الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"حديث حسن صحيح".
وتابعه أيضًا عِمْران القطان: كما في "كامل ابن عدي"(6/ 2034)، وأعله بغالب؛ فأخطأ! وليس هذا مجال بيان ذلك؛ فانظر "الضعيفة"(1379).
تفريع أبواب الصفوف
92 - باب تسوية الصفوف
667 -
عن جابر بن سَمُرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكة عند ربهم؟ ! ".
قلنا: وكيف تَصُفُّ الملائكة عند ربهم؟ قال:
"يُتِمُّون الصفوف المقدَّمة، ويتراصُّون في الصف".
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: ثنا زهير قال: سألت سليمان الأعمش عن حديث جابر بن سمرة في الصفوف المتقدَّمة؟ فحدثنا عن المسيّب بن رافع عن تميم بن طَرَفة عن جابر بن سَمُرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ رجال الشيخين؛ غير تميم بن طرفة؛ فمن رجال مسلم وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وزهير: هو ابن معاوية؛ وقد صرَّح (*)
(*) كذا أصل الشيخ رحمه الله، لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
والحديث أخرجه مسلم (2/ 29)، وأبو عوانة (2/ 39)، والنسائي (1/ 131)، وابن ماجة (1/ 313)، والبيهقي (2/ 101)، وأحمد (5/ 101 و 106) من طرق أخرى عن الأعمش
…
به؛ وله عند مسلم تتمة، يأتي بعضها في الكتاب برقم (918).
ورواه جابر بن عبد الله الأنصاري مختصرًا جدًّا مرفوعًا؛ بلفظ:
"إن من تمام الصلاة إقامةَ الصف".
أخرجه عبد الرزاق (2/ 44 / 2425)، ومن طريقه أحمد (3/ 322)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير"(2/ 198 / 1744)
…
بسنده عن عبد الله بن محمد ابن عقيل عنه.
قلت: وهذا إسناد حسن.
وله شاهد من حديث أنس، يأتي برقم (674).
668 -
عن النعمان بن بشير قال:
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه، فقال:
"أقيموا صفوفكم -ثلاثًا-، والله لَتُقِيمُنَّ صُفوفَكم، أو ليُخالِفَنَّ الله بين قلوبكم".
قال: فرأيت الرجل يلزق مَنْكِبَهُ بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه.
(قلت: إسناده صحيح، وقال النووي:"حديث حسن إسناده جيد".
وقال الحافظ: "حديث صحيح". وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في
"صحيحيهما"، وللشيخين منه:"لتُسَوُّن صفوفكم، أو ليخالفَنَّ الله بين وجوهكم". وعلق البخاري مختصرًا قوله: فرأيت
…
إلخ، وأسنده من قول أنس).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. ثنا وكيع عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي القاسم الجَدَلِيِّ قال: سمعت النعمان بن بشير.
قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي القاسم الجدلي -واسمه: الحسين بن الحارث الكوفي-؛ روى عنه جماعة من الثقات.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".
وصحح له الدارقطني حديثًا، يأتي في الكتاب (رقم 2026).
وعلَّقه البخاري في "صحيحه"(2/ 167) -القدر المذكور في الحديث بصيغة الجزم، فقال:
"وقال النعمان بن بشير:
رأيت الرجل يُلْزِقُ كعبه بكعب صاحبه". وقال الحافظ في "شرحه":
"وصححه ابن خزيمة". وقال في موضع آخر (1/ 235):
"حديث صحيح". وقال النووي في "المجموع"(1/ 421):
"حديث حسن، رواه أبو داود والبيهقي وغيرهما بأسانيد جيدة"!
وقوله: "بأسانيد"! فيه نظر؛ فإنه لا إسناد له إلا هذا؛ ولكن النووي رحمه الله جرى في كتبه على هذا الاستعمال، في الأحاديث التي تكثر الأسانيد إلى بعض رواتها ممن دون الصحابي؛ وهذا اصطلاح خاص به، لا ينبغي أن يُغْتَرَّ به!
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 100 - 101) من طريق المصنف.
وأخرجه الإمام أحمد (4/ 276): ثنا وكيع
…
به.
وأخرجه البيهقي أيضًا (1/ 76) من طريق أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ثنا سَلْم بن جُنَادة: ثنا وكيع
…
به.
