المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بوليوس قيصر رواية تمثيلية من أشهر الروايات ، وأحكمها وضعاً ، - مجلة «الزهور» المصرية - جـ ٣

[أنطون الجميل]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 22

- ‌السنة الثالثة

- ‌ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الخواتم

- ‌رسائل غرام

- ‌في رياض الشعر

- ‌تربية الطفل

- ‌شيء عن الفن

- ‌في جنائن الغرب

- ‌ثمرات المطابع

- ‌أزهار وأشواك

- ‌لمن هذا الشعر

- ‌العدد 23

- ‌الكهانة

- ‌نابوليون الأول وحرب روسيا

- ‌في رياض الشعر

- ‌رسائل غرام

- ‌شيء عن الفن

- ‌نوابغ مصر الأحياء

- ‌حادث في الصحافة

- ‌تربية الطفل

- ‌لمن هذا الشعر

- ‌ثمرات المطابع

- ‌مصر وسوريا

- ‌جريح بيروت

- ‌قصيدة شاعر الأمير

- ‌خطبة سعادة الأستاذ أحمد زكي باشا

- ‌تحية الشام لمصر

- ‌العدد 24

- ‌كسوف الشمس

- ‌الكهانة

- ‌رسائل غرام

- ‌نابوليون الأول وحرب روسيا

- ‌في رياض الشعر

- ‌رواية عطيل

- ‌نوابغ مصر الأحياء

- ‌تربية الطفل

- ‌إلى قراء الزهور

- ‌السيدات والقلم

- ‌جريدة الأخبار

- ‌معرض الزهور السابع عشر

- ‌ثمرات المطابع

- ‌إبراهيم أدهم باشا

- ‌أزهار وأشواك

- ‌العدد 25

- ‌النذل

- ‌القدَر والمقدّر

- ‌خواطر

- ‌رسائل غرام

- ‌لقمان الدويبات

- ‌المودَّة

- ‌في رياض الشعر

- ‌نقيب الأشراف

- ‌تربية الطفل

- ‌مصر وسوريا

- ‌نوابغ مصر

- ‌أزهار وأشواك

- ‌ثمرات المطابع

- ‌العدد 26

- ‌الجنايات والاجتماع

- ‌الحزم

- ‌رجل الدم والحديد

- ‌دمعة الروح

- ‌مشاهير علماء نجد

- ‌أيها القمر

- ‌في رياض الشعر

- ‌في بلاد الأندلس

- ‌من إدارة الزهور

- ‌تربية الطفل

- ‌شؤون لبنانية

- ‌مس كايل

- ‌صور الشعر

- ‌كلّلي

- ‌ثمرات المطابع

- ‌أزهار وأشواك

- ‌العدد 27

- ‌القنصل الروماني والوالي العثماني

- ‌مقالات باكون

- ‌في رياض الشعر

- ‌نجيب وأمين الحداد

- ‌حياة الأخوين

- ‌أزهار وأشواك

- ‌من كل حديقة زهرة

- ‌ثمرات المطابع

- ‌بوليوس قيصر

- ‌العدد 28

- ‌الرتب والنياشين

- ‌مقالات باكون

- ‌المودة الكاذبة

- ‌النساء الرجال

- ‌في رياض الشعر

- ‌الفكاهة في الشعر

- ‌حول النياشين

- ‌جريمة الرجل

- ‌أمثال وأقوال

- ‌أزهار وأشواك

- ‌صوَر هذا الجزء

- ‌موت الكنار

- ‌جرائدهم وجرائدنا

- ‌ثمرات المطابع

- ‌يوليوس قيصر

- ‌العدد 29

- ‌البلقان والحرب

- ‌جمال الدين الأفغاني

- ‌نشيد نهر الصفا

- ‌الشكوكيُّون

- ‌الرتب والنياشين

- ‌في رياض الشعر

- ‌أزهار وأشواك

- ‌ثمرات المطابع

- ‌بوليوس قيصر

- ‌العدد 30

- ‌العام الجديد

- ‌المرأة المترجلة

- ‌تاريخ الجندية العثمانية

- ‌خطرات

- ‌في رياض الشعر

- ‌في جنائن الغرب

- ‌عيد الميلاد

- ‌في حسناء اسمها وردة

- ‌طربوشي بنتوفلي

- ‌الحقد

- ‌مستقبلنا

- ‌فؤادي والذكرى

- ‌رواية

- ‌ثمرات المطابع

- ‌أزهار وأشواك

- ‌مواليد شهر يناير ك2

- ‌فكاهة

- ‌العدد 31

- ‌الجمهورية الفرنساوية

- ‌حرفة الأدب

- ‌كيف نقيس الزمان

- ‌خطرات

- ‌فر رياض الشعر

- ‌فرسايل

- ‌في جنائن الغرب

- ‌الزهور

- ‌قصر سان جيمس

- ‌في حدائق العرب

- ‌ثمرات المطابع

- ‌مواليد شهر فبراير شباط

- ‌رأي في اللغة

الفصل: ‌ ‌بوليوس قيصر رواية تمثيلية من أشهر الروايات ، وأحكمها وضعاً ،

‌بوليوس قيصر

رواية تمثيلية من أشهر الروايات ، وأحكمها وضعاً ، وأعظمها وقعاً في النفوس لمؤلفها نابغة هذا الفن شكسبير الروائي الانكليزي الشهير. نقلها إلى العربية بعبارة مطابقة تماماً للأصل الانكليزي حضرة الكاتب المجيد سامي الجربدني المحامي وسننشرها تباعاً ابتداء من هذا الجزء بمناسبة النهضة التمثيلية الحديثة.

