الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1082 - [الإمام الجواد]
(1)
الشريف الجواد محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين، أحد الأئمة الاثني عشر الذين تدعي الرافضة عصمتهم.
كان المأمون قد نوه بذكره، وزوجه ابنته أم الفضل، وزوج أباه علي الرضا ابنته الأخرى أم حبيبة.
وسكن الجواد بزوجته أم الفضل بنت المأمون المدينة، فكان المأمون ينفذ إليه في السنة ألف ألف، فلما توفي المأمون .. قدم الجواد إلى بغداد وافدا على المعتصم ومعه امرأته أم الفضل بنت المأمون، فتوفي رحمه الله ببغداد في سنة عشرين ومائتين، فدفن عند جده موسى بن جعفر لخمس خلون من ذي الحجة، وصلّى عليه الواثق بن المعتصم، وحملت امرأته إلى قصر عمها المعتصم، فجعلت مع الحرم.
وكان الجواد يروي مسندا عن آبائه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقال لي وهو يوصيني:«يا علي؛ ما حار-أو قال: ما خاب-من استخار، ولا ندم من استشار، يا علي؛ عليك بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، يا علي؛ اغد، فإن الله بارك لأمتي في بكورها» (2) وكان يقول: من استفاد أخا في الله .. فقد استفاد بيتا في الجنة، والله سبحانه أعلم.
1083 - [محمد بن خالد الجندي]
(3)
محمد بن خالد الجندي-بفتح الجيم والنون-الصنعاني المؤذن، ويقال: الكندي بكسر الكاف وسكون النون، كان فقيها مشهورا.
(1)«تاريخ بغداد» (3/ 265)، و «وفيات الأعيان» (4/ 175)، و «تاريخ الإسلام» (15/ 385)، و «الوافي بالوفيات» (4/ 105)، و «مرآة الجنان» (2/ 80)، و «شذرات الذهب» (3/ 97)، و «سمط النجوم العوالي» (4/ 149).
(2)
أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (3/ 265).
(3)
«طبقات فقهاء اليمن» (ص 66)، و «السلوك» (1/ 134)، و «تهذيب الكمال» (25/ 146)، و «تاريخ الإسلام» (13/ 363)، و «الكاشف» (2/ 167)، و «ميزان الاعتدال» (3/ 535)، و «تقريب التهذيب» (ص 476).
روى عنه الإمام الشافعي ما رواه عن أبان بن صالح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهديّ إلا عيسى ابن مريم» (1).
قال ابن سمرة: (روى هذا الخبر عن الشافعي يونس بن عبد الأعلى-وهو أحد أصحاب الشافعي-قال: وكان بعض الفقهاء يستدل بأن الشافعي دخل الجند، كما دخل صنعاء بروايته عن هذا محمد بن خالد الجندي) اه (2)
ومحمد بن خالد هذا وثقه ابن معين، وقال البيهقي: إنه مجهول.
واعلم أنه اختلفت الرواية في هذا الحديث عن يونس:
فروى الحافظ المزي بإسناده من طريق ابن زياد النيسابوري، ومن طريق ابن منده عن الحسن بن يوسف الطرائفي وأبي الطاهر بن عمرو، قالوا ثلاثتهم: حدثنا يونس، نا الشافعي، فصرح هؤلاء بحديث الشافعي ليونس (3).
وروى الحافظ الذهبي بسنده إلى أبي الطاهر أحمد بن محمد بن عمر المدني قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، عن الشافعي، فرواه بالعنعنة.
قال الحافظ الذهبي: وعندي «مسند يونس بن عبد الأعلى» من رواية أبي الطاهر المدني عنه، وفيه هذا الحديث قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثت عن الشافعي.
قال الذهبي: وروى أحمد بن محمد بن رشدين قال: حدثني علي بن عبيد الله الواسطي قال: رأيت الشافعي في المنام، فسمعته يقول: كذب علي يونس من حديث الجندي، ما هذا من حديثي، ولا أحدث به. اه
وكذلك اختلف أيضا في شيخ محمد بن خالد الجندي في هذا الحديث: هل هو أبان بن صالح، كما ذكره ابن سمرة والذهبي في روايته المتقدمة عن أبي طاهر أحمد بن محمد بن عمر المدني، وكذلك رواه صامت بن معاذ: نا يحيى بن السكن، نا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، أو هو أبان بن أبي عياش، كما رواه صامت المذكور عن
(1) أخرجه الحاكم (4/ 441)، وابن ماجه (4039) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(2)
«طبقات فقهاء اليمن» (ص 66).
(3)
انظر «تهذيب الكمال» (25/ 147).
شيخ من أهل الجند، عن محمد بن خالد، عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن؟
وكذلك اختلف في رواية الحسن: هل هي مرسلة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكره ابن سمرة هنا، وكذلك رواها صامت بن معاذ في روايته المتقدمة عن الرجل المجهول من أهل الجند، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، أو متصلا، كما رواها صامت المذكور في روايته المتقدمة عن يحيى بن السكن، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم متصلا، وكذلك رواها الحافظ الذهبي في روايته المتقدمة عن أبي الطاهر أحمد بن محمد بن عمر المدني قال: نا يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث؟
والقصد: أن رواية محمد بن خالد عن أبان بن صالح عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم متصلة، وروايته عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة.
والذي نقله الجندي عن ابن سمرة هنا مخالف للطريقين المذكورين؛ فإنه ذكره من رواية محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وقد علمت أن روايته عن أبان بن صالح متصلة.
قال الحافظ البيهقي: (رجع الحديث إلى محمد بن خالد-مجهول-عن أبان بن أبي عياش-وهو متروك-عن الحسن مرسلا، قال: والأحاديث في التنصيص في خروج المهدي أصح، وأنه من عترة النبي صلى الله عليه وسلم اه
ولم أقف على تاريخ وفاة محمد بن خالد، إلا أنه كان موجودا في أوائل هذه المائة، أو آخر التي قبلها.
***