وابن خزيمة هذا: هو صاحب "الصحيح" المعروف به؛ وقد أخرجه في "صحيحه" -كما في "التلخيص"(1/ 357) -، وأشار إلى ذلك في "الفتح"، كما نقلناه آنفًا عنه.
ورواه ابن حبان أيضًا في "صحيحه"، كما في "الترغيب"(1/ 176).
ورواه الطبراني في "الكبير"؛ على ما في "التلخيص".
وأخرجه الدارقطني (ص 105) من طريق أخرى عن زكريا بن أبي زائدة.
ولبعضه طرق أخرى:
أحدهما: عن شعبة: أخبرني عمرو بن مرة: سمعت سالم بن أبي الجَعْدِ يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لَتُسَوُّنَّ صفوفكم؛ أو ليخالفَنَّ الله بين وجوهكم".
أخرجه البخاري (2/ 164)، ومسلم (2/ 31)، وأبو عوانة (2/ 40)، والبيهقي (3/ 100)، والطيالسي (رقم 799)، وأحمد (277) من طرق عن شعبة
…
به.
والطريق الأخرى تأتي في الكتاب عقب هذا الحديث.
ولبعضه الآخر شاهد من حديث أنس مرفوعًا:
"أقيموا صفوفكم؛ فإني أراكم من وراء ظهري". وكان أحدنا يُلزق منكبه
بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه.
أخرجه البخاري (2/ 167 - 168) من طريق حميد عنه. قال الحافظ:
"رواه سعيد بن منصور عن هُشَيْمٍ؛ فصرح فيه بتحديث أنس لحميد، وفيه الزيادة التي في آخره، وهي قوله: وكان أحدنا
…
إلى آخره. وصرح بأنها من قول أنس. وأخرجه الإسماعيلي من رواية معمر عن حميد بلفظ: قال أنس: فلقد رأيت أحدنا
…
إلى آخره. فأفاد هذا التصريح: أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم". وقال:
"وزاد معمر في روايته. ولو فعلت ذلك بأحدهم اليوم؛ لَنَفَر كأنه بَغْلٌ شَمُوسٌ".
669 -
عن النعمان بن بَشِير قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسوِّينا في الصفوف؛ كما يُقَوّمُ القِدْحُ، حتى إذا ظنَّ أنْ قدْ أخذنا ذلك عنه وفَقِهْنا؛ أقبل ذات يوم بوجهه؛ إذا رجل مُنْتَبِذٌ بصدره فقال:
"لَتُسَوُّنَّ صفوفكم؛ أو ليخالفن الله بين وجوهكم".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في "صحيحيهما". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". والبخاري المرفوع منه).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول
…
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (4/ 276): ثنا بهز: ثنا حماد بن سلمة
…
به.
وأخرجه هو (4/ 272 و 276 و 277)، ومسلم (2/ 31)، وأبو عوانة (2/ 40 و 41)، والنسائي (1/ 130)، والترمذي (1/ 438)، وابن ماجة (1/ 313)، والبيهقي (3/ 100) من طرق أخرى عن سماك
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
ورواه البخاري وغيره من طريق أخرى عن النعمان
…
مختصرًا، وقد ذكرناه في الذي قبله.
670 -
عن البراء بن عازب قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلَّلُ الصَّفَّ من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، وبقول:
"لا تختلفوا فتختلفَ قلوبكم". وكان يقول:
"إن الله عز وجل وملائكته يُصَلُّون على الصفوف الأُوَلِ".
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا هَنَّادُ بن السَّرِيِّ وأبو عاصم بن جَوَّاسٍ الحنفي عن أبي الأحوص عن منصور عن طلحة اليَامِيِّ عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَةَ عن البراء بن عازب.
قلت: وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير عبد الرحمن
ابن عوسجة، وهو ثقة.
وأبو عاصم: اسمه أحمد.
وأبو الأحوص: هو سلّام بن سُلَيْمٍ الحنفي. وقال النووي في "المجموع"(4/ 226)، وفي "الرياض" (ص 413):
"رواه أبو داود بإسناد حسن"! وقال في موضع آخر من "المجموع"(4/ 301):
"رواه أبو داود بإسناد صحيح"؛ فأصاب.
والحديث أخرجه الطيالسي (رقم 741): ثنا شعبة عن طلحة بن مُصَرِّف
…
به.