أشخاص الرواية:

يوليوس: منجّم

أوكتافيوس: قيصر حكام الدولة الرومانية بعد موت قيصر ، سنّا الشاعر - وشاعر آخر

ماركوس انطونيوس: حكام الدولة الرومانية بعد موت قيصر ، لوسيليوس ، أصدقاء بروتوس وكاسيوس

اميليوس لبيدوس: حكام الدولة الرومانية بعد موت قيصر ، تيتينوس ، أصدقاء بروتوس وكاسيوس

بوبيليوس: من أعضاء مجلس الشيوخ ، مسلاّ ، أصدقاء بروتوس وكاسيوس

ببليوس: من أعضاء مجلس الشيوخ ، كاتو الصغير ، أصدقاء بروتوس وكاسيوس

شيشرون: من أعضاء مجلس الشيوخ ، فولومنيوس ، أصدقاء بروتوس وكاسيوس

بروتوس.: كاسوس: المتآمرون على قيصر ، فارو كليتوس ، خُدَّام بروتوس

كاسكا ليجاريوس: المتآمرون على قيصر ، كلوديوس ستراتو ، خُدَّام بروتوس

تريبونيوس سمبر: المتآمرون على قيصر ، لوسيوس دارداتيوس ، خُدَّام بروتوس

ديسيوس سنّا: المتآمرون على قيصر ، بنداروس ، خادم كاسيوس

فلافيوس: كالبورنيا ، امرأة قيصر

ماروليوس: بورسيا ، امرأة بروتوس

ارتيمدوروس: أعضاء مجلس الشيوخ أهالي حرس وخدَم

ص: 328

الفصل الأول

المشهد الأول

شارع في رومه

يدخل فلافيوس وماروليوس وبعض عامة الناس

فلافيوس - إلى بيوتكم! اذهبوا إلى بيوتكم أيتها المخلوقات الكسلى. أتظنون اليومَ يومَ عيد؟ أو لا تعلمون أنهُ لا يجوز لكم وأنت من الصنّاع أن تسيروا في الأسواق في غير أيام البطالة بدون أن تحملوا شارات صناعاتكم؟ أنت يا هذا تكلم. ما حرفتك؟

العامي الأول - نجَّار يا سيدي

ماروليوس - أين وِزرتك وأين مَسطرتك؟ وما تصنع جائلاً مرتدياً أحسن ملابسك؟ وأنتَ يا هذا من أيّ الحرف أنت؟

العامي الثاني - إذا عُدَّ الصناع الحاذقون فما أنا يا سيدي إلاّ عامل مرقّع

ماروليوس - ولكن ما صنعتك؟ قلْ بلا مواربة

العامي الثاني - إني أحترف حرفة أرجو أن أواظب عليها بالأمانة والإخلاص ألا وهي ترقيع القديم.

ماروليوس - غاضباً ما صنعتك يا دنيء؟ أيها الدنيء المنافي ما صنعتك؟

العامي الثاني - لا تغضب يا سيدي. لا تغضب عليَّ. ف ني قد أُصلحك

ماروليوس - ما تعني بهذا أيها الوقِح؟

ص: 329

العامي الثاني - أي إني أرقّعُك يا سيدي

فلافيوس - آه. أنتَ سكاف. أليس كذلك؟

العامي الثاني - حقاً يا سيدي أن المخرز آلة معيشتي. فقد اصطفيتهُ لي خليلاً دون جميع الرجال والنساء. نعم أنا جرّاح الأحذية القديمة آسوها عند إشرافها على الهلاك. إن خيرَ مَن مشى على الأرض مرَّت رجلاه بين يديّ

فلافيوس - ولماذا تركت حانوتك اليوم وخرجت تقود هؤلاء الناس في الأسواق؟

العامي الثاني - حتى يقطّعوا أحذيتهم مشياً فيزداد كسبي. على أني لا أكتمك يا سيدي أننا تركنا أشغالنا لنرى قيصر ونفرح لانتصاراته

ماروليوس - ولمَ تفرحون؟ أين النصرُ المبين الذي جاءنا بهِ؟ وأين الأسارى الذين أتى بهم إلى رومة يحفون بمركباته؟ أي بني رومة قساة القلوب غلاظ الرقاب. كونوا خُشُباً مسندةً! إن الجماد لخيرٌ منكم. أنسيتم بومباي؟ يوم كنتم تتسلقون الأسوار والمباني وتصعدون إلى

