الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما شاهد الحديث؛ فهو من حديث علي بن شَيْبان.
أخرجه ابن ماجة وغيره بسند صحيح.
99 - باب الرجل يركع دون الصف
684 -
عن الحسن أن أبا بكرة حَدَّث:
أنه دخل المسجد؛ ونبيُّ الله صلى الله عليه وسلم راكع. قال: فركعت دون الصف.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"زادك الله حرصًا؛ ولا تَعدْ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري).
إسناده: حدثنا حميد بن مَسعَدة أن يزيد بن زريع حدثهم: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن زياد الأعلم: ثنا الحسن.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير حميد بن مسعدة، فهو من رجال مسلم.
والحسن: هو البصري، وقد صرح بسماعه من أبي بكرة؛ فإن قوله: حَدَّث
…
المراد به: حدث أبو بكرة الحسن.
وقد جاء في بعض الروايات عن المصنف -كما يأتي-: حدثه؛ وكذا عند غيره، فزالت شبهة تدليسه.
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 106)، وابن حزم (4/ 57) من طريق المصنف؛ وقع عندهما: حدثه. غير أن مصحح "المحلى" أفسد الأصل؛ فجعله: حدث! وعلق
عليه بقوله:
"في الأصل: (حدثه)، وصححاه من "أبي داود" (1 ص 254) "!
وهذا تسرع منه؛ فإنه جائز أن يكون في بعض أصول "السنن"، كما وقع في أصل "المحلى"! ويؤيد ذلك رواية البيهقي هذه. ويزيده تأييدًا: أن الحافظ قال في "الفتح":
"وقد أعله بعضهم بأن الحسن عنعنه. وقيل: إنه لم يسمع من أبي بكرة، وإنما يروي عن الأحنف عنه. ورُدَّ هذا الإعلال برواية سعيد بن أبي عروبة عن الأعلم قال: حدثني الحسن أن أبا بكرة حدثه: أخرجه أبو داود والنسائي".
فهذا يدل على أنه قد وقع في بعض الأصول المعتمدة من "السنن": حدثه؛ كما في رواية البيهقي وابن حزم عن المصنف؛ فإن الحافظ ما كان لينقل عن نسخة غير صحيحة ومعتمدة.
ويؤيد صحة ذلك: أن النسائي قد أخرج الحديث في "سننه"(1/ 139)
…
بإسناد المصنف هذا، مصرحًا بالتحديث، كما نقله الحافظ عنه؛ فإذا ثبت ذلك؛ فهي زيادة معتبرة، يجب قبولها؛ وبها يندفع الإعلال السابق.
وأما دعوى أن الحسن لم يسمع من أبي بكرة شيئًا؛ فهي باطلة؛ فقد سمع منه غير ما حديث، كما أثبتنا ذلك في حديث آخر للحسن عن أبي بكرة، تقدم (رقم 227).
ثم إن الحديث أخرجه الطحاوي (1/ 230) من طريق الحِمَّاني قال: ثنا يزيد ابن زريع
…
به.
وأخرجه البخاري (2/ 213)، والبيهقي (2/ 90 و 3/ 106)، وأحمد (5/ 45) من طريق هَمّام عن الأعلم
…
به.
وأخرجه أحمد (5/ 39) من طريق أشعث عن زياد
…
به.
ثم أخرجه هو (5/ 46)، والطيالسي (رقم 876)، والبخاري في "جزء القراءة"(ص 17)، والطبراني في "الصغير"(ص 214) من طرق أخرى عن الحسن
…
به نحوه.
وله في "المسند"(5/ 42 و 50) طريقان آخران عن أبي بكرة؛ بسندين حسنين.
وقد ورد الحديث عن الأعلم من طريق آخر بزيادة فيه؛ وهو:
685 -
عن الحسن:
أن أبا بكرة جاء؛ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم راكع، فركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف. فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته قال:
"أيُّكُمُ الذي ركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف؟ ! "
فقال أبو بكرة: أنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"زادك الله حرصًا؛ ولا تَعُدْ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد: أنا زياد الأعلم عن الحسن.
قال أبو داود: "زياد الأعلم: زياد بن فلان بن قرة؛ وهو ابن خالة يونس بن عبيد".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم أيضًا؛ وحماد: هو ابن سلمة.