الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السجن، فقال له الرجل: لك رأيت هذه الرؤيا، فاسترجع، فاتفق أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فقال: لعل الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله وحبس في ثمنه.
وقالت له امرأة: رأيت القمر قد دخل في الثريا، فاصفر وجهه وقام وهو آخذ ببطنه، فقالت زوجته: ما لك؟ قال: زعمت هذه المرأة أني أموت إلى سبعة أيام، فدفن في اليوم السابع.
وكان رحمه الله تعالى أرجى الناس لهذه الأمة، وأشدهم إزراء على نفسه.
وعن هشام بن حسان قال: كنا يوما مع ابن سيرين في الدار، فكنا نسمع بكاءه في الليل وضحكه بالنهار.
وتوفي يوم الجمعة لتسع مضين من شوال سنة عشر ومائة وعليه دين ثلاثين ألف درهم، فقضاها عنه ولده عبد الله، فما مات عبد الله حتى صار ماله ثلاث مائة ألف.
540 - [فاطمة بنت الحسين]
(1)
فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين.
تزوجها عبد الله بن عمرو بن عثمان، وأصدقها ألف ألف درهم، وأختها سكينة تزوجها مصعب بن الزبير، وجمع بينها وبين عائشة بنت طلحة، وأصدق عائشة المذكورة مائة ألف دينار كما تقدم (2).
توفيت فاطمة سنة عشر ومائة.
541 - [جرير الشاعر]
(3)
جرير بن عطية الشاعر المشهور، يكنى: أبا حزرة بفتح المهملة وسكون الزاي بعدها راء ثم هاء.
(1)«طبقات ابن سعد» (10/ 439)، و «تهذيب الكمال» (35/ 254)، و «مرآة الجنان» (1/ 234)، و «تهذيب التهذيب» (4/ 684)، و «غربال الزمان» (ص 103)، و «شذرات الذهب» (2/ 48).
(2)
انظر (2/ 13).
(3)
«طبقات فحول الشعراء» (2/ 297)، و «الأغاني» (8/ 5)، و «المنتظم» (4/ 612)، و «وفيات الأعيان» (1/ 321)، و «سير أعلام النبلاء» (4/ 590)، و «تاريخ الإسلام» (7/ 40)، و «مرآة الجنان» (1/ 234)، و «البداية والنهاية» (9/ 305)، و «شذرات الذهب» (2/ 55).
كان من فحول شعراء الإسلام، وكان بينه وبين الفرزدق مهاجاة، وهو أشعر من الفرزدق عند أكثرهم.
وكان عمر بن عبد العزيز لا يأذن لأحد من الشعراء أن يدخل عليه إلا جريرا؛ وذلك لسلامة شعره من الهجو والبذاء.
وأجمعوا على أنه ليس في متقدمي شعراء الإسلام مثل جرير والفرزدق والأخطل، كما أن ليس في متأخريهم مثل أبي تمام والبحتري والمتنبي، وأن أرجح الثلاثة المتقدمين جرير؛ لأن بيوت الشعر فخر ومدح وهجاء وتشبيب، وقد فاقهم جرير في الفخر بقوله:[من الوافر]
إذا غضبت عليك بنو تميم
…
حسبت الناس كلهم غضابا
وفي المدح ما أنشده لعبد الملك بن مروان: [من الوافر]
أتصحو أم فؤادك غير صاح
…
عشية همّ صحبك بالرواح
تقول العاذلات علاك شيب
…
أهذا الشيب يمنعني مراحي
تعزّت أمّ حزرة ثم قالت
…
رأيت الموردين ذوي لقاح
ثقي بالله ليس له شريك
…
ومن عند الخليفة بالنجاح
سأشكر أن رددت إلي ريشي
…
وأثبتّ القوادم في جناحي
ألستم خير من ركب المطايا
…
وأندى العالمين بطون راح
قال جرير: وكان عبد الملك متكئا فاستوى جالسا وقال: من مدحنا .. فليمدحنا بمثل ذلك أو ليسكت، وقال: يا جرير؛ أترى أم حزرة يرويها مائة ناقة من نعم بني كلب، فقلت: إن لم يروها .. فلا أرواها الله، فأمر لي بها سود الحدق، وأمر لي بثمانية رعاء، وكان بين يديه صحاف من ذهب وبيده قضيب، فقلت: يا أمير المؤمنين؛ والمحلب وأشرت إلى أحد الصحاف، فنبذها إليّ وقال: خذها لا نفعتك.
وفي الهجاء بقوله: [من الوافر]
فغضّ الطرف إنك من نمير
…
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وفي التشبيب قوله: [من البسيط]
إن العيون التي في طرفها حور
…
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
…
وهن أضعف خلق الله أركانا
قال مسعود بن بشر لابن مناذر: من أشعر الناس؟ قال: من إذا شبب .. لعب، وإذا