الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى عنه قتيبة، وسليمان بن حرب وغيرهما.
قال عبد الرحمن بن مهدي: الأئمة أربعة؛ الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، وحماد بن زيد بالبصرة، والأوزاعي بالشام.
وقال غيره: ما رأيت أحفظ من حماد بن زيد.
ولد في ولاية سليمان بن عبد الملك، وتوفي يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان سنة تسع وسبعين ومائة.
853 - [الوليد بن طريف]
(1)
الوليد بن طريف الشيباني الخارجي.
خرج بالجزيرة في سنة ثمان وسبعين، وقتل إبراهيم بن حازم بن خزيمة بنصيبين، ثم مضى إلى أرمينية، واشتدت شوكته بها، وكسر الجيوش، فجهز إليه الرشيد جيشا كثيفا، وأمّر عليهم مقدمه أبا خالد يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني ابن أخي معن بن زائدة الجواد المشهور، فجعل يزيد يخاتله ويماكره، وكانت البرامكة منحرفة على يزيد، فأغروا به الرشيد، وقالوا: إنه يراعيه لأجل الرحم، وإلا .. فشوكة الوليد بن طريف يسيرة، وهو يواعده وينتظر ما يكون من أمره، فوجه إليه الرشيد كتاب غضب، وقال فيه: لو وجهت أحد الخدم-أو أصغر الخدم-لقام بأكثر مما تقوم به، ولكنك مداهن متعصب، وأمير المؤمنين يقسم بالله؛ لئن أخرت مناجزته .. ليبعثن إليك من يحمل رأسك إلى أمير المؤمنين، فناجزه يزيد والتقى الجيشان في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة، فانهزم الوليد وظهر يزيد عليه.
ويقال: لما انكسر الوليد بن طريف .. تبعه يزيد بنفسه حتى لحقه على مسافة بعيدة، فقتله وأخذ رأسه، وبعث به إلى الرشيد.
ولما علمت الفارعة بنت طريف بقتل أخيها لبست عدة الحرب، وحملت على جيش يزيد، فقال يزيد: دعوها، ثم خرج فضرب بالرمح فرسها، وقال: اغربي، غرب الله عينك، فقد فضحت العشيرة، فاستحيت وانصرفت.
(1)«تاريخ الطبري» (8/ 261)، و «المنتظم» (5/ 423)، و «وفيات الأعيان» (6/ 31)، و «سير أعلام النبلاء» (8/ 232)، و «تاريخ الإسلام» (11/ 395)، و «العبر» (1/ 272)، و «مرآة الجنان» (1/ 370)، و «شذرات الذهب» (2/ 349).
ولما قتل الوليد .. رثته أخته المذكورة بقولها: [من الطويل]
أيا شجر الخابور ما لك مورقا
…
كأنك لم تحزن على ابن طريف
فتى لا يحبّ الزاد إلا من التقى
…
ولا المال إلا من قنى وسيوف
ولا الذخر إلا كل جرداء صلدم
…
معاودة للكرّ بين صفوف
كأنك لم تشهد هناك ولم تقم
…
مقاما على الأعداء غير خفيف
حليف الندى ما عاش يرضى به الندى
…
فإن مات لا يرضى الندى بحليف
فقدناك فقدان الشباب وليتنا
…
فديناك من دهمائنا بألوف
وما زال حتى أزهق الموت نفسه
…
شجى لعدو أو نجى لضعيف
ألا يا لقومي للحمام وللبلى
…
وللأرض همت بعده برجوف
وللبدر من بين الكواكب إذ هوى
…
وللشمس لما أزمعت بكسوف
ولليث كل الليث إذ يحملونه
…
إلى حفرة ملحودة وسقيف
ألا قاتل الله الحشا حيث أضمرت
…
فتى كان للمعروف غير عيوف
فإن يك أرداه يزيد بن مزيد
…
فرب زحوف لفها بزحوف
عليه سلام الله وقفا فإنني
…
أرى الموت وقّاعا بكل شريف
بتلّ نباثى رسم قبر كأنه
…
على جبل فوق الجبال منوف
تضمن مجدا عدمليّا وسؤددا
…
وهمة مقدام ورأي حصيف
والخابور: نهر معروف يصب في الفرات، وعلى هذا النهر مدن صغار تشبه الكبار في عمارتها، وقوة أسواقها، وكثرة خيرها، وقال بعضهم: إنه في بلاد الصين، وهو موضع الوقعة.
وطريف: بفتح الطاء وكسر الراء وسكون المثناة من تحت بعدها فاء.
وقولها: (فتى لا يحب الزاد إلا من التقى) قال الشيخ اليافعي: (ظاهر البيت التناقض؛ فإن حصول المال بالقنى والسيوف ظاهره القتل والقتال، ونهب الأموال، وهو مناقض للتقوى المذكور في صدر البيت، قال: والجواب فيما يظهر: ألاّ تناقض فيه على مذهب الخوارج الذين يكفرون المسلمين بالذنب، ويرون الخروج عليهم، والدليل على كونه من الخوارج ما كان ينشده يوم المصاب:[من الرجز]
أنا الوليد بن الطريف الشاري
…
قسورة لا يصطلى بناري