الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أزهار وأشواك
سنة 1913
معايدتي السنوية أقدّمها لقراء الزهور سائلاً أن يكون عامهم الجديد حافلاً بالخير ، تزينه أزهار اليمن خالية من الأشواك.
قيل - ولا أدري من قال ولا لماذا قال ولا أي عهد قال - أن رقم 13 أسوأ الأرقام وأشأمها. وللناس في هذا المعنى تخرُّصٌ وأحاديث ملفقة وخرافات منمقة. تحضرني منها الساعة الحكاية الآتية: زعموا أن منجّماً وقف بحضرة فردريك ملك بروسيا ، ففاجأه الملك بقوله: تنبأ لي عن الزمن الذي أُنوَّج فيه إمبراطوراً. . . فقال المنجم: نحن مجموعة إلى السنة التي نحن فيها وجدنا ذلك التاريخ 9 + 4 + 8 + 1=22 + 1849=1871 وسنة 1871 هي في الواقع سنة تتويج فردريك إمبراطوراً على ألمانيا. قال الملك: ومتى أموت؟ فقال المنجم: أعد العملية نفسها بأرقام سنة تتويجك 1 + 7 + 8 + 1=17 + 1871=1888 وهي سنة وفاة الإمبراطور الألماني الكبير. ثم سأله ثالثةً: ومتى تنحلُّ تلك الإمبراطورية؟ فقال المنجم: دونك والعملية أيضاً بأرقام سنة وفاتك: 8 + 8 + 8 + 1=25 + 1888=1913 هذه حكاية المنجم والإمبراطور. لذلك ترى الشعب الألماني
يقابل سنة 1913 ببعض القلق والتشاؤم.
جوابٌ على سؤال
نشرتُ في الجزء الماضي بيتين ، وسألتُ القرَّاء اسم ناظمها ، وأنا اليوم ناشرٌ أحسن جوابٍ جاءني من صاحب التوقيع ، وها هو بحرفه: قرأتُ سؤال البستاني الذي أورده عليك أيها الحاصد في نسبة ما رواه الكريم الشيخ أحمد آل إبراهيم. وذلك قول القائل:
لقي نبلنا العوارض فانثنوا
…
لأوجههم منها لحىً وشواربُ
خلقنا بأطراف القنا لظهورهم
…
عيوناً لها وقع السهام حواجبُ
أما الجواب ، فالبيتان لعبد العزيز بن نباتة السعدي المتوفي سنة 405 للهجرة وهو من شعراء سيف الدولة ، وعليهِ تخرَّج الشريف الرضي شاعر قريش المشهور. وقد وقع في البيتين تقديم وتأخير لأنهما من قصيدة يأتي فيها سياق البيت الأول بعد الثاني بأبيات غير قابة ، وفوق ذلك فإن روية البستاني على غير وجهها: قال ابن نُباتة في مطلع القصيدة
وهي من قلائده:
رضينا وما ترضي السيوفُ القواضبُ
…
نجاذبها عن هامكم وتجاذبُ
فإِياكمُ أن تكشفوا عن رؤوسكم
…
ألا إن مغناطيسهنَّ الذوائبُ
إلى أن يقول بعد أبيات:
خلقنا بأطراف القنا لظهورهم
…
عيوناً لها وقع السيوف حواجبُ
أؤمل مأمولاً بغير صدورها
…
فوا خجلتا إني إلى المجد تائبُ
أبَوا أن يطيعوا السمهريَّة عزَّةً
…
فصُبَّت عليهم كاللجين القواضبُ
وعادت إلينا عسجداً من دمائهم
…
ألا هكذا فليكسب المجدَ كاسبُ
ثم يقول منها:
بيوم العُظالى والسيوفُ صواعقٌ
…
ألا هكذا عليهم والقسيُّ حواصب
لقوا نَبلها مُردَ العوارض وانثنوا
…
لا وجههم منها لحىً وشواربُ
وبعد يا حاصد الزهور فأما وقد ضمنت جائزة آل إبراهيم عن طريق الهند فاعلم إن الضامن غارم والسلام.
مصطفى صادق الرافعي
أما كون هذا الجواب الشافي قد ورد من الرافعي فلا عجب وهو الأديب المشهور صاحب الكتاب النفيس في تاريخ آداب للحصول عليها.
عتاب
نشرت الزهور ص76 من هذه السنة أبياتاً جميلة لشاعر الفيحاء السيد عبد الحميد بك الرافعي ، عنوانها إلى شاعر الأمير وقد وجه فيها الكلام إلى شاعر الأمير أحمد شوقي بك ، وسأله مطارحة الشعر على صفحات هذه المجلة ملتقى أقلام أدباء القطرين. فمرَّت بضعة أشهر دون أن تمكّن الفرصة شاعرَ النيل من الجواب ، فعتب الشاعر الطرابلسي - ويحقُّ له أن يعتب - ورأيتُ بعض آثار عتبة على ورقةٍ في إدارة الزهور فقرأتُ فيها:
يقولون أغضى عن جوابك أحمدٌ
…
ومرَّ زمانٌ للعتاب مجيزُ
فقلتُ عجلتم بالملامةِ ويحكم
…
ألم تعلموا أن النفيسَ عزيزُ
ولم يبقَ في الدنيا محالٌ محقّقٌ
…
إذا قلتمُ بخلُ الجوادِ يجوزُ
فأحببتُ نشرَ هذه الأبيات لأن في نفسي - ونفس القراء أيضاً - عطشاً إلى عذوبة شيء من الشوقيات
حاصد