الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أزهار وأشواك
من بحمدون إلى الرافعي
نشر السيد مصطفى صادق الرافعي في الجزء الثالث من هذه المجلة قصيدة لطيفة عنوانها إلى بحمدون - وبحمدون قرية جميلة في جبل لبنان - تأوَّه فيها من النوى وسكب عبرات البين على فراق ليلى. فوصل صدى زفراتهِ إلى تلك الربوع ، وجاءَه جواب ليلى منظوماً بقلم حبيب أفندي ثابت. نسمةٌ لطيفة هبَّت من قمم لبنان فأحببتُ أن تسري إلى القرَّاء من نافذتي ، لاسيما وقد حُرِم الكثيرون في هذا الصيف من نسيم لبنان البليل؛ وإليك بعض ما في الجواب:
ليلى تحيَّيك من أعلى بحمدونِ
…
والبينُ فاعلمْ كما يُشجيك يشجيني
إن كنتُ قدمتُّ بعد البين من شجني
…
فبعض ما كان قبل البين يُحييني
أو كان للمرء دينٌ يستعزُّ بهِ
…
فمنتهى عزَّتي أنّ الهوى ديني
والصادق الحبّ يبقى في مودَّتهِ
…
أن حالَ من دونهِ بينٌ ومن دوني
لهُ بمصر مقامٌ طابَ مرتعُهُ
…
تصوُّر الفكر يدنيهِ ويدنيني. . .
وينبض القلب في طيّ الضلوع كما
…
يرفُّ نحلٌ على خضرِ الرياحينِ
وأن عينيَ من وجدي تُمثّل لي
…
أهرامَ مصر تناغي طودَ صنّينِ
إني لأذكر مصراً لا لبهجتها
…
لكنْ لمن هو من مصرٍ يحيّيني
وأذكرُ الحَرُّ الشديد بها
…
كنارِ قلبي لا تعنو لتسكينِ
إلَاّ إذا صادق وافى وأدركني
…
محمومةً فهو من يأسو فيشفيني
ثم شاركت ليلى الرافعي في شكواه وتمنت لقياه في الجبل
حيثُ النسيمُ عليلٌ في خمائلهِ
…
إذا سرى لم ينبه طرف نسرينِ
والماء يجري على الحصباء في غُدُر
…
مثل اللجين على درٍّ يحلّيني
والكرم يبدو لنا كالدرّ ناضجة
…
لوناً فيعنيك معناه ويعنيني
إليَّ يا صادقاً في الحبِّ مرتهناً
…
قلبي فما أنا من يحيا إلى حينِ. . .
وإن ضنتَ ففي الحالين ما برحتْ
…
ليلى تحيّيك من أعلى بحمدون
بقي سؤالٌ لي أوجهّهُ إلى الرافعي وهو: هل يلاكَ يا أبا السامي أخيلية أم خيالية. .؟
سوق عُكاظ
عُقدت هذه السوق في مصر في فندق الكونتننتال منذ شهر من الزمن على طرزٍ حديث وأسلوب شائق جميل ترأسها أمير الشعر في مصر ، أحمد شوقي بك ، وتصدّرها ناظر المعارف العمومية ، أحمد حشمت باشا ، وحضرها كل ذي مقامٍ في دولة الأدب ، وتبارى في ميدانها نثراً ونظماً ، أشهر من نثر وأبلغ من نظم. لم يكن موضوعها المفاخرة بين قبيلتين ولا التحكيم بين شاعرين ، بل كرام حافظ إبراهيم الشاعر وتهنئته بيكويته. في الجزء الفائت قلتُ كلمتي في الرتب والألقاب ، وفي لقب حافظ على الأخص. وكلمتي اليوم قاصرة على هذه الحفلة أو بالأحرى على الإشارة إليها فقط. لأني كنت قد جمعت لقرّائي أهم ما قيل فيها من طيب الشعر وجيد الخطب. ثم نظرت إلى الأتعاب والمشقات التي كابدها سليم سركيس فقدّرتها قدرها ، وأبيت أن أحرمهُ الانتفاع بتعبه كما فعل بتوجيه أنظار القراء إلى العدد الأخير من مجلته وقد دوّن فيه جميع القصائد والخطب التي قيلت في حافظ. فأهنئه وأهنئ شريكه في العمل داود بركات فإنهما أقاما هذه الحفلة فأكرما الأدب ورفعا شأن الأدباء وحملاً فريقاً من كتَّابنا على شحذ قريحتهم بعد أن كادت تصدأ فسمعنا نغمات مطربة كانت قد خمدت حيناً من الزمن.
شارع الفحالة
لاحظ القرّاء منذ مدة تغييراً في عنوان مجلة الزهور فبعد أن كانت الإدارة في أول شارع الفجالة أصبحت في نمرة 72 منهُ. مع ذلك فهي لم تبرح مكانها ولم تنقل منهُ قيد شبر. والسرُّ في هذا الأمر أن محافظتنا - حفظها الله - رأت من الحكمة أن تغيّر أسماء بعض الشوارع. وتقلب نمر البعض الآخر رأساً على عقب ، فأصبح الأولون آخرين والآخرون أولين: وهذا بعض ما أصاب شارع الفجالة فصار أوله الآخر وآخره الأول باعتبار النمر. وفي هذه المناسبة أقترح على اللجنة التي غيّرت أسماء بعض الشوارع أن تبدل اسم شارع الفجالة بشارع الأدب وذلك لأنهُ لم يبقَ في هذا الشارع من أثر للفجل والفجالين. وهو من جهةٍ ثانية شارع الجرائد والمجلات والمطابع والمكاتب. ففي أوله - أو في أخره حسب الترتيب الجديد - مكتبة ومطبعة المعارف ، ومجلة الزهور ، ومكتبة الهلال ، ومطبعة ومجلة الروايات الجديدة ، ومجلة سركيس ، ومجلة فتاة الشرق ومجلة الجنس اللطيف ،
وجريدة الوطن ، ومطبعة وجريدة الأخبار وجريدة مصر وجريدة الرقيب وجلة المحيط ومجلة رعمسيس ومجلة فرعون وجريدة العمران ومطبعة العرب ، وإدارة الهلال ومطبعتها حيث تطبع أيضاً مجلة طبيب العائلة ، ومطبعة السلام ، ومكتبة الأخبار ، ومكتبة الطلبة ، ومطبعة الجوهر الساطع وجريدتها. فترى مما تقدَّم أي عددٍ من المطبوعات والنشرات يصدر من هذه البقعة الصغيرة في أرض العاصمة ، ويُنثر جميع هذه الصحف والمجلات والمطابع بشارع الأدب؟
حاصد