الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرطهما؛ وأبو بشر: اسمه جعفر بن إياس.
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 95) من طريق أخرى عن هشيم
…
به.
وأحمد (رقم 2652) من طريق شعبة عن أبي بشر
…
به.
ولشعبة فيه شيخ آخر عن سعيد بن جبير؛ وسيأتي في "صلاة الليل"(رقم 1228).
وله في "المسند" طريقان آخران عن ابن جبير (رقم 3389 و 3490 و 3552).
وثالث: عند المصنف فيما يأتي.
69 - باب إذا كانوا ثلاثة؛ كيف يقومون
؟
625 -
عن أنس بن مالك قال:
إن جدته مُلَيْكَة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته، فأكل منه، ثم قال:"قوموا فلأصلي لكم".
قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسودَّ من طول ما لُبِسَ، فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا؛ فصلى لنا ركعتين، ثم انصرف.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرطهما؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في "الموطأ"(1/ 168).
ومن طريقه: أخرجه البخاري (1/ 388 - 389)، ومسلم (2/ 127)، وأبو عوانة (2/ 73)، والنسائي (1/ 129)، والترمذي (1/ 454 - 455)، والطحاوي (1/ 181)، والبيهقي (3/ 96)، وأحمد (3/ 129 و 164) من طرق أخرى عن مالك
…
به.
وللدارمي منه (1/ 319): الصلاة على الحصير فقط؛ وهو رواية لأحمد (3/ 179) من طريق أخرى عن إسحاق.
ثم أخرجه هو (1453 و 226)، والبخاري (2/ 168)، وأبو عوانة (2/ 75) من طرق أخرى عن إسحاق
…
به مختصرًا أتم من حديث الدارمي.
ولأنس قصة أخرى نحو هذه، سبقت قبل باب (رقم 621 و 622).
626 -
عن الأسود [وهو ابن يزيد النَّخَعِيُّ] قال:
استأذن علقمة والأسود على عبد الله، وقد كنا أطلنا القعود على بابه، فخرجت الجارية، فاستأذنت لهما، فأذن لهما، ثم قام فصلى بيني وبينه، ثم قال:
هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرح المرفوع منه: مسلم وأبو عوانة في
"صحيحيهما").
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا محمد بن فُضَيْلٍ عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال
…
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير هارون بن عنترة؛ وهو ثقة.
وتناقض فيه ابن حبان! واختلف النقل عن الدارقطني؛ ففي "التهذيب":
"وقال البرقاني: سألت الدارقطني عن عبد الملك بن هارون بن عنترة؟ فقال: متروك يكذب، وأبوه يحتج به، وجدّه يعتبر به"!
وكذا في "الميزان" في ترجمة هارون هذا. وأما في ترجمة ابنه عبد الملك؛ فقال: إنه "يروي عن أبيه. قال الدارقطني: هما ضعيفان".
وأقره في "اللسان".
وأما ما نقله الزيلعي (2/ 33) عن النووي أنه قال:
"فيه هارون بن عنترة، وهو وإن وثقه أحمد وابن معين؛ فقد قال الدارقطني: هو متروك كان يكذب"!
فإنه نقل خطأ عن الدارقطني؛ فإنما قال هذا في (عبد الملك) ابن المترجم، كما نقلناه آنفًا من الكتب الموثوقة! والله أعلم. وقال المنذري في "مختصره":
"وفي إسناده هارون بن عنترة، وقد تكلم فيه بعضهم. وقال أبو عمر النِّمَري: وهذا الحديث لا يصح رفعه، والصحيح فيه عندهم التوقيف على ابن مسعود: أنه كذلك صلى بعلقمة والأسود. وهذا الذي أشار إليه أبو عمر؛ قد أخرجه مسلم في "صحيحه"، وهو موقوف".
قلت: قد أخرجه مسلم مرفوعًا أيضًا كما سنبينه.
وهارون بن عنترة؛ لم يتكلم فيه غير الدارقطني وابن حبان؛ مع أنهما وثقاه أيضًا؛ فالأخذ بتوثيقهما إياه أولى؛ لأمرين:
الأول: أنه جرح غير مفسر.
والآخر: أنه موافق لحكم الأئمة الآخرين عليه بالثقة.
ثم إنه لم يمرد به؛ بل قد تابعه محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود، ومنصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود، كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (رقم 4030): حدثنا ابن فضيل
…
به.
وأخرجه النسائي (1/ 128 - 129) من طريق أخرى عن ابن فضيل
…
به؛ لكن لم يقل: عن أبيه! فصار ظاهره الانقطاع!
وليس كذلك؛ بل هو متصل؛ بدليل رواية المصنف والنسائي؛ وفيه عنده زيادة في أوله.
وأخرجه الطحاوي (1/ 181)، والبيهقي (3/ 98)، وأحمد (رقم 4311) من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود.
فهذه متابعة قوية لهارون بن عنترة.
وقد أعله النووي -كما في "نصب الراية"(2/ 34) - بقوله:
"وابن إسحاق مشهور بالتدليس، وقد عنعن، والمدلس إذا عنعن لا يحتج به بالاتفاق"!
قلت: قد صرح بسماعه في رواية لأحمد (رقم 4386): حدثنا يعقوب:
حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: وحدثني عبد الرحمن بن الأسي بن يزيد النخعي قال:
دخلت أنا وعمي علقمة على عبد الله بن مسعود بالهاجرة، قال: فأقام الظهر ليصلِّي، فقمنا خلفه، فأخذ بيدي ويد عمي، ثم جعل أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره، ثم قام بيننا، فصففنا خلفه صفًّا واحدًا، قال: ثم قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا كانوا ثلاثة
…
الحديث.
فزالت شبهة التدليس، وعاد الحديث صحيحًا لا شبهة فيه.
وتابعه أيضًا أبو إسحاق عن ابن الأسود عن علقمة والأسود:
أنهما كانا مع ابن مسعود، فحضرت الصلاة، فتأخر علقمة والأسود، فأخذ ابن مسعود بأيديهما، فأقام أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ثم ركعا، فوضعا أيديهما على ركبهما وضرب أيديهما، ثم طبَّق بين يديه وشبَّك، وجعلهما بين فخذيه، وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعله.
أخرجه أحمد (رقم 3927 و 3928) من طريق إسرائيل عنه.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي؛ وأبو إسحاق هو جده.
ولإسرائيل فيه إسناد آخر:
رواه مسلم (2/ 69)، وأبو عوانة (2/ 166) من طريق عبيد الله بن موسى عنه عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود
…
به مثل حديثه عن جده؛ إلا أنه قال في آخره:
فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ.