الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ غير رفاعة بن يحيى؛ وقد وثقه ابن حبان، وروى عنه جماعة من الثقات. وقال الحافظ فيه:"صدوق".
وأما معاذ بن رفاعة؛ فقد تكلم فيه الأزدي بغير حجة؛ مع أن البخاري قد أخرج له!
والحديث أخرجه النسائي (1/ 147)، والترمذي (2/ 254 - 255) عن قتيبة.
وأخرجه البيهقي (2/ 95) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل: ثنا سعيد ابن عبد الجبار البصري -من كتابه-: أخبرني رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي أبو يزيد إمام المسجد
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن".
120 - باب من رأى الاستفتاح بـ: "سبحانك اللهم وبحمدك
"
748 -
عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبَّر، ثم يقول:
"سبحانك اللهم! وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول:"لا إله إلا الله" ثلاثًا، ثم يقول:
"الله أكبر كبيرًا" -ثلاثًا- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ من همزه ونفخه ونفثه" ثم يقرأ.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا عبد السلام بن مُطَهَّر: نا جعفر عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري.
قال أبو داود: "وهذا الحديث؛ يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن
…
مرسلًا، الوهم من جعفر"!
قلت: وهذا إسناد صحيح عندي، رجاله ثقات رجال "الصحيح"؛ غير علي ابن علي الرفاعي، وهو ثقة كما قال ابن معين وأبو زرعة ووكيع وغيرهم. وقال أحمد:
"لم يكن به بأس؛ إلا أنه يرفع أحاديث".
قلت: وهذا لا يسقط الاحتجاج بحديثه؛ لأن غاية ما فيه: أنه أخطأ أحيانًا فرفع أحاديث موقوفة، ومن ذا الذي لا يخطيء؟ ! فالحق أنه صحيح الحديث؛ إلا إن ظهر خطؤه.
وجعفر: هو ابن سليمان الضُّبَعِي.
والمصنف رحمه الله أعل الحديث بأنه روي مرسلًا، وأن جعفر بن سليمان وهم فيه فرواه موصولًا!
وهذا ليس بشيء عندنا؛ لأن جعفرًا ثقة عند ابن معين وابن سعد وابن المديني وغيرهم، وغاية ما قيل فيه: أنه كان يتشيع. وهذا لا يضر في روايته بعد ثبوت عدالته وصدقه. وقد قال البزار:
"لم أسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث، ولا في خطأ فيه؛ إنما ذكرت عنه شيعيَّته، وأما حديثه فمستقيم".
والحديث أخرجه الطحاوي (1/ 116): حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: ثنا
أبو ظَفَرٍ عبد السلام بن مطهر
…
به.
ثم أخرجه هو، والنسائي (1/ 143)، والترمذي (2/ 9 - 10)، والدارمي (1/ 284)، وابن ماجة (1/ 268)، والدارقطني (ص 112)، والبيهقي (2/ 34)، وأحمد (3/ 50)، وابن خزيمة (467) من طرق أخرى عن جعفر
…
به. وقال الترمذي:
"وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب". قال:
"وقد تُكُلِّم في إسناده، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي. وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث"!
قلت: لا شك عندنا في أن الحديث صحيح، وقد عرفت الجواب عمَّا أُعِلَّ به، لا سيما وأن له شواهد كثيرة تقويه؛ منها حديث عائشة، وقد أورده المصنف عقبه، وهو:
749 -
عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال:
"سبحانك اللهم! وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
(قلت: حديث صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا حسين بن عيسى: نا طَلْقُ بن غَنّامٍ: نا عبد السلام بن حَرْبٍ المُلائي عن بُدَيْلِ بن مَيْسَرةَ عن أبي الجَوْزَاء عن عائشة.
قال أبو داود: "وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم
يروه إلا طلق بن غَنَّام. وقد روى قصة الصلاة عن بديل: جماعة؛ لم يذكروا فيه شيئًا من هذا"!
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ لكنه منقطع؛ فإن أبا الجوزاء لم يسمع من عائشة، كما قال البزار، وسنذكر نص كلامه في ذلك عند حديث عائشة الآخر (رقم 752). وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 303):
"ورجال إسناده ثقات؛ لكن فيه انقطاع".
قلت: فهذا هو علة الحديث الحقيقية؛ ولولاها لكان إسناده صحيحًا.
وأما إعلال المصنف بتفرد طلق بن غَنَّام به؛ فليس بعلة قادحة؛ قال ابن التركماني:
"وقال صاحب "الإمام" ما ملخصه: طلق؛ أخرج له البخاري في
"صحيحه"، وعبد السلام وثقه أبو حاتم، وأخرج له الشيخان في "صحيحيهما"، وكذا من فوقه إلى عائشة، وكونه ليس بمشهور عن عبد السلام؛ لا يقدح فيه، إذا كان راويه عنه ثقة، وكون الجماعة لم يذكروا عن بديل شيئًا من هذا؛ قد عرف ما يقوله أهل الفقه والأصول فيه، ويحتمل أن يقال: هما حديثان؛ لتباعد ألفاظهما".
والحديث الآخر: هو حديث عائشة الذي أشرنا إليه آنفًا.
والحديث أخرجه الدارقطني (ص 112) من طريق المصنف، وقال:
"قال أبو داود: لم يروه عن عبد السلام غير طلق بن غَنَّام. وليس هذا الحديث بالقوي"!
وأخرجه الحاكم (1/ 235)، وعنه البيهقي (2/ 33 - 44) من طريق العباس بن محمد الدُّوري: ثنا طلق بن غَنَّام
…
به. وقال الحاكم: