الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الكرابيسي: عداده في التابعين.
سمع أباه القاسم وغيره، وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد العزيز بن أبي سلمة.
وكان إماما ورعا كثير العلم، قدم الشام على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فتوفي بأرض حوران، وقيل: بالمدينة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: سنة إحدى وثلاثين ومائة.
604 - [سعيد والد سفيان الثوري]
(1)
سعيد بن مسروق بن عدي الثوري، والد الإمام سفيان الثوري الكوفي.
سمع عباية بن رفاعة، وعبد الرحمن بن أبي نعم، والشعبي وغيرهم.
روى عنه ابنه سفيان، وشعبة.
توفي سنة ست-أو ثمان-وعشرين ومائة.
605 - [خالد القسري]
(2)
خالد بن عبد الله القسري، ولي إمرة مكة، ثم العراق مدة، وكان من خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة، يقال: إنه في بعض الجمع مدح الحجاج بن يوسف وأطنب في وصفه ومدحه، فوصله في الجمعة الأخرى كتاب من سليمان بن عبد الملك بأن يذم الحجاج، فصعد المنبر وقال: إن إبليس كان يظهر من طاعة الله ما ظنت الملائكة به أنه أفضلهم عند الله ولم يطلعوا على ما انطوى عليه من خبث السريرة، فلما أطلعهم على حقيقة حاله .. لعنوه، وكذلك الحجاج، كان يظهر لنا من طاعة أمير المؤمنين ما كنا نرى له الفضل علينا به، ولما ظهر لأمير المؤمنين ما انطوى عليه من قبح السيرة وسوء السريرة .. أمرنا بذمه، فالعنوه لعنة وذموه ذما شنيعا بليغا.
(1)«طبقات ابن سعد» (8/ 445)، و «الجرح والتعديل» (4/ 66)، و «تاريخ الإسلام» (8/ 117)، و «مرآة الجنان» (1/ 265)، و «تهذيب التهذيب» (2/ 42).
(2)
«تاريخ الطبري» (7/ 254)، و «وفيات الأعيان» (2/ 226)، و «سير أعلام النبلاء» (5/ 425)، و «تاريخ الإسلام» (8/ 82)، و «مرآة الجنان» (1/ 265)، و «البداية والنهاية» (10/ 429)، و «تهذيب التهذيب» (1/ 524).
وكان خالد جوادا أيضا، يحكى: أنه دخل عليه شاعر يوم جلوسه للشعراء، وكان قد مدحه ببيتين، فلما رأى اتساع الشعراء في قولهم .. استصغر قوله فسكت حتى انصرفوا، فقال خالد: ما حاجتك؟ قال: مدحت الأمير ببيتين، فلما سمعت قول الشعراء ..
احتقرت بيتي، قال: وما هما؟ فأنشده: [من الطويل]
تبرعت لي بالجود حتى نعشتني
…
وأعطيتني حتى حسبتك تلعب
فأنت الندى وابن الندى وأبو الن
…
دى حليف الندى ما للندى عنك مذهب
فقال له: حاجتك؟ قال: عليّ دين، فأمر له بقضائه، وأعطاه مثله.
وذكر الطبري في «تاريخه» : (أن هشام بن عبد الملك كتب إلى خالد: بلغني أن رجلا قام إليك فقال: إن الله جواد وأنت جواد، وإن الله كريم وأنت كريم إلى أن عد عشر خصال، فو الله؛ لئن لم تخرج من هذا .. لأستحلن دمك، فكتب إليه خالد: نعم يا أمير المؤمنين؛ قام إلي فلان وقال: إن الله كريم يحب الكريم، فأنا أحبك بحب الله إياك، ولكن أشد من هذا قيام ابن شقي الحميري إلى أمير المؤمنين فقال: خليفتك أحب إليك أم رسولك؟ فقال: بل خليفتي، قال: أنت خليفة الله ومحمد رسول الله، والله؛ لقتل رجل من بجيلة أهون على العامة والخاصة من كفر أمير المؤمنين)(1).
ثم إن هشاما عزل خالدا عن العراقين، وولى يوسف بن عمر ابن ابن عم الحجاج بن يوسف مكانه، وأمر بمحاسبة خالد وعماله، فحبس خالدا وعذبه بالحيرة منزل النعمان بن المنذر أحد ملوك العرب على فرسخ من الكوفة، يقال: إنه وضع قدميه بين خشبتين وعصرهما حتى انقصفتا، ثم إلى وركيه، ثم إلى صلبه، فلما انقصف صلبه .. مات، وهو مع ذلك لا يتأوه ولا ينطق، وكان يوسف بن عمر الثقفي قد جعل على خالد كل يوم حمل قدر معلوم من الدراهم، إن لم يقم به ذلك اليوم .. عذبه، وكان قد حصل من قسط يوم من الأيام سبعين ألف درهم، فدخل عليه أبو الأشعث العبسي إلى السجن وأنشده:[من الطويل]
ألا إن خير الناس حيا وميتا
…
أسير ثقيف عندهم في السلاسل
لعمري لقد عمرتم السجن خالدا
…
وأوطأتموه وطأة المتثاقل
لقد كان نهّاضا بكل ملمة
…
ومعطي اللها غمرا كثير النوافل
وقد كان يبني المكرمات لقومه
…
ويعطي اللها في كل حق وباطل
(1)«تاريخ الطبري» (7/ 257).