الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الشيخ اليافعي: (وهو وإن رد على المعتزلة فأصحابنا ينسبونه إلى ما هو أضل وأفظع من مذهب المعتزلة.
قال: وذكر أصحابنا في باب النسخ من كتب الأصول: أنه هو الذي لقن اليهود الاحتجاج على عدم جواز النسخ-بزعمهم-بنقل مفترى بأن قال لهم: قولوا: إن موسى صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتمسك بالسبت ما دامت السماوات والأرض، ولا يجوز أن يأمر الأنبياء إلا بما هو حق.
وهذا القول بهت وافتراء على موسى صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين) (1).
توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وعمره نحو من أربعين سنة.
1207 - [دعبل الشاعر]
(2)
دعبل-بكسر الدال المهملة والباء الموحدة، بينهما عين مهملة ساكنة، وآخره لام-ابن علي الخزاعي، الشاعر المشهور، يرجع في نسبه إلى عامر بن مزيقيا.
وكان شاعرا مجيدا، بذيء اللسان، مولعا بالهجو والحط من أقدار الناس.
هجا الخلفاء فمن دونهم، قال إبراهيم بن المهدي للمأمون: يا أمير المؤمنين؛ هجاني دعبل فانتقم لي منه، فقال: ما قال؟ لعل قوله: [من الكامل]
نعر ابن شكلة بالعراق وأهله
…
فهفا إليه كل أطلس مائق
وأنشد الأبيات.
فقال: هذا من بعض هجائه، وقد هجاني بما هو أقبح من هذا، فقال المأمون: لك أسوة بي، فقد قال فيّ واحتملته:[من الكامل]
أيسومني المأمون خطة جاهل
…
أوما رأى بالأمس رأس محمد
إني من القوم الذين سيوفهم
…
قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
(1)«مرآة الجنان» (2/ 144).
(2)
«الأغاني» (20/ 131)، و «تاريخ بغداد» (8/ 378)، و «معجم الأدباء» (11/ 519)، و «وفيات الأعيان» (2/ 266)، و «سير أعلام النبلاء» (4/ 232)، و «تاريخ الإسلام» (18/ 258)، و «مرآة الجنان» (2/ 145)، و «لسان الميزان» (3/ 419)، و «شذرات الذهب» (3/ 213).
شادوا بذكرك بعد طول خموله
…
واستنقذوك من الحضيض الأوهد
فقال إبراهيم: زادك الله حلما يا أمير المؤمنين وعلما، فما ينطق أحدنا إلا عن فضل علمك، ولا يحلم إلا اتباعا لحلمك.
وأشار دعبل بهذه الأبيات إلى حصار طاهر بن الحسين الخزاعي لبغداد وقتله الأمين محمد بن الرشيد، وبذلك ولي المأمون الخلافة.
وكان المأمون إذا أنشد قوله هذا .. قال: قبح الله دعبلا ما أوقحه! كيف يقول عني هذا وقد ولدت في الخلافة، ورضعت ثديها، وربيت في مهدها؟ !
والأطلس: الذي لا لحية له، والمائق: الذي فيه حمق وغباوة.
ومن شعر دعبل يمدح المطلب بن عبد الله الخزاعي أمير مصر: [من الكامل]
زمني بمطلب سقيت زمانا
…
ما أنت إلا روضة وجنانا
كل الندى إلا نداك تكلف
…
لم أرض غيرك كائنا من كانا
أصلحتني بالبر بل أفسدتني
…
وتركتني أتسخط الإحسانا
ومن غرر شعره: [من الكامل]
لا تعجبي يا سلم من رجل
…
ضحك المشيب برأسه فبكى
يا ليت شعري كيف نومكما
…
يا صاحبي إذا دمي سفكا
لا تأخذا بظلامتي أحدا
…
قلبي وطرفي في دمي اشتركا
وكان دعبل صديق البحتري، فلما مات أبو تمام، ومات بعده دعبل .. رثاهما البحتري بأبيات منها:[من الكامل]
قد زاد في كلفي وأوقد لوعتي
…
مثوى حبيب يوم مات ودعبل
أخويّ لا تزل السماء مخيلة
…
تغشاكما بسماء مزن مسبل
جدث عن الأهواز يبعد دونه
…
مسرى النعي ورمّة بالموصل
قال دعبل: كنا يوما عند فلان ابن فلان الكاتب، وكان شديد البخل، فأطلنا الحديث، واضطره الجوع إلى أن استدعى بغدائه، فأتي بقصعة فيها ديك هرم لا تقطعه إلا سكين، ولا يؤثر فيه ضرس، فأخذ كسرة خبز فخاض بها مرقته، وقلب جميع ما في القصعة، ففقد