الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكأس، فنام على فخذها، فاستيقظ ولم يجدها، فاستشاط غضبا، وناداها، فأجابته على قرب، فقال: ألم أجلك إكراما لك؟ ! ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر حظاياي فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين؟ ! فقالت: يا أمير المؤمنين؛ ما جهلت قدر ما أنعمت به علي، ولكن فيما أدبني به أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس، ولا تجلسي مع النيام.
ولما خرجت من مصر .. شيعتها عمتها العباسة بنت أحمد بن طولون، فبلغت معها إلى آخر أعمال مصر من جهة الشام، ونزلت هناك، وضربت فساطيطها، وبنت هناك قرية، فسميت باسمها: العباسة.
قال ابن خلكان: (هي عامرة إلى الآن، وبها جامع حسن، وسوق قائم)(1).
وتوفيت قطر الندى سنة سبع وثمانين ومائتين.
1350 - [أبو سعيد الهروي]
(2)
أبو سعيد الهروي الحافظ، شيخ هراة ومحدثها وزاهدها.
توفي سنة سبع وثمانين ومائتين.
1351 - [عثمان بن سعيد الأنماطي]
(3)
أبو القاسم عثمان بن سعيد البغدادي الأنماطي، صاحب المزني، وعليه تفقه أبو العباس بن سريج، وهو الذي نشر مذهب الشافعي ببغداد.
توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين. مذكور في الأصل.
1352 - [ثابت ابن قرة]
(4)
ثابت ابن قرة الحراني الحاسب الحكيم.
(1)«وفيات الأعيان» (2/ 250).
(2)
«المنتظم» (7/ 331)، و «تاريخ الإسلام» (21/ 332)، و «العبر» (2/ 86)، و «شذرات الذهب» (3/ 365).
(3)
«وفيات الأعيان» (3/ 241)، و «تاريخ الإسلام» (21/ 222)، و «العبر» (2/ 87)، و «مرآة الجنان» (2/ 215)، و «شذرات الذهب» (3/ 369).
(4)
«المنتظم» (7/ 335)، و «وفيات الأعيان» (1/ 313)، و «سير أعلام النبلاء» (13/ 485)، و «تاريخ الإسلام» (21/ 137)، و «مرآة الجنان» (2/ 215)، و «شذرات الذهب» (3/ 368).
كان في ابتداء أمره صيرفيا، ثم انتقل إلى بغداد واشتغل بعلوم الأوائل، فمهر فيها، وبرع في الطب، وكان الغالب عليه الفلسفة.
وله نحو عشرين مؤلفا في فنون من العلم، وهذب «كتاب اقليدس» الذي عربه حنين بن إسحاق العبادي، ونقحه، وأوضح منه ما كان مستعجما.
وكان من أعيان عصره في الفضائل.
وجرى بينه وبين أهل مذهبه أشياء أنكروها عليه في المذهب، فرفعوه إلى رئيسهم، فأنكر عليه مقالته، ومنعه من دخول الهيكل، فتاب ورجع عن ذلك، ثم عاد مدة إلى تلك المقالة، فمنعوه من الدخول إلى المجمع، فخرج من حران، فلما قدم محمد بن موسى من بلاد الروم راجعا إلى بغداد .. اجتمع به، فرآه فاضلا فصيحا، فاستصحبه إلى بغداد، فأولد بها أولادا.
وكان له ولد يسمى: إبراهيم، بلغ رتبة أبيه في الفضل، وكان من حذاق الأطباء، ومقتدى أهل زمانه في صناعة الطب، عالج السري الشاعر، فأصاب العافية، فعمل فيه أبياتا وهي:[من الكامل]
هل للعليل سوى ابن قرّة شافي
…
بعد الإله وهل له من كافي
أحيا لنا رسم الفلاسفة الذي
…
أودى وأصبح رسم طبّ عافي
مثلت له قارورتي فرأى بها
…
ما اكتنّ بين جوانحي وشغافي
يبدو له الداء الخفي كما بدا
…
للعين رضراض الغدير الصافي
فكأنه عيسى ابن مريم ناطقا
…
يهب الحياة بأيسر الأوصاف
ولقد بالغ في البيت الأخير بما يؤدي إلى الطغيان.
وقيل: إن هذه الأبيات قالها السري في حفيده ثابت بن سنان ابن قرة، وكان كجده طبيبا عالما نبيلا، تقرأ عليه كتب:«بقراط» ، و «جالينوس» ، وكان فكاكا للمعاني، وله تصنيف في التاريخ أحسن فيه، وكان ببغداد في أيام معز الدولة بن بويه.
توفي جده ثابت بن قرة المذكور سنة ثمان وثمانين ومائتين.