الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
938 - [مؤرج بن عمرو السدوسي]
(1)
مؤرج بن عمرو السدوسي النحوي البصري.
روى الحديث عن شعبة بن الحجاج، وأبي عمرو بن العلاء وغيرهما، والعربية عن الخليل بن أحمد، وكان الغالب عليه علم اللغة والشعر، وله عدة تصانيف.
ومن شعره: [من الطويل]
وفارقت حتى ما أراع من الهوى
…
وإن غاب جيران علي كرام
فقد جعلت نفسي على اليأس تنطوي
…
وعيني على هجر الصديق تنام
توفي سنة خمس وتسعين ومائة.
939 - [معاذ بن معاذ البصري]
(2)
معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، من ولد كعب ابن العنبر، يكنى أبا المثنى، قاضي البصرة وحافظها.
روى عن سليمان التيمي، وشعبة، وابن عون وغيرهم.
وروى عنه محمد ابن المثنى، وعلي ابن المديني، ومحمد بن حاتم وغيرهم.
مات سنة ست-أو خمس-وتسعين ومائة.
940 - [أبو نواس]
(3)
الحسن بن هاني المعروف بأبي نواس، الشاعر المشهور، صاحب النوادر والغرائب والعجائب، ولقب بذلك؛ لذؤابتين كانتا له تنوسان على عاتقيه (4).
(1)«المعارف» (ص 543)، و «الجرح والتعديل» (8/ 443)، و «معجم الأدباء» (7/ 147)، و «وفيات الأعيان» (1/ 304)، و «سير أعلام النبلاء» (9/ 309)، و «تاريخ الإسلام» (13/ 414)، و «مرآة الجنان» (1/ 449).
(2)
«طبقات ابن سعد» (9/ 294)، و «الجرح والتعديل» (8/ 248)، و «تهذيب الكمال» (28/ 132)، و «سير أعلام النبلاء» (9/ 54)، و «تاريخ الإسلام» (13/ 396)، و «تهذيب التهذيب» (4/ 100).
(3)
«الأغاني» (20/ 61)، و «تاريخ بغداد» (7/ 449)، و «المنتظم» (6/ 33)، و «الكامل في التاريخ» (5/ 420)، و «وفيات الأعيان» (2/ 95)، و «سير أعلام النبلاء» (9/ 279)، و «تاريخ الإسلام» (13/ 509)، و «مرآة الجنان» (1/ 449)، و «البداية والنهاية» (10/ 663)، و «شذرات الذهب» (2/ 451).
(4)
النوس: تذبذب الشيء، وناس الشيء: تحرك وتذبذب متدليا.
كان أبوه من جند مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية، وكان من أهل دمشق، فانتقل إلى الأهواز، وتزوج بها، وحدث له أولاد منهم أبو نواس، فأسلمته أمه إلى بعض العطارين، فرآه أبو أسامة بن الحباب، فاستحلاه وقال له: أرى فيك مخائل، أرى ألاّ تضيعها، وستقول الشعر فاصحبني أخرّجك قال له: ومن أنت؟ قال: أبو أسامة بن الحباب، قال:
نعم أنا والله في طلبك، ولقد أردت أصل إلى الكوفة بسببك؛ لآخذ عنك، وأسمع منك شعرك، فصار أبو نواس معه، وقدم به بغداد.
وأول ما قاله أبو نواس من الشعر وهو صبي: [من المقتضب]
حامل الهوى تعب
…
يستخفه الطرب
إن بكى يحق له
…
ليس ما به لعب
تضحكين لاهية
…
والمحب ينتحب
تعجبين من سقمي
…
صحتي هي العجب
ويحكى أن المأمون قال: لو وصفت الدنيا نفسها .. لما وصفت بمثل قول أبي نواس: [من الطويل]
ألا كل حي هالك وابن هالك
…
وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
…
له عن عدو في ثياب صديق
قال أبو حاتم السجستاني: كانت المعاني مدفونة حتى أثارها أبو نواس.
ومن محاسن شعره: [من الوافر]
ولو أني استزدتك فوق ما بي
…
من البلوى لأعوزك المزيد
ولو عرضت على الموتى حياتي
…
بعيش مثل عيشي لم يريدوا
ومن غرائب أبي نواس: أن الرشيد طاف ليلة في قصره، فوجد جارية سكرى، وكان يحبها، فخمشها فانحل إزارها، وانحل خمارها من منكبيها، فقالت: أمهلني الليلة يا أمير المؤمنين، وغدا أصير إليك، فخلاها، ولما أصبح .. أرسل إليها يطلبها، فقالت للرسول: قل له: كلام الليل يمحوه النهار، فلما أخبر الرسول الرشيد بجوابها .. استدعى الرشيد الشعراء الذين على بابه وقال لهم: أريد من كل واحد منكم شعرا يكون آخره: كلام
الليل يمحوه النهار، فقال الرقاشي:[من الوافر]
متى تصحو وقلبك مستطار
…
وقد منع القرار فلا قرار
وقد تركتك صبّا مستهاما
…
فتاة لا تزور ولا تزار
إذا وعدتك صدت ثم قالت
…
كلام الليل يمحوه النهار
وقال أبو مصعب: [من الوافر]
أما والله لو تجدين وجدي
…
لأذهب للكرى عنك المزار
فكيف وقد تركت العين عبرى
…
وفي الأحشاء من ذكراك نار
فقالت أنت مغرور بوعدي
…
كلام الليل يمحوه النهار
وقال أبو نواس: [من الوافر]
وليلة أقبلت في القصر سكرى
…
ولكن زين السكر الوقار
وهز الريح أردافا ثقالا
…
وغصنا فيه رمان صغار
وقد سقط الردا عن منكبيها
…
من التخميش وانحل الإزار
مددت يدي لها أبغي التماسا
…
فقالت في غد منك المزار
فقلت الوعد سيدتي فقالت
…
كلام الليل يمحوه النهار
فأمر الرشيد لكل واحد من الأولين بألف دينار، وقال لأبي نواس: كأنك كنت معنا البارحة، وأمر بضرب عنقه، فقال: والله يا أمير المؤمنين؛ ما بت إلا في داري، وإنما استدللت على ما قلت بكلامك، فقبل منه، وأعطاه عشرة آلاف دينار.
ومن غرائبه أيضا: أن الرشيد أرق ذات ليلة، فدخل على بعض حظاياه، فوجدها نائمة وجواريها يضربن بالمعازف على رأسها، فلما رأينه .. تفرقن من حولها، فكشف الرشيد عن وجهها، وقبل موضع خال في خدها، فانتبهت فزعة وقالت: من هذا؟ فقال:
ضيف، فقالت: يكرم الضيف بسمعي والبصر، فلما أصبح .. استدعى بأبي نواس، فقال أبو نواس للرسول: قل له: إن ثيابي مرهونة عند الخمار بست مائة درهم، إن استفكها لي .. لبستها وجئت، فالتزم الرشيد له ذلك القدر، وقال له الرشيد: أحب أن تنظم لي
أبياتا على هذا اللفظ: يكرم الضيف بسمعي والبصر، فقال:[من الرمل]
طال ليلي وعاودني السهر
…
ثم فكرت وأحسنت النظر
جئت أمشي في زوايا الخبا
…
ثم طورا في مقاصير الحجر
إذ بوجه قمر قد لاح لي
…
زانه الرحمن من بين البشر
ثم أقبلت إليه مسرعا
…
ثم طأطأت فقبلت الأثر
فاستفاقت فزعا قائلة
…
يا أمين الله ما هذا السفر
قلت ضيف طارق في داركم
…
هل تضيفوني إلى وقت السحر
فأجابت بسرور سيدي
…
يكرم الضيف بسمعي والبصر
فقال الرشيد: يا ابن الفاعلة؛ كنت البارحة تحت السرير تسمع كلامنا، اضربوا عنقه، فحلف ما كان، وشفعوا فيه، فقال: إن كنت صادقا فقل في شيء أنا أبصره هذه الساعة، وكانت جارية قبالة الرشيد تضرب سدرا في ظل سدرتين، لابسة في إحدى كفيها خاتمين، وهي في مكان لا يراها أبو نواس ولا أحد من الناس غير الرشيد، فقال:[من مجزوء الرمل]
نظرت عيني لحيني
…
واشتكى وجدي لبيني
عند فيء السدرتين
…
شبحا مثل اللجين
يضرب السدر بكف
…
وبأخرى خاتمين
فقال الرشيد: أنت تبصرها يا فاعل، اقتلوه، فحلف لا يبصر شيئا، وشفع فيه فلم يقبل، فقالت جارية بالقرب من الرشيد لا يبصرها ولا إلى سواه يبلغ كلامها: بالله يا سيدي خله يروح، فقال الرشيد لها سرا: ما أخليه حتى تمشي عريانة، فحلت ثيابها ومشت حتى جاءته، فخلاه، فلما صار أبو نواس بالباب .. قال: أي والله يا سيدي: [من البسيط]
ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا
…
مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
فقال له: يا شيطان، فخرج هاربا من ذلك بعد ما أبدع فيما يقول، واخترع ما سحر به العقول.
والبيت الأخير للفرزدق؛ كان اختصم هو وامرأته النوار إلى عبد الله بن الزبير، فنزل الفرزدق على حمزة بن عبد الله بن الزبير، ونزلت امرأته على امرأة على عبد الله بن الزبير، فشفع كل واحد منهما لنزيله، فقبل ابن الزبير شفاعة امرأته دون شفاعة ابنه، فقال الفرزدق: