراني في "الكبير"(12/ 201 / 12892) من طرق عن منصور
…
به.
ورواه الطيالسي (رقم 2762) قال: حدثنا شعبة عن الحكم
…
به نحوه.
ومن طريقه: أخرجه البيهقي (2/ 277).
وأخرجه النسائي (1/ 123)، وأحمد (3167) -بتمامه-، والطحاوي (1/ 266) -القصة الأولى منه-، وأحمد أيضًا (2095) -القصة الأخرى- من طرق أخرى عن شعبة
…
به.
ولشعبة فيه شيخ آخر: رواه أحمد (2258 و 2295) من طريقين عنه عن عمرو بن مرة عن يحيى الجزار قال: قال ابن عباس
…
به.
وهذا منقطع؛ لأنه إنما يرويه ابن الجزار عن أبي الصهباء عنه، كما رواه الحكم عنه عند المصنف وغيره.
وروى أحمد (1965) من طريق الحجاج عن الحكم عن يحيى الجزار عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صلى في فضاء، ليس بين يديه شيء.
والحجاج: هو ابن أرطاة؛ وهو مدلس.
وقد خالفه في إسناده: منصور وشعبة وجرير أيضًا، كما يأتي؛ فرووه عن الحكم
…
به موصولًا بذكر صهيب في إسناده، لكنهم لم يذكروا في حديثهم: ليس بين يديه شيء.
لكن يشهد لها ما تقدم في الكلام على الحديث من طريق البخاري بلفظ: يصلي بمنى إلى غير جدار.
فإنه بمعناها في الظاهر (1). والله أعلم.
وللحديث طريق أخرى في "المسند"(رقم 2222) من طريق الحسن العُرَني قال: ذكر عند ابن عباس: "يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة
…
" الحديث نحوه؛ وفيه قصة أخرى ثالثة.
وأخرجها ابن ماجة (1/ 304) من هذا الوجه، وهو منقطع، وتقدمت في الكتاب (رقم 702) من طريق آخر صحيح.
وللقصة الأولى طريق ثالثة: عند أحمد (3019 و 3306)؛ وهو حسن.
711 -
وفي رواية
…
بهذا الحديث بإسناده؛ قال: فجاءت جاريتان من بني عبد المطلب اقتتلتا؛ فأخذهما -قال عثمان-، ففرّع بينهما -وقال داود: فنزع إحداهما من الأخرى-، فما بالى ذلك (2).
(قلت: إسناده صحيح).
(1) وهو مرجوعٌ عنه؛ كما شرحه المؤلّف رحمه الله في المصدر المذكور -قريبًا - (ص 300)؛ فليراجع. (الناشر).
(2)
تم الجزء الرابع، ويتلوه الجزء الخامس من تجزئة الخطيب رحمه الله.