الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حينئذ من هنا إلى الكتاب الآخر، غير أن تصريح الحافظ بأن إسناده واه قد يشعر بأن فيه علة أخرى. والله أعلم (1)
وأخرج الدارقطني (ص 196) من طريق عبد الأعلى أنه سمع محمد ابن الحنفية يقول:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي إلى رجل، فأمره أن يعيد الصلاة، قال: يا رسول الله! قد أتممتُ الصلاة؟ فقال:
"إنك صليت وأنت تنظر إليه مستقبله".
وعبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي، ثم هو مرسل؛ لكن وصله البزار من طريقه بذكر علي رضي الله عنه فيه؛ كما في "المجمع".
105 - باب الدُّنُوِّ من السُّتْرة
692 -
عن سهل بن أبي حَثْمة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا صلى أحدكم إلى سُترة؛ فليدن منها؛ لا يَقْطَعِ الشيطانُ عليه صلاتَهُ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقال الحاكم:"حديث صحيح على شرطهما"، ووافقه الذهبي، وقال النووي:"إسناده صحيح"، قال ابن القيم:"رجال إسناده رجال مسلم"، وقوّاه البيهقي.
وأخرجه ابن حبان وابن خزيمة في "صحيحيهما").
(1) قلت: ثم وقفت على إسناده. فإذا هو حسن؛ لا علة قادحة فيه؛ كما بينته في "الإرواء"(375). فلينقل.
إسناده: حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان: نا سفيان. (ح) وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة وحامد بن يحيى وابن السَّرْح قالوا: ثنا سفيان عن صفوان بن سُلَيْم عن نافع بن جبير عن سَهْلِ بن أبي حثمة.
قال أبو داود: "ورواه واقد بن محمد عن صفوان عن محمد بن سهل عن أبيه، أو عن محمد بن سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: عن نافع بن جُبَيْر عن سهل بن سعد. واختلف في إسناده".
قلت: إسناده صحيح على شرطهما، ولا يعله رواية من رواه على خلاف رواية سفيان -وهو ابن عيينة -كما علقه المصنف؛ فقد قال البيهقي -بعد أن نقل ذلك عنه، ووصل بعضه-:
"قد أقام إسناده سفيانُ بن عيينة، وهو حافظ حجة".
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 272) من طريق المصنف.
وأخرجه أحمد (4/ 2): ثنا سفيان بن عيينة
…
به.
ورواه النسائي (1/ 122)، والطحاوي (1/ 265)، وابن حبان في "صحيحه"(رقم 409 - موارد)، وابن خزيمة (503)، والحاكم (1/ 251) -وقال:"حديث صحيح على شرطهما"، ووافقه الذهبي- من طرق عن سفيان
…
به.
وصححه النووي (3/ 245)، وابن القيم في "التهذيب".
693 -
عن سهل [وهو ابن سعد الساعدي] قال:
كان بين مَقَامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبين القبلة مَمَرُّ عَنْزٍ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجاه وكذا أبو عوانة في
"صحاحهم"؛ بلفظ: مُصَلَّى؛ وهو الصواب).
إسناده: حدثنا القعنبي والنفيلي: قالا: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم: أخبرني أبي عن سهل.
قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه البخاري (1/ 455)، ومسلم (2/ 58 - 59)، وابن خزيمة (804)، والبيهقي (2/ 272) من طرق أخرى عن عبد العزيز
…
به؛ بلفظ: مصلى؛ بدل: مقام.
وكذلك أخرجه أبو عوانة (2/ 55 - 57).
فهذا اللفظ -الذي عند المصنف- شاذ عندي!
ويؤيد ذلك: أن (المقام): هو المكان الذي كان يقوم فيه عليه الصلاة والسلام؛ فعلى هذا؛ لا يمكنه صلى الله عليه وسلم أن يسجد وبينه وبين الجدار ممر عنز أو شاة، كما عند الآخرين؛ لأنها مسافة ضيقة قدر ذراع!
وأما على رواية الجماعة: مصلى؛ فلا إشكال فيه؛ لأنه يمكن تفسيره بموضع السجود. وبذلك جزم النووي في "شرح مسلم".
وأما الحافظ؛ فقد أبعد النُّجْعَة، وأفسد معنى هذه الرواية؛ حيث جعل الرواية الشاذة مفسرة لها! وقد ثبت في "البخاري" وغيره:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى في الكعبة؛ كان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع.
وهذا هو الممكن المعقول.