الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المرأة المترجلة
الرجل المتأنث كالمرأة المترجّلة: كلاهما متصنع لا يطاق! وددت احتقار زيد فقلت زيد امرأة ، وشئت تكريم هند فقلت هندٌ رجل. أنا أحتقر الرجل إذا تأنث وإكراهه جهدي ، وأعتبر قليلاً المرأة إذا ترجَّلت ولكنني أكرهها كثيراً. للرجولية أخلاق ، وللأنوثة أخلاق وكل خلُق حسن في صاحبه. القوة تستَحب في الرجل ، والضعف يستملح في المرأة. فإن تعدّت القوة إلى النساء فسدت ، وإن تخطَّى الضعف إلى الرجال كان ذلاً! المرأة إذا ترجلت خير من الرجل إذا تأنث. هي تطمع بأن يكون لها شرف الرجولية. وأما هو فليكون له ماذا؟ ولكنه لأيسر في نظري أن يتأنث الرجل من أن تترجل المرأة. الويل كل الويل من الضعيف إذا قدر ، والمظلوم إذا احتكم. ليس الشرَ في أن يتحول الذئب إلى حمل ، ولكن الشرّ كل الشرّ في أن تصير النعجة ذئباً. وليس الرجل ذئباً من طبعهِ ولكن المرأة إذا ترجلت تحوَّل ضعفها إلى شراسة فكانت شرّ الذئاب! هي مخلوقة ضعيفة لا تفهم معنى القوة فإذا وجدَت القوة اتخذَتها سلاحاً ذا حدَّين! قبيح في الرجل الضعف ، وأقبحُ منه القوة في المرأة. التصنّع في
الأخلاق كالترقيع في الأثواب. تالله أن التصنّع والتكلّف لا يحتملان ولو كانا من المشخصين أنفسهم وهم على المسرح! كرهتُ الرجل يدّعي لنفسهِ ما لغيره لأنني لا أحب الرياء. ولكنني إذا أدهشني الرياء في الرجل لأنهُ حادثٌ فيهِ ، فليس يدهشني الرياء في المرأة لأنهُ خلُقٌ فيها. ذلك أن الصدق من طبائع القوة والكذب مع القوة ، ويجيء الصدق مع الضعف فيكون مجال للدهشة حينئذٍ. وإن شرّ ما ولَّده الضعف الفطري في المرأة الكبرياء والدعوى! ألا ترى أن الضعيف تسهتويه القوة فيريدها لنفسه فلا يستطيعها ، فيتطلبها بالوهم لباطل؟ أوَ ليست الكبرياء والدعوى مجرد توهم في الإنسان للقوة والفضل؟ الكبرياء في المرأة الرذائل فيها ، والإدعاء أقبح خلالها. والكبرياء في الرجل رذيلة ولكنه ليس شرّ الرذائل فيه ، والإدعاء ضعف وخلل فيهِ ولكنهُ ليس بالضعف والخلل الأعظمين. قد يتكبر الرجل ويكثر من الإدعاء ولكن قوته تجيز له هاتين الخليتين وتستر عليهِ قبحهما بعض الستر. أما المرأة فلست أرى فيها ما يجيز لها الكبرياء ويسامحها على الدعوى إلَاّ إذا استجزنا ضعفها واستسمحناه وحينئذٍ تظهر فيها بشاعة هاتين الرذيلتين بكل مظاهرها المستقبحة!
خيرٌ لك أن تعادي امرأة تحب منك التملق وتتطلبه لنفسها من أن تتملَّقها. شرّ خطأ يرتكبه الإنسان أن يتملق المرأة؛ لأن المرأة على ضعفها ورغبتها في
القوة تتناسى التملق وتحسبه حقيقةً واقعية وثناءً صحيحاً فتكون حينئذٍ كالمهرة الجموح لا تردّها شكيمة ، ولا يُمسك بها رسن! أحسنتِ يا سيدتي! ولكنه لأهون عليك لو قطعت لسانك وكسرت قلمك فلم تقل لها هاتين الكلمتين. إن البرهان في التجربة لو شئت! هذّب المرأة على معرفة نفسها فذلك خير مؤدب لها ، أولاً فكن أصمّ فلا تسمع ، وأحمق فلا تفهم. المرأة كالقلعة أعدى أعدائها في داخلها. إذا هي قويت على المؤثرات الخارجية فلن تقوى على عواطفها الداخلية. وأنهُ لأيسر على قلعة يحاصرها العدو أن تتجيَّش عليها الجيوش حواليها ، من أن يخونها جنديٌّ واحد في داخلها. المرأة لا تستطيع أن تكون قاضياً لأن عواطفها تتغلب دائماً على عقلها. لا تسألها العدل فإنها لا تستطيعه. قلبها الذي يحكم ، وعقلها الذي يطيع! عبثاَ تحاول منها أن تكون غير ذلك!