الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سهل -يعني: عثمان بن حكيم-: ثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم.
والحديث في "مسند أحمد"(رقم 491)
…
بهذا السند.
وأخرجه هو (رقم 408)، ومسلم في "صحيحه"(2/ 125)، وأبو عوانة (2/ 4)، والترمذي (1/ 433)، من طرق أخرى عن سفيان
…
به.
وقد تابعه عبد الواحد بن زياد عن عثمان بن حكيم: عند مسلم وأبي عوانة.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وهو في "الموطأ"(1/ 152 - 153) من طريق محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة
…
به موقوفًا على عثمان.
لكن أخرجه أحمد (رقم 409) من طريق أخرى عن محمد بن إبراهيم عن عثمان بن عفان
…
به مرفوعًا، لكنه منقطع؛ إلا أن رواية مالك قد بينت أن بين محمد بن إبراهيم وعثمان: عبد الرحمن بن أبي عمرة، وعنه رواه عثمان بن حكيم أيضًا كما سبق؛ فالحديث موصول مرفوع.
47 - باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة
565 -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الأبعد فالأبعد من المسجد: أعظم أجرًا".
(قلت: حديث صحيح، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ غير عبد الرحمن بن مهران -وهو المدني مولى بني هاشم-؛ لم يذكروا في الرواة عنه غير ابن أبي ذئب؛ ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته! وقال أبو الفتح الأزدي:
"فيه نظر". وقال الحافظ في "التقريب".
"مجهول".
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 208)، ومن طريقه البيهقي (3/ 64 - 65) من طريق أخرى عن مسدد
…
به.
وأخرجه ابن ماجة (1/ 263)، وأحمد (2/ 351) من طريقين آخرين عن ابن أبي ذئب
…
به.
ثم قال الحاكم:
"هذا حديث صحيح رواته مدنيون"! ووافقه الذهبي!
لكن الحديث صحيح لغيره؛ فإنه يشهد له حديث أبي موسى مرفوعًا:
"أعظم الناس أجرًا في الصلاة: أبعدهم فأبعدهم ممشى
…
" الحديث.
أخرجه البخاري (2/ 109)، ومسلم (2/ 130)، وأبو عوانة (1/ 388 و 2/ 10)، والبيهقي (3/ 64).
(فائدة): وأما الحديث الذي أخرجه أحمد (5/ 399) من طريق بكر بن عمرو: أن أبا عبد الملك علي بن يزيد الدمشقي حدثه: أنه بلغه عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن فضل الدار القريبة -يعني: من المسجد- على الدار البعيدة؛ كفضل الغازي على القاعد":
فهو حديث منكر جدًّا؛ وعلي بن يزيد هذا: هو الألهاني، وهو متروك؛ وقد رواه بلاغًا عن حذيفة، فبينهما مجهول.
وقد أسقطه ابن لهيعة في روايته عن بكر بن عمرو.
أحرجه أحمد أيضًا (5/ 387)، وهو من سوء حفظ ابن لهيعة.
566 -
عن أُبيّ بن كعب قال:
كان رجل، لا أعلم أحدًا من الناس -ممن يصلي القبلة من أهل المدينة- أبعد منزلًا من المسجد من ذلك الرجل، وكان لا تخطئه صلاة في المسجد، فقلت: لو اشتربتَ حمارًا تركبه في الرَّمْضَاءِ والظلمة؟ فقال: ما أُحِبُّ أن منزلي إلى جنب المسجد! فَنُمِي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن قوله ذلك؟ فقال: أردت يا رسول الله! أن يُكْتَبَ لي إقبالي الى المسجد، ورجوعي إلى أهلي إذا رجعت! فقال:
"أعطاك الله ذلك كله، أنطاك الله ما احتسبت كله أجمع".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: نا زهير. نا سليمان التيمي أن أبا عثمان حدثه عن أُبيّ بن كعب.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أبو عوانة (1/ 389) من طريق يحيى بن أبي بكير قال: ثنا زهير
…
به.
ثم أخرجه هو، ومسلم (2/ 130)، والدارمي (1/ 294)، وأحمد (5/ 133) من طرق أخرى عن سليمان التيمي
…
به.
ثم أخرجه أربعتهم -إلا الدارمي-، وابن ماجة (1/ 263) من طريق عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي
…
به نحوه.
وأخرجه البيهقي (3/ 64) عن سليمان.
وله شاهد -عند ابن ماجة- من حديث أنس مختصرًا.
وسنده صحيح.
567 -
عن أبي أمامة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة؛ فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرح إلى تسبيح الضحى لا يُنصِبُه إلا إياه؛ فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة -لا لغو بينهما- كتاب في عِلِّيينَ".
(قلت: إسناده حسن).
إسناده: حدثنا أبو توبة: نا الهيثم بن حميد عن يحيى بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات؛ إلا أن في القاسم هذا -وهو ابن عبد الرحمن الشامي الدمشقي- اختلافًا، وقد وثقه ابن معين والعجلي ويعقوب ابن سفيان والترمذي، وصحح له وغيرهم. وقال البخاري:
"روى عنه العلاء بن الحارث وابن جابر وكثير بن الحارث ويحيى بن الحارث وسليمان بن عبد الرحمن أحاديث مقاربة. وأما من يُتكلم فيه -مثل جعفر بن الزبير وبشر بن نمير وعلي بن يزيد وغيرهم- ففي حديثهم عنه مناكير واضطراب".