النوافذ والأبراج - بل إلى المداخن - حاملين أطفالكم ، واقفين صابرين منتظرين اليوم كله لتختلسوا نظرةً من بومباي وهو مارٌ في شوارع رومة. حتى إذا لاحت لكم مركبته هتفتم له هتافاً اهتزت له أعماق التيبير كأنه ينطالُّ ليسمع صدى أصواتكم المالئة شاطئيهِ!. . والآن؟ ماذا تفعلون الآن؟ أترتدون أحسن ملابسكم وتخلفون لأنفسكم عيداً وتنثرون الأزهار في طريق رجل جاءَكم بنصرٍ مخضّب بدم بومباي؟ إليكم عني! تفرَّقوا. اركضوا إلى قعر بيوتكم وخرُّوا سجّداً وادعوا الآلهة علّها تحول عنكم

ص: 330

طاعوناً واقعاً لا محالة عليكم يا ناكري الجميل

فلافيوس - يا أبناء وطني الصالحين. اذهبوا. واجمعوا جموعكم الذين على شاكلتكم إلى ضفاف التيبير؛ واذرفوا الدمع حتى يفيض منهُ النهر ويملأ عبرَيه عسى أن تُغفر لكم أوزاركم يخرج جميع الأهالي أنظرْ. أنَّ أدنى عواطفهم قد تحرّكت. ألا ترى كيف خرسوا في ذنوبهم وذابوا؟ أقصد أنت إلى الكابيتول من هذه الناحية ، وأنا من هنا ، وإذا رأيت صوراً مزدانة بزينة قيصر فانزع زينتها

ماروليوس - أيليق أن نفعل ذلك واليوم عيد لوباركال؟

فلافيوس - لا بأس. يجب أن لا ندع الصور مزدانة بزينات قيصر. أنا ذاهب لأطرد العامة من الشوارع فافعل أنت فعلي وفرّقهم حيث تراهم متكاثفين. فإِنّا إذا نزعنا الآن هذه الريشات المتنامية من جناح قيصر ما استطاع أن يطير فوق الطيران العادي. أما إذا لم نفعل فإنهُ يحلّق إلى حيث لا تراه العين ، ونبقى نحن خاضعين خائفين يخرجان

المشهد الثاني

محلٌّ عام هتاف

يدخل قيصر وأنطونيوس وكالبورنيا امرأة قيصر ، وبورسيا إمرأة بروتوس ،

ص: 331

وديسيوس وشيشرون وبوتوس وكاسيوس وكلسكا. وجمع كثير يتبع ، وبينهم منجّمو لمشاهدة السباق

قيصر - كالبورنيا!

كاسكا - ياهو! اسكتوا! أن قيصر يتكلم

قيصر - كالبورنيا!

كالبورنيا - هانذا سيدي

قيصر - قفي واعترضي أنطونيوس في طريقهِ حين يمرَّ بك جارياً!

أنطونيوس!

أنطونيوس - سيدي قيصر

قيصر - لا تنسَ وأنت تجري في السباق أن تلمسَ كالبورنيا. فأن شيوخنا يقولون أنهُ إذا لمس أحد المتسابقين عاقراً في مثل هذا اليوم زالت عنها لعنة عَقرَتِها

أنطونيوس - سأذكر ذلك ولا أنساه. أن قيصر إذا قال لشيء كن فيكون

قيصر - ابدأوا. والعبوا لعبكم هتاف واختلاط

المنجم - أي قيصر!

قيصر - ها. من ينادي؟

كاسكا - قولوا للناس تسكت! اسكتوا!

قيصر - من يناديني في مثل هذا الزحام؟ فإني أسمع صوتاً أرفع من صوت الموسيقى ينادي قيصر. تكلم أن قيصر مصغٍ يسمع

ص: 332

المنجم - إحذر خامس عشر مارس!

قيصر - مَن الرجل؟

بروتوس - أن منجماً يحدزك خامس عشر مارس

قيصر - إيتوني بهِ. دعني أرَ وجهه

كاسيوس - يخاطب المنجم تقدَّم من بين الجمع وانظرْ إلى قيصر

قيصر - ماذا قلتَ لي؟ قلْ مرةً أخرى

المنجم - احذر خامس عشر مارس!

قيصر - أنهُ لحالِمٌ. لندعه وشأنه. هيّوا بنا

يخرح الجميع ويبقى بروتوس وكاسيوس

كاسيوس - أتأتي معي لمشاهدة السباق؟

بروتوس - ما أنا بالذاهب

كاسيوس - رجوتك. افعلْ

بروتوس - ما أنا باللعَّاب. أنهُ لينقصني بعض ما عند أنطونيوس من الميل إلى اللهو. ولكن لا يقفنَّ امتناعي في سبيل ذهابك أنت. ها أنا منصرف.

كاسيوس - إني ألحظُ إليك منذ زمن يسير فلا أرى في عينيك تلك المودة التي عوَّدتنيها. ولا تُظهر لي من الحبِّ ما كنتُ أنتظره منك. ولا تمدّ يدك السمحآء مدًّا يرقبهُ صديقك الصدوق.

بروتوس - لا تخدعنَّك الظواهر يا كاسيوس. فما حوَّلتُ وجهي عنك بل عن نفسي. . . عواطف متباينة تتقاذفني. إنْ هي إلاّ أفكار خاصة بي قد تصطبغ بها أعمالي. فلا يحزن أصدقائي لأمري - وأنتَ يا كاسيوس في عدادهم - وليعلموا أن بروتوس قد اشتغل بمحاربة نفسه عن إظهار المدّة لهم.

كاسيوس - إذن عفوَك عن أخطائي حسن مقصدك. بل عفواً عن خطأِ

ص: 333

جعلني أخفي عنك في طيّ قلبي أفكاراً وتأملات ذات شأن وقيمة قلْ يا بروتوس! هل تستطيع أن ترى وجهك؟

بوتوس - كلاّ. فإن العين لا ترى نفسها إلاّ إذا انعكست صورتها إليها بشيء آخر

كاسيوس - هذا أكيد. أسفي أن لا يكون لديك مرآةٌ تعكس لك فضائلك المخباة فتريك ظلك. إني سمعت كثيرين من أعلى الناس مقاماً في رومة - عدا قيصر - يئنون تحت نير هذا الزمان. يذكرون بروتوس ويتمنون لو ينظر إلى نفسهِ بأعينهم

بروتوس - إلى أيّ الأخطار تدفعني يا كاسيوس فتجعلني أفتش في نفسي عما ليس فيَّ

كاسيوس - إذن تهيأ للسمع. وما دمتَ تعلم أنك لا تستطيع النظر إلى نفسك فأنا أقفُ لك مرآة صغيرة تعكس ما خفي عليك منك. لا تسيء الظنّ بي. لو كنتُ ضَحِكة بين الناس أو من الذين يطرحون صداقتهم طرحاً على أول قادم. أو كنتُ ممن ينقلب على الصديق عدوّاً أغتابهُ بعد أن أكون قد مدحتهُ. أو كنتُ أحفلُ باسترضاء عامة الناس لحقَّ لك الحذرُ مني هتاف في الخارج

بوتوس - ما هذا الهتاف؟ إني أخشى أن يكون الشعب قد اختار قيصر ملكاً

كلسيوس - آه. أتخشى الأمر؟ إذن أنت لا ترغبُ فيهِ؟

بروتوس - أي كاسيوس. إني لا أريد ذلك ولكني أُحب قيصر. . .

ولمَ تمسكني عن الذهاب؟ ما الذي تودُّ أن تبوح لي بهِ؟ إن كان هناك ما يعود بالنفع على

بلادي فدونك عينيَّ! ضعْ الموتَ أمام إحداهما والشرف أمام الأخرى فتراني أنظرُ إلى الأمرين نظراً واحداً وأسيرُ في طريقي إما إلى الموت وإما إلى الشرف. لنجعّل الآلهة بالقضاء عليّ إن كنت لا أحبُّ الشرف أكثر مما أخاف الموت

ص: 334

كاسيوس - أعرف بك هذه الفضيلة كما أعرفك. خفّف عنك. إني أسوقُ إليك حديثاً موضوعه الشرف. ما الحياة؟ إني أجهل رأيك ورأي الناس في قيمة هذه الحياة الدنيا. أما أنا فسيَّان عندي الموت والحياة إذا كان لابدَّ لي من العيش خائفاً من نفسي. . . لقد ولدت حرّاً مثل قيصر. أو لستَ أنت حرّاً أيضاً؟ تغذَّينا كلانا من غذائهِ. وكلانا يتحمل برد الشتاء كاحتماله. فإني كنت مرة مع قيصر على شاطئ نهر التيبير في يوم مطير ذي ريح عاصفة. وأمواج النهر تودُّ لو استطاعت التملص من شاطئيه فتلطمها حَنِقةً غضبى. فقال لي قيصر أتجسر يا كاسيوس أن تقفز معي إلى هذا النهر الشرس فنسبح إلى الضفة الأخرى. فامتثلتُ الأمر حالاً ووثبتُ إلى الماء وقلتُ له اتبعني. فتبعني. وتدفق السيلُ وعلا خريره فأخذنا نكافحه بأعصاب كَلِبَةٍ ندفع الأمواج غير هيابين فتندفع. وما كدنا نصل إلى هَدَفِنا حتى سمعتُ قيصر ينادي إليَّ يا كاسيوس أو أغرق فانتشلتهُ من ماء التيبير مضنوكاً كما انتشل جدُّنا الأعلى اينياس العجوزَ أنشيزيس من نيران ترواده الملتهبة. وها قد صار هذا الرجل إلهاً وبقي كاسيوس رجلاً تعساً ، عليهِ أ، ينحني خاشعاً إذا تكرَّم قيصر ورمقهُ شزراً. إنهُ أصيب بالحمى في إسبانيا فكان يرتجف ورأيت شفتيه وقد جَبُنتا ففرَّتا هاربتين من لونهما الطبيعي. وتلك العين التي يرتعب العالم من نظرتها رأيتها وقد زال عنها لمعانها. لقد سمعتهُ يئن. إن لسانه الذي أمر الرومانيين أن يكرموه ويدوّنوا خطَبَهُ في كتبهم كان يصرخ طالباً كأساً من الماء كما تصرخ امرأة على سرير المرض. إيهٍ أيتها الآلهة! إني أعجب كيف يتسنى لرجلٍ بهِ من ضعف الخُلق ما بهِ أن يجوز قصب السبق وحده على هذا العالم العظيم هتاف في الخارج

بروتوس - أنهم يهتفون أيضاً. ومما أظنُّ هذا الهتاف إلَاّ تكريماً يضاف إلى حساب قيصر

ص: 335

كاسيوس - ويلك يا رجل. أنهُ مثل ضم رودس يضمُّ بين ساقيه هذا العالم الضيق ولا يُبقي لنا نحن صغار الخَلق إلَاّ أن نمشي بين رجليه الضخمتين ثمَّ نتطال لنجدَ لأنفسنا قبوراً ندفن بها عارنا. الناس يملكون في بعض الأحيان آجالهم إننا نعيبُ زماننا والعيب فينا.

