الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها: نقل مروان بيت المال والخزائن إلى الجزيرة، ونزل حران، وولى سليمان بن قتيبة البصرة؛ فلم يزل واليا عليها إلى دولة بني العباس (1).
وفيها: توفي عاصم بن أبي النجود الأزدي مولاهم المقرئ أحد القراء السبعة، ويحيى بن يعمر العدواني النحوي البصري، وأبو عمران الجوني البصري، واسمه:
عبد الملك بن حبيب، وأبو الزبير المكي محمد بن مسلم، وأبو رجاء يزيد بن حبيب الأزدي مولاهم فقيه مصر وشيخها ومفتيها، قال الليث: هو سيدنا ومولانا، وجابر بن يزيد الجعفي، وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي، وبكر بن سوادة، وأبو قبيل المعافري، وأبو حصين عثمان بن عاصم.
***
السنة التاسعة والعشرون
في رمضان منها: كان ظهور أبي مسلم الخراساني بمرو، واسمه: عبد الرحمن بن مسلم صاحب الدعوة لبني العباس، وذلك: أن إبراهيم بن محمد الإمام وجه أبا مسلم المذكور إلى خراسان في هذه السنة-أو التي قبلها-فكتب إلى شيعته: أني قد أمرته بأمري، وأمّرته على خراسان وعلى ما غلب عليه من بعد، وأوصاه ألاّ يخالف سليمان بن كثير ولا يعصيه، وقال له: إذا أشكل عليك أمر .. فاكتف به مني، ثم إن الشيعة كرهت أبا مسلم لحداثته، وحضر ذلك سليمان بن كثير، وكان أبو داود غائبا، فقدم فوبخهم على ردهم أبا مسلم، وأعلمهم أنهم عصاة، فردوا أبا مسلم من قرمس، وولوه أمرهم وأطاعوه، فأسر في نفسه على سليمان بن كثير، وعرف ذلك لأبي داود، وبث الدعوة في أقطار خراسان كلها، ودخل الناس في ذلك أفواجا، وكتب إليه إبراهيم بن محمد الإمام:
أن يوافيه في الموسم بما اجتمع عنده من الأموال، وكان قد اجتمع عنده ثلاث مائة ألف وستون ألف درهم، فحملها وخرج إلى مكة للنصف في جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين، ومعه من النقباء قحطبة بن شبيب والقاسم بن مجاشع وطلحة بن زريق، ومن الشيعة أحد وأربعون رجلا بالسلاح، فأخذوا على المفازة إلى أبيورد، ثم إلى أندومان، فلقيه كتاب إبراهيم الإمام ولواء وراية يأمره بالانصراف حيث يلقاه الكتاب، وأن يظهر الدعوة، فجهز قحطبة بالأموال إلى مكة، وعقد اللواء والراية، وكر راجعا إلى خراسان،
(1)«الكامل في التاريخ» (4/ 358)، و «البداية والنهاية» (10/ 443).
فدخل مرو مستخفيا، فنزل قرية خالد بن إبراهيم الذهلي أول يوم من شهر رمضان، ودفع كتاب الإمام إلى سليمان بن كثير، وكان فيه: أن أظهر دعوتك، ولا تربص، فاتعدوا ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان من السنة المذكورة، ووجه أبو مسلم إلى العلاء بن حرب بخوارزم: أن يظهر الدعوة في الليلة المذكورة، فإن أعجلهم عدوهم .. فقد حل لهم أن يدفعوا عن أنفسهم، وأن يجردوا السيوف ويجاهدوا، وإن شغلهم عدوهم عن الوقت .. فلا حرج عليهم أن يظهروا بعد الوقت، فلما كان يوم الميعاد .. لبّس أبو مسلم كل من أجاب الدعوة السواد، وخرج في راية تسمى السحاب وهم يتلون:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} فاجتمعت إليه الشيعة حتى أصبحوا مغذين من كل جانب، ولما كان يوم العيد .. أمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يصلي بالناس العيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، وأن يكبر في الركعة الأولى ست تكبيرات، وأن يفتتح الخطبة بالتكبير ويختمها بالقرآن، وأن يخطب قائما، وكان بنو أمية يخطبون في الجمعة والأعياد قعودا، ويبدءون خطبة العيد بأذان ثم بالصلاة بإقامة على رسم صلاة الجمعة، ويكبرون في الركعة الأولى من صلاة العيد أربعا، وفي الثانية ثلاثا، وكان أبو مسلم إذا كتب إلى نصر بن سيار .. كتب إلى الأمير نصر من أبي مسلم، فلما قوي بمن اجتمع إليه .. بدأ بنفسه وكتب إلى نصر بن سيار، فعظم على نصر بن سيار كونه بدأ بنفسه ولم يلقبه بالأمير، وتغاضى، ثم أرسل إليه نصر بعد ثمانية عشر شهرا من الكتاب مولى له يقال له: يزيد لمحاربة أبي مسلم في عسكر كثيف، فوجه إليه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخزاعي ومصعب بن قيس في مائتي رجل، ثم أمدهم بالرجال، فكسروا يزيد مولى نصر بن سيار، وحملوه إلى أبي مسلم مجروحا، فداواه وأحسن إليه، ورده إلى مولاه، وأحلفه ألاّ يحارب أبدا، وألاّ يكذب عليهم، وقال: هذا يرد عنا أهل الورع والصلاح؛ فإنا عندهم على غير الإسلام، فكان كما قال وظن، وهذه أول حرب كانت بين دعاة بني العباس وبين جماعة مروان بن محمد (1).
وفي هذه السنة: هرب منصور بن جمهور إلى السند (2).
وفيها: وافى عرفة يوم الوقوف أبو حمزة الخارجي في سبع مائة من الخوارج الإباضية أصحاب عبد الله بن يحيى الكندي الحضرمي الملقب بطالب الحق الخارج بحضر موت،
(1)«تاريخ الطبري» (7/ 353)، و «الكامل في التاريخ» (4/ 358)، و «البداية والنهاية» (10/ 443).
(2)
«الكامل في التاريخ» (4/ 370).