ومن طريقه: أخرجه البيهقي (3/ 103).
وأخرجه أحمد (4/ 285 و 304)، والدارمي (1/ 289) من طرق أخرى عن شعبة
…
به.
ولابن ماجة منه: "إن الله وملائكته
…
" إلخ.
وأخرجه النسائي (1/ 130) من طريق قتيبة بن سعيد قال: ثنا أبو الأحوص
…
به.
ثم أخرجه البيهقي، والحاكم (1/ 573 و 574 و 575)، وأحمد (4/ 285) عن طلحة بن مصرف
…
به.
وأخرجه أحمد (4/ 297 و 299) من طريق أبي إسحاق الهَمْدَاني: حدثني عبد الرحمن بن عوسجة
…
به.
وأخرجه أحمد (4/ 296 - 297)، والحاكم (1/ 217)، ومن طريقه البيهقي
(3/ 101) من طريق الحسن بن عُبَيْد الله النَّخَعِيِّ عن طلحة بن مُصَرِّفٍ عن عبد الرحمن بن عوسجة
…
به مرفوعًا؛ بلفظ:
"تراصُّوا في الصف؛ لا يَتَخَلَّلْكُم أولاد الحَذَفِ".
قلت: يا رسول الله! ما أولاد الحذف؟ قال:
"ضَأْنٌ جُرْدٌ سودٌ، تكون بأرض اليمن". وقال الحاكم:
"حديث صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!
وهو من أوهامهما! فإن ابن عوسجة قد مرَّ قريبًا أنه ليس من رجالهما.
ثم إن الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، كما في "الترغيب"(1/ 176).
671 -
عن النعمان بن بَشير قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي -يعني- صفوفنا إذا قمنا للصلاة؛ فإذا استوينا كبّر.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه بمعناه).
إسناده: حدثنا ابن معاذ: ثنا خالد -يعني: ابن الحارث-: ثنا حاتم بن أبي صَغِيرة عن سماك قال: سمعت النعمان بن بشير قال
…
قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم؛ وأخرجه بمعناه.
والحديث قال المنذري في مختصره":
"هو طرف من الحديث المتقدم".
قلت: يعني: الحديث رقم (669)؛ وقد ذكرت هناك من خرجه غير المصنف، ومنهم الإمام مسلم، ولفظه عنده:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صفوفنا، حتى كأنما يُسَوِّي بها القِداح، حتى رأى أنا قد عَقَلْنا عنه، ثم خرج يومًا، فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلًا باديًا صدره
…
الحديث.
672 -
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكبِ، وسُدُّوا الخَلَلَ، ولِينُوا بأيدي إخوانكم، ولا تَذَرُوا فُرُجاتٍ للشيطان، ومن وصل صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله".
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي. وروى ابن خزيمة منه في "صحيحه" قوله: "من وصل
…
" إلخ. وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا).
قال أبو داود: "ومعنى: "وَلِينوا بأيدي إخوانكم": إذا جاء رجل إلى الصف، فذهب يدخل فيه؛ فينبغي أن يُلِينَ له كلُّ رجل مَنْكِبَيْه، حتى يدخل في الصف".
إسناده: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافِقِيُّ: ثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا قتيبة ابن سعيد: ثنا الليث -وحديث ابن وهب أتم- عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مُرَّةَ عن عبد الله بن عمر.
قال قتيبة: عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة
…
لم يذكر ابن عمر.
قال أبو داود: "أبو شجرة: كثير بن مُرَّةَ".
قلت: إسناده الأول -وهو الموصول- صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير عيسى بن إبراهيم الغافقي؛ وهو ثقة.
وإسناده الآخر -وهو المرسل- صحيح أيضًا، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ ولا يعل هذا الأولَ؛ لما تقرر أن زيادة الثقة مقبولة.
وقال المصنف -عقب قوله في الحديث: "ولينوا بأيدي إخوانكم"-:
"لم يقل عيسى: "بأيدي إخوانكم"
…
".
فأفاد أن هذه الزيادة في الإسناد المرسل. لكن قد ثبت في الموصول أيضًا عند غير المصنف، كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 101) من طريق المصنف.