بروتوس - قيصر - ما الفرق بين الاسمين وبمَ يفضل قيصر بروتوس؟ ولمَ ينادي باسمهِ أكثر مما ينادي باسمك؟ اكتب الاسمين معاً. ليس اسمه بأجمل من اسمك. لحن في قراءتهما. إن اسمك عذب اللفظ كاسمهِ. ضعهما في كفتي ميزان فلا يرجح اسمهُ اسمك. عزّم بهما فسرعان ما تخرج الأرواح من بروتوس خروجها من قيصر. وأيم الآلهة جميعها! على أي طعامٍ يقنات قيصر هذا حتى ينمو يا رومه. وأنهُ ما مرَّ منذ الطوفان زمن احتكر شهرته رجل واحد فقط. وما استطاع رجل أن يقول قبل الآن جدران رومه الواسعة ضاقت عن أن تسع أكثر من واحد. ها نحن ، ورومه رومه ، ولا مكان لأكثر من رجل فرد فيها. إني سمعتُ آباءنا تقول إن كان فيما مضى رجل يُدعى بروتوس ودَّ لو خضع لحكم الشيطان الأبدي ولا يرى ملكاً على رومه

بروتوس - لا أشكُّ في حبّك لي. واظنني قد حذرت بعض ما تدفعني إليهِ. سأنبئك بما يستقرُّ عليهِ رأيي في هذه الأمور. أما الآن فأرجوك أن لا تزيد في تحريك شجوني. إني سأمعن النظر فيما قلت وسأصغي إلى كل ما ستقول ثمَّ لي جواب على هذه المهام. واعلم أني أؤثر أن أكون قروياً حقيراً على أن أكون ابناً لرومه ينوءُ تحت أحمال قد يحمّلنا إياها هذا الزمان. فأمضغ هذا الكلام جيداً حتى نلتقي مرةً أخرى.

كاسيوس - أنا فرِحٌ لأن كلماتي الضعيفة قد أذكت مثل هذه النار في صدرك

بروتوس - قد انتهت الألعاب وعاد قيصر

ص: 336

كاسيوس - عند ما يمرّ القوم اجذب كاسكا من كُمّ ثوبه إليك فيروي لنا بأسلوبه الساخر ما يستأهل الرواية من حوادث اليوم يدخل قيصر وأتباعه

بروتوس - سأفعل. إنما تعالَ وانظر. ها علامة الغضب تلمع على جبهة قيصر. وأتباعه يمشون كاسفين. إن الاصفرار يعلو خدي كلبورنيا. وشيشرون ينظر بأعين من نار تذكرنا مواقفه في الكابتول حين يعارضه في الكلام أحد أعضاء المجلس

كاسيوس - سيقص كاسكا علينا

قيصر - انطونيوس!

انطونيوس - قيصر؟

قيصر - أبغِني رجالاً يحيطون بي. رجالاً سمانا ذوي رؤوس ناعمة ينامون الليل كله. إن

لكاسيوس الواقف هناك نظرات جائعة مهزولة. إنهُ كثير التفكير ومثل جانبه لا يؤمن

انطونيوس - لا تخفهُ ، ليس منهُ خطر. إنهُ روماني نبيل يميل إليك

قيصر - لما تجنبتُ رجلاً تجنبي كاسيوس الناحل. أنهُ يقرأ كثيراً ، وهو شديد الملاحظة ، يحدق بنظره فيخترق أعمال الناس. لا يلهو ولا يلعب نظيرك يا انطونيوس ، ولا يسمع الغناء ، يتبسم قليلاً ، وإذا تبسم فكأنهُ يهزأ من نفسه أو يحتقر قلباً يجد ما يستأهل التبسم. إن أمثاله قلقون أبداً ، لا يهدأ لهم بال إذا رأوا من هو أعظم منهم. فهو خَطِر. على أني أنبئك عما يجب أن تخاف وليس عما أخافهُ أنا. لأن قيصر لا يزال قيصر. تعالَ إلى يميني ، فإن هذه الأذن ثقيلة السمع وأبدِ لي رأيك فيهِ بالحق. يخرج قيصر وأتباعه ما عدا كاسكا

كاسكا - أنك جذبت كمَّ ثوبي. هل تبغي محادثتي؟

ص: 337

بروتوس - نعمو أنبئنا ما الذي أساء قيصر اليوم

كاسكا - أنك كنت معهُ. . ألم تكن معهُ؟

بروتوس - لو كنت معهُ ما سألتك شيئاً

كاسكا - لقد قدّموَا له تاجا ، وبعد أن قدّموه ردّه بيده هكذا. فهتف له الشعب.

