الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدُّنيَا جيفَةٌ، وَالأَسدُ لَاَ يقعُ على الجيَفِ
بعثت "بلقيس" إلى سليمان عليه السلام هدية لتمتحن بها قدر همته: فإن رأتها قاصرة، علمت أنها لا تصلح للمعاشرة، وإن رأتها عالية تطلب ما هو أعلى، تيقنت أنه يصلح:
فالدنيا هدية بِلقيس، فارفضها، وتشوَّف إلى ما هو أنفس منها.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
" من أراد الآخرة، أضَرَّ بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة (1)، يا قوم! فأضروا بالفاني للباقي".
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
ومن يذق طعم الحياة فإني خبرتُها
…
وسيق إليَّ عَذْبُها وعذابُها
فلم أرها إلا جيفة مستحيلة
…
عليها كلابٌ هَمُّهُنَّ اجتذابها
فإن تجتنبها عشت سِلمًا لأهلها
…
وإن تجتذبها ناهشتك كلابُها
(1) وفي حديث الثلاثة الذين هم أول من تُسَعَّر بهم النار بيان كافٍ لمدى هذا الضرر الذي نشأ عن همة خسيسة أرادت الدنيا بأعمال الآخرة.