وقال أبو حاتم:
"حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به، وإنما ينكر عنه الضعفاء". وأما أحمد فخالف حيث قال:
"في حديث القاسم مناكير مما يرويها الثقات، يقولون: من قبل القاسم"! وقال أيضًا: "روى عنه علي بن يزيد أعاجيب، وما أراها إلا من قبل القاسم"!
قلت: فإذا كانت هذه الأعاجيب من رواية علي بن يزيد -وهو متروك كما ذكرنا قريبًا في الحديث الذي قبله-؛ فلا يمكن الحمل فيها على القاسم! ولئن صح أن في حديثه مناكير من رواية الثقات عنه؛ فينبغي اجتنابها إذا تبين ذلك؛ وإلا فالرجل في نفسه ثقة، ولا يسقط ذلك الاحتجاج به، ولا حديثه عن مرتبة الحسن. ولذلك قال الحافظ في ترجمته من "التقريب":
"صدوق". فلم يلتفت إلى من جرحه، ولم يعتدَّ به.
والحديث أخرجه أحمد (5/ 263 و 268)، وابن عدي (102/ 2)، وابن عساكر (16/ 56 / 5) من طريقين آخرين عن القاسم.
وأخرجه البيهقي (3/ 63) عن المؤلف.
568 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صلاة الرجل في جماعة؛ تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسًا وعشرين درجة، وذلك بأن أحدكم إذا توضأ فأحسن
الوضوء، وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة، ولا يَنْهَزُهُ -يعني- إلا الصلاة، ثم لم يَخْطُ خطوه؛ إلا رفع له بها درجة، وحُطَّ بها عنه خطيئة؛ حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد؛ كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلُّون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، فيقولون: اللهم! اغفر له، اللهم! ارحمه، اللهم! تب عليه؛ ما لم يؤذِ فيه، أو يحدث فيه".
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في "صحيحه" بإسناد المصنف. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه البخاري (1/ 447 - 448) بإسناد المصنف.
وأخرجه مسلم (2/ 128 - 129)، وأبو عوانة (1/ 288 و 1/ 21 - 22)، وابن ماجة (1/ 260 و 264 و 265) -مفرقًا-، والبيهقي (3/ 61) من طرق أخرى عن أبي معاوية
…
به.
ورواه عنه أحمد (2/ 252).
ثم أخرجه البخاري (2/ 106 - 107) من طريق عبد الواحد قال: ثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح
…
به، فقد صرح بسماع الأعمش له من أبي صالح.
وكذلك صرح شعبة في روايته عن الأعمش بسماعه منه.
أخرجه الطيالسي (رقم 2400 و 2412 و 2414 و 2415).
وروى -من طريقه بعضه-: أبو عوانة (2/ 22)، والترمذي (2/ 499)، وقال:"حسن صحيح".
وقد تقدم بعض الحديث من طريق أخرى (رقم 488 و 489)، وذكرنا هناك طرقه.
وللجملة الأولى منه طرق أخرى في "الصحيحين" وغيرهما: عن أبي هريرة وغيره؛ وفي بعض الروايات عن أبي هريرة بلفظ:
"صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده".
أخرجه مسلم (2/ 122)، وأبو عوانة (2/ 3)، وأحمد (2/ 273 و 529).
569 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الصلاة في جماعة تعدل خمسًا وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة، فأتم ركوعها وسجودها، بلغت خمسين صلاة".
قال أبو داود: "قال عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث: "صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة
…
" وساق الحديث".
(قلت: إسناده صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الزيلعي: "إسناده جيد". وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2053). وأخرج البخاري منه الشطر الأول).
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا أبو معاوية عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري.
قال أبو داود: "قال عبد الواحد في هذا الحديث: "صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة
…
" وساق الحديث".
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وفي هلال كلام لا يضر.
ولذلك قال الزيلعي في "نصب الراية"(2/ 23):
"إسناده جيد".
وسكت عليه الحافظ في "التلخيص"(4/ 283).
والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 264): حدثنا أبو كريب: ثنا أبو معاوية
…
به الشطر الأول منه فقط؛ بلفظ:
"صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته خمسًا وعشرين درجة".
وأخرجه الحاكم (1/ 208) بتمامه؛ لكن وقع في إسناده خطأ؛ فقد رواه من طريق يحيى بن يحيى: ثنا أبو معاوية
…
به؛ إلا أنه قال: هلال بن أبي ميمونة! ثم قال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين؛ فقد اتفقا على الحجة بروايات هلال بن أبي هلال -ويقال: ابن أبي ميمونة، ويقال: ابن علي، ويقال: ابن أسامة-، وكله واحد"! ووافقه الذهبي!
قلت: راوي هذا الحديث؛ إنما هو هلال بن ميمونة؛ ليس هو هلال بن أبي ميمونة؛ وهذا محتج به في "الصحيحين"؛ بخلاف الأول وإن كان ثقة، ولا أدري ممن الوهم؟ ! وإن كان يغلب على الظن أنه من الحاكم نفسه؛ فإن له أوهامًا كثيرة في هذا الكتاب؛ كما ظهر لنا ولغيرنا بالتتبع!
والحديث أخرجه ابن حبان أيضًا في "صحيحه"(2053).