بروتوس - وما كان سبب الهتاف الثاني؟

كاسكا - الأمر نفسه

كاسيوس - هل أهدوا التاج إليهِ ثلاث مرات؟

كاسكا - نعم. ثلاث مرات ، وقد ردّه ثلاثاً أيضاً. لكنه تمهّل في الثانية أكثر مما في الأولى ، وفي الثالثة أكثر مما في الثانية. وكان الذين حواليَّ يهتفون له المرة بعد الأخرى

كاسيوس - من قدّم له التاج؟

كاسكا - انطونيوس

بروتوس - كيف كان ذلك

كاسكا - أما كيف كان ذلك فصعب عليَّ وصفه. ما اكترثتُ. ظننت الأمر ألعوبة. رأيت ماركوس انطونيوس يقدّم له شيئاً ليس بالتاج حقيقة بل إكليلاً صغيراً. وقد قلت لك أنهُ رفضهُ. على أني أظنهُ كان يود لو أبقاه. فقدّم إلا كليل ثانية ، فردّه قيصر أيضاً. على أنني أظنهُ اسثقل أن يعيد يده خاليةً منه. فعاد انطونيوس وقدم الإكليل مرة ثالثة ، فردّه بين

هتاف الجمهور وتصفيقهم. وأخذوا يرمون قبعاتهم القذِرة في الهواء فتختلط رائحتها برائحة أنفاسهم المنتنة حتى كاد يُقضى على قيصر. فقد اعتراه الأغماء وسقط إلى الأرض. أما

ص: 338

أنا فلم أجسر أن أضحك مخافة أن أفتح فمي فيمتلئ ريحاً خبيثة

كاسيوس - مهلاً. مهلاً. هل أغمي على قيصر؟

كاسكا - أنهُ سقط على قارعة الطريق ، وأزبد فمه ولم يتكلم

بروتوس - والأمر معقول. فإن قيصر مصاب بداء الصرع

كاسيوس - ليس قيصر المصاب بالصرع! بل أنت ، وأنا ، وهذا الأمين كاسكا. نحن المصابون بالصرع!

كاسكا - لا أفهم ما تقول. ولكني أعلم أن قيصر وقع إلى الأرض وكان قد لحظ قبل أن يقع سرور الشعب لرفضه التاج فجذبني إليهِ لأنزع الرداء عن عنقه ، والتفت إلى جمهور الواقفين وقال تعالوا اضربوا عنقي. أما أنا فلو كنت أحد هؤلاء الصنّاع لصدقته حالاً. وعندما رجع إلى نفسه ، اعتذر عما بدر منهُ ونسب السبب إلى مرضه ، فصاحت ثلاث أو أرع نساء كنَّ بجانبي يا له من ملك كريم وغفرنَ له من قلوبهنَّ. إنما لا عبرة بأعمالهنَّ فلو طعنَ قيصر أمهاتهنَّ ما فعلنَ خلاف ذلك

بروتوس - وبعد ذلك خرج كئيباً؟

كاسكا - نعم

كاسيوس - هل تكلم شيشرون؟

كاسكا - نعم. تكلم باليونانية

كاسيوس - ماذا قال؟

كاسكا - لو كنت أعلم ما قال لما نظرت إلى وجهك بعد الآن. أما الذين فهموه فكان ينظر بعضهم إلى بعض ويتبسمون ويهزّون الرؤوس. أما أنا فلم أفهم شيئاً. كان الكلام يونانياً - دونك خبراً آخر: إنهم قبضوا على ماروليوس وفلافيوس لأنهما نزعا الزينات من صور قيصر. وهناك مساخر أخرى قد نسيتها. مودّعاً طيبا نفساً

كاسيوس - تعالَ نتعشى في بيتي هذا المساء

ص: 339

كاسكا - لا. فإن لي موعداً آخر

كاسيوس - فليكن الأمر غداً

كاسكا - لا بأس إن عشتُ ، وكان غذاؤك طيباً ، وإن أنت لم تنس

كاسيوس - سأكون بانتظارك يخرج كاسكا

بروتوس - غريب أمر هذا! وكيف صار بطيء الفهم. فقد كان رفيقي في المدرسة وعرفته على جانب عظيم من الذكاء وسرعة الخاطر

كاسيوس - أنهُ لا يزال سريعاً في التنفيذ سبّاقاً إلى غايات الشرف والشجاعة رغم ظاهره البطيء. وليست هذه الخشونة البادية عليهِ إلَاّ مرقاً في صحن ذكائهِ يذيقهُ الناس فيحسنون هضم كلامه بشهية

بروتوس - وهو كذلك. سأتركك الآن. فإذا أحببتَ أن تراني غداً أجيئك. أو تعالَ أنت إلى منزلي. إني أكون بانتظارك

