الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شمس الحقائق المتلألة في أفق العمل والنشاط فشمروا عن ساعد الجد وقطعوا مسافات شاسعة في النصف الثاني من القرن الأخير لم يكن يصدقها العقل لولا ما نراه من النتائج العظمى المترتبة على جهادهم الغريب
أما وهم قد بلغوا هذا الشأو من الكمال بجدهم ونشاطهم فهل يجوز بشرع ربة اللطف أن تصوّب فيهم نظر الاتهام والاحتقار بينما هم ينتظرون من يدها الجميلة أكاليل الغار؟
لبيبة هاشم
في جنائن الغرب
نشرنا في أجزاء الزهور الماضية تحت هذا العنوان شيئاً كثيراً من خير ما ي} خذ من آداب الغربيين ، لأن نقل أفكارهم وأساليبهم في التأليف لما يعود على لغتنا بالفائدة الكبرى. وسنظل فاتحي هذا الباب لنشر ما نختاره أو يختاره قراؤنا الكرام من غرر كتابات حملة الأقلام عند الأفرنج.
لبيه هاشم
الفرَس
عنوان قصيدة فرنسوية مشهورة لناظمها أوغست بربيه (1805 - 1882). وكلها تورية عن قبض نابوليون على زمام الأحكام واضطراره فرنسا إلى شن الغارة على أوربا جمعاء مدة سنين طويلة ، كما سيرى القارئ. وبمناسبة مرور مئة عام على الحملة التي سار بها هذا الرجل الكبير على بلاد قياصرة الروس فإننا سننشر في العدد القادم رأي الفيلسوف تولستوى في نابليون مترجماً بقلم أحد أدباء كتابنا. وإليك الآن ترجمة القصيدة الفرنسوية المذكورة:
أيها القرسي! ما كان أجمل فرنسا تحت أشعة شمس مسيدور
العظيمة! كانت كالفرَس الجموع الشامس الذي لم يروّضه حديد اللجام ، ولم يكبح جماحه عسجد الزمام
كان متين الكفل ، آبداً ، مضرّج الحجول بدماء الملوك ، كان أبياً عتياً ، يقرع بساقيه المجدولتين أرضاً قديمة عرفت الحرية لأول مرة
لم تكن مرّت عليه قط يدّ بشرٍ لتسومه الضيم والإهانة ، ولم تكن خواصره الضامرة قد اطمأنت يوماً إلى سرج الأجنبي
كان لماَّع الوبر ، برَّاق العين ، مرتجّ الأرداف ينتصب على رجليه فيرتجف العالم رهبة من دوي صهيله
وحينئذ برزت إلى العالم. ولما رأيتَ هيأته وخواصره اللينة أيها الفارس الكمي قبضت على ناصيته وامتطيت صهوته
ولما كان هذا الفرَس ولوعاً بخوض الحروب ، شغوباً برائحة البارود وقرع الطبول ، جعلتَ له الأرض مضماراً ، والمعامع تسليةً
وحينئذ لم يبقَ له من الراحة حظ ، ولا من النوم نصيب ، بل هناك جريٌ مستديم ، وعَدْوٌ مستمر ، فيطأ دائماً أبداً أشلاء الرجال كما يطأ الثرى ، وهو مضرجٌ بالدماء حتى لبانهِ
خمسة عشر عاماً ظلت سنابكه القاسية في جريه السريع تطحن الأمم ، وهو مطلوق العنان مصعّد الأنفاس يرو ويغدو على صدور الشعوب