الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرسمية على جميع رجال الدولة حتى الصدر الأعظم وشيخ الإسلام. ولم تزل هذه الوظيفة في البيت البكري من القرن الثاني عشر إلى الآن لم تخرج منه إلا بريهات يسيرة وأول من تولاها من رجاله السيد محمد أفندي البكري
تربية الطفل
أوقات الرضاعة
يرضع الطفل في أوقات منتظمة بعد اليوم الثاني أو الثالث ، وإذا كان نائماً يوقظ بلطف متى جاءَ وقت الرضاعة. ولا يمضي إلا القليل من الوقت حتى يتعود الطفل أن يستيقظ من تلقاء نفسه وقت الرضاعة ، وينام بعدها. فإذا رضع الطفل في أوقات منتظمة نما النموَّ الاعتيادي ، وحسنت صحته. وأما إرضاع الطفل بغير انتظام ، وكلما بكى ، فتلك طريقة رديئة تلبّكُ معدته فتفسد صحته. فإذا بكى الطفل ، أو لم ينم وهو في مهده ، وجب على الأم أن تلاطفه قليلا وأن تتحقق من بكاءه ليس بناشئ عن ألم أو قلق أو غير ذلك ، فيهدأ ويرقد مطمئناً. يرضع الطفل ، بعد اليوم الثالث ، مرة كل ساعتين أثناء النهار ، ومرتين أثناء الليل في المواعيد التالية: الساعة 5 و7 و9 و11صباحاً؛ و1 و3 و5 و7 و10 مساء والساعة 1. 30 صباحاً. وتراعى هذه المواعيد حتى يبلغ الطفل الأسبوع السادس. ووقتئذ يمكن تطويل الفترات بين
الرضعتين حتى تصير الفترة ساعتين ونصفاًُ ، وبذلك غذاءَ أكثر مما يحتاج إليهِ ، فلا ترتيبك المعدة ولا يعسر الهضم. ولما كان لبن الأم يكثر في الثدي إلى الشهر السابع أو العاشر وجب الاحتراس من إتخام الطفل بكثرة الرضاعة. وبعض الأطفال ينام من الساعة العاشرة مساء إلى الساعة الرابعة أو الخامسة صباحاً ومثل هؤلاء الأطفال لا يلزم إزعاجهم إذا حسنت صحتهم وكان وزنهم مناسباً لعمرهم. ويحتاج الطفل عند بلوغه الشهر الثالث إلى 8 رضعات في كل 24 ساعة ، ويكفي البعض 7 رضعات ، ومتى بلغ الشهر السادس يُرضع سبع مرات. ولحالة الطفل الصحيحة وكمية لبن الأم ونوعه شأن كبير في تنظيم أوقات الرضاعة. غير أننا نقول بوجه عام أنهُ يجب في الأشهر الأولى تكثير عدد الرضعات وتقليل كمية الرضاعة ، وكلما تقدم الطفل في العمر يُقلل عدد الرضعات وتزداد كمية الرضاعة أعظم راحة للوالدة وأكبر فائدة للمولد. فإنهُ إذا تعوَّد أخذ غذائهِ في أوقات مقررة لا يعود يشغل والدته في كل ساعة من النهار ويؤرّقها في كل فترة من الليل فيحرمها الراحة ويصرفها عن كل عمل ، بل يصير يكتفي بالمواعيد المخصصة له ويسهل على معدته القيام بوظيفتها. فلتراعِ الأمهات هذه القواعد يجدنَ راحة لهنَّ وفائدة لأولدهنَّ.
الأُم وطفلها
كما أن الطفل قد استمدَّ حياته قبل ولادته من أُمه ، فهو كذل يستمدُّها منها بعد ولادته إلى أن تنبت أسنانه؛ ولذلك يحسن أن تُرضع الأم طفلها بنفسها إذا استطاعت؛ ولا تتوهم الوالدات أن الرضاعة تضعفهنَّ بل هي بالعكس تزيدهنَّ صحةً ونشاطاً ، ما لم يجهدنَ أنفسهنَّ في أعمال أخرى.
تأثير الغذاء والشرب والدراء في لبن الأم
يظن البعض أن الأم يمكنها أن تتناول أي صنف من أصناف الغذاء ، وأن تأكل منهُ ما شاءَت دون ضرر على الطفل. ذلك رأي فاسد لأن اللبن من الدم ، والدم من الغذاء والشرب ، فهو يتنوّع باختلاف الغذاء. ولا يخفي كيف يكون لبن البقر حلو الطعم لذيذاً إذا اقتصر غذاؤها على البرسيم والتبن؛ وبالعكس فاللبن يكون رديئاً إذا أكلت من البصل والحشائش المختلفة. وكم تقاسي الأطفال من الأمراض الجلدية وخلافها إذا لم تحتط الأمهات اللائي يرضعنَ أولادهنَّ في غذائهنَّ. ولذا يلزم أن يكون غذاء الأم كافياً وجيداً خالياً من الخضروات والبقول التي تنفرز مع اللبن ، فتغيّر طعمه وينفر منه الطفل كالجزر والبصل والجرجير والثوم والخرشوف. كما يلزم أن يكون خالياً من الفواكه غير الناضجة والتوت البدي والإفرنجي (الفريز) لأن هذه الأشياء قد تحدث مغصاً عند الطفل
الدكتور محمد عبد الحميد