كاسيوس - سأفعل. استودعكَ التفكير في شؤون هذا الزمان يخرج بروتوس. إنك شريف يا بروتوس. على أني أرى معدنك الشريف قد يُصكُّ ويجوَّل إلى غير وجهتهِ. ولذلك وجب أن لا يخالط الشريف إلَاّ الشريف ، فالعصمة ليست لأحد ، وأي الرجال لا يُستغوى. أن قيصر حاقدٌ عليَّ ولكننهُ يحب بروتوس. فلو كنتُ أنا بروتوس وكان بروتوس كاسيوس لما استطاع أن يثير مكامن عواطفي. فلأذهبنَّ الليلة وأكتبُ رسائل أرميها إليهِ من نوافذ بيته رسائل مختلفة الخطوط تشيرُ إلى ما له من عظيم المكانة في قلوب أهل رومه وتلمذح إلى أطماع قيصر ومآربه وبعد ذلك ليطمئن قيصر في مقعده إن استطاع للاطمئنان سبيلا. فإنّا سنهززه تهزيزاً أو نخضع للنحس طويلاً يخرج

المشهد الثالث

رعد وبرق يدخل كاسكا من جهة شاهراً سيف ، وشيشرون من جهة أخرى

شيشرون - السلام يا كاسكا. أكنتَ في ركاب قيصر حتى منزله؟ مالك

ص: 340

تكاد تختنق؟ إلى أيّ شيء تحدّق

كاسكا - وأنتَ مالك ساكناً لا تتحرَّك والأرض تكاد تميد بما فيها كورقة يهزُّها الريح. أي شيشرون! إني رأيت أعاصير اقتلعت الأشجار ذات العقد؛ وشاهدتُ البحر ينتفخُ ويرغي ويُزبِد طامعاً بأن يرتفع إلى السحب الغضبى ولكنني لم أرَ قبل اليوم عاصفة تمطرُ ناراً.

فقد يكون أهل السماء قام بعضهم على بعضٍ عدوّاً. أو أن الأرض تطاولت على الآلهة فاستفزتها إلى إرسال صواعق الهلاك

شيشرون - ماذا رأيتَ من الغرائب؟

كاسكا - رأيت عبداً رافعاً يده اليسرى تلتهب ناراً كأنها تضمُّ عشرين مشعالاً ولكنها سليمة لا تحترق. والتقيتُ بأسدٍ سللتُ له سيفي فكان يحملق فيَّ ثم سار بسلام. وثَمَّ يسيرون في الشوارع. والبارحه جثمت البوممة طائرُ الليل تنعبُ في رابعة النهار. . أفإِذا اتفقت هذه الخوارق على الوقوع يعللها الناس بأنها طبيعية ويخلقون لها أسباباً؟ أما أنا فأراها نُذُرَ سوءِ للبلد التي تحلُّ عليها!

شيشرون - لا ريب أنهُ زمنٌ غريب الطوار. إنما الناس يؤوّلون على هواهم أموراً ليست مقاصدهم. أيجيء قيصر إلى الكابيتول غداً؟

كاسكا - يجيء فقد أمرَ أنطونيوس بأن ينقل إليك نبأ عزمه على الذهاب

شيشرون - مُسيّتَ بالخير ليس هذا الطقس بلائق للسُرى

كاسكا - بحفظ الله يا شيشرون يخرج شيشرون

يدخل كاسيوس من ناحية أخرى

كاسيوس مَن هنا

كاسكا - روماني

كاسيوس - أنتَ كاسكا. عرفتك بصوتك

ص: 341

كاسكا - ُذنك سمَّاعة! أي كاسيوس ما هذا الليل؟

كاسيوس - إنها لليلة تسرُّ المخلصين الأمناء

كاسكا - مَن رأى السماء تزمجر هكذا

كاسيوس - الذين رأوا الأرض مملوءة ذنوباً. أنظر يا كاسكا! إني كما تراني قد خرجتُ أجول في الأسواق معرّضاً نفسي لأخطار هذا الليل ، مفكوك الإزار معرّياً صدري للصواعق حتى إذا ما أرعدت وشقّت صدر السماء كنت أتعرّض لها مستقبلاً انقضاضها هكذا؟

كاسكا - ولم تستفزُّ السماء هذا الاستفزاز؟ أن علينا نحن البشر أن نخاف ونرتجف عندما

ترسل الآلهة البطّاشة مثل هذه النذر الهائلة لترهبنا

كاسيوس - إنك بليد يا كاسكا! فإما إنه يعوزك شررُ الحياة اللازم لكلّ روماني وأما أن يكون مخبوءا فيك لا تقدح بهِ. تلبس لباس الخوف والدهشة ، ويعلو وجهك الاصفرار ، وتحدّق لترى علة ملل السماء. ولو استقصيتَ السبب الحقَّ لوجدتَ أن هذه النيران وهذه الأشباح الزاحفة وهذا الطير والحيوان وهذه الأشياء جميعها لم تخرج عن مألوفِ سليقتها وأصل كيانها ولم يستعصِ سرُّ انقلابها على الرجال عاقلهم ومجنونهم وطفلهم ، فضاع منهم سبب تحوّلها هذا التحوُّل الرهيب إلاّ لأمرٍ جللٍ خارق؛ وأن السماء قد نفخت فيهم هذه الأرواح لتجعلهم آلةَ رعبٍ وإنذار! أي كاسكا! هل أُسمي لك رجلاً هو أشبه الأشياء بهذا الليل - رجلاً يرعد ويبرق ويبنش القبورَ ويزأر كالأسد في الكابيتول - رجلاً لا يفضلك ولا يفضلني في الأعمال ولكنهُ نما فصار مخيفاً هائلاً كهول ما نشاهد من الخوارق.