وأخرجه الإمام أحمد (رقم 5724): حدثنا هارون بن معروف: حدثنا عبد الله ابن وهب
…
به؛ وفيه الزيادة:
"ولينوا بأيدي إخوانكم"؛ وزاد أيضًا -بعد: "أقيموا الصفوف"-:
"فإنما تَصُفُّونَ بصفوف الملائكة".
وهذا إسناد على شرط مسلم.
وأخرج الجملة الأخيرة منه: النسائي (1/ 131)، والحاكم (1/ 213) من طرق أخرى عن ابن وهب
…
به.
وعزاها المنذري في "الترغيب"(1/ 174) لابن خزيمة أيضًا في "صحيحه". ثم قال الحاكم:
"حديث صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، والحافظ
في "الفتح"(2/ 211).
وصححه النووي في "الرياض"(413/ 1097)، و "المجموع"(4/ 227).
وروى عبد الرزاق في "المصنف"(2/ 48 / 2441) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه وعن موسى بن عقبة: أن رسول الله كان يقول:
"أقيموا الصفوف، وحاذوا الناكب، وأنصتوا؛ فإن أجر المُنْصِتِ الذي لا يسمع؛ كأجر المُنْصِتِ الذي يسمع".
قلت: وعبد الرحمن بن زيد ضعيف جدًّا.
673 -
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"رُصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق؛ فوالذي نفسي بيده؛ إني لأرى الشيطان يدخل من خَلَلِ الصف كأنها الحَذَفُ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقال النووي: "إسناده صحيح على شرط مسلم"! وهو قصور).
إسناده: مسلم بن إبراهيم: ثنا أبان عن قتادة، عن أنس.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقول النووي في "المجموع"(4/ 227):
"صحيح على شرط مسلم"! قصور.
والحديث أخرجه البيهقي من طريق المصنف (3/ 100).
وأخرجه النسائي (1/ 131)، وأحمد (3/ 260 و 283) من طرق أخرى عن
أبان
…
به؛ وصرح قتادة بالتحديث عن أنس: عند النسائي ورواية لأحمد.
ورواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما".
وله في "مسند الطيالسي"(رقم 2108) طريق ثانٍ عن أنس
…
مختصرًا.
وفي "مسند أحمد"(3/ 154) طريق ثالث أخصر منه؛ بلفظ:
"فإن الشياطين تقوم في الخلل".
وفيه عطاء بن السائب؛ مختلط.
وله عنده (5/ 262) شاهد من حديث أبي أمامة.
ورواه الطبراني أيضًا. وقال المنذري (1/ 172):
"إسناد أحمد لا بأس به"! كذا قال!
وله شاهد آخر من حديث البراء
…
مرفوعًا نحوه.
أخرجه أحمد (4/ 297)، وصححه الحاكم (1/ 217) على شرط الشيخين! ووافقه الذهبي!
وإنما هو على شرط مسلم وحده؛ لأن الحسن بن عبيد الله النخعي لم يخرج له البخاري.
674 -
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سَوُّوا صفوفكم؛ فإن تسوية الصفِّ من تمام الصلاة".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم").
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب قالا: ثنا شعبة عن قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وأخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 99 - 100) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (2/ 166): حدثنا أبو الوليد قال: ثنا شعبة
…
به؛ إلا أنه قال:
"من إقامة الصلاة".
وأخرجه الطيالسي (رقم 1982): حدثنا شعبة
…
به مثل لفظ الكتاب.
ومن طريقه: أخرجه أبو عوانة (2/ 38 - 39).
وكذلك رواه الإسماعيلي من طريق أبي داود الطيالسي -كما في "الفتح"-، قال:
"وزاد: قال -يعني: الطيالسي-: سمعت شعبة يقول: داهنت في هذا الحديث؛ لم أسأل قتادة: أسمعته من أنس أم لا؟ ! ".
قلت: وهذه الزيادة عند أبي عوانة أيضًا من طريق أَسَدِ بن موسى قال: سمعت شعبة يقول:
"كان هِمَّتي من الدنيا شَفَتَيْ قتادة، فإذا قال: سمعت؛ كتبت. وإذا قال: قال؛ تركت، وإنه حدثني بهذا عن أنس [قلت: فذكره مثل لفظ الكتاب] فلم أسأله: أسمعته؟ ! مخافة أن يُفْسِدَهُ عَلَيَّ".
وروى أبو نعيم (9/ 33) عن ابن مهدي عن شعبة
…
نحوه.
قلت: يعني: بعد تصريحه بالسماع. قال الحافظ:
"ولم أره عن قتادة إلا معنعنًا! ولعل هذا هو السر في إيراد البخاري لحديث أبي هريرة معه في الباب؛ تقويةً له".
نعود إلى تمام تخريج الحديث؛ فأقول: وأخرجه البيهقي من طريق عثمان بن سعيد: ثنا أبو الوليد الطيالسي
…
به مثل لفظ الكتاب.
وكذلك أخرجه مسلم (2/ 30)، وأحمد (3/ 177) -عن محمد بن جعفر-، والدارمي (1/ 289) -عن هاشم بن القاسم وسعيد بن عامر-، وابن ماجة (1/ 313) -عن يحيى بن سعيد وعلي بن نصر وبشر بن عمر-، وأحمد أيضًا (3/ 177) -عن حجاج-، و (3/ 274) -عن وكيع-، و (3/ 291) -عن بهز-، وابنه عبد الله في "زوائده"(3/ 279) -عن رجل-، والخطيب (1/ 2271) -عن شعيب بن حرب- كلهم عن شعبة
…
به. وقال وكيع -في رواية عند أحمد (3/ 179 و 274) -:
"
…
من حسن الصلاة".
وهذه الرواية -ورواية البخاري المتقدمة: "من إقامة الصلاة"- شاذة عندي؛ لمخالفتهما لرواية الجماعة عن شعبة.
لكن يشهد لرواية وكيع هذه: أن همامًا رواه عن قتادة عن أنس
…
مرفوعًا بلفظ: "إن من حسن الصلاة إقامة الصف".
أخرجه أحمد (3/ 122)؛ وهو صحيح على شرطهما.
ويشهد له أيضًا حديث أبي هريرة الذي سبقت الإشارة إليه؛ وهو بلفظ:
"أقيموا الصف في الصلاة؛ فإن إقامة الصف من حسن الصلاة".
أخرجه الشيخان، وأبو عوانة، وأحمد (3/ 314) من طرق عن عبد الرزاق:
أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة. وفي رواية لأبي عوانة من طريق محمد بن إسحاق بن الصَّبَّاح عن عبد الرزاق:
"من تمام الصلاة".
وهي شاذة أيضًا.
ويشهد لرواية الجماعة: حديث جابر بن عبد الله
…
مرفوعًا:
"إن من تمام الصلاة إقامة الصف".
أخرجه أحمد (3/ 322) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه.
وهذا إسناد حسن.
675 -
عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أتِمُّوا الصفَّ المقدَّمَ، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فَلْيَكُنْ في الصفِّ المؤخَّرِ".
(قلت: إسناده صحيح، وقال النووي: "إسناده حسن"! ).
إسناده: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا عبد الوهاب -يعني: ابن عطاء- عن سعيد عن قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير الأنباري هذا؛ وهو ثقة. وقال النووي في "المجموع"(4/ 301)، وفي "الرياض" (ص 414):
"رواه أبو داود بإسناد حسن"!
والحديث أخرجه أحمد (3/ 233): ثنا عبد الوهاب
…
به.
وأخرجه البيهقي (3/ 102) من طريق أخرى عن عبد الوهاب.
وأخرجه هو، والنسائي (1/ 131)، وأحمد (3/ 132 و 215 و 233) من طرق أخرى عن سعيد
…
به.
676 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خيارُكم أليَنُكُمْ مناكبَ في الصلاة".
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان).
إسناده: حدثنا ابن بشار: ثنا أبو عاصم: ثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان:
أخبرني عمي عُمَارة بن ثوبان عن عطاء عن ابن عباس.
قال أبو داود: "جعفر بن يحيى؛ من أهل مكة".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن جعفر بن يحيى وعمه عمارة بن ثوبان مجهولان.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين؛ لكن الحديث صحيح؛ لما له من الشواهد، كما سنذكر.
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 101) من طريق المصنف.
وبإسناده: أخرجه ابن خزيمة (3/ 29 / 1566)، وعنه ابن حبان (3/ 126 / 1753 - الإحسان).
وأما شواهده التي وقفت عليها؛ فثلاثة:
الأول: من حديث ابن عمر
…
مرفوعًا به.