الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نوابغ مصر
كانت الزهور قد اقترحت على قرَّائها س3: ج2: ص89 أن يذكروا أسماءَ العشرة الذين تصحُّ تسميتهم بنوابغ مصر في الأيام الحاضرة فلاقى هذا الاقتراح ارتياحاً عظيماً بدليل كثرة الأجوبة التي وردت من مصر وسوريا وأميريكا من المشتركين وغيرهم من القرَّاء ، ويظهر أن هؤلاء ليسوا بالنزر واليسير ، وقد استكبر البعض لفظة النابغة فرأى أننا طلبنا كثيراً بطلب عشرة نوابغ. وفهم البعض الآخر أننا إنما نعني في الحقيقة بهذه الكلمة كلَّ رجلٍ كبير فاضل يحقُّ لمصر أن تفاخر بهِ فرأى أننا ضيَّقنا النطاق بطلب عشرة فقط. ولاحظ علينا فريقٌ أنهُ كان الأجدر بنا أن نحصر الجواب على هذا السؤال ببعض الأفاضل الذين يعتدُّ بآرائهم فتجيء النتيجة معبّرة عن رأي الخاصة المفكّرين لا عن رأي العامة وجه الإطلاق. غير أننا في اقتراحنا لم نرمِ إلى كل هذه الأمور ، بل أحببنا أن نجسّ نبض الرأي العام فنعرف من هم العشرة الذين يمثّلون في نظر الأمة بوجه عام الفئة الممتازة التي تُعدُّ في طليعة البلاد عقلاً وفضلاً ، ولا نوافق من أنكر علينا وجود النوابغ في بلادنا. فمن جهةٍ كلُّ شيء في هذا العالم يُقاس بالنسبة ويكون الحكم عليه نسبياً. فالرابية الصغيرة تعدُّ في عين الطفل طوداً شامخاً ، والأستاذ في عين تلميذه عالماً تحريراً وقس على ذلك. ومن جهة ثانية فإن في البلاد فئة تفرَّدت بصفاتها العقلية والأدبية ولو أُتيحت لها أحوال أكثر موافقةً لأعربت عن نبوغها ببراهين حسيّة
ذكرنا ذلك ردًّا على ما علّق بهِ بعض المجاوبين على أجوبتهم. ولا نجزم بأن حكمهم سيكون يوماً حكم التاريخ؛ فكم من شهير عظيم في حياته ، تضمحلّ شهرته ، ويصبح نسياً منسياً بعد مماتهِ. هذا ما لاحظهُ البعض علينا. ومما لاحظناه نحن أنهُ كان للصحف تأثيرٌ كبير في حكم فريقٍ من المجاوبين. فإن الجرائد أكسبت قوماً منا شهرةً جعلت لهم مقاماً رفيعاً في أعين العامة. ومما يجدر بالذكر خصوصاً أن رجال القلم هم أرفع من سواهم في النفوس بدليل أن معظم نوابغنا أن لم نقل كلّهم من الكتَّاب والشعراء كما سترى. ولا يُستغرب ذلك لأن حملة الأقلام هم قادة الأفكار ويسهل عليهم أكثر من سواهم عرض مواهبهم العقلية على أبناء جلدتهم. على أن هذا الحكم في بلادنا أعمّ مما في سواها لعدم وجود نوابغ عندنا في العلوم والفنون والصنائع والتجارة. وها نحن ذاكرون نتيجة الأجوبة التي وردت على اقتراحنا ، وليس في من ستقرأ أسماءَهم إلَاّ كلُّ فاضل نجيب:
أحمد بك شوقي 370 صوتاً
السيد علي يوسف 307 أصوات
حافظ بك إبراهيم 305 أصوات
جرجي أفندي زيدان 289 صوتاً
الدكتور يعقوب صرُّوف 271 صوتاً
سعد باشا زغلول 269 صوتاً
ولي الدين بك يكن 267 صوتاً
الدكتور فارس نمر 264 صوتاً
أحمد زكي باشا 259 صوتاً
خليل أفندي مطران 254 صوتاً
هؤلاء هم العشرة الذين أحرزوا أصواتاً أكثر من سواهم. ويليهم إسماعيل باشا صبري والسيد مصطفى لطفي المنفلوطي وفتحي باشا زغلول وأحمد بك لطفي السيد وعبد الخالق باشا ثروت وعلي باشا أبو الفتوح