كاسكا - قيصر عنيت. ألم تعنهِ يا كاسيوس؟

كاسيوس - ليكن من يكون. تعساً لهذا الزمان! فإن للرومانيين الآن أعصاب أجدادهم وعضلاتهم. أما عقول آبائنا فقد ماتت وبقيت لنا عقول الأمهات

ص: 342

أن نيرنا وصبرَنا عليهِ لمظهرٌ من مظاهر تخنّثنا

كاسكا - يقال أن الأعيان ينوون المناداة بقيصر ملكاً يحمل التاج في البرّ والبحر وفي مكان خلا إيطاليا

كاسيوس - إذن فإنا أعرف أين أغمد هذا الخنجر وأحرر نفسي من هذا الرق! إيهٍ أيتها الآلهة! إنكم في هذا تجعلون الضعيف قوياً وتقهرون المستبدين!. . . لا تستطيع الحصون الحجرية ولا الأسوار المصفحة بالنحاس ، ولا السجون المخنقة ، ولا سلاسل الحديد أن تقف حاجزاً في سبيل عزم نفس أكيد. إنما كنتُ أعلم ذلك - وهو ما يعلمه الناس كلهم - فإني أستطيع أن أنزع عني متى شئت هذا الاستبداد الذي أحمله

كاسكا - هكذا أنا. وهكذا كل عبد يحمل في يده قوة تزيل عنهُ عبوديته

كاسيوس - إذن لماذا يكون قيصر السيد المستبد؟ مسكين هو - الذنب ليس ذنبه. إنهُ لا يودّ أن يكون ذئباً لو لم يرَ الرومانيين حملاناً؛ ولا أن يصير أسداً لو لم يكن الرومانيين ظباء. إن أعظم النار التهاباً تبدأ بشرر في العشب الصغير البائد. يالرومة. ما آزراها وما

أشبهها بالحثالة والنفاية حيث هي أداة هوان تُحرق مشكاةً لشيءٍ سافلٍ اسمهُ قيصر! رويدكِ نفسي لقد أضلتني شجوني ، فقد أكون مخاطباً رجلاً راضياً بالرق. على أني أتحمل مسؤولية كلامي ، فلا أخشى الخطر بعد أن سلحت لملاقاته عزيمتي

كاسكا - إنك تخاطب كاسكا. وليس كاسكا بالثرثارة المهذار. ضع يدك في يدي! كن في عصبة تقوم في وجه هذه المساوئ ، فأصبح واحداً منكم لا يسبقهُ إلى العمل سابق

كاسيوس - هذا عهد بيننا. يتصافحان فليكن في معلومك الآن أني قد أثرت بعضاً من أشرف رؤوس رومه ليكونوا عوناً لي على أمر جلَل نبيل؛ وهم

ص: 343

بانتظاري الآن في رواق بومباي في هذا الهزيع من الليل حيث لا سار في الأسواق. . . ما أشبه وجه الطبيعية بعمل دموي مخيف سوف نقدم عليهُ يدخل سنّا

كاسكا - اختبئ هنيهةً! إنسان قادم على عجل

كاسيوس - هو سنّا. اعرفه بمشيته. أنهُ صديق. ما لك تسرع يا سنّا؟

سنّا - أهلاً بك وفرحاً! يا لهول هذا الليل! إن بعضاً من قومنا رأى مناظر غريبة

كاسيوس - أينتظرني القوم؟ قل!

سنّا - نعم هم بانتظارك. ايه كاسيوس لو تستطيع أن تجعل بروتوس منا

كاسيوس - اطمأن بالاً. خذ هذه الورقة للمجلس ، وضعها في كرسي بروتوس الخاص بهِ بحيث لا يراها سواه ، وارمِ بهذه إلى نافذة بيتهِ ، علّق هذه على تمثال جدّه بروتوس؛ ثم تعالَ والحق بنا في رواق بومباي. أهناك داسيوس وتريبونيوس؟

سنّا - الكل عدا سمبر الذي خرج وراءك إلى بيتك. ها أنا أُسرع لأوزع هذه الأوراق حسب قولك

كاسيوس - ثم ارجع بعد ذلك لى رواق بومباي. يخرج سنّا مخاطباً كاسكا كاسكا. هلمَّ بنا إلى منزل بروتوس قبل أن يفاجئنا النهار. ثلاثة أرباعه لنا الآن ، وسنأخذه كله بعد هذا الاجتماع

كاسكا - أن منزلته رفيعة المقام في قلوب الشعب وما يرونهُ تهجماً إذا صدر منا ينقلب بسحر هيبتهِ فضيلةً وإحساناً

كاسيوس - لقد قدرته وفضله وحاجتنا إليهِ حق القدر. هيا بنا فقد آذن الليل بالانصراف ،

وسوف نكون واثقين منهُ قبل أن يلوح الفجر يذهبان

تم الفصل الأول